الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله؛ فنزلت: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذالِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور: 55) . كذا في الكنز. ولفظ الطبراني: عن أبيّ بن كعب قال: لمّا قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة؛ فنزلت:{لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ} . قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
غزوة ذات الرِّقاع
وما لقيه عليه السلام وأصحابه من الأذى
وأخرح ابن عساكر، وأبو يَعْلى عن أبي موسى رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نَعْتَقِبُه فَنقِبَت أقدامنا (ونقبت قدماي) وسقطت أظفاري، فكنّا نلفُّ على أرجلنا الخِرَق، فسميت الغزوة «ذاتَ الرقاع» لما كنّا نعصِب على أرجلنا من الخِرَق. كذا في الكنز. وأخرجه أيضاً أبو نُعيم في الحلية بنحوه، وزاد: قال أبو بُرْدة: فحدَّث أبو موسى بهذا الحديث ثم ذكر ذلك فقال: ما كنت أصنع أن أذكر هذا الحديث كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه. وقال: الله يجزي به.
تحمل الجوع في الدعوة إلى الله ورسوله
تحمل محمد صلى الله عليه وسلم الجوع
أخرج مسلم، والترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَل ما يملأ بطنه. وفي رواية لمسلم عن النعمان رضي الله عنه قال: ذكر عمر رضي الله عنه ما أصاب الناسُ من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدَّقَل ما يملأ بطنه - كذا في الترغيب. وأخرجه أيضاً الإِمام أحمد، والطيالسي، وابن سعد، وابن ماجه، وأبو عَوانة وغيرهم كما في الكنز.
شدة الحساب لا تصيب الجائع
وأخرج أبو نُعيم في الحلية، والخطيب، وابن عساكر، وابن النجّار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي جالساً. فقلت: يا رسول الله، أراك تصلِّي جالساً فما أصابك؟ قال:«الجوع، يا أبا هريرة» فبكيت. فقال: «لا تبكِ يا أبا هريرة، فإنَّ شدة الحساب يوم القيامة
لا تصيب الجائع إِذا احتسب في دار الدنيا» . كذا في الكنز.
بيوت النبي صلى الله عليه وسلم لا تُسرج ولا يوقد فيها النار
وأخرج أحمد - ورواته رواة الصحيح - عن عائشة رضي الله عنها قالت: أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلاً، فأمسكتُ وقطع النبي صلى الله عليه وسلم أو قالت: فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعتُ -. قال: فتقول للذي تحدثه هذا على غير مصباح. وأخرجه الطبراني أيضاً - وزاد: فقلت: يا أمَّ المؤمنين، على مصباح؟ قالت: لو كان عندنا دهن غير مصباح لأكلناه - كذا في الترغيب. قال الهيثمي: رواه أبو يَعْلى، وفيه: عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف، وقد وثَّقه دحيم، وبقية رجاله ثقات.
وعند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان يمر بآل رسول
الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد في بيوتهم شيء من النار، لا لخبز ولا لطبيخ. قالوا: بأيِّ شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة؟ قال: الأسودان: التمر والماء. وكان لهم جيران من الأنصار - جزاهم الله خيراً - لهم منائح، ويرسلون إليهم شيئاً من لبن. قال الهيثمي: إسناده حسن. ورواه البزار كذلك. انتهى.
وأخرج الشيخان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كنت تقول: والله يا ابن أختي، إنْ كنَّا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلَّة في شهرين، وما أُوقدَ في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة، فما كان يُعيِّشكم؟ قالت الأسودان: التمر والماء، إلا أنّه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه. كذا في الترغيب. وأخرجه أيضاً ابن جرير نحوه، وأخرجه أحمد بإسناد حسن، والبزار عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه كما في المجمع.
وأخرج بن جرير أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنْ كنَّا لنمكث أربعين لا نوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ناراً ولا غيره. قلت: بأي شيء كنتم تعيشون؟ قالت: بالأسودين: بالتمر والماء إذا وجدنا. كذا في الكنز.