الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لي» . قال: - وأهل الصفة أضيافُ الإِسلام، لم يأووا إلى أهل ولا مال، إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هديةٌ أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقةُ أرسل بها إليهم ولم يصب منها -. قال: وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى به بقية يومي وليلتي. وقلت: أنا الرسول، فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم؛ وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بدّ. فانطلقت فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم، فأخذوا مجالسهم من البيت. ثم قال:«أبا هرّ، خُذْ فأعطهم» فأخذت القَدَحُ فجعلت أعطيهم، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروَى ثم يرد القدح، حتى أتيت على آخرهم، ودفعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده بقي فيه فضلة ثم رفع
رأسه ونظر إليّ وتبسم وقال: «أبا هرّ» قلت: لبيك رسول الله، قال:«بقيت أنا وأنت» . فقلت؛ صدقت يا رسول الله، قال:«فاقعد فاشرب» قال: فقعدت فشربت، ثم قال لي:«شرب» ، فشربت؛ فما زال يقول لي:«إشرب» ، فأشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له فيّ مسلكاً قال:«ناولني القدح» ، فرددت إليه القدح فشرب من الفَضْلة، وأخرجه أيضاً البخاري؛ والترمذي وقال: صحيح كذا في البداية. وأخرجه الحاكم وقال: صحيح عى شرطهما.
ما أصاب أبا هريرة من شدة الجوع
وأخرج ابن حِبَان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت
عليَّ ثلاثة أيام لم أطعَم، فجئت أريد الصُّفَّة فجعلت سقط. فجعل الصبيان يقولون: جُنّ أبو هريرة. قال: فجعلت أناديهم وأقول: بل أنتم المجانين، حتى انتهينا إلى الصُّفَّة. فوافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بقصعتين من ثريد. فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قام القوم وليس في القصعة إِلا شيء في نواحي القصعة. فجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت لقمة، فوضعه على أصابعه فقال لي:«كُلْ، بسم الله» ، فوالذي نفسي بيده، ما زلت آكل منها حتى شبعت. كذا في الترغيب.
وأخرج البخاري، والترمذي عن ابن سِيرين قال: كنا عند أبي هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان مُمَشَّقان من كتَّان. فمخط في أحدهما ثم قال: بَخٍ، بَخٍ بمتخط أبو هريرة في الكَتان، لقد رأيتُني وإني لأخرّ فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة مغشياً عليَّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى أن بي الجنون وما هو إلا الجوع. كذا في الترغيب. وأخرجه أيضاً أبو نُعيم في الحلية، وعبد الرزاق بنحوه؛ وابن سعد نحوه، وزاد: ولقد رأيتُني وإني لأجيرٌ لابن عفان وابنة غزوان بطعام بطني وعُقبة رِجلي، أسوق بهم إِذا ركبوا وأخدمهم إذا نزلوا. فقالت لي يوماً: لَترِدَنّه حافياً ولتركبنّه قائماً. قال: فزوَّجنيها الله بعد ذلك. فقلت لها: لترِدَّنه حافية ولتركبِنَّه قائمة. وفي رواية لابن سعد قبلها: عن سليم بن حَيَّان قال: سمعت أبي