الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم الجوع، ورفعنا ثيابنا عن حَجَرٍ حَجَرٍ على بطوننا؛ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين. كذا في الترغيب. وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن بُجير رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أصاب النبي صلى الله عليه وسلم جوع يوماً، فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه ثم قال:«ألا ربَّ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعةٌ عاريةٌ يوم القيامة. ألا ربَّ مُكْرم لنفسه وهو له مهين. ألا ربَّ مُهين لنفسه وهو له مكرم» . كذا في الترغيب. وأخرجه أيضاً الخطيب، وابن مَنْده كما في الإِصابة.
قول عائشة رضي الله عنها في الشبع
وأخرج البخاري في كتاب الضعفاء وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشِّبع، فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، فضَعُفت قلوبهم، وجَمحت شهواتهم، كذا في الترغيب.
جوعه صلى الله عليه وسلم وجوع أهل بيته وأبي بكر
، وعمر رضي الله عنهم جوعه عليه السلام وأبي بكر، وعمر وخبرهم مع أبي أيوب
أخرج الطبراني، وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج أبو بكر رضي الله عنهما بالهاجرة إلى المسجد، فسمع عمر
رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر، ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاقِّ الجوع. قال: وأنا - والله - ما أخرجني غيره. فبينما هم كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما أخرجكما هذه الساعة؟» قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من حاقّ الجوع قال: «وأنا - والذي نفسي بيده - ما أخرجني غيره فقوما» ، فانطلقوا فأتَوا باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وكان أبوي أيوب يدَّخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً كان أو لبناً، فأبطأ عليه يومئذٍ فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه.
فلما انتَهوا إلى الباب خرجت إمرأته فقالت: مرحباً بنبي الله وبمن معه. قال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم «أين أبو أيوب؟» فسمعه - وهو يعلم في نخل له - فجاء يشتد فقال: «مرحباً بنبي الله وبمن معه. يا نبي الله، ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه؟ فقال صلى الله عليه وسلم «صدقت» . قال: فانطلق فقطع عِذْقاً من النخل فيه كلٌّ من التمر والرُّطَب والبُسْر. فقال صلى الله عليه وسلم «ما أردت إلى هذه، ألا جَنَيت لنا من تمره؟» قال: يا رسول الله أحببت أن تأكل من تمره وخطَبه وبُسْره، ولأذبحنّ لك مع هذا. قال:«إن ذبحتَ فلا تذبحنَّ ذاتَ دَرّ» . فأخذ عَناقاً أو جدياً فذبحه، وقال لامرأته: أخبُزي واعجِني لنا وأنت أعلم بالخبز. فأخذ نصف الجدي فطبخه وشوَى نصفه. فلما أدرك الطعام ووُضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ أخذ من الجَدي فجعله في رغيف وقال: «يا أبا أيوب: أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تُصِب مثل هذا منذ أيام» . فذهب أبو أيوب إلى فاطمة. فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم «خبز، ولحم، وتمر، وبُسْر، ورُطَب، - ودمعت عيناه -، والذي نفسي بيده، إنَّ هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة» .
فكَبُر ذلك على أصحابه فقال: «بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم، فقولوا: بسم الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا فأفضل؛ فإن هذا كفاف بهذا» . فلما نهض قال لأبي أيوب: «ائتنا غداً» وكان لا يأتي أحد إِليه معروفاً إِلا أحبَّ أن يجازيه. قال: وإن أبا أيوب لم يسمع ذلك؛ فقال عمر رضي الله عنه: إِن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه غداً. فأتاه من الغد فأعطاه وليدته؛ فقال: «يا أبا أيوب استوصِ بها خيراً فإنَّا لم نرَ إِلا خيراً ما دامت عندنا» . فلما جاء أبو أيوب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً له من أن أعتقها فأعتقها. كذا في الترغيب.
وأخرجه البزار، وأبو يعلى، والعُقَيْلي، وابن مردَوَيه، والبيهقي في الدلائل، وسعيد بن منصور عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة فوجد أبا بكر رضي الله عنه في المسجد فقال: «ما أخرجك في هذه الساعة؟» فقال: أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله. وجاء عمر بن الخطاب فقال: «ما أخرجك يا ابن الخطاب؟» قال: أخرجني الذي أخرجكما. فقعد عمر، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما، ثم قال:«هل بكما قوة تنطلقان إلى النَّخْل فتصيبان طعاماً وشراباً وظلاً؟» قال: «سيروا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيِّهان الأنصاري فذكر الحديث بطوله كما في كنز العمال.