الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للمهاجرين، فإن أبَوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنَّهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي كان يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين. فإن هم أبَوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فأقبل منهم وكف عنهم، فإن أبَا فاستعن بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تُنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم، فإنَّكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعدُ ما شئتم» . قال الترمذي: حديث بريدة حديث حسن صحيح. وأخرجه أيضا أحمد، والشافعي، والدارمي، والطحاوي، وابن حِبّان، وابن الجارود، وابن أبي شيبة وغيرهم كما في كنز العمال.
أمره عليه السلام علياً بأن لا يقاتل قوماً حتى يدعوهم إلى الإِسلام
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى قوم يقاتلهم، ثم بعد إليه رجلاً فقال:«لا تدعه من خلفه وقل له: لا تقاتلهم حتى تدعوهم» . قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عثمان ابن يحيى القرقساني وهو
ثقة اهـ.
وأخرج ابن راهَوِيه عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وجهاً ثم قال لرجل: «الحق ولا تَدْعُه من خلفه، فقل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تنتظره، وقل له: لا تقاتل قوماً حتى تدعوهم» . كذا في كنز العمال. وعند عبد الرزاق عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين بعثه: «لا تقاتل قوماً حتى تدعوهم» ؛ كذا في نصب الراية. وقد تقدَّم (ص 62) في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عند البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه يوم خيبر: «أنفُذ على رِسْلِك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإِسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقِّ الله تعالى فيه، فوالله، لأن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لم حُمْر النَّعَم» .
أمره عليه السلام فروة القطيعي بالدعوة في القتال
وأخرج بن سعد، وأحمد، وأبو داود، والترمذي وحسَّنه، والطبراني، والحاكم عن فروة بن مُسَيك القطيعي رضي الله عنه قال: أتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فقال:«بلى» ؛ ثم بدا لي فقلت: يا رسول الله، لا، بل هم أهل سبأ، هم أعزُّ وأشدُّ قوة. فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن لي في قتال سبأ. فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما فعل القطيعي؟» فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت فردَّني. فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته قاعداً وحوله أصحابه فقال:«أدعُ القوم، فمن أجاب منهم فأقبل ومن أبى فلا تعجل عليه حتى يُحدَث إليّ» . فقال رجل من القوم يا رسول الله، ما سبأ أرض أو إمرأة؟ قال:«ليست بأرض ولا إمرأة، ولكن رجل ولد عشرة من العرب. فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا. فأما الذين تشاءموا: فلَخْم، وجُذام، وغسّان، وعمِلة، وأما الذين تيامنوا: فالأزْد، كِنْدة، وحِمْيَر، والأشعريون، والأنْمار، ومَذْحج» . فقال: يا رسول الله، وما أنمار؟ قال:«هم الذين منهم: خَثْعَم، وبَجِيلة» . كذا في كنز العمال.
وعند أحمد أيضاً وعبد بن حُمَيد عن فروة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقاتل بمُقبل قومي مُدبرهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعم، فقاتلْ بمقبل قومك مدبرهم، فلما ولَّيت دعاني فقال: لا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى الإِسلام» . فقلت: يا رسول الله، أرأيت بسبأ؟ أوادٍ هو أم جبل أو ما هو؟ قال:«لا، بل هو رجل من العرب وُلد له عشرة» - فذكر الحديث. وهذا إِسناد حسن وإن كان فيه أبو حباب الكلبي وقد تكلَّموا فيه،