الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الحادية عشرة: النهي عن سب الرِّيح
30 -
حدثنا صالح، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثنا سعيد، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن ذر، عن سعيد
= وإنما هي مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه. انظر فتح الباري (10/ 263)، ومفتاح دار السعادة (3/ 280) وتعقب ذلك ابن القطان بأن هذه الجملة هي من قول النبي صلى الله عليه وسلم وليست مدرجة من ابن مسعود، لأن الإدراج في الحديث لا يثبت إلا بدليل ولا دليل هنا. انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 387)، والسلسلة الصحيحة (429).
قال ابن حجر في الفتح (10/ 263): "وقوله: "ولكن الله يذهبه بالتوكل" إشارة إلى أن من وقع له ذلك فسلّم لله، ولم يعبأ بالطيرة أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك".
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (ص 330): "وذلك أن التطير هو التشاؤم بالشيء المرئي أو المسموع، فإذا استعملها الإنسان فرجع بها عن سفره وامتنع بها عما عزم عليه؛ فقد قرع باب الشرك، بل ولجه وبرئ من التوكل على الله، وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله، وذلك قاطع له عن مقام "إياك نعبد وإياك نستعين" فيصير قلبه متعلقا بغير الله، وذلك شرك فيفسد عليه إيمانه، ويبقى هدفا لسهام الطيرة. ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه، وكم ممن هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة".
ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب
(1)
، قال: لا تسبوا الريح، ولكن قولوا: اللهم إنا نسألك من خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به
(2)
.
31 -
حدثنا صالح، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي- قال أبي كتبنا عنه في حياة هشيم، كان سمع المغازي من محمد
(1)
أُبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد الأنصاري الخزرجي، أبو المنذر، سيد القراء، من فضلاء الصحابة، كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، قال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنِك العلمُ أبا المنذر، وقال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك، وكان عمر يسميه سيد المسلمين، اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك. الإصابة (1/ 27)، والتقريب (ص 36).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (2/ 50 - رقم 596).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29829) من طريق الأعمش عن حبيب ابن أبي ثابت عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى به، والحاكم في المستدرك (2/ 298) من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت به، ومن نفس الطريق أخرجه مرفوعا: أحمد في المسند (5/ 123)، والترمذي (كتاب الفتن، باب: ما جاء في النهي عن سب الرياح، 4/ 103 رقم 2252) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر السلسلة الصحيحة (2756).
ابن إسحاق- قال: حدثنا منصور -يعني ابن المعتمر- عن مجاهد قال: هاجت ريح على عهد عبد الله بن عباس، فسبَّها الناس. فقال ابن عباس: لا تسبوها، فإنها تجيء بالعذاب والرحمة، ولكن قولوا: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم لا تجعل الريح علينا عذابا
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (2/ 56 - رقم 603).
وفي إسناده البكائي، قال عنه ابن حجر في التقريب (ص 160):"صدوق ثبت في المغازي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين، ولم يثبت أن وكيعا كذبه، وله في البخاري موضع واحد متابعة".
وأخرجه محمد بن جعفر الخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 929) من طريق سفيان عن منصور به، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29830) عن شيبان عن منصور به.
وهذه متابعة من سفيان وشيبان للبكائي فيتقوى الأثر بها. وجاء نحو هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح. انظر سنن ابن ماجه (2/ 1228 رقم 3727).
التعليق: المقصود مِن سب الريح: هو أن يشتمها الإنسان أو يلعنها، ولقد نهى الله تعالى عن سب الريح، لأنها خلق من خلقه، وجند من جنوده، لا تأئير لها في شيء إلا بأمر الله تعالى، فمسبتها في حقيقة الأمر مسبة لله تبارك وتعالى، لأنه هو الذي أوجدها وأمرها. =