الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: قول السلف فى الاستثناء في الإيمان
245 -
حدثنا أحمد قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عمر قلت: أَغتسِل من غسل الميت؟ قال: أمؤمن هو؟ قال: قلت: أرجو. قال: فيمسح بالمؤمن ولا يغتسل منه
(1)
.
246 -
قلت لعلي: فتحفظ عن عائشة من حديث جرير؟ قال: نعم حدثنا به جرير، عن مغيرة، عن سماك بن سلمة، عن عبد الرحمن بن عصمة قال: قالت عائشة: إنهم المؤمنون إن شاء اللّه في حديث ذكره
(2)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372).
الإسناد فيه: عطاء بن السائب، صدوق اختلط، وقال الإمام أحمد: كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن رفعها. انظر الكواكب النيرات (ص 61).
وأخرجه عبد اللّه بن أحمد في السنة (1/ 321) بنفس إسناد حرب.
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 371).
الإسناد فيه: عبد الرحمن بن عصمة: لم أجد له ترجمة، وقد ذكره ابن حجر فيمن روى عنهم سماك بن سلمة. انظر: تهذيب التهذيب (2/ 115).
وأخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (ح 25). والحديث الذي ذكره: أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (31213) بنفس الإسناد عن عبد الرحمن بن عصمة قال: كنت عند عائشة، فأتاها رسول من معاوية بهدية، فقال: أرسَل بهذا أمير =
247 -
حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: تكلم عنده رجل من الخوارج بكلام كره فقال علقمة {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُو} [الأحزاب: 58] فقال له الخارجي: أمنهم أنت؟ قال: أرجو
(1)
.
248 -
حدثنا أحمد قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان، عن الحسن ابن عبيد الله، عن إبراهيم قال: إذا قيل لك أمؤمن أنت؟ فقل: أرجو
(2)
.
=المؤمنين، فَقَبِلت هديته، فلما خرج الرسول، قلنا يا أم المؤمنين ألسنا مؤمنين وهو أميرنا؟ قالت: أنتم إن شاء الله المؤمنون، وهو أميركم".
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372).
إسناده صحيح.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 38)، وابن أبي شيبة في الإيمان (ح 24)، وعبد اللّه بن أحمد في السنة (1/ 322، 340)، والخلال في السنة (1344، 1346)، والآجري في الشريعة (285، 286، 292)، وابن بطة في الإبانة -القسم الأول- (2/ 870)، وابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 188).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372). =
249 -
حدثنا أحمد قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن فضيل عن إبراهيم قال: إذا سُئلت أمؤمن أنت؟ فقل: آمنت بالله وملائكته ورسله فإنهم سيدعونك
(1)
.
250 -
حدثنا أبو بكر محمد بن يزيد قال: ثنا عبد الصمد بن أزهر، عن ابن المبارك قال: قلت لابن عون: تزعم أنك مؤمن؟ قال: إني لأستحي الله أن أزعم أني مسلم
(2)
.
= إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 321)، و ابن بطة في الإبانة -القسم الأول- (2/ 879 رقم 1209)، والآجري في الشريعة (289)، وابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 191).
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372)
رجاله ثقات وإسناده صحيح.
وأخرجه الآجري في الشريعة (293)، وعبد الله بن أحمد في السنة (1/ 320)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 36) واللالكائي في شرح الاعتقاد (1787).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 374).
الإسناد فيه: عبد الصمد بن أزهر، لم أقف له على ترجمة.
ولم أجد من أخرج هذا الأثر.
251 -
قال أحمد: قال يحيى وسفيان: يُنكر أنْ يقول: أنا مؤمن
(1)
.
252 -
حدثنا أحمد بن حنبل قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما أدركت أحدا من أصحابنا ولا بلغني إلا على الاستثناء. وقال يحيى: الإيمان قول وعمل. قال يحيى: وكان سفيان
(2)
ينكر أن يقول: أنا مؤمن، وحسَّن يحيى الزيادة والنقصان ورآه
(3)
.
253 -
قال أبي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما أدركت أحدا من أصحابنا ولا بلغني إلا على الاستثناء، وحَسَّن يحيى الاستثناء ورآه
(4)
.
254 -
سمعت أحمد قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما أدركت
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 366 - مسألة رقم 1774).
لم أجد من أخرجه.
(2)
الثوري.
(3)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 370).
إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 310)، والخلال في السنة (1015، 1052، 1053)، والآجري في الشريعة (279 - 280)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (1794)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 381).
(4)
مسائل الأمام أحمد برواية ابنه صالح (3/ 224 - رقم 1699).
أحدًا من أصحابنا ولا بلغني إلا على الاستثناء
(1)
.
255 -
سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما أدركت أحدا من أصحابنا، إلا على سنتنا
(2)
في الإيمان، ويقولون: الإيمان يزيد وينقص
(3)
.
256 -
سألت أبا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان؟ فقال: الاستثناء في العمل، لعلنا أن نكون قد قصرنا، والقول، هوذا يجيء به.
وقال: قال يحيى بن سعيد، ما أدركت أحدا لا ابن عون
(4)
، ولا غيره إلا وهو يستثني في الإيمان بعد
(5)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 366 - مسألة رقم 1772).
(2)
لعلها "الاستثناء" كما في الألفاظ الأخرى المتقدمة.
(3)
مسائل الإمام أحمد برواية ابن هانئ (2/ 162 - مسألة رقم 1898).
(4)
عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون البصري، الإمام، شيخ أهل البصرة، ثقة، ثبت، فاضل، من أقران أيوب في العلم والعمل والسن، مات سنة (150) على الصحيح. تذكرة الحفاظ (1/ 156)، والتقريب (ص 259).
(5)
مسائل الإمام أحمد برواية ابن هانئ (2/ 161 - مسألة رقم 1893).
وانظر تخريج هذه الآثار الأربعة الأخيرة في الأثر رقم (252).
257 -
قال: وسمعت وكيعًا يقول: قال سفيان
(1)
: الناس عندنا مؤمنون في الأحكام والمواريث، ونرجو أن يكون كذلك، ولا ندري ما حالنا عند الله
(2)
.
258 -
سمعت أحمد قال: ثنا وكيع قال: قال سفيان: الناس عندنا مؤمنون في الأحكام والمواريث، نرجو أن يكونوا كذلك، ولا ندري ما حالنا عند الله
(3)
.
259 -
وسألت علي بن عبد الله
(4)
عن الاستثناء في الإيمان، فقال: يقول: أنا مؤمن إن شاء الله من غير شك، أو يقول: أرجو. قلت:
(1)
الثوري.
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (3/ 225 - رقم 1700).
إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 311)، والخلال في السنة (969)، والآجري في الشريعة (279) وابن بطة في الإبانة - القسم الأول - (2/ 871 رقم 1190).
(3)
مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 366 - مسألة رقم 1775). انظر الأئر السابق.
(4)
المديني، تقدمت ترجمته في الأثر (239).
فتحفظ عن جرير بن عبد الحميد
(1)
عن عدة ذكرهم في الاستثناء؟
قال: قد سمعته منه ولم أكتبه فأنا أهابه، فذكر يزيد بن أبي الزياد
(2)
، ومنصور
(3)
، ومغيره
(4)
وغيرهم
(5)
.
260 -
سمعت أحمد بن سعيد قال: سمعت النضر بن شميل
(6)
يقول: إذا سُئل أمؤمن أنت؟ قال: اَمنت بالله، أو مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو. قال النضر: أدركت عليه أهل البصرة ابن عون
(7)
(1)
تقدمت ترجمته في الأثر (234).
(2)
يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم الكوفي، ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا مات سنة (136). التقريب (ص 531).
(3)
منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، الإمام، الحافظ، الحجة، أبو عتاب الكوفي، ثقة، ثبت، وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة (132). تذكرة الحفاظ (1/ 142)، والتقريب (ص 479).
(4)
المغيرة بن مِقسم الضبي، تقدمت ترجمته في الأثر (20).
(5)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 371).
وأخرجه بنحوه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1785).
(6)
تقدمت ترجمته في الأثر (242).
(7)
تقدمت ترجمته في الأثر (256).
وهشام
(1)
وعوف
(2)
وحماد
(3)
وهشام بن حسان
(4)
، وعمران
(5)
، كلهم يستثنون وكان الحسن، وابن سيرين، وقتادة، وأيوب، وأصحابنا كلهم يستثنون
(6)
.
261 -
حدثنا علي بن يزيد قلت لعبد الله بن داود
(7)
: أتعيب على من يقول أنا مؤمن إن شاء الله، ومن يقول أرجو؟ قال: لا كلُّ هذا
(1)
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، ثقة، فقيه، ربما دلس. التقريب (ص 504). والنضر هنا لم ينسب هشام بن عروة لشهرته، وإلا فهو يروي عن اثنين آخرين اسمهما هشام.
(2)
عوف بن أبي جميلة: رُمي بالقدر وبالتشيع تقدم في الأثر (220).
(3)
هو حماد بن سلمة تقدمت ترجمته في الأثر (203).
(4)
هشام بن حسان تقدمت ترجمته في الأثر (210).
(5)
لم أجد من شيوخ النضر بن شميل من اسمه "عمران"، والله أعلم.
(6)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 371).
إسناده صحيح. ولم أجد من أخرج كلام النضر بن شميل هذا، وقد ذكر بعض هؤلاء الأئمة اللالكائي في شرح الاعتقاد (5/ 1039) ضمن من قال بالاستثناء في الإيمان.
(7)
عبد الله بن داود أبو عبد الرحمن الهمداني الخريبي، ثقة، مات سنة (213). التقريب (ص 244).
حسن
(1)
.
262 -
حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثنا محمد بن كثير
(2)
، عن الأوزاعي قال: لا بأس أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله
(3)
.
263 -
حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: إن قال مؤمن إن شاء الله فحسن، وإن قال: أرجو أن أكون مؤمنا فحسن
(4)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372).
ولم أجد من أخرجه.
(2)
في المطبوع "محمد بن كبير" وهو خطأ والتصحيح من المخطوط ل (183/ ب).
(3)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372).
الإسناد فيه: محمد بن كثير: صدوق كثير الغلط، تقدم.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 347)، وأبو عبيد القسم بن سلام في الإيمان (ص 38)، وابن بطة في الإبانة -القسم الأول- (2/ 873).
(4)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 372).
الإسناد فيه: عبد الله بن خُبَيْق الأنطاكي، أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 46)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويوسف بن أسباط يغلط كثيرًا، وهو رجل صالح لا يحتج بحديثه تقدم في الأثر (229).
ولم أجد من أخرجه.
264 -
قال عباس: الإيمان قول وعمل ونية ويزيد وينقص، وأقول مؤمن إن شاء الله وليس بشك
(1)
.
265 -
سمعت بشار بن موسى الخفاف
(2)
يقول: الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص، [يزيد]
(3)
حتى يكون أعظم من الجبل، وينقص حتى لايبقى منه شيء. قلت: ويستثنى فيه؟ قال: كل شيء بمشيئة الله
(4)
.
266 -
سألت أبا ثور
(5)
عن الاستثناء في الإيمان ما تقول فيه؟ قال: الاستثناء لا بأس به من غير شك. قلت لأبي ثور: فإن قال لي قائل: قال الله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُون} [النور: 31] فقد
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 367).
لم أجد من أخرج قول عباس العنبري هذا.
(2)
بشار بن موسى الخفاف شيباني، عجلي بصري، نزل بغداد، ضعيف، كثير الغلط، كثير الحديث، مات سنة (228). التقريب (ص 61).
(3)
أضفتها ليتضح السياق.
(4)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 370).
لم أجد من أخرج قول بشار بن موسى.
(5)
إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، تقدمت ترجمته في الأثر (97).
سمّاهم المؤمنين، ونحو ذلك في القرآن؟ قال: يلزمه اسم الإيمان ولا يكون مستكملا إلا أن يوافق قوله فعله، وذلك آنا قد نقول للرجل إذا دخل في الصلاة مصلي، ولا يكون مستكملا للصلاة حتى يؤديها، ونقول صائم وقد دخل في الصوم، فلا يكون مستكملا لصومه حتى يمضي يومه
(1)
.
267 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص، ويستثنى في الإيمان [غير ألا يكون الاستثناء شكا، إنما هي]
(2)
سنة ماضية عن العلماء، وإذا سُئِل الرجل أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، أو يقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله
(3)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 371).
لم أجد من أخرجه.
(2)
زيادة من رسالة الاصطخري في طبقات الحنابلة (1/ 55)، وحادي الأرواح (2/ 827).
(3)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 355).
التعليق: هذه الآثار الواردة عن السلف تدل على مشروعية الاستثناء في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الإيمان، وهو أن يقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله، أو أنا مؤمن أرجو من غير شك في أصل إيمانه.
وقد خالف مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك طائفتان:
الطائفة الأولى قالت: لا يجوز الاستثناء في الإيمان وهم المرجئة والجهمية، لأن الإيمان عندهم شيء واحد، فيقول أحدهم: أنا أعلم أني مؤمن، كما أعلم أني تكلمت بالشهادتين، فمن استثنى في إيمانه فهو شاكّ فيه عندهم.
والطائفة الثانية قالت: يجب الاستثناء في الإيمان وهم الكلابية ومن تبعهم من المتكلمين، ولهم في ذلك مأخذان:
الأول: أن الإيمان عندهم باعتبار الموافاة، وهو ما مات عليه الإنسان، والإنسان إنما يكون عند الله مؤمنا أو كافرا باعتبار الموافاة، وما سبق في علم الله أنه يكون عليه، وما قبل ذلك لا عبرة به.
الثاني: الإيمان عندهم هو الإيمان المطلق الذي يتضمن فعل جميع المأمورات، وترك جميع المنهيات، ومن قال أنه مؤمن بههذا الاعتبار فقد شهد لنفسه بأنه من المتقين الأبرار، وهذا من شهادة الإنسان لنفسه بما لا يعلم. انظر مجموع الفتاوى (7/ 429، 430، 439، 446)، وشرح الطحاوية (ص 337 - 338).
ومذهب السلف في الاستثناء في الإيمان على ضربين:
الأول: جواز الاستثناء في الإيمان باعتبار عدم الشك في أصل الإيمان، والبعد
عن تزكية النفس من الاستكمال لجميع فرائض الدين. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
الثاني: ترك الاستثناء في الإيمان إذا قصد المتكلم أصل الإيمان، لكن لا بد أن يقرن كلامه بما يبين أنه لم يرد الإيمان الكامل.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (7/ 449): "ولهذا كان الصحيح أنه يجوز أن يقال: أنا مؤمن بلا استثناء إذا أراد ذلك -أي أصل الإيمان- لكن ينبغي أن يقرن كلامه بما يبين أنه لم يرد الإيمان المطلق الكامل؛ ولهذا كان أحمد يكره أن يجيب على المطلق بلا استثناء يقدمه".
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 339 - 340):"وأما من يُجوّز الاستثناء وتركه، فهم أسعد بالدليل من الفريقين، وخير الأمور أوسطها: فإن أراد المستثني الشك في أصل إيمانه منع من الاستثناء، وهذا مما لا خلاف فيه.
وإن أراد أنه مؤمن من المؤمنين الذين وصفهم الله في قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 2 - 4] وفي قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)} [الحجرات: 15]، فالاستثناء حينئذ جائز.
وكذلك من استثنى وأراد عدم علمه بالعاقبة، وكذلك من استثنى تعليقا للأمر بمشيئة الله لا شكا في إيمانه. وهذا القول في القوة كما ترى". =