المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة الثانية: القرآن كلام الله غير مخلوق - الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد - جـ ١

[أسعد بن فتحي الزعتري]

فهرس الكتاب

- ‌المقدِّمة

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث

- ‌شكر وتقدير

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأولتعريفات عامة

- ‌المطلب الأول تعريف الأثر لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف الأثر لغة:

- ‌ب - تعريف الأثر اصطلاحًا:

- ‌المطلب الثاني تعريف السلف لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف السلف لغة:

- ‌ب - تعريف السلف اصطلاحًا:

- ‌المطلب الثالث تعريف العقيدة لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف العقيدة لغة:

- ‌ب - العقيدة اصطلاحًا:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بكتب المسائل المروية عن الإمام أحمد ورواتها

- ‌المطلب الأول التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني صاحب السنن

- ‌المسألة الأولى: ترجمة مختصرة لأبي داود السجستاني:

- ‌طلبه للعلم وذِكْرُ بعض مَن سمع منهم:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌بعض مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: نبذة مختصرة حول كتابه المسائل:

- ‌منهج أبي داود في مسائله:

- ‌المطلب الثاني التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري

- ‌المسألة الأولى: ترجمة مختصرة للإمام إسحاق بن إبراهيم بن هانئ:

- ‌اسمه ونسبه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه ووفاته:

- ‌المسألة الثانية: تعريف موجز بمسائل ابن هانئ:

- ‌منهجه في كتاب المسائل:

- ‌المطلب الثالث التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية إسحاق بن منصور الكوسج

- ‌المسألة الأولى: ترجمة إسحاق بن منصور:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائل إسحاق بن منصور

- ‌منهج إسحاق بن منصور في مسائله:

- ‌المطلب الرابع التعريف بكتاب المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية حرب بن إسماعيل الكرماني

- ‌المسألة الأولى: ترجمة حرب الكرماني:

- ‌اسمه ونسبه وولادته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌ذكر بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائل حرب الكرماني

- ‌منهج الإمام حرب الكرماني في مسائله:

- ‌المطلب الخامس التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية ابنه صالح

- ‌المسألة الأولى: ترجمة صالح بن أحمد:

- ‌اسمه وكنيته وولادته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌بعض شيوخ صالح غير الإمام أحمد:

- ‌مصنفاته ومروياته:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بكتابه المسائل:

- ‌منهج صالح في مسائله:

- ‌المطلب السادس التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله

- ‌المسألة الأولى: ترجمة الإمام عبد الله بن أحمد:

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مروياته ومؤلفاته

- ‌أولا: مروياته:

- ‌ثانيا: مؤلفاته

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائله

- ‌قيمة هذه المسائل العلمية:

- ‌ميزة مسائل عبد الله:

- ‌منهج الإمام عبد الله في مسائله:

- ‌الباب الأول:الآثار الواردة من السلف في التوحيد والقَدَر ومباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول:الآثار الواردة عن السلف في مسائل التوحيد

- ‌المبحث الأول:الآثار الواردة في توحيد الربوبية والألوهية

- ‌المطلب الأول: في توحيد الربوبية

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في خلق السموات والأرض

- ‌المسألة الثانية: ما جاء في خلق الشمس والقمر

- ‌المسألة الثالثة: ما جاء في أخنع اسم عند اللّه يوم القيامة

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في الإخلاص

- ‌المسألة الثانية: ما جاء في التسبيح

- ‌المسألة الثالثة: ما جاء في الاستشفاء بالقرآن

- ‌المسألة الرابعة: ما جاء في التمائم

- ‌المسألة الخامسة: ما جاء في قتل السحرة

- ‌المسألة السادسة: ما جاء في النهي عن الذبح لغير اللّه

- ‌المسألة السابعة: الحكم فيمن سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المسألة الثامنة: ما جاء في النهي عن قول "ما شاء الله وشئت

- ‌المسألة التاسعة: ما جاء في قول الرجل "لعمري

- ‌المسألة العاشرة: ما جاء في الطيرة

- ‌المسألة الحادية عشرة: النهي عن سب الرِّيح

- ‌المسألة الثانية عشرة: ما جاء في التصاوير

- ‌المبحث الثاني:الآثار الواردة في توحيدالأسماء والصفات

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: ما جاء فى بعض أسماء الله وصفاته

- ‌المطلب الثاني: صفة الوجه لله تعالى

- ‌المطلب الثالث: صفة اليدين لله تعالى

- ‌المطلب الرابع: صفة الأصابع لله تعالى

- ‌المطلب الخامس: صفة القدم لله تعالى

- ‌المطلب السادس: صفة العين لله تعالى

- ‌المطلب السابع: صفة السمع لله تعالى

- ‌المطلب الثامن: صفة العلم لله تعالى

- ‌المطلب التاسع: صفة المغفرة لله تعالى

- ‌المطلب العاشر: صفة المقت لله تعالى

- ‌المطلب الحادي عشر: هل يقال أن لله تعالى حدًا

- ‌المطلب الثاني عشر: صفة القرب لله تعالى

- ‌المطلب الثالث عشر: صفة العلو لله تعالى

- ‌المطلب الرابع عشر: ما جاء في الاستواء

- ‌المطلب الخامس عشر: ما جاء في العرش

- ‌المطلب السادس عشر: صفة النزول لله تعالى

- ‌المطلب السابع عشر: صفة المعية

- ‌المطلب الثامن عشر: ما جاء في الحُجُب

- ‌المطلب التاسع عشر ما جاء في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة

- ‌المطلب العشرون: ما جاء في الصورة

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في القرآن، وأنه كلام الله غير مخلوق

- ‌المطلب الأول قول السلف في القرآن أنه كلام الله غير مخلوق

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في إثبات صفة الكلام لله تعالى

- ‌المسألة الثانية: القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌المطلب الثاني: قول السلف فيمن زعم أن القرآن مخلوق

- ‌المسألة الأولى: ذمهم لمن قال بخلق القرآن

- ‌المسألة الثانية: ذم السلف لمن وقف في القرآن

- ‌المسألة الثالثة: ذم السلف لمن قال باللفظ

- ‌الفصل الثاني:الآثار الواردة عن السلف في القدر

- ‌المبحث الأول: قول السلف في القدر

- ‌المطلب الأول: ما جاء في إثبات القدر

- ‌المطلب الثاني: ما جاء في القلم وكتابه المقادير

- ‌المطلب الثالث: كلٌ ميسر لما خلق له

- ‌المبحث الثاني: ذم السلف للقدرية

- ‌الفصل الثالث:الآثار الواردة عن السلف في مباحث الإيمان

- ‌المبحث الأول:الآثار الواردة في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

- ‌المطلب الأول: ما جاء في مسمى الإيمان

- ‌المطلب الثاني: العلاقة بين الإيمان والإسلام

- ‌المطلب الثالث: ما جاء في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌المبحث الثاني:الآثار الواردة في الاستتثناء في الإيمان

- ‌المطلب الأول: قول السلف فى الاستثناء في الإيمان

- ‌المطلب الثاني: حكم سؤال الرجل غيره أمؤمن أنت

- ‌المطلب الثالث: الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الثالث:الآثار الواردة في الإرجاء

- ‌المطلب الأول: حقيقة مذهب الإرجاء

- ‌المطلب الثاني: تحذير السلف من المرجئة

- ‌الباب الثاني:الآثار الواردة عن السلف في الصحابةوالخلافة والإمامة وفي الاتباع

- ‌الفصل الأول:الأثار الواردة عن السلف في الصحابة

- ‌المبحث الأول: ما جاء في مدح الصحابة وذكر محاسنهم

- ‌المبحث الثاني: التحذير من الطعن في الصحابة وسبِّهم

الفصل: ‌المسألة الثانية: القرآن كلام الله غير مخلوق

‌المسألة الثانية: القرآن كلام الله غير مخلوق

79 -

حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال كتب عبيد الله بن يحيى

(1)

إلى أبي -رحمة الله عليه- يخبره، أن أمير المؤمنين

(2)

أمرني أن أكتب إليك أسألك، عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان، ولكن مسألة معرفة

= الإرسال تبليغ كلام الرب تبارك وتعالى، وإذا انتفت عنه حقيقة الكلام انتفت حقيقة الرسالة والنبوة، والرب تبارك وتعالى يخلق بقوله وكلامه كما قال تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82] فإذا انتفت حقيقة الكلام عنه انتفى الخلق، وقد عاب الله آلهة المشركين بأنها لا تتكلم ولا يملم عابديها ولا ترجع إليهم قولا، والجهمية وصفوا الرب تبارك وتعالى بصفة هذه الآلهة".

وانظر للمزيد "رسالة الإمام السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت".

(1)

عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو الحسن وزير المتوكل، كان عاقلا حازما، قد نفاه المستعين إلى برقة، ثم قدم بعد المستعين فاستوزره المعتمد، واستمر في الوزارة إلى أن توفي سنة (263). شذرات الذهب (2/ 146)، والأعلام (4/ 198).

(2)

هو المتوكل على الله أبو الفضل جعفر بن محمد بن هارون الرشيد، خليفة عباسي، ولد ببغداد وبويع بعد أخيه الواثق، وهو الذي أحيا السنة وأمات التجهم، وكان جوادا، قتل في سنة (247). شذرات الذهب (2/ 113)، والأعلام (2/ 127).

ص: 262

وبصيرة، فأملى عليّ أبي رحمه الله: إلى عبيد الله، أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته، قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد يغتمسون فيه حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس، فصرف الله ذلك كله، وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ودعوا الله لأمير المؤمنين وأسأل الله أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء، وأن يتمم ذلك لأمير المؤمنين، وأن يزيد في نيته، ويعينه على ما هو عليه.

وقد ذُكر عن عبد الله بن عباس رحمة الله عليه أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم

(1)

.

وذُكر عن عبد الله بن عمرو: أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا، وقال بعضهم ألم يقل الله كذا، قال:

(1)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (30794)، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (رقم 178)، وأورده ابن حجر في المطالب العالية (3/ 297).

ص: 263

فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان

(1)

فقال: "أبهذا أُمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء، انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه"

(2)

.

وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مراء في القرآن كفر

(3)

".

وروي عن أبي جهيم

(4)

رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

كناية عن شدة احمرار الوجه من الغضب. النهاية لابن الأثير (3/ 462)، وتحفة الأحوذي (6/ 335).

(2)

أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 195 - 196)، وابن ماجه في السنن (باب في القدر 1/ 33 رقم 85) من طرق عن داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وإسناده حسن. انظر "ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم" للألباني (406).

(3)

أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 503)، ومن طريقه أبو داود في السنن (كتاب السنة، باب النهي عن الجدال في القرآن 5/ 185 رقم 4593). وهو حديث صحيح. انظر مشكاة المصابيح للشيخ الألباني (236).

(4)

أبو جُهيم بن الحارث بن الصِمّة بن عمرو الأنصاري، قيل اسمه: عبد الله وقد ينسب لجده، وقيل: هو عبد الله بن جهيم بن الحارث بن الصمة، وقيل اسمه الحارث بن الصمة، وقيل هو آخر غيره، صحابي معروف، وهو ابن أخت أبيّ بن كعب، بقي إلى خلافة معاوية الإصابة (7/ 73)، والتقريب (ص 555).

ص: 264

قال: "لا تماروا في القرآن، فإنَّ مراءً فيه كفر"

(1)

وقال عبد الله بن عباس: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس. فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.

فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة. قال: فزبرني

(2)

عمر، ثم قال: مه، فانطلقتُ إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أنا كذلك، إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فخلا بي وقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل؟ قال: إنما قلت: يا أمير المؤمنين متى ما يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا

(3)

، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، قال: لله أبوك، والله إن كنت

(1)

أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 169)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 152) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4444).

(2)

أي: نهرني، وهو النهي عن الإقدام على ما لا ينبغي. انظر النهاية لابن الأثير (2/ 294).

(3)

أي: يقول كل واحد منهم: الحَقُّ بِيَدِي. النهاية لابن الأثير (1/ 415).

ص: 265

لأكتمها الناس حتى جئت بها

(1)

.

وروي عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي

(2)

.

وروي عن جبير بن نفير

(3)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم لن ترجعوا بشيء أفضل مما خرج منه، يعني القرآن

(4)

.

(1)

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 217) ومن طريقه أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (رقم 205)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 516 - 517) من طريق معمر عن علي بن بَذيمة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس. ورجاله ثقات.

(2)

أخرجه أحمد في المسند (3/ 322)، وأبو داود في السنن (كتاب السنة، باب في القرآن 5/ 242 رقم 4701) والترمذي في السنن (كتاب فضائل القرآن 5/ 45 رقم 2925) وقال: حديث حسن صحيح. وانظر السلسلة الصحيحة (1947).

(3)

جبير بن نُفير بن مالك بن عامر الحضرمي الحمصي، ثقة، جليل، مخضرم، ولأبيه صحبة، فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر، مات سنة (80) وقيل بعدها. الإصابة (1/ 531)، والتقريب (ص 77).

(4)

أخرجه الترمذي في السنن (كتاب فضائل القرآن 5/ 34 رقم 2912) وهو مرسل لأن جبير بن نفير لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. انظر السلسلة الضعيفة (1957).

ص: 266

وروي، عن أبي أمامة

(1)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه". يعني: القرآن

(2)

.

وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: جرِّدوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله

(3)

.

وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله فضعوه

(1)

صُدي بن عجلان، أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور، سكن الشام ومات بها سنة (86) الإصابة (3/ 420)، والتقريب (ص 217).

(2)

أخرجه أحمد في المسند (5/ 268)، والترمذي في السنن (كتاب فضائل القرآن 5/ 34 رقم 2911)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وبَكر ابن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه في آخر أمره، وقد رُوي هذا الحديث عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وانظر السلسلة الضعيفة (1957).

(3)

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 322)، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 353) عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال: قال ابن مسعود: "جردوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 158) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعراء، وقد وثقه ابن حبان، وقال البخاري وغيره: لا يتابع في حديثه. قلت: أبو الزعراء: اسمه عبد الله ابن هانئ الكوفي الكبير، وقد وثقه ابن سعد والعجلي. انظر تهذيب التهذيب (2/ 448) فيكون حديثه حسنا. انظر مسائل صالح (2/ 425 - حاشية رقم 45).

ص: 267

على مواضعه

(1)

.

وقال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد إذا قرأت كتاب الله وتدبرته ونظرت في عملي كدت أن أيأس وينقطع رجائي، قال: فقال له الحسن: إنَّ القرآن كلام الله وأعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير، فاعمل وأبشر

(2)

.

وقال فروة بن نوفل الأشجعي كنت جارًا لخباب

(3)

وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فخرجت معه يومًا من المسجد، وهو آخذ بيدي فقال يا هناة

(4)

تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تقرب إليه بشيء

(1)

أخرجه أحمد في الزهد (ص 32) عن يحيى بن غيلان حدثنا رشدين حدثني يونس عن ابن شهاب عن عمر رضي الله عنه، وزاد: ولا تتبعوا أهواءكم. قلت: الإسناد فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف.

(2)

انظر تخريجه في الأثر رقم (84).

(3)

خبّاب بن الأرت التميمي، أبو عبد الله، من السابقين إلى الإسلام، وكان يعذب في الله، وشهد بدرًا، ثم نزل الكوفة، ومات بها سنة (37). الإصابة (2/ 258)، والتقريب (ص 132).

(4)

هذه اللفظة تختص بالنداء خاصة، والهاء في اَخره تصير تاء في الوصل، معناه: يا فلان. لسان العرب (15/ 365).

ص: 268

أحب إليه من كلامه

(1)

.

وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات

(2)

.

وقال معاوية بن قرة

(3)

: وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات، فإنها تحبط الأعمال

(4)

.

وقال أبو قلابة

(5)

وكان أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجالسوا أصحاب الأهواء -أو قال: أصحاب الخصومات- فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما

(1)

انظر تخريجه في ص 259.

(2)

أخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (218)، والآجري في الشريعة (124) من طريق سفيان عن عمرو بن قيس قال: قلت: للحكم بن عتيبة

الأثر.

(3)

معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، ثقة، مات سنة (113) وهو ابن ست وسبعين سنة. التقريب (ص 470).

(4)

أخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (221)، والَاجري في الشريعة (115) وقال محققه: إسناده صحيح.

(5)

عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي، أبو قلابة البصري، ثقة، فاضل، كثير الإرسال، قال العجلي: فيه نصب يسير، مات بالشام هاربا من القضاء سنة (104) وقيل بعدها. التقريب (ص 246 - 247).

ص: 269

تعرفون"

(1)

.

ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ فقال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني، أو لأقومنه. قال فقام الرجلان فخرجا. فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما عليك أن يقرأ عليك آية من كتاب الله؟ فقال محمد بن سيرين: أني خشيت أن يقرأ علي آية، فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي. فقال محمد: لو أعلم أني أكون مثل الساعة لتركتهما

(2)

.

وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني: يا أبا بكر! أسألك عن كلمة فولى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة

(3)

.

(1)

أخرجه الفريابي في القدر (ص 212) ومن طريقه الآجري في الشريعة (114) وقال محققه: إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في السنن (1/ 120 رقم 391)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (244).

(2)

أخرجه الفريابي في القدر (ص 215) ومن طريقه الآجري في الشريعة (121) وقال محققه: إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في السنن (1/ 120 رقم 397)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (242).

(3)

أخرجه الفريابي في القدر (ص 215) ومن طريقه الآجري في الشريعة (121) =

ص: 270

وقال ابن طاوس

(1)

لابن له -وتكلم رجل من أهل البدع- أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول، ثم قال: اشدد، اشدد

(2)

.

وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل

(3)

.

وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خُبِّئ لكم لفضل عندكم

(4)

.

= وقال محققه: إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي في السنن (1/ 121 رقم 398).

(1)

عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، أبو محمد، ثقة، فاضل، عابد، مات سنة (132). التقريب (ص 250 - 251).

(2)

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 125) عن معمر قال كنت عند ابن طاوس

فذكره. وأخرجه من طريقه اللالكائي في شرح الاعتقاد (248). وإسناده صحيح.

(3)

أخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (216)، والآجري في الشريعة (116) وقال محققه: إسناده صحيح. وأخرجه أيضا الدارمي في السنن (1/ 102 رقم 304).

(4)

أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 134) من طريق حماد بن زيد عن عبد الله بن عوف عن إبراهيم وقال محققه: إسناده صحيح.

ص: 271

وكان الحسن البصري يقول: "شرُّ داء خالط قلبًا" يعني: الهوى

(1)

.

وقال حذيفة بن اليمان وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله معاشر القراء، خذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا، أو قال: مبينًا

(2)

.

وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين

(3)

التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين لولا ذلك ذكرتها بأسانيدها.

وقد قال الله جل ثناؤه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}

(1)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 138)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 218).

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ح 7282)، ومحمد بن نصر المروزي في السنة (برقم 88).

(3)

قال ابن المنادي: امتنع أحمد من التحديث قبل أن يموت بثمان سنين، أو أقل أو أكثر، وذلك: أن المتوكل وجه يقرأ عليه السلام، ويسأله أن يجعل المعتز في حجره، ويعلمه العلم، فقال للرسول: اقرأ على أمير المؤمنين السلام، وأعلمه أن عليَّ يمينا: أني لا أتم حديثا حتى أموت، وقد كان أعفاني مما أكره، وهذا مما أكره. طبقات الحنابلة (1/ 27).

ص: 272

[الأعراف: 54] فأخبر تبارك وتعالى بالخلق، ثم قال: وَالأَمْرُ، فأخبر أن الأمر غير الخلق، وقال تبارك وتعالى:{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} [الرحمن] فأخبر تبارك وتعالى أن القرآن من علمه، وقال:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] وقال: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145] وقال: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} [الرعد: 37] فالقرآن من علم الله.

وفي هذه الآيات دليل على أن الذي جاءه وير هو القرآن لقوله:

{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} .

وقد روى عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وهو الذي أذهب إليه ولست

ص: 273

بصاحب كلام ولا أرى الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديثٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه أو عن التابعين رحمهم الله، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.

وإني أسأل الله أن يطيل بقاء الأمير وأن يثبته ويمده منه بمعونة، إنه على كل شيء قدير

(1)

.

80 -

حدثنا إسحاق قال: أخبرنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء قال: قال عمر: إن هذا القرآن كلام الله فلا عرفتكم ما عطفتموه على أهوائكم

(2)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (2/ 419 - رقم 1104).

وقد أخرج هذه الرسالة عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 134 - 140)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 216 - 219) من طريق صالح بن أحمد بن حنبل، وابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص 461 - 462) مختصرا، وأوردها الذهبي في السير (11/ 286 - 281) وقال: فهذه الرسالة إسنادها كالشمس، فانظر إلى هذا النفس النوراني.

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 422).

الإسناد فيه: ليث بن أبي سليم وهو ضعيف كما تقدم، وأبو الزعراء: هو عبد الله ابن هانئ الأكبر الكوفي، وثقه العجلي، من الثانية. التقريب (ص 269). =

ص: 274

81 -

حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمرو بن جُمَيْع، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: لما حكّم علي الحكمين قال له الخوارج

(1)

: حكمت رجلين؟ قال: ما حكمت مخلوقًا إنما حكمت القرآن

(2)

.

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 144 - 145) بلفظ: "فلا أعرفن ما عطفتموه على أهوائكم"، والدارمي في الرد على الجهمية (ص 170) بلفظ:"فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم"، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في سننه (2/ 533) بلفظ:"فلا يغرنكم ما عطفتموه على أهوائكم".

(1)

سُموا خوارج: لخروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد معركة صفين إثر تحكيم الحكمين. انظر الملل والنحل (1/ 114)، وسيأتي التعريف بهم في (ص 625).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 422).

الإسناد ضعيف جدًا: فيه عمرو بن جُميع: كذبه يحيى بن معين، وقال النسائي وجماعة: متروك، وقال ابن عدي: كان يتهم بالوضع، وقال البخاري منكر الحديث. انظر: لسان الميزان (4/ 358). والكامل لابن عدي (5/ 111 - 112)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 79).

وأخرجه الخلال في السنة (1835)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (370 - 371)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 379).

ص: 275

82 -

حدثنا عمرو بن زرارة قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: كانت أسماء بنت أبي بكر

(1)

إذا سمعت القرآن قالت: كلام ربي كلام ربي

(2)

.

83 -

حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال: حدثنا يحيى بن زكريا، عن ابن أبي زائدة، قال: حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: القرآن كلام الله، فمن رد منه شيئًا فإنما يرده على الله

(3)

.

(1)

أسماء بنت أبي بكر الصديق، زوج الزبير بن العوام، من كبار الصحابة، وكانت تلقب ذات النطاقين، عاشت مائة سنة، وماتت سنة ثلاث أو أربع وسبعين. الإصابة (7/ 486)، والتقريب (ص 661).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 422).

رجال إسناده كلهم ثقات وهو صحيح.

وأخرجه الخلال في السنة (2078)، والبخاري في خلق أفعال العباد (95) تعليقًا، وأورده ابن القيم في الصواعق المرسلة (4/ 1414).

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 422).

الإسناد فيه: العلاء بن عمرو الحنفي: تكلم فيه ابن حبان وغيره، تقدم في الأثر رقم (12). =

ص: 276

84 -

حدثنا بشر بن حجر قال: حدثنا صالح المري قال: قال الحسن

(1)

: القرآن كلام الله إلى القوة [والصفاء]

(2)

والأعمال أعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير، فاعمل وأبشر

(3)

.

= ومجُالد: هو ابن سعيد الهمداني، ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. التقريب (ص 453). فالأثر ضعيف.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 145)، والدارمي في الرد على الجهمية (ص 171)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 377).

(1)

الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، الأنصاري مولاهم، الإمام، شيخ الإسلام، ثقة، فقيه، فاضل، مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس، مات سنة (110). تذكرة الحفاظ (1/ 71)، والتقريب (ص 99).

(2)

ليست في المطبوع. والإضافة من المخطوط ل (219/ أ) وقوله "إلى القوة والصفاء" هي كذلك عند البيهقي في الأسماء والصفات.

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 423).

الإسناد: فيه بشر بن حجر: قال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس قد كتبت عنه وكان صدوقًا. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 355).

وصالح بن بشر المري ضعفه ابن معين، وقال عمرو بن علي: منكر الحديث جدا، يحدث عن قوم ثقات أحاديث مناكير، وهو رجل صالح. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 395). =

ص: 277

85 -

حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: ثنا أبي، عن السري بن يحيى، عن محمد بن سيرين

(1)

قال: قال الحجاج بن يوسف

(2)

وهو يخطب: إن ابن الزبير

(3)

كان يبدل كلام الله. فقال له أعبد الله،

(4)

بن عمر: كذبت لا

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 151)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 380).

(1)

محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة البصري، ثقة، ثبت، عابد، كبير القدر، فقيها، إمامًا، غزير العلم، علامة في التعبير، رأسا في الورع، مات سنة (110). تذكرة الحفاظ (1/ 77)، والتقريب (ص 418).

(2)

حجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي، الأمير الشهير، الظالم، المبير، وقع ذكره وكلامه في الصحيحين وغيرهما، وليس بأهل أن يروى عنه، ولي إمرة العراق عشرين سنة ومات سنة (95). التقريب (ص 94).

(3)

عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو بكر، وأبو خُبَيب، كان أول مولود في الإسلام بالمدينة من المهاجرين، وولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل في ذي الحجة، سنة (73). الإصابة (4/ 90)، والتقريب (ص 245).

(4)

في المطبوع والمخطوط "عبد الرحمن بن عمر" وعند البيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر في تاريخه والذهبي في تذكرته، أن القائل هو عبد الله بن عمر وهو الصحيح، فعبد الرحمن بن عمر لم يدرك دولة بني أمية لأنه مات في خلافة أبيه. انظر الإصابة (5/ 44).

ص: 278

تستطيع ولا ابن الزبير أن تبدلوا كلام الله

(1)

.

86 -

سمعت أحمد وذكر القرآن فقال: سمعت أبا النضر

(2)

يقول: ليس بمخلوق

(3)

.

87 -

ثنا أحمد بن إبراهيم قال: سمعت أبا النضر هاشم بن القاسم يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق

(4)

.

88 -

ثنا الحسن بن الصباح قال: ثنا معبد أبو عبد الرحمن ثقة، عن

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 423).

إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 380)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 194 - 195)، وأورده الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 39).

(2)

هاشم بن القاسم بن مسلم، الليثي مولاهم، البغدادي، أبو النضر، مشهور بكنيته، ولقبه قيصر، ثقة، ثبت، مات سنة (207). التقريب (ص 501).

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 354 - مسألة رقم 1703).

(4)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 357 - مسألة رقم 1715).

وكلا الإسنادين صحيح.

وأخرجهما الخلال في السنة (1839).

ص: 279

معاوية بن عمار قال: سألت جعفر بن محمد

(1)

عن القرآن، فقال ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله

(2)

.

89 -

حدثنا عباس بن عبد العظيم قال: حدثني عمرو

(3)

بن هارون قال: سمعت سفيان بن عيينة وسئل عن القرآن قال: هو كلام الله وليس بمخلوق

(4)

.

(1)

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو عبد الله المدني المعروف بالصادق، صدوق، فقيه، إمام، مات سنة (148). التهذيب (1/ 310 - 311)، والتقريب (ص 80).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 356 - مسألة رقم 1712).

الإسناد فيه: الحسن بن الصباح: أبوعلي الواسطي، صدوق يهم. تقدم في الأثر (77). ومعبد: هو ابن راشد أبو عبد الرحمن كوفي أو واسطي، مقبول فقيه. التقريب (ص 471).

ومعاوية بن عمار بن أبي معاوية الدُهْني، صدوق. التقريب (ص 470).

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (399)، وعبد الله بن أحمد في السنة (1/ 152)، والبخاري في خلق أفعال العباد (17)، والبيهقي في الاعتقاد (ص 101 - 102) وصححه.

(3)

في المطبوع والمخطوط "عمر بن هارون"، والصواب ما أثبته؛ لأن عمر بن هارون لا يروي عن سفيان بن عيينة. انظر تهذيب الكمال (11/ 186).

(4)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 357 - مسألة رقم 1713).=

ص: 280

90 -

ثنا محمد بن يونس النسائي وكان ثقة قال: سمعت وهب بن جرير

(1)

يقول: القرآن ليس بمخلوق

(2)

.

91 -

ثنا عباس العنبري وأحمد بن عبدة قالا: سمعنا أبا الوليد

(3)

= الإسناد فيه: عمرو بن هارون المقرئ: وهو صدوق. التقريب (ص 364).

وأورده ابن حبان في كتاب الثقات (8/ 485) عن عمرو بن هارون به، وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (1)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (386) كلاهما عن الحكم بن محمد الطبري قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: أدركت مشائخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله وليس بمخلوق. وقال الألباني في مختصر العلو (ص 164): إسناده جيد.

(1)

وهب بن جرير بن حازم بن زيد، أبو عبد الله الأزدي البصري، ثقة، مات سنة (206). التقريب (ص 514).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 357 - مسألة رقم 1714). الإسناد صحيح.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 159)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (416).

(3)

هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي، البصري، ثقة، ثبت، إمام، فقيه، حافظ، مات سنة (227) وله أربع وتسعون سنة. التهذيب (4/ 273 - 274)، والتقريب (ص 504).

ص: 281

يقول: القرآن كلام الله، وكلام الله ليس بمخلوق

(1)

.

92 -

سمعت العنبري قال: سمعت أبا الوليد يقول: القرآن كلام الله، ليس ببائن من الله

(2)

.

93 -

ثنا وهب بن بقية قال: سمعت وكيع بن الجراح

(3)

يقول: القرآن ليس بمخلوق

(4)

.

94 -

سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه

(5)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 357 - مسألة رقم 1716).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 161)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (437).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 357 - مسألة رقم 1717).

لم أقف على من أسنده بهذا اللفظ، وإلا فهو بمعنى الأثر السابق.

(3)

وكيع بن الجراح بن مليح الرُّؤالصي، أبو سفيان الكوفي، ثقة، حافظ، عابد، محدث العراق مات في آخر سنة ست وأول سنة سبع وتسعين، وله سبعون سنة. السير (9/ 140)، والتقريب (ص 511).

(4)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 357 - مسألة رقم 1719).

الإسناد صحيح. ولم أجد من أخرجه.

(5)

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد بن راهويه المروزي، الإمام، =

ص: 282

وهناد بن السري

(1)

.

وعبد الأعلى بن حماد

(2)

.

وعبيد الله بن عمر بن ميسرة

(3)

.

وحكيم بن سيف الرقي

(4)

.

وأيوب بن محمد الرقي

(5)

.

= الحافظ، الكبير، ثقة، مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، مات سنة (238) وله اثنتان وسبعون سنة. تذكرة الحفاظ (2/ 433)، والتقريب (ص 39).

(1)

هناد بن السَّرِي بن مصعب التميمي، أبو السري الكوفي، ثقة، مات سنة (243) وله إحدى وتسعون سنة. التهذيب (4/ 285)، والتقريب (ص 505).

(2)

عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم البصري، أبو يحيى، المعروف بالنَّرْسي لا بأس به، مات سنة ست أو سبع وثلاثين. التقريب (ص 273).

(3)

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، الحافظ الشهير، أبو سعيد البصري، ثقة، ثبت، مات سنة (235) على الأصح، وله خمس وثمانون سنة. تذكرة الحفاظ (2/ 438)، والتقريب (ص 314).

(4)

حكيم بن سيف بن حكيم الأسدي مولاهم، أبو عمرو الرقي، مات سنة (238). التقريب (ص 116).

(5)

أيوب بن محمد بن زياد الوزان، أبو محمد الرقي، ثقة، مات سنة (249). التهذيب =

ص: 283

وسوار بن عبد الله

(1)

.

والربيع

(2)

صاحب الشافعي.

وعبد الوهاب بن الحكم

(3)

.

ومحمد بن الصباح بن سفيان

(4)

وعثمان بن أبي شيبة

(5)

.

= (1/ 207)، والتقريب (ص 58).

(1)

سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي العنبري، أبو عبد الله البصري، ثقة، غلط من تكلم فيه، مات سنة (245) وله ثلاث وستون سنة. التهذيب (2/ 131)، والتقريب (ص 200).

(2)

الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، أبو محمد المصري المؤذن، صاحب الشافعي، الحافظ، الإمام، محدث الديار المصرية، ثقة، مات سنة (270) وله ست وتسعون سنة. تذكرة الحفاظ (2/ 468)، والتقريب (ص 146).

(3)

عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع، أبو الحسن الوراق البغدادي، ويقال له ابن الحكم، الإمام المحدث، القدوة، ثقة، مات سنة (250) وقيل بعدها. تذكرة الحفاظ (2/ 526)، والتقريب (ص 309).

(4)

محمد بن الصباح بن سفيان الجرْجَرائي، أبو جعفر التاجر، صدوق، مات سنة (240). التقريب (ص 419).

(5)

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، =

ص: 284

ومحمد بن بكار بن الريان

(1)

، وأحمد بن جواس الحنفي

(2)

، ووهب بن بقية

(3)

، ومن لا أحصيهم من علمائنا كل هؤلاء سمعتهم يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وبعضهم قال: القرآن غير مخلوق

(4)

.

95 -

حدثنا أبو بكر محمد بن يزيد قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق

(5)

.

= الحافظ، الكبير، ثقة، وله أوهام، وقيل كان لا يحفظ القرآن، مات سنة (239) وله ثلاث وثمانون سنة. تذكرة الحفاظ (2/ 444)، والتقريب (ص 326).

(1)

محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله البغدادي الرصافي، ثقة، مات سنة (238) وله ثلاث وتسعون. التقريب (ص 406).

(2)

أحمد بن جَوَّاس الحنفي، أبو عاصم الكوفي، ثقة، مات سنة (238). التقريب (ص 18).

(3)

وهب بن بقية بن عثمان الواسطي، أبو محمد، يقال له وهبان، ثقة، مات سنة (239) وله خمس أو ست وتسعون سنة. التقريب (ص 514).

(4)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 358 - مسألة رقم 1720).

وأوردهم اللالكائي في شرح الاعتقاد (في نهاية المجلد الثاني) ضمن الأئمة الذين قالوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق. (2/ 241 وما بعدها).

(5)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 420).

الإسناد فيه: محمد بن يزيد: هو ابن عبد الملك الأسفاطي البصري: صدوق.=

ص: 285

96 -

حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار

(1)

، قال: أدركت الناس منذ سبعين سنة، أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن دونهم يقولون: الله الخالق وما سواه مخلوق، إلا القرآن فإنه كلام الله منه خرج وإليه يعود

(2)

.

= التقريب (ص 447).

والهيثم بن جميل: ثقة من أصحاب الحديث وكأنه تُرك فتغير. التقريب (ص 507).

وأورده اللالكائي في شرح الاعتقاد (487) ضمن الأئمة الذين قالوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

(1)

عمرو بن دينار المكي أبو محمد، الأثرم الجمحي مولاهم، الحافظ، الإمام، عالم الحرم، ثقة، ثبت، مات سنة (126). تذكرة الحفاظ (1/ 113)، والتقريب (ص 358).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 421).

وأخرجه الخلال في السنة (1860)، والدارمي في الرد على الجهمية (ص 189)، وفي نقضه للمريسي (1/ 573)، وأورده الذهبي في العلو (ص 156) كلهم عن إسحاق بن إبراهيم به، وقال الألباني في مختصر العلو (ص 164): إسناده مسلسل بالثقات الحفاظ.

ص: 286

97 -

سمعت أبا الربيع الزهراني

(1)

، وأبا ثور

(2)

، والعباس العنبري

(3)

، ويحيى [الحماني]

(4)

، وإبراهيم بن بشار

(5)

يقولون: القرآن كلام الله تكلم به

(6)

.

(1)

سليمان بن داود العتكي، أبو الربيع الزهراني البصري، الحافظ، الثقة، المقرئ، لم يتكلم فيه أحد بحجة، مات سنة (234). تذكرة الحفاظ (2/ 468)، والتقريب (ص 191).

(2)

إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، أبو ثور، الإمام، المجتهد، الحافظ، الفقيه، صاحب الشافعي، ثقة، مات سنة (240). تذكرة الحفاظ (2/ 512)، والتقريب (ص 29).

(3)

عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري، أبو الفضل البصري، الإمام، الثبت، ثقة، حافظ، مات سنة (240). تذكرة الحفاظ (2/ 524)، والتقريب (ص 236).

(4)

في المطبوع "الحمالي" وهو خطأ من المحقق. والتصحيح من المخطوط ل (217/ ب)، وهو يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بَشْمين الحِمّاني، الكوفي، حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث، مات سنة (228). تذكرة الحفاظ (2/ 423)، والتقريب (ص 523).

(5)

إبراهيم بن بشار الرمادي، أبو إسحاق البصري، حافظ له أوهام، مات سنة (230). التقريب (ص 28).

(6)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 421).

وأوردهم اللالكائي في شرح الاعتقاد (في نهاية المجلد الثاني) ضمن الأئمة =

ص: 287

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الذين قالوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

التعليق: هذه الآثار الواردة تتضمن إجماع السلف من الصحابة ومن بعدهم على أن القرآن كلام الله غير مخلوق لا خلاف بينهم في ذلك، وقد تضمن القرآن آيات كئيرة تدل على أن القرآن كلام الله.

من ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة:6]، وقوله تعالى:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: 2]، وقوله تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]. وقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15]، وغيرها كثير.

كما وردت أحاديث كئيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تثبت أن القرآن كلام الله.

ومن ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف فقال: "ألا رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي". تقدم تخريجه ص 211.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته بعد التشهد: أحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم". أخرجه النسائي في السنن (3/ 58 رقم 1311) بإسناد صحيح. انظر مشكاة المصابيح بتخريج الألباني (956).

وقد نص السلف على ذلك في معتقداتهم، ومن نماذج أقوالهم. =

ص: 288

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (12/ 37): "مذهب سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم ما دل عليه الكتاب والسنة، وهو الذي يوافق الأدلة العقلية الصريحة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود".

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (ص 165): "ويشهد أهل الحديث ويعتقدون أن القرآن كلام الله، وكتابه، ووحيه، وتنزيله غير مخلوق؛ ومن قال بخلقه واعتقده فهو كافر عندهم".

وقال الإمام أبو بكر الآجري في الشريعة (1/ 489): "اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم: أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق، ووفقوا للرشاد قديما و حديثا: أن القرآن كلام الله عز وجل ليس بمخلوق، لأن القرآن من علم الله تعالى، وعلم الله عز وجل لا يكون مخلوقا، تعالى الله عز وجل عن ذلك.

دل على ذلك القرآن والسنة، وقول الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقول أئمة المسلمين رحمة الله تعالى عليهم، لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمية عند العلماء كافرة".

وانظر شرح الاعتقاد للالكائي (2/ 300 - 344)، فقد ساق عددا كبيرا من الأئمة القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

ص: 289