الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس باب النصرة
كيف كانت نُصْرة الدين القويم والصراط المستقيم أحبَّ إليهم من كل شيء
؟ وكيف كانوا يتفخرون بذلك ما لم يفتخر أحد منهم بالعزَّة الدنيوية؟ وكيف صبروا مع ذلك عن لذّاتها؟ فكأنهم فعلوا كلَّ ذلك إبتغاء مرضاة الله عز وجل، واتِّباعاً لما أمرهم رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، وبارك، وسلَّم.
باب النصرة إبتداء أمر الأنصار رضي الله عنهم حديث عائشة رضي الله عنها في هذا الباب
أخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في كل سنة على قبائل من العرب؛ أن يؤووه إلى قومهم حتى يبلّغَ كلام الله ورسالاته ولهم الجنّة. فليست قبيلة من العرب تستجيب له، حتى أراد الله إِظهار دينه، ونصر نبيه، وإنجاز ما وعده - ساقه الله إلى هذا الحي من الأنصار، فاستجابوا له، وجعل الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم دار هجرة. قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عمر العُمَري، وثَّقه أحمد وجماعة، وضعَّفه النِّسائي وغيره؛ وبقية رجاله ثقات. اهـ.
حديث عمر رضي الله عنه في الباب وقوله فيهم
وأخرج البزار - وحسّنه - عن عمر رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يعرض نفسه على قبائل العرب قبيلة قبيلة في الموسم، ما يجد أحداً يجيبه حتى جاء الله بهذا الحيّ من الأنصار، لِمَا أسعدهم الله وساق لهم من الكرامة، فآوَوا ونصروا، فجزاهم الله عن نبيهم خيراً. كذا في كنز العمال. وزاد
في جمع الفوائد في حديث عمر رضي الله عنه هذا: والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم عليه، إِن قلنا لهم؛ نحن الأمراء وأنتم الوزراء، ولئن بقيت إلى رأس لا يبقى لي عامل إِلا أنصاري. وقال: للبزّار بضعف، وهكذا ذكره في مجمع الزوائد عن البزار بتمامه، وقال: رواه البزار وحسَّن إسناده، وفيه ابن شبيب وهو ضعيف.
حديث جابر رضي الله عنه في الباب
وأخرج الإِمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: «هل من رجل يحملني إِلى قومه، فإنَّ قريشاً قد منعوني أن أبلِّغ كلام ربي عز وجل؟» فأتاه رجل من هَمْدان. فقال: ممن أنت؟ فقال الرجل: من هَمْدان. فقال: هل عند قومك من مَنَعة؟ قال: نعم. ثم إنّ الرجل خشي أن يُخفِره قومه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: آتيهم أخبرهم، ثم آتيك من قابل. قال: نعم. فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب. قال الهيثمي: رجاله ثقت. وعزاه الحافظ في الفتح إلى أصحاب السُّنَن، والإِمام أحمد، وقال: صحَّحه الحاكم. وقد تقدم (ص 245) في «البَيْعة على النُّصرة» من حديث جابر رضي الله عنه عند الإِمام أحمد قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم عُكاظ ومِجَنَّة وفي المواسم، يقول: «من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالة ربي وله