الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث عشر: صفة العلو لله تعالى
53 -
حدثنا أحمد قال: ثنا سريج بن النعمان قال: ثنا عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان
(1)
.
54 -
قرأت على أبي عبد الله: رَوْح قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق:12] من السماء
= ندرك كيفيتها ولا يجوز إقحام العقل في معرفة كنهها؛ بل نؤمن بهذا كله لأن الله ليس كمثله شيء.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (3/ 143): "وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافى ما ذكر من علوه وفوقيته، فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته، وهو عِلي في دنوه قريبٌ في علوه".
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني (ص 353 - مسألة رقم 1699).
رجال إسناده ثقات.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 174)، والآجري في الشريعة (652)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (673)، وأورده الذهبي في العلو (ص 228) وصحح إسناده الألباني في مختصر العلو (ص 140).
السابعة، إلى الأرض السابعة
(1)
.
55 -
قرأت على أبي عبد الله: علي بن حفص، في تفسير ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} من السماء السابعة، إلى الأرض السابعة
(2)
.
56 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: "وخلق الله سبع سماوات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمس [مائة]
(3)
عام، والماء فوق السماء السابعة، وعرش الرحمن
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية ابن هانئ (2/ 159 - مسألة رقم 1887).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية ابن هانئ (2/ 159 - مسألة رقم 1888).
وأخرجه البخاري تعليقًا (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ}، وأخرجه ابن جرير في التفسير (23/ 81 - 82)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (8/ 210) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(3)
لم ترد لفظة "مائة" في المخطوط، وهي مثبتة من رسالة الاصطخري وحادي الأرواح.
فوق الماء، والله تبارك وتعالى على العرش"
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 359).
التعليق: هذه الآثار المنقولة عن السلف فيها إثبات صفة العلو لله تعالى على خلقه، التي تواترت النصوص من الكتاب والسنة على إثباتها، واتفق السلف الصالح على أن الله عال على خلقه بائن منهم.
وقد تنوعت دلالات النصوص على إثبات هذه الصفة، فمرة يأتي الإخبار عنها بأن الله في السماء، وذلك كقوله تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك: 16].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء". رواه مسلم (1064).
وتارة يكون الإخبار عنها بنزول الأشياء من عند الله تعالى، مثل قوله تعالى:{تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة: 80].
وتارة يكون الإخبار عنها باستواء الله على عرشه، مثل قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي". رواه البخاري (3194)، ومسلم (2751).
وقد تضمنت الآثار التي في الباب على هذه الدلالات الثلاثة، وهناك دلالات أخرى تبين علو الله على خلقه. انظرها في: مجموع الفتاوى (5/ 164 - 165)، وإعلام الموقعين (2/ 300 - 303)، وشرح العقيدة الطحاوية (263 - 267). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد أجمع أئمة السلف على علو الله تعالى على خلقه.
جاء عن الإمام الأوزاعي أنه قال: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا". أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 150).
وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية الكبرى (ص 23).
وعلو الله على خلقه وبينونته منهم أمر معلوم من الدين بالضرورة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (3/ 352): "القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك، كالعلم بالأكل والشرب في الجنة، والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب، والعلم بأن الله بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، والعلم بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما، بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع. والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك".
وعلوه سبحانه مركوز في فطر الخلق مغروز في طبائعهم.
قال ابن قدامة: "فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصمحابة الأتقياء، والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين". إئبات صفة العلو (ص 63). =