الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس: صفة القدم لله تعالى
43 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: والكرسي موضع قدميه.
وقال حرب الكرماني أيضا: ويضع قدمه في جهنم فتزوى
(1)
.
= إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
قال أبو بكر ابن خزيمة في كتاب التوحيد (ص 76): "جل ربنا عن أن تكون أصابعه كأصابع خلقه، وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته صفات خلقه، وقد أجل الله قدر نبيه عن أن يوصَف الخالق البارئ بحضرته بما ليس من صفاته، فيسمعه فيضحك عنده ويجعل بدل وجوب النكير والغضب على المتكلم به ضحكا تبدو نواجذه تصديقا وتعجبا لقائله، لا يصف النبي بهذه الصفة مؤمن مصدق برسالته".
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 359 - 360).
التعليق: ما نقله حرب الكرماني عن أئمة السلف فيه إثبات صفة القدم لله تعالى، وهي من الصفات الذاتية الخبرية، وقد جاء إثباتها في السنة المطهرة، فقد أخرج البخاري (6661)، ومسلم (2848) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
"لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه، فتقول: قط قط وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعض". وفي رواية: "حتى يضع الله رجله". أخرجها البخاري في صحيحه رقم (4850).
وجاء عن ابن عباس ما يدل على أن لله قدمين، فقد روى عثمان بن سعيد الدارمي في رده على المريسي (1/ 399 - 400)، وأبو بكر بن خزيمة في التوحيد (ص 107 - 108)، والحاكم في المستدرك (2/ 310) كلهم من طرق عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:"الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله". قال الحاكم عقب تخريجه للحديث: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال الحافظ في الفتح (8/ 251):"وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين، وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن أبي موسى مثله".
وأورد ابن قدامة في كتابه تحريم النظر في كتب الكلام (ص 38) أن حنبلًا قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن هذه الأحاديث التي تُروى أن الله تبارك وتعالى يُرى، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا، وأنه يضع قدمه، وما أشبه ذلك. فقال أبو عبد الله رضي الله عنه: نؤمن بها ونصدق بها ولا نَرُدّ منها شيئا إذا كانت بأسانيد صحاح، ولا نرد على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق، ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].