الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالأنصار» وأقام إبنه بين يديه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إجلس» فجلس فقال: «إدنُ» فدنا فقبَّل يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلَه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «وأنا من الأنصار وأن من فراخ الأنصار» . فقال سعد رضي الله عنه: أكرمك الله كما أكرمتنا. فقال: «إنَّ الله أكرمكم قبل كرامتي، إنكم ستلقَون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض» . وفيه عاصم بن عبد العزيز الأشجعي. قال الخطيب: ليس بالقوي: كذا في كنز العمال. وكذا قال النِّسائي؛ والدارقطني. وقال البخاري: فيه نظر، قلت: روى عنه علي بن المديني، ووثَّقه معن القزّاز. كذا في الميزان.
خدمة جرير أنساً رضي الله عنهما
وأخرج البغوي، والبيهقي، وابن عساكر، عن أنس رضي الله عنه قال: كان جرير معي في سفر، فكان يخدمني، فقال: إني رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فلا أرى أحداً منهم إلا خدمته. كذا في كنز العمال.
نزول أبي أيوب الأنصاري على ابن عباس وخدمته له
وأخرج الرُوياني، وابن عساكر عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب أتى معاوية فشكا عليه أن عليه ديناً، فلم يرَ منه ما يحبُّ ورأى ما يكرهه. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكم سترون بعدي أثَرة» . قال: فأيُّ شيء قال لكم؟ قال: «أصبروا» قال: فاصبروا، فقال: والله لا أسألك شيئاً أبداً. فقدم البصرة فنزل على ابن عباس رضي الله عنهما ففرّغ له بيته وقال: لأصنعنّ بك كما صنعتَ برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أهله فخرجوا، وقال: لك ما في البيت كلُّه
وأعطاه أربعين ألفاً. وعشرين مملوكاً. كذا في كنز العمال. وأخرجه أيضاً الحاكم من طريق مُقَسِّم - فذكره بمعناه، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، لم يخرِّجاه. قال الذهبي: صحيح.
وأخرجه الطبراني أيضاً كما في المجمع، وفي حديثه: فأتى عبدَ الله بن عباس رضي الله عنها بالبصرة، وقد أمَّره عليها عليّ رضي الله عنه. فقال: يا أبا أيوب، إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أهله فخرجوا، وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار. فلما كان إنطلاقه قال: حاجتَك. قال: حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات فأعطاه عشرين ألفاً، وأربعين عبداً. قال الهيثمي: ذكر الحديث - أي الطبراني - بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب رضي الله عنه. قلت: وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق حبيب بن أبي ثابت هذا، فزاد بعده: عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكر الحديث بسياق الطبراني بطوله، ثم قال قد تقدَّم هذا الحديث بإسناد متصل صحيح، وأعدتُه للزيادات فيه بهذا الإِسناد. انتهى.
سعي ابن عباس في قضاء حاجة الأنصار عند الوالي
وأخرج الحاكم: عن عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن أبيه وعبد الله بن
فضل بن عباس بن أبي ربيعة بن الحارث أن حسان بن ثابت رضي الله عنه قال: إنا معشر الأنصار طلبنا إِلى عمر أو إلى عثمان - شك ابن أبي الزِّناد - فمشينا بعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وبنفر معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلّم ابن عباس وتكلّموا، وذكروا الأنصار ومناقبهم، فاعتلَّ لوالي. قال حسان: وكان أمراً شديداً طلبناه. قال: فما زال يراجعهم حتى قاموا وعذَروه إلا عبد الله بن عباس فإنه قال: لا والله، ما للأنصار من منزل، لقد نصروا وآوَوا وذكر من فضلهم وقال: إنَّ هذا لشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافح عنه، فلم يزل يراجعه عبد الله بكلام جامع يسدّ عليه كل حاجة، فلم يجد بداً من أن قضى حاجتنا. قال: فخرجنا وقد قضى الله عز وجل حجتنا بكلامه، فأنا آخذ بيد عبد الله أُثني عليه وأدعو له، فمررت في المسجد بالنفر الذين كانوا معه فلم يبلغوا ما بلغ، فقلت حيث يسمعون: إنّه كان أولاكم بنا قالوا: أجل. فقلت لعبد الله؛ إنها - والله - صُبابة النبوّة، ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم كان أحقكم بها. قال حسان - وأنا أشير إلى عبد الله -:
إذا قال لم يترك مقالاً لقائل
بملتفظات لا يُرى بينها فصلا
كفى وشفى ما في الصدور فلم يدع
لذي إربة في القول جداً ولا هزلا
سموتَ إلى العليا بغير مشقَّة
فنلت ذراها لا دَنِيا لا وَعْلا
وأخرجه أيضاً الطبراني عن حسان بن ثابت رضي الله عنه كما في مجمع الزوائد بنحوه، وفي حديثه: إنه - والله - كان أولادكم بها، إنَّها - والله - صُبابة النبوة، ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم ويهديه أعراقه وانتزاع شِبه طباعه. فقال القوم؛ أجمِلْ يا حسان، فقال ابن عباس رضي الله عنهما صدقوا، فأنشأ يمدح ابن عباس رضي الله عنهما فقال: