الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإِسلام فهو من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم؛ ومن اختار دين قومه وخضع عليه من الجزية ما يوضع على أهل دينه، فأمّا من تفرّق من سبيهم بأرض العرب فبلغ مكة - والمدينة واليمن فإنا لا نقدر على ردِّه، ولا نحب أن نصالحه على أمر لا نفي له به.
ذكر ما وقع للصحابة في فتح الإِسكندرية
قال: بعث عمرو إلى صاحب الإِسكندرية يُعلمه الذي كتب به أمير المؤمنين. قال: فقال: قد فعلت. قال: فجمعنا ما في أيدينا من السبايا، واجتمعت النصارى، فجعلنا نأتي بالرجل ممن في أيدينا من السبايا، واجتمعت النصارى، فجعلنا نأتي بالرجل ممن في أيدينا ثم نخيّره بين الإِسلام وبين النصرانية، فإذا اختار الإِسلام كبّرنا تكبيرة هي أشد من تكبيرنا حين تفتح القرية. قال: ثم نحوزه إِلينا. وإذا اختار النصرانية نَخَرت النصارى ثم حازوه إليهم، ووضعنا عليه الجزية، وجزعنا من ذلك جزعاً شديداً حتى كأنه رجل خرج منا إليهم. قال: فكان ذلك الدأب حتى فرغنا منهم. وقد أُتي فيمن أتينا به بأبي مريم عبد الله بن عبد الرحمن. - قال القاسم: قد أدركته وهو عريف بني زُبيد - قال: فوقفناه فعرضنا عليه الإِسلام والنصرانية - وأبوه وأمه وإخوته في النّصارى - فاختار الإِسلام فحزْناه إلينا، ووثب عليه أبوه وأمه وإخوته يجاذبوننا حتى شقَّقوا عليه ثيابه، ثم هو اليوم عريفنا كما ترى - فذكر الحديث.
قصة درع علي وما وقع له مع نصراني ودخوله في الإِسلام
وأخرج الترمذي والحاكم عن الشَّعْبي قال: خرج علي بن أبي طالب
رضي الله عنه إلى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعاً، فعرف علي رضي الله عنه الدرع، فقال: هذه درعي، بيني وبينك قاضي المسلمين، - وكان قاضي المسلمين شُرَيحاً؛ وكان علي إستقضاه - فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس قضائه وأجلس علياً في مجلسه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصراني. فقال علي: أمَا - يا شريح - لو كان خصمي مسلماً لقعدت معه، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لا تصافحوهم، ولا تبدؤوهم بالسلام، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تصلُّوا عليهم، وألجئوهم إلى مضايق الطريق، وصغِّروهم كما صغَّرهم الله» ؛ إقضِ بيني وبينه يا شُرَيح. فقال شُرَيح: ما تقول يا أمير المؤمنين؟ فقال علي: هذه درعي وقعت مني منذ زمان. فقال شريح: ما تقول يا نصراني؟ فقال النصراني: ما أكذِّب أمير المؤمنين الدرع درعي. فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده فهل من بيِّنة؟ فقال علي: صدق شريح. فقال النصراني: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء، وأمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه، هي - والله يا أمير المؤمنين - درعك. إتَّبعتك وقد زالت عن جملك الأورق، فأخذتها، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقال علي: أمَا إذا أسلمت فهي لك، وحمله على فرس.
وعند الحاكم على الشَّعْبي قال: ضاع درع لعلي رضي الله عنه يوم الجمل، فأصابه رجل فباعها، فعُرفت عند رجل من اليهود، فخاصمه إلى شريح، فشهد لعلي الحسن ومولاه قَنْبر. فقال شريح: زدني شاهداً مكان الحسن، فقال: أترد شهادة الحسن؟ قال: لا، ولكن حفظت عنك أنه لا تجوز شهادة الولد لوالده.
وأخرج الحكم في الكُنى وأبو نُعيم في الحلية من طريق إبراهيم بن
يزيد التيمي عن أبيه - مطوّلاً، وفي حديثه: فقال شريح: أمَّا شهادة مولاك فقد أجزناها وأمَّا شهادة إبنك لك فلا نجيزها. فقال علي رضي الله عنه: ثكلتك أمك أما سمعت عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» . ثم قال لليهودي: خذ الدرع. فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى عليه ورضي؛ صدقت - والله يا أمير المؤمنين - إنَّها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فوهبها له عليّ وأجازه بسبع مائة، ولم يزل معه حتى قتل يوم صِفِّين. كذا في كنز العمال.