الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لي: دعنا عنك يا ابن الخطاب، فإِنك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهَّر، وهذا لا يمسه إلا المطهّرون؛ فما زلت به حتى أعطتنيها. فذكر الحديث بطوله في إسلام عمر رضي الله عنه وما وقع له بعده. قال الهيثمي: وفيه أُسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف - انتهى.
تحمل عثمان بن مظعون رضي الله عنه الشدائد
أخرج أبو نُعيم الحلية عن عثمان قال: لما رأى عثمان بن مظعون رضي الله عنه ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء - وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة - قال: والله إن غُدوِّي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقَون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني لنقصٌ كبير في نفسي فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس، وفّنتْ ذمتك، قد رددت إِليك جوارك. قال: لم يا ابن أخي، لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل، لا أُريد أن أستجير بغيره. قال: فانطلق إلى المسجد فاردد عليَّ جواري علانية كما أجرتك علانية. قال: فانطلق ثم خرجا حتى أتيا المسجد، فقال لهم الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد عليَّ جاري. قال لهم: قد صدق قد وجدته وفيّاً كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله فقد رددت عليه جواره.
ثم انصرف عثمان ولبيدُ بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي في المجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان. فقال لبيد - وهو ينشدهم -:
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطلٌ
فقال عثمان: صدقت، فقال:
وكلُّ نعيمٍ لا محالة زائلُ
فقال عثمان: كذبت، نعيم أهل الجنة لا يزول. قال لبيد بن ربيعة، يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسُكم، فمتى حدث فيكم هذا؟ فقال رجل من القوم: إِنَّ هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا، فلا تجدنَّ في نفسك من قوله، فردَّ عليه عثمان حتى سَرِي - أي عظم - أمرهما. فقام إليه ذَلك الرجل فلطم عينه فخضرَّها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان. فقال: أما - والله - يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لَغنيةٌ، لقد كنت في ذمة منيعة. فقال عثمان: بلى - والله - إنّ عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في الله، وإني لفي جوار من هو أعزّ منك وأقدر يا أب عبد شمس فقال عثمان بن مظعون رضي الله عنه فيما أُصيب من عينه:
فإنْ تَكُ عيني في رضى لربِّ نالها
يدا مُلْحدٍ في الدين ليس بمهتدِ
فقد عوْض الرحمن منها ثوابه
ومن يُرضه الرحمن يا يقوم يسعدِ
فإني - وإنْ قلتم غَوِيٌ مُضلَّلٌ
سفيهٌ - على دين الرسول محمدِ
أريد بذاك الله والحقّ ديننا
على رغم من يبغي علينا ويعتدي
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما أصيب من عين عثمان بن مظعون:
أمِنْ تذكُّر دَهْر غير مأمون
أصبحت مكتئباً تبكي كمحزونِ
أمِنْ تذكُّر أقوام ذوي سَفَهٍ
يغشون بالظلم مَنْ يدعو إلى الدين
لا ينتهون عن الفحشاء ما سلوا
والغدرُ فيهم سبيل غير مأمون
ألا تَرُون - أقلَّ الله خيرهم -
أنّا غضِبنا لعثمانَ بن مظعون
إذ يلطِمون - ولا يخشَون مُقْلَتَه
طَعْناً دِراكا وضرباً غيرَ مأفونِ
فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلاً
كيلاً بكيلٍ جزاً غير مغبونِ
وذكر في البداية: قصة ابن مظعون عن ابن إسحاق بلا إسناد، وزاد: