الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمل كنت عليه نفوراً منكراً، فوالله ما أنسى قول أمي: يا عُرَيِّسة فركب بي رأسه، فسمعت قائلاً يقول: ألقي خطامه، فألقيته، فقام يستدير كأنما إِنسان قائم تحته. ثم قال: رواه الطبراني وإسناده حسن. انتهى. وأخرجه الحاكم في المستدرك بطوله.
هجرة بنت إبنته صلى الله عليه وسلم وقوله فيها
بسبب ما أصابها من الأذى في الطريق
وأخرج ابن إسحاق عن زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّها قالت: بينا أنا أتجهّز لقيتني هند بنت عتبة فقالت: يا ابنة محمد، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك. قالت: فقلت: ما أردت ذلك. فقال: أيّ إبنةَ عم لا تفعلي، إن كان لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو بمال تتبلغين به إلى أبيك فإن عندي حاجتك، فلا تضْطَبني مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال. قالت: والله ما أُراها قالت ذلك إلا لتفعل. قالت: ولكني خِفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك. قال ابن إسحاق: فتجهَّزتْ، فلما فرغت من جهازها قدّم إليها أخو زوجها كنانة بن الربيع بعيراً فركبته، وأخذ قوسه وكنانته، ثم خرج بها نهاراً يقود به وهي في هودج لها، وتحدّث بذلك رجال من قريش، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طُوىً، وكان أول من سبق إليها هَبَّر بن الأسود الفِهْري، فروَّعها هبّار بالرمح وهي في الهودج، وكانت حاملاً - فيما يزعمون - فطَرَحت، وبرك حَموها كِنانة ونثر كنانته ثم قال: والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهماً، فَتَكرْكر الناس عنه، وأتى أبو سفيان في جهلَّة من
قريش، فقال: يا أيها الرجل، كفّ عنا نبلك حتى نكلمك، فكفَّ. فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال: إنك لم تُصِب، خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد، فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانيةً على رؤوس الناس من بين أظهرنا أنَّ ذلك عن ذلّ أصابنا وأن ذلك ضعف منا وَوَهن، ولعمري، ما لنا بحبسها من أبيها حاجةً وما لنا من ثؤرة، ولكن أرجع بالمرأة حتى إذا هدأتِ الأصوات وتحدَّث الناس أن قد رددناها؛ فَسُلَّها سِراً وألحقها بأبيها. قال ففعل. كذا في البداية.
وعند الطبراني عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما: أن رجلاً أقبل بزينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها فدفعاها، فوقعت على صخرة فأسقطت وهُريقت دماً، فذهبوا بها إلى أبي سفيان، فجاءته نساء بني هاشم فدفعها إِليهن. ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة، فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع؛ فكانوا يرون أنها شهيدة. قال الهيثمي: وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح اهـ.
وعند الطبراني في الكبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم من مكة خرجت إبنته زينب رضي الله عنها من مكة مع كِنانة - أو ابن كِنانة - فخرجوا في طلبها، فأدركها هَبَّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها، فتحملت؛ واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أُمية. فقال بنو أُمية: نحن أحقّ بها وكانت تحت ابن عمهم أبي