الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرّ على رَبْعهم إلا غمَّض عينيه. كذا في الإِصابة.
هجرة عبد بن جحش رضي الله عنه
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه، وكان آخر من بقي ممّن هاجر، وكان قد كُفَّ بصره؛ فلما أجمع على الهجرة كرهت إمرأته ذلك بنت (أبي سفيان بن حرب بن أُمية) ، وجعلت تشير عليه أن يهاجر إلى غيره، فهاجر بأهله وماله مكتتماً من قريش حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثب أبو سفيان بن حرب فباع داره بمكة، فمرّ بها بعد ذلك أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والعباس بن عبد لمطلب، وحويطب بن عبد العزى وفيها أُهُبٌ معْطُونة، فذرفت عينا عتبة وتمثل ببيت من شعر:
وكلُّ دار وإن طالت سلامتها
يوماً ستدركها النكباء والحوب
قال أبو جهل - وأقبل على العباس - فقال: هذا ما أدخلتم علينا. فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح قام أبو أحمد يَنشُد داره. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، فقام إلى أبي أحمد فانتحاه، فسكت أبو أحمد عن نشيد داره. قال ابن عباس رضي الله عنهما: وكان أبو أحمد يقول - والنبي صلى الله عليه وسلم متكىء على يده يوم الفتح -:
حبذا مكة من وادي
بها أمشي بلا هادي
بها يكثر عُوَّادي
بها تركز أوتادي
قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف اهـ. قال ابن إسحاق: كان أول من قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمة عامر بن ربيعة، وعبد الله بن جحش رضي الله عنهما، احتمل بأهله وبأخيه عبد أبي أحمد. وكان أبو أحمد رجلاً ضرير البصر، وكان يطوف مكة أعلاها وأسفلها بغير قائد، وكان شاعراً وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب، وكانت أُمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنها فخلِّقت دار بني جحش هجرة، فمرّ بها عتبة فذكر قصتهم بمعنى ما تقدم كما في البداية. فالظاهر أنه سقط ذكر أبي أحمد في الحديث، أو عبد الله تصحيفاً. والصحيح عبد بن جحش فإنه كان ضرير البصر، لا أخو. عبد الله بن جحش وقال: أبو أحمد بن جحش هذا في هجرتهم كما ذكر ابن كثير في البداية عن ابن إسحاق:
ولمَّا رأتني أم أحمدَ غادياً
بذمّة من أخشى بغيب وأرهَبُ
تقول فإِمّا كنت لا بدَّ فاعلاً
فيمّم بنا البلدان ولتنأ يثربُ
(فقلت لها ما يثرب بمظِنّة)
وما يشأ الرحمن فالعبد يركب
إلى الله وجهي والرسول ومن يُقم
إلى الله يوماً وجهه لا يُخَيَّب
فكم قد تركنا من حميم مناصح
وناصحة تبكي بدمع وتندُب
ترى أنّ وِتْرا نأيُنا عن بلادنا
ونحن نرى أن الرغائب نَطْلُب