الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه عن عطاء بن مسعود الكعبي عن أبيه عنها، ولم أعرف مسعوداً، وبقية رجاله ثقات. انتهى.
بيعة فاطمة بنت عتبة وأختها هند زوج أبي سفيان
وأخرج الحاكم عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس رضي الله عنها أن أبا حُذَيفة بن عتبة رضي الله عنه أتى به وبهند إبنة عتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه. فقالت: أخذَ علينا فشرط علينا. قالت: قلت له: يا ابن عم، هل علمت في قومك من هذه العاهات أو الهَنات شيئاً؟ قال أبو حذيفة: إيهاً فبايعيه فإنَّ بهذا يُبايع وهكذا يشترط. فقالت هند: لا أُبايعك على السرقة، إِنِّي أسرق من مال زوجي، فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده وكفت يدها، حتى أرسل إلى أبي سفيان فتحلَّل لها منه. فقال أبو سفيان: أما الرُّطَب فنعم، وأما اليابس فلا، ولا نعمة. قالت: فبايعناه. ثم قالت فاطمة: ما كانت قبةٌ أبغضَ إليَّ من قبتك ولا أحبَّ أن يبيحها الله وما فيها، ووالله ما من قبة أحبّ إِليَّ أن يعمرها الله ويبارك فيها من قبتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وأيضاً - والله - لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرِّجاه؛ ووافقه الذهبي فقال: صحيح.
وعند أبي يَعْلى عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه، فنظر إلى ييها فقال:«إذهبي فغيِّري يديك» . قال: فذهبت فغيَّرتهما بحنَّاء، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«أُبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً، ولا تسرقي، ولا تزني» .
قالت: أوَ تزني الحرة؟ قال: «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق» . قالت: وهل تركت لنا أولاداً نقتلهم؟. قال: فبايعته، ثم قالت له - وعليها سواران من ذهب -: ما تقول في هذين السوارين؟ قال: «جمرتان من جمر جهنم» . قال الهيثمي: وفيه: من لم أعرفهن. وأخرجه ابن أبي حاتم مختصراً كما في ابن كثير. وقال في الإِصابة وقصَّتها - في قولها عند بَيْعة النساء: «وأن لا يسرقن ولا يزنين» . فقالت: وهل تزني الحرة؟، وعند قوله:«ولا يقتلنَ أولادهنَّ» وقد ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً - مشهورةٌ. ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسلٌ عن الشَّعْبي وعن ميمون بن مِهْران، ففي رواية الشَّعْبي:«ولا يزنين» . فقالت هند: وهل تزني الحرة؟ «ولا تقتلن أولادكنَّ» ، قالت: أنت قتلتهم. وفي رواية نحوه، لكن قالت: وهل تركت لنا ولداً يوم بدر؟.
وأخرح ابن مَنْدَه وفي أوله: إني أريد أن أبيع محمداً. قال: قد رأيتك تكفرين. قالت: إي والله، والله ما رأيت الله تعالى عُبِد حقَّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، والله: إن باتوا إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً. قال: فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك. فذهبت إلى عمر رضي الله عنه، فذهب معها فاستأذن لها، فدخلت وهي مُتنقِّبة - فذكر قصة البَيْعة. وفيه عن مرسل الشَّعبي المذكور: قالت هند: قد كنت أفنيت من مال أبي سفيان. فقال أبو سفيان: ما أخذت من مالي فهو حلال. انتهى مختصراً.