الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثامن عشر: ما جاء في الحُجُب
69 -
حدثنا سعيد بن منصور قالى: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثني أبي، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرو قال: والذي نفسي بيده إن بين الناس يوم القيامة وبين الرب تبارك وتعالى لسبعين ألف حجاب، منها حجاب من ظلمة لا ينفذها شيء، ومنها حجب من نور لا يستطيعها شيء، ومنها حجب من ماء. لايسمع حس ذلك الماء أحد فلا يربط على قلبه إلا انخلعت أفئدته
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 415).
الإسناد فيه: عبد العزيز بن أبي حازم، وهو صدوق. التقريب (ص 297).
وعمر بن الحكم بن ثوبان: صدوق أيضا. التقريب (ص 349). وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 681) من طريق عمر بن الحكم به، وابن خزيمة في التوحيد (ص 20 - ا 2) من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم من قوله.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (17/ 437) من طريق أبي حازم عن عبد الله بن عمرو نحوه، قال ابن كثير في تفسيره (6/ 107) تعليقًا على سند ابن جرير:"وهذا موقوف على عبد الله بن عمرو من كلامه، ولعله من الزاملتين، =
70 -
حدثنا عيسى بن محمد قال: ثنا يزيد بن هارون، عن الحسين الجريري، عن أبي عطاف قال: كتب الله التوراة لموسى بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة، سمع صريح القلم في ألواح من در ليس بينه وبينه إلا الحجاب
(1)
.
71 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نار ونور وظلمة
(2)
وما هو أعلم
= والله أعلم".
والزاملتان: تثنية زاملة. وقد جاء في القاموس المحيط (3/ 395) أن الزامِلَة: هي "التي يُحْمَلُ عليها من الإبِلِ وغيرِها". وهما اللتان أصابهما رضي الله عنه يوم اليرموك من أهل الكتاب. انظر نقض الدارمي (2/ 636).
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 424).
هذا الأثر مكرر وقد تقدم في رقم (40).
(2)
أخرج الإمام الدارمي في الرد على الجهمية (ص 37) بسنده إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: "احتجب الله من خلقه بأربع: بنار وظلمة ونور وظلمة" قال الألباني: إسناده صحيح لكنه موقوف.
بها
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 359).
التعليق: هذه الآثار الواردة عن السلف تدل على إثبات الحُجُب لله تعالى، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة المطهرة على إثباتها لله تعالى. قال تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51].
وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15].
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". رواه مسلم (179).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟، قلت: يا رسول الله! استشهد أبي، قتل يوم أحد، وترك عيالا ودَينا، قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا". رواه الترمذي في السنن (5/ 110 - 111 رقم 3010) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1361).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "
…
وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن". رواه البخاري (7445)، ومسلم (180).
والسلف الصالح يعتقدون بوجود هذه الحجب ويؤمنون بأن الله حجب نفسه عن خلقه بها، لا يعلم كيفيتها ولا عددها إلا الله تعالى. =