الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: صفة الوجه لله تعالى
37 -
حدثنا أبو معن قال: ثنا مؤمل قال: حدثنا سفيان في قوله {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] قال: ما أريد به وجهه
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 407).
هذا الأثر مكرر، انظر الأثر رقم (8).
التعليق: صفة الوجه من الصفات الذاتية لله تعالى، وقد دل على ثبوتها القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والسلف الصالح مجمعون على أن لله وجها يليق بجلاله وعظيم سلطانه.
- فمن القرآن الكريم: الآية التي في الباب، وقوله تعالى:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27].
وقو له تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: 272].
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} [الرعد: 22].
ومن السنة المطهرة:
- ما جاء عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: "إن الله عزَّوجلَّ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". رواه مسلم (179).
- وقال صلى الله عليه وسلم: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك" أخرجه =
...................................................
= النسائي في السنن (3/ 54 رقم 1305)، وابن خزيمة في صحيحه (5/ 304)، والبزار في مسنده (4/ 228)، وابن أبي عاصم في السنة (424). وصححه المحدِّث الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم بنفس المصدر.
- ومن السلف: قول أبي بكر بن خزيمة في كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عزَّوجلَّ (ص 10 - 11): "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين، وعز أن يكون عدما كما قاله المبطلون، لأن ما لا صفة له عدم، تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم".
وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة (ص 124 - 125): "فمن سألنا فقال: أتقولون إن لله سبحانه وجها؟
قيل له: نقول ذلك خلافا لما قاله المبتدعون، وقد دل على ذلك قوله تعالى:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27].
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (ص 486): "والقول في الوجه عند أهل السنة كالقول في بقية الصفات، فيثبتونه لله على ما يليق بجلاله وكبريائه من غير كيف ولا تحديد، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل".
وانظر للمزيد: نقض الدارمي على بشر المريسي (2/ 703 - 724). ومختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 992 - 1021).