‌المسألة الثالثة: ما جاء في أخنع اسم عند الله يوم القيامة - الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد - جـ ١

(1)

إسحاق بن مِرَار الكوفي، نزل بغداد، وكان نحويًا لغويًا، صدوق، مات سنة عشر أو ست ومائتين وقد قارب مائة وعشرين سنة. التهذيب (4/ 563)، والتقريب (ص 582).

(2)

أخرجه البخاري (كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء إلى اللّه ح 6206) وزاد: قال سفيان: مثل شاهان شاه، وأخرجه مسلم (كتاب الآداب، باب: تحريم التسمي بملك الأملاك وبملك الملوك ح 2143) وقال: زاد ابن أبي شيبة في روايته: لا مالك إلا اللّه عز وجل.

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد اللّه (3/ 1329 - مسألة رقم 1840).

وأخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (3/ 149).

قال ابن "سلام: "أراد أشد الأسماء ذلّا وأوضعها عند اللّه". غريب الحديث (2/ 18).

وجاء عند مسلم (2143) مرفوعا: "أغيظ رجل على اللّه يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا اللّه".

التعليق: لقد جاءت الشريعة بسد جميع وسائل الشرك، ومنها مشابهة المخلوق =

= فيما لا يستحقه إلا اللّه تعالى، ومن ذلك تسمي المخلوق بأسماء لا يجوز إطلاقها إلا على الخالق سبحانه وتعالى، ومنها ما جاء في هذا الأثر، في التغليظ على من تسمى بملك الأملاك. فهذا الاسم لا يليق إلا باللّه تبارك وتعالى، فإنه هو مالك الأملاك، لأنه هو الخالق لها، المدبر لشؤونها، لا شريك معه في ذلك، والتسمي به هو تشبه في خواص ربوبيته تعالى.

قال العيني في عمدة القاري (22/ 215): "وإنما كان ملك الأملاك أبغض إلى الله وأكره إليه أن يسمى به مخلوق، لأنه صفة اللّه تعالى، ولا يليق بمخلوق صفات الله وأسماؤه، لأن العباد لا يوصفون إلا بالذل والخضوع والعبودية".

ولا ينحصر النهي الذي جاء في الخبر على هذا الاسم فقط، بل يشمل كل ما أدى معناه بأي لسان كان. كما جاء عن سفيان بن عيينة أنه قال: مثل شاهان شاه.

قال الحافظ في الفتح (10/ 723) معلِّقًا على قول سفيان: "إن لفظ شاهان شاه كان قد كثر التسمية به في ذلك العصر فنبه سفيان على أن الاسم الذي ورد الخبر بذمه لا ينحصر في ملك الأملاك بل كل ما أدى معناه بأي لسان كان فهو مراد بالذم".

قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 311): "ولما كان المُلك الحق للّه وحده ولا مَلك على الحقيقة سواه، كان أخنع اسم وأوضعه عند اللّه وأغضبه له اسم "شاهان شاه"، أي: ملك الملوك وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله، فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يحب الباطل، وقد ألحق =