الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشهد شهادة الحق. قال: وأُدخل عليه ورأسه لحيته كأنَّهما ثُغامة، فقالت: غيِّروا هذا الشيب وجنِّبوه السواد» .
دعوته صلى الله عليه وسلم لأفراد المشركين ممَّن لم سلم دعوته عليه السلام لأبي جهل
أخرج البيهقي عن الميغرة بن شعبة قال: إِنَّ أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة، إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل:«يا أبا الحَكَم، هَلُمَّ إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله» ، فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت مُنتهٍ عن سب آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنَّك قد بلّغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت، وفوالله لو أنِّي أعلم أنَّ ما تقول حقٌّ لاتبعتك.
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عليَّ فقال: والله إني لأعلم أنّ ما يقول حقٌّ، ولكن يمنعني شيء: أنَّ بني قُصَيّ قالوا: فينا الحجابة فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا السِّقاية، فقلنا نعم؛ ثمَّ قالوا: فينا النَّدوة، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا اللِّواء فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكَّت الرُّكَب قالوا: منا نبي، والله لا أفعل. كذا في البداية.
وأخرجه أيضاً بن أبي شيبة بنحوه، كما في الكنز وفي حديثه:«يا أبا الحَكَم هَلُمَّ إلى الله وإلى رسوله وإلى كتابه، أدعوك إلى الله» .
دعوته عليه السلام للوليد بن الغيرة
وأخرج إسحاق بن راهَوَيْه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ الوليد بن
المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكأنه رَقَّ له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عمّ، إنَّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً، قال: لِمَ؟ قال: ليعطوكَهُ، فإنَّك أتيت محمداً لتعرِضَ ما قِبَلَه، قال: قد عَلِمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنَّك مُنكر له، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه لا بقصيده من لا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إنَّ لقوله الذي يقول حلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّه لمثمرٌ أعلاه، مُغْدِقٌ أسفله، وإنه لَيَعلُو ولا يُعلى، وإنه ليحطِم ما تحته. قال: لا رضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: قف عني حتى أفكر فيه، فلما فكَّر قال: إنْ هذا إلا سحر يُؤثر، يأثره عن غيره، فنزلت:«ذَرْني ومَنْ خَلَقْتُ وحيداً. وجعلتُ له مالاً ممدوداً. وبنين شهوداً» - الآيات. هكذا رواه البيهقي عن الحاكم عن عبد الله بن محمد الصنعاني بمكة عن إسحاق. وقد رواه حمَّاد بن زيد عن أيوب عن عِكرمة - مرسلاً - فيه أنّه قرأ عليه: «إنَّ الله يأمرُ بالعدلِ والإِحسانِ وإيتاءِ ذي القُربَى، وينهى عن الفَحْشاءِ والمنكرِ والبَغْي، يَعِظُكُم لعلَّكُم تَذكَّرون» . كذا في البداية. وأخرجه ابن جرير عن عكرمة كما في التفسير لابن كثير.