الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس عشر: ما جاء في العرش
59 -
حدثنا أبو عمرو عثمان بن طالوت، قال: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض
(1)
، عن عبد الله بن عمرو قال: إن العرش لمطوق بحية، وإن الوحي لينزل بالسلاسل
(2)
.
= ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة". أورده الذهبي في العلو (ص 179). قال ابن كثير في تفسيره (3/ 426 - 427): "وأما قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدًا ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك والأوزاعي والثوري والليث ابن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل".
(1)
أبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي، ثقة عابد من كبار التابعين. التقريب (ص 356).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 413).
الإسناد ضعيف: معاذ بن هشام: صدوق ربما وهم. التقريب (ص 469).
وكثير بن أبي كثير: هو البصري مولى ابن سَمُرة، مقبول. التقريب (ص 396). =
60 -
حدثنا عمرو بن عثمان، قال: ثنا المغيرة، عن أم عبد الله بنت خالد بن معدان. قال أبو القاسم
(1)
: اسمها عبدة عن أبيها أنه كان يقول: إن الرب سبحانه ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون، فإذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش
(2)
.
61 -
حدثنا صالح، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد القدوس بن حجاج، قال: حدثتنا عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد
(3)
،
= وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (2/ 474) من طريق معاذ به. وقال محققه: "إسناده ضعيف".
(1)
هو القاسم بن محمد الكرماني نزيل طرسوس، تلميذ حرب الكرماني. انظر: السير (13/ 245).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 413).
في إسناده عبدة بنت خالد: لم أجد من ترجم لها، وذكرها ابن حبان في الثقات (7/ 307)، وابن حبان معروف بتوثيق المجاهيل، فلا يلتفت إلى توثيقه إذا تفرد به. انظر مقدمة لسان الميزان لابن حجر (1/ 14)، والتنكيل للمعلمي (1/ 437 - 438)، ورسالة "الرد على التعقيب الحثيث" للألباني (ص 18 - 21).
وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (2/ 455) بنفس السند.
(3)
خالد بن معدان الكلاعي الحمصي، أبو عبد الله، ثقة، عابد، يرسل كثيرًا مات سنة =
قال: إن المطر يخر تحت العرش، فينزل من سماء إلى سماء، حتى ينتهي إلى السماء الدنيا، فيجتمع في موضع يقال له: الأبزم
(1)
، فتجيء السحابة السوداء فتشربه
(2)
.
62 -
حدثنا إسحاق قال: أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن ميسرة في قول الله:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة:17] قال: أرجلهم في التخوم
(3)
لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من
= (103) وقيل بعد ذلك. تهذيب التهذيب (1/ 531 - 532)، والتقريب (ص 130).
(1)
جاء عند أبي الشيخ في العظمة "الأبرم".
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (2/ 49 - رقم 595).
في إسناده عبدة بنت خالد، وهي مجهولة كما تقدم.
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1275) من طريق عبد القدوس بن الحجاج عن عبدة بنت خالد به.
(3)
التُّخوم: هي الحدود والمعالم، وقيل: التُّخم: منتهى كل قرية أو أرض. غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام (3/ 111)، ولسان العرب لابن منظور (12/ 64).
شعاع النور
(1)
.
63 -
حدثنا عبد الرحمن بن محمد قال: ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل ابن أبي خالد، قال: سمعت سعد الطائي يقول: العرش ياقوتة حمراء
(2)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 413).
الإسناد ضعيف: فيه عطاء بن السائب: صدوق اختلط. انظر التقريب (ص 331)، وميسرة: جاء في تهذيب الكمال (20/ 88) أن عطاء بن السائب يروي عن ميسرة الطهوي: أبي جميلة، ويروي أيضا عن ميسرة: أبو صالح الكندي. وكلاهما مقبول كما في التقريب (ص 487).
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (23/ 230) من طريق جرير به مثله، وابن أبي شيبة في العرش (ص 66 - رقم 30) عن جرير به مثله، وأبو الشيخ في العظمة (3/ 953) من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن ميسرة عن زاذان مثله.
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 413).
الإسناد فيه: عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي: لا بأس به. التقريب (ص 291). وسعد الطائي، أبو مجاهد، لا بأس به. التقريب (ص 172).
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 581) من طريق أبي أسامة به، وابن أبي شيبة في العرش (ص 73 - رقم 47) عن إسماعيل بن أبي خالد قال:"أخبرت أن العرش ياقوتة حمراء".
64 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: ولله عرش وللعرش حملة يحملونه
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 359).
التعليق: هذه الآثار الواردة دلت على أن لله عرشًا، وهو أعظم المخلوقات وسقفها، وله قوائم وحملة يحملونه.
وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات ذلك.
فمن الكتاب قوله تعالى: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]. وقوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود:7] وقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17].
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: "الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جُوزي بصعقة الطور". رواه البخاري (3398)، ومسلم (2373).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "
…
فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن". رواه البخاري (2790).
وقال صلى الله عليه وسلم: "أُذن لي أن أحدثَ عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش: إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام". رواه أبو داود في السنن (5/ 239 رقم 4694). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن أقوال السلف في إثبات العرش: ما قاله محمد بن أبي زمنين في أصول السنة (ص 88): "أن الله عز وجل خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه".
وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب "رسالة إلى أهل الثغر"(232) في الإجماع التاسع: "وأجمعوا على
…
أنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه".
وقال ابن أبي شيبة في كتاب العرش (ص 51): "ثم تواترت الأخبار: أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه بذاته، ثم خلق الأرض والسماوات فصار من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى العرش فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصًا من خلقه بائنا منهم".
وقال أبو سعيد الدارمي في كتاب الرد على الجهمية (ص 39) بعد أن ساق عددًا كبيرًا من الأدلة الدالة على ثبوت العرش: "ففي ما ذكرنا من كتاب الله عز وجل وفي هذه الأحاديث بيان بيِّن: أن العرش كان مخلوقًا قبل ما سواه من الخلق، وأن ما ادعى فيه هؤلاء المعطلة تكذيب بالعرش وتخرص بالباطل. ولو شئنا أن نجمع في تحقيق العرش كثيرًا من أحاديث رسول الله وأصحابه والتابعين لجمعنا، ولكن علمنا أنه خلص علم ذلك والإيمان به إلى النساء والصبيان".
وانظر كتاب العرش للذهبي، فقد ذكر عددًا كبيرًا من الأئمة القائلين بإثبات العرش.