الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: التحذير من الطعن في الصحابة وسبِّهم
311 -
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا أبو الأحوص قال: ثنا أبو عبد الرحمن
(1)
، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: قال ابن عباس: يا ميمون لا تسب السلف، وادخل الجنة بسلام
(2)
.
312 -
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا مِندل
(3)
، عن حماد بن عبدالرحمن قال: ثنا محمد بن عبد الله الشعباني
(4)
قال: قال
(1)
هو عبد الله بن المبارك.
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 435).
الإسناد فيه: جعفر بن بُرْقان الرقي: صدوق يهم في حديث الزهري، تقدم في الأثر (291).
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 356)، وأبو علي الحراني في تاريخ الرقة (ص 58)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (2355)، من طريق جعفر بن برقان عن ميمون به، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 349) من طريق يحيى بن اليمان عن سوادة الجرمي عن ميمون بن مهران به. قال ابن أبي حاتم:"قال أبو زُرْعَةَ: هكذا قال عثمان بن زفر عن يحيى بن يمان عن جعفر بن برقان عن ميمون، وقال غيره عن سوادة عن ميمون بن مهران والصحيح عن سوادة".
(3)
في المطبوع: "منذر"، والتصحيح من المخطوط ل (199/ ب).
(4)
جاء عند المزي في تهذيب الكمال "الشعيثي" ولعل هذا هو الصواب، لأن الشعيثي هو الذي يروي عن مكحول.
مكحول
(1)
: ثنتان من رأيى لم أذكرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا في علي وعثمان إلا خيرًا {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134]
(2)
.
313 -
حدثنا سعيد قال: حدثنا شهاب بن خراش، عن عمه العوام ابن حوشب
(3)
قال: أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون: أذكروا محاسن أصحاب رسول الله تأتلف عليهم القلوب،
(1)
مكحول الشامي، عالم أهل الشام، الحافظ، أبو عبد الله، ثقة، فقيه، كثير الإرسال، مشهور، مات سنة بضع عشرة ومائة. تذكرة الحفاظ (1/ 107)، والتقريب (ص 477).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 393).
إسناده ضعيف؛ لضعف مِندل وهو: ابن علي العَنزي. التقريب (ص 477)، وحماد بن عبد الرحمن الأنصاري، مقبول. التقريب (ص 118).
وأورده المزي في تهذيب الكمال (7/ 280) عن مندل بن علي عن حماد بن عبد الرحمن الأنصاري عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول به.
(3)
العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني، أبو عيسى الواسطي، ثقة، ثبت، فاضل، مات سنة (148). التقريب (ص 369).
ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا الناس عليهم
(1)
.
314 -
حدثنا أبو خالد [الحيائي]
(2)
قال: ثنا عثمان بن زفر، عن أبي خالد البصري، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سلط الله عليه في قبره حَيّتان واحدة من قِبل رأسه وأخرى من قِبل رجليه تقرصانه حتى ينتهيا إلى وسطه، ثم يعاد ويعادان إلى يوم القيامة
(3)
.
315 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: ومن السنة الواضحة البينة
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 435).
الإسناد فيه: شهاب بن خراش: صدوق يخطئ. التقريب (ص 210)، والبقية ثقات.
وأخرجه الخلال في السنة (828، 829)، والآجري في الشريعة (1981) كلاهما من طريق حماد بن زيد عن شهاب بن خراش به.
(2)
هذا الاسم في المخطوط بدون نقط.
(3)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 436).
الإسناد فيه ضعيفان؛ الأوَّل: علي بن زيد بن جدعان. التقريب (ص 340)، والثاني: أبو خالد البصري، واسمه: أزهر بن سنان القرشي. التقريب (ص 37)، وأبو خالد الحيائي: لم يتبين لي من هو. ولم أجد من أخرج هذا الأثر.
الثابتة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساويهم والذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحدًا منهم، أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم أو عاب أحدًا منهم بقليل أو كثير، أو دق أو جل مما يتطرق به إلى الوقيعة في أحد منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا قبل الله صرفه ولا عدله، بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والإقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 361).
التعليق: إن التعرض لجناب الصحابة رضوان الله عليهم بأي نوع من أنواع التنقص أو العيب يعتبر من الكبائر والموبقات التي يستحق فاعلها العقوبة الغليظة في الدنيا والآخرة، لأن الطعن فيهم، إنما هو طعن في شريعة الإسلام، لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سب الصحابة أو التعرض لهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (2541).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 142)، والخلال في السنة (833)، والبغوي في الجعديات (2025)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2340). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
وكذلك شنع السلف الصالح -كما في هذه الآثار- على من انتقص أحدًا من الصحابة الكرام، ومن أقوالهم أيضًا: ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لا تسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة". أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (ح 20)، وابن أبي عاصم في السنة (1006).
وقال الإمام أحمد بن حنبل: "إذا رأيت رجلًا يذكر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام". أخرجه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد بن حنبل"(ص 209).
وقال أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم، عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة". أخرجه الخطيب في "الكفاية في علم الرواية"(1/ 188).
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/ 152): "ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". وانظر كتاب "الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة" لابن حجر الهيثمي (ص 208 - 212)، وكتاب "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وسلم" للشوكاني (ص 46 - 65)، وكتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
الصحابة الكرام "للدكتور ناصر بن علي الشيخ (2/ 829 - 846).
أما موقف أهل السنة والجماعة مما وقع بين الصحابة الكرام رضي الله عنه من الاقتتال والفتنة، فهو:
- عدم الخوض في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا ذكر أصحابي فأمسكوا". أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 96). وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (34).
إلا لمن كان لديه علم وأراد بيان الحق والدفاع عن الصحابة وتكلم بعلم وعدل، فهذا له أن يتكلم بحسب الحاجة وما يقتضيه المقام. انظر منهاج السنة لابن تيمية (6/ 254).
- سلامة القلوب لهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (2541).
- اعتقاد أنهم ما أرادوا إلا الحق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة
…
". أخرجه البخاري (3609)، ومسلم (157).
قال ابن حجر في الفتح (12/ 378): "والمراد بالفئتين: جماعة علي وجماعة معاوية: والمراد بالدعوة: الإسلام على الراجح، وقيل: المراد: اعتقاد كل منهما أنه على الحق". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
وسئل عمر بن عبد العزيز عن ذلك فقال: تلك دماء طهر الله يدي منها أفلا أطهر منها لساني؛ مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العيون، ودواء العيون ترك مسها". انظر الإنصاف للباقلاني (ص 69)، وطبقات ابن سعد (5/ 394).
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 296) عن عامر بن شراحيل الشعبي أنه قال: "هم أهل الجنة لقي بعضهم بعضا فلم يفر أحد من أحد".
وقال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (ص 294): "ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم، ونقصا فيهم.
وقال ابن حجر في الفتح (13/ 43): "واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك، ولو عرف المحق منهم، لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد؛ بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا، وأن المصيب يؤجر أجرين". وانظر الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري (ص 260).