المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: ذم السلف للقدرية - الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد - جـ ١

[أسعد بن فتحي الزعتري]

فهرس الكتاب

- ‌المقدِّمة

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث

- ‌شكر وتقدير

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأولتعريفات عامة

- ‌المطلب الأول تعريف الأثر لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف الأثر لغة:

- ‌ب - تعريف الأثر اصطلاحًا:

- ‌المطلب الثاني تعريف السلف لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف السلف لغة:

- ‌ب - تعريف السلف اصطلاحًا:

- ‌المطلب الثالث تعريف العقيدة لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف العقيدة لغة:

- ‌ب - العقيدة اصطلاحًا:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بكتب المسائل المروية عن الإمام أحمد ورواتها

- ‌المطلب الأول التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني صاحب السنن

- ‌المسألة الأولى: ترجمة مختصرة لأبي داود السجستاني:

- ‌طلبه للعلم وذِكْرُ بعض مَن سمع منهم:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌بعض مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: نبذة مختصرة حول كتابه المسائل:

- ‌منهج أبي داود في مسائله:

- ‌المطلب الثاني التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري

- ‌المسألة الأولى: ترجمة مختصرة للإمام إسحاق بن إبراهيم بن هانئ:

- ‌اسمه ونسبه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه ووفاته:

- ‌المسألة الثانية: تعريف موجز بمسائل ابن هانئ:

- ‌منهجه في كتاب المسائل:

- ‌المطلب الثالث التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية إسحاق بن منصور الكوسج

- ‌المسألة الأولى: ترجمة إسحاق بن منصور:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائل إسحاق بن منصور

- ‌منهج إسحاق بن منصور في مسائله:

- ‌المطلب الرابع التعريف بكتاب المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية حرب بن إسماعيل الكرماني

- ‌المسألة الأولى: ترجمة حرب الكرماني:

- ‌اسمه ونسبه وولادته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌ذكر بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائل حرب الكرماني

- ‌منهج الإمام حرب الكرماني في مسائله:

- ‌المطلب الخامس التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية ابنه صالح

- ‌المسألة الأولى: ترجمة صالح بن أحمد:

- ‌اسمه وكنيته وولادته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌بعض شيوخ صالح غير الإمام أحمد:

- ‌مصنفاته ومروياته:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بكتابه المسائل:

- ‌منهج صالح في مسائله:

- ‌المطلب السادس التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله

- ‌المسألة الأولى: ترجمة الإمام عبد الله بن أحمد:

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مروياته ومؤلفاته

- ‌أولا: مروياته:

- ‌ثانيا: مؤلفاته

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائله

- ‌قيمة هذه المسائل العلمية:

- ‌ميزة مسائل عبد الله:

- ‌منهج الإمام عبد الله في مسائله:

- ‌الباب الأول:الآثار الواردة من السلف في التوحيد والقَدَر ومباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول:الآثار الواردة عن السلف في مسائل التوحيد

- ‌المبحث الأول:الآثار الواردة في توحيد الربوبية والألوهية

- ‌المطلب الأول: في توحيد الربوبية

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في خلق السموات والأرض

- ‌المسألة الثانية: ما جاء في خلق الشمس والقمر

- ‌المسألة الثالثة: ما جاء في أخنع اسم عند اللّه يوم القيامة

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في الإخلاص

- ‌المسألة الثانية: ما جاء في التسبيح

- ‌المسألة الثالثة: ما جاء في الاستشفاء بالقرآن

- ‌المسألة الرابعة: ما جاء في التمائم

- ‌المسألة الخامسة: ما جاء في قتل السحرة

- ‌المسألة السادسة: ما جاء في النهي عن الذبح لغير اللّه

- ‌المسألة السابعة: الحكم فيمن سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المسألة الثامنة: ما جاء في النهي عن قول "ما شاء الله وشئت

- ‌المسألة التاسعة: ما جاء في قول الرجل "لعمري

- ‌المسألة العاشرة: ما جاء في الطيرة

- ‌المسألة الحادية عشرة: النهي عن سب الرِّيح

- ‌المسألة الثانية عشرة: ما جاء في التصاوير

- ‌المبحث الثاني:الآثار الواردة في توحيدالأسماء والصفات

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: ما جاء فى بعض أسماء الله وصفاته

- ‌المطلب الثاني: صفة الوجه لله تعالى

- ‌المطلب الثالث: صفة اليدين لله تعالى

- ‌المطلب الرابع: صفة الأصابع لله تعالى

- ‌المطلب الخامس: صفة القدم لله تعالى

- ‌المطلب السادس: صفة العين لله تعالى

- ‌المطلب السابع: صفة السمع لله تعالى

- ‌المطلب الثامن: صفة العلم لله تعالى

- ‌المطلب التاسع: صفة المغفرة لله تعالى

- ‌المطلب العاشر: صفة المقت لله تعالى

- ‌المطلب الحادي عشر: هل يقال أن لله تعالى حدًا

- ‌المطلب الثاني عشر: صفة القرب لله تعالى

- ‌المطلب الثالث عشر: صفة العلو لله تعالى

- ‌المطلب الرابع عشر: ما جاء في الاستواء

- ‌المطلب الخامس عشر: ما جاء في العرش

- ‌المطلب السادس عشر: صفة النزول لله تعالى

- ‌المطلب السابع عشر: صفة المعية

- ‌المطلب الثامن عشر: ما جاء في الحُجُب

- ‌المطلب التاسع عشر ما جاء في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة

- ‌المطلب العشرون: ما جاء في الصورة

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في القرآن، وأنه كلام الله غير مخلوق

- ‌المطلب الأول قول السلف في القرآن أنه كلام الله غير مخلوق

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في إثبات صفة الكلام لله تعالى

- ‌المسألة الثانية: القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌المطلب الثاني: قول السلف فيمن زعم أن القرآن مخلوق

- ‌المسألة الأولى: ذمهم لمن قال بخلق القرآن

- ‌المسألة الثانية: ذم السلف لمن وقف في القرآن

- ‌المسألة الثالثة: ذم السلف لمن قال باللفظ

- ‌الفصل الثاني:الآثار الواردة عن السلف في القدر

- ‌المبحث الأول: قول السلف في القدر

- ‌المطلب الأول: ما جاء في إثبات القدر

- ‌المطلب الثاني: ما جاء في القلم وكتابه المقادير

- ‌المطلب الثالث: كلٌ ميسر لما خلق له

- ‌المبحث الثاني: ذم السلف للقدرية

- ‌الفصل الثالث:الآثار الواردة عن السلف في مباحث الإيمان

- ‌المبحث الأول:الآثار الواردة في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

- ‌المطلب الأول: ما جاء في مسمى الإيمان

- ‌المطلب الثاني: العلاقة بين الإيمان والإسلام

- ‌المطلب الثالث: ما جاء في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌المبحث الثاني:الآثار الواردة في الاستتثناء في الإيمان

- ‌المطلب الأول: قول السلف فى الاستثناء في الإيمان

- ‌المطلب الثاني: حكم سؤال الرجل غيره أمؤمن أنت

- ‌المطلب الثالث: الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الثالث:الآثار الواردة في الإرجاء

- ‌المطلب الأول: حقيقة مذهب الإرجاء

- ‌المطلب الثاني: تحذير السلف من المرجئة

- ‌الباب الثاني:الآثار الواردة عن السلف في الصحابةوالخلافة والإمامة وفي الاتباع

- ‌الفصل الأول:الأثار الواردة عن السلف في الصحابة

- ‌المبحث الأول: ما جاء في مدح الصحابة وذكر محاسنهم

- ‌المبحث الثاني: التحذير من الطعن في الصحابة وسبِّهم

الفصل: ‌المبحث الثاني: ذم السلف للقدرية

‌المبحث الثاني: ذم السلف للقدرية

179 -

حدثنا محمد بن عمر بن علي قال: ثنا الحسن بن حبيب، عن الأصبغ بن زيد، عن أبي غياث قال: سمعت أنس بن مالك

(1)

يقول: المكذبين بالقدر المشركين

(2)

.

180 -

حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابن [ندبه]

(3)

، عن عمر بن محمد

(4)

قال: قال ابن عباس: إيمان بالقدر نظام للتوحيد، فمن

(1)

أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه، خدمه عشر سنين، مشهور، مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة. الإصابة (1/ 126)، والتقريب (ص 54).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 388).

الإسناد ضعيف: أصبغ بن زيد بن علي الجهني الواسطي الوراق: صدوق يغرب. التقريب (ص 52).

وأبو غياث: اسمه سالم العتكي البصري: قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أحمد بن حنبل: ضعيف. لسان الميزان (3/ 7). ولم أجد من أخرجه.

(3)

جاء في المطبوع "ابن بديه" وهو خطأ من المحقق، وابن ندبه: هو الحسن بن حبيب بن ندبة البصري الكوسج: لا بأس به. التقريب (ص 99).

(4)

عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ثقة. التقريب (ص 354).

ص: 361

وحد الله وكذب بالقدر كان تكذيبه بالقدر نقضا للتوحيد

(1)

.

181 -

أخبرنا بقية بن الوليد، عن زرعة بن عبد الله الزبيدي أن شيخا حدثهم عن معاذ بن جبل قال: لعنت المرجئة والقدرية على لسان سبعين نبيًا آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 388).

الإسناد فيه انقطاع بين عمر بن محمد و ابن عباس رضي الله عنه، وقد جاء في السنة لعبد الله: عن عمر بن محمد عن رجل عن ابن عباس، وهذا الرجل مجهول فيكون الإسناد ضعيفًا.

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1112/ 1224)، وعبد الله بن أحمد في السنة (2/ 422)، وابن بطة في الإبانة-القسم الثاني- (2/ 159/160)، والآجري في الشريعة (457/ 456)، والفريابي في القدر (ص 143) كلهم بأسانيد فيها ضعف.

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 377).

الإسناد ضعيف: فيه هذا الشيخ الذي يروي عن معاذل رضي الله عنه، وقد جاء مصرحا به عند اللالكائي، إلا أنّ زرعة بن عبد الله الزبيدي: شيخ مجهول ضعيف الحديث. انظر الجرح والتعديل (3/ 606).

فيبقى الإسناد ضعيفًا. وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1802) من طريق بقية بن الوليد قال: نازرعة الزبيدي عن مكحول عن معاذ به.

وقد جاء هذا الأثر مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح. انظر: ظلال الجنة (325).

ص: 362

182 -

حدثنا يحيى بن عثمان قال: حدثنا ابن حمير قال: حدثني بشر ابن جبلة، عن أبي المقوم، عن عبد الله بن عمرو قال: إن لكل أمة مجوس، وإن مجوس هذه الأمة أهل القدر، فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تصلوا عليهم، ولا تسلموا عليهم

(1)

.

183 -

حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم قال: ذكر عند ابن عمر قوم يكذبون بالقدر، فقال: لا تجالسوهم، ولا تسلموا عليهم، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم، وأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم مني براء، هم مجوس هذه الأمة

(2)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 397).

الإسناد ضعيف: لجهالة بشر بن جبلة. التقريب (ص 61).

وأبو المقوم: لم أجد له ترجمة.

ولم أجد من أخرج هذا الأثر عن عبد الله بن عمرو. وجاء بنحوه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم انظر تخريجه ص (377 - 378).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 388).

الإسناد ضعيف: لضعف عبد الحميد بن سليمان الخزاعي. انظر التقريب (ص 275). =

ص: 363

184 -

حدثنا أبو معن قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل قال: ثنا عمر بن محمد العمري قال: ثنا سالم بن عبد الله قال: قال ابن عمر: من زعم أن مع الله بارئا، أو خالقا، أو رازقا، أو قاضيا، أو راضيا، أو يملك لنفسه ضرا أو نفعا، أو موتا أو حياة، أو نشورا بعثه الله أخرس لسانه، وأعمى بصره، وجعل عمله هباءً منثورا، وقطع به الأسباب، وأكبه في النار على وجهه

(1)

.

= وللانقطاع أيضًا: فأبو حازم، واسمه سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر.

انظر التهذيب (2/ 71).

وأخرجه ابن بطة في الإبانة القسم الثاني (2/ 152 - 153) بنفس سند حرب الكرماني، واللالكائي في شرح الاعتقاد (1161) من طريق أبي حازم به.

وقد جاء هذا الأثر مرفوعا عن عدة من الصحابة بأسانيد مختلفة فيها كلام.

وقد حسنه الألباني في تخريجه للمشكاة (1/ 38) وفي ظلال الجنة (338).

وانظر كلام المحقق لكتاب "الشريعة للآجري على الأثر رقم (381) ".

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 388).

وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق سيء الحفظ. التقريب (ص 487).

وبقية رجاله ثقات. =

ص: 364

185 -

حرب بن إسماعيل الكرماني قال: حدثنا محمد بن أبي بكر قال: حدثنا حسان بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن كرز ابن وبرة، عن محمد بن كعب القرظي قال: لعنت القدرية على لسان سبعين نبيًا، منهم نبينا هذا، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم خصماء الله، فيقوم القدرية

(1)

.

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 432) عن أبيه عن مؤمل به، وابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 166 - 167) من طريق مؤمل به. واللالكائي في شرح الاعتقاد (4/ 772 رقم 1292) من طريق عمر بن محمد عن نافع عن عبد الله بن عمر به.

وأخرجه عبد الله بن وهب في كتاب القدر (ص 117) عن يونس بن يزيد عن الأوزاعي عن عبد الله بن عمرو بن العاص بنحوه، وهذا إسناد منقطع؛ لأن الأوزاعي لم يدرك عبد الله بن عمرو.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 387).

إسناده ضعيف جدًا: لأجل "محمد بن الفضل بن عطية" وهو متروك. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 56)، وقال ابن حجر في التقريب (ص 436): كذبوه.

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1132)، والطبراني في الأوسط =

ص: 365

186 -

حدثنا أبو معن قال: قنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عمر بن محمد قال: كنت عند سالم بن عبد الله

(1)

فقال له رجل الرجل يزني كتبه الله عليه؟ قال نعم قال: ويعذبه عليه؟ قال: نعم

(2)

.

= (7/ 162)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 83) جميعهم عن محمد بن كعب القرظي قال:"ذُكر القدر عند عبد الله بن عمر فقال عبد الله لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا منهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا كان يوم القيامة وجمع الله الناس في صعيد واحد نادى مناد يسمع الأولين والآخرين أين خصماء الله فيقوم القدرية".

(1)

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر أو أبو عبد الله المدني، الحجة، أحد من جمع بين العلم والعمل والزهد والشرف، وهو أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتا، عابدا، فاضلًا، كان يُشبه بأبيه في الهدي والسمت، مات في آخر سنة (106) على الصحيح. تذكرة الحفاظ (1/ 88)، والتقريب (ص 166).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 380).

إسناد رجاله ثقات، وهو صحيح بمجموع طرقه، وأبو أحمد الزبيري: هو محمد ابن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي الكوفي، ثقة، ثبت، إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري. التقريب (ص 422). وقد تابعه عن سفيان الثوري عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن كثير كما في السنة لعبد الله، وشرح الاعتقاد =

ص: 366

187 -

حدثنا كثير بن يحيى بن كثير قال: حدثني منصور بن زيد العدوي قال: حدثنا عمر بن محمد بن زيد قال: سأل رجل سالم بن عبد الله قال: الزنا بقدر؟ قال: نعم، قال: قضاء قضاه الله عليه؟ قال: نعم على رغم أنفك

(1)

.

188 -

حدثنا بشر بن معاذ وعيسى بن سليمان قالا: حدثنا عبد الله ابن جعفر قال: أخبرني أبو سهيل

(2)

ابن نافع بن مالك قال: شاورني عمر بن عبد العزيز

(3)

قال: ما ترى في القدرية؟ قال: قال: أرى أن

= لللالكائي.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 424)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (1270)، والآجري في الشريعة (546)، وابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 46).

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 389).

الإسناد فيه: كثير بن يحيى بن كثير: شيعي، نهى عباس العنبري الناس عن الأخذ عنه، وقال الأزدي: عنده مناكير. لسان الميزان (4/ 484)، ومنصور بن زيد العدوي: لم أقف له على ترجمة. وانظر تخريج الأثر الذي قبله.

(2)

جاء في المطبوع "أبو سبيل" والتصحيح من المخطوط ل (195/ ب).

(3)

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، أمير المؤمنين، =

ص: 367

يستتابوا، فإن تابوا و إلا ضربت أعناقهم. فقال عمر: أما إن تلك سيرة الحق

(1)

.

= أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولي إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولي الخلافة بعده، فعد مع الخلفاء الراشدين، مات سنة (101) وله أربعون سنة ومدة خلافته سنتان ونصف. تذكرة الحفاظ (1/ 118)، والتقريب (ص 353).

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 387).

الإسناد فيه: بشر بن معاذ العقدي: صدوق. التقريب (ص 63).

وعيسى بن سليمان: هو القرشي الحمصي الفهري، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 278):"سألت أبي عنه فقال: هذا شيخ حمصي، يدل حديثه على الصدق".

وعبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي: ضعيف، يقال: تغير حفظه بأخرة. التقريب (ص 241).

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1315 - 1317)، وعبد الله بن أحمد في السنة (2/ 430)، وابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 233)، والآجري في الشريعة (511)، وابن أبي عاصم في السنة (199) جميعهم من طريق مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل به. وقال الألباني في ظلال الجنة: إسناده صحيح وهو مقطوع.

ص: 368

189 -

حدثنا محمد بن عمر بن علي قال: حدثنا الحسن بن حبيب، عن وائل بن زريق، عن عبد العزيز بن عمر، عن عمر بن عبد العزيز قال: لا تغزوا مع القدرية، فإنهم لا ينصرون

(1)

.

190 -

حدثنا محمد بن الوزير قال: ثنا مروان بن محمد قال: ثنا معاوية بن يحيى قال: ثنا أرطأة بن المنذر، عن حكيم بن عمير قال: ذكر عند عمر بن عبد العزيز أهل القدر، فقال عمر: إن كان يتخذونه دينا فهم أهل أن تسل ألسنتهم من أقفيتهم

(2)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 386).

الإسناد فيه: محمد بن عمر بن علي المقدمي: صدوق. التقريب (ص 433). والحسن بن حبيب: لا بأس به تقدم.

ووائل بن زريق: لم أجد له ترجمة. وقد ذكره المزي فيمن روى عنهم الحسن بن حبيب.

انظر: تهذيب الكمال (6/ 78)، وعبد العزيز بن عمر: صدوق يخطئ. التقريب (ص 299).

وأخرجه ابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 238) من طريق الحسن بن حبيب به.

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 387). =

ص: 369

191 -

حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا معتمر

(1)

، عن أبي مخزوم، عن سيار أبي الحكم أن عمر بن عبد العزيز قال: ينبغي للمكذبة بالقدر أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا أخلوا من ديار المسلمين

(2)

.

192 -

حدثنا سعيد بن منصور قال: ثنا حماد بن زيد، عن أبي مخزوم

= الإسناد فيه: معاوية بن يحيى الشامي أبو مطيع: صدوق له أوهام. التقريب (ص 471)، وحكيم بن عمير: هو ابن الأحوص العنسي: صدوق يهم. التقريب (ص 116).

وأخرجه الآجري في الشريعة (519)، والفريابي في القدر (ص 187) كلاهما من طريق أرطأة بن المنذر به، وأخرجه أيضا ابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 239) من طريق معاوية بن صالح عن حكيم بن عمير به.

(1)

في المطبوع "معمر" وهو خطأ والتصحيح من المخطوط ل (195/ ب). ومعتمر هو ابن سليمان التيمي.

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرما ني (ص 387).

الإسناد فيه: أبو مخزوم: لم أقف له على ترجمة، وقيل اسمه: حماد. انظر كتاب الإيمان من الإبانة (2/ 486).

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1318)، وعبد الله بن أحمد في السنة (2/ 430)، وابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 237)، والفريابي في القدر (ص 223) جميعهم من طريق أبي مخزوم به.

ص: 370

النهشلي قال: قال عمر بن عبد العزيز: يا أيها الناس اتقوا الله لا بد لأقوام أن يعملوا أعمالا كتبها الله عليهم ووضعها في أعناقهم

(1)

.

193 -

حدثنا حبان بن عمار قال: ثنا عمر بن يونس قال: حدثنا أيوب بن النجار، عن ابن عون، عن محمد

(2)

قال: حُدثت أن القدرية يمسخون في قبورهم قردة وخنازير

(3)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 388).

الإسناد فيه: أبو مخزوم النهشلي: مجهول، تقدم في الأثر السابق.

وأخرجه ابن بطة في الإبانة -القسم الثاني- (2/ 237) من طريق معتمر بن سليمان عن أبي مخزوم عن سيار عن عمر بن عبد العزيز به نحوه، والآجري في الشريعة (523) من طريق عبد الله بن أبي الوليد عن عمر بن عبد العزيز به نحوه. وعبد الله بن أبي الوليد: لم أجد له ترجمة أيضًا.

(2)

ابن سيرين. انظر: تهذيب التهذيب (3/ 586).

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 388).

الإسناد فيه: حبان بن عمار بن الحكم بن عمار بن واقد، أبو أحمد، وهو والد الحسين بن حبان صاحب يحيى بن معين، وثقه علي بن المبارك الصنعاني. انظر تاريخ بغداد (8/ 257).

وأيوب بن النجار بن زياد بن النجار الحنفي: ثقة مدلس وقد عنعن. التقريب (ص 58).

ولم أجد من أخرج هذا الأثر.

ص: 371

194 -

حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي قال: حدثنا سلام بن سليمان قال: ثنا عبيد الله بن أبي سفيان قال: سمعت ابن سيرين يقول: لا تأكلوا ذبائح القدرية

(1)

.

195 -

حدثنا محمد بن الوزير قال: حدثنا مروان بن محمد قال: سئل مالك عن القدري الذي يستتاب؟ قال الذي يقول: إن الله لا يعلم ما العباد عاملون حتى يعملوا، قال أبو عبد الله: هؤلاء الذين أخرجوا الله من علمه

(2)

.

196 -

حدثنا محمد بن عمر بن مقدم قال: ثنا أبو عصمة الحذاء، عن أبي صالح، عن أبيه قال: خوصم إلى عبيد الله بن الحسن

(3)

في غلام

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 386).

الإسناد ضعيف: لضعف سلام بن سليمان بن سوار الثقفي. انظر التقريب (ص 201).

وعبيد الله بن أبي سفيان: لم أقف له على ترجمة.

وأخرج بنحوه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1346) بدون إسناد.

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 387).

رجاله ثقات وإسناده صحيح.

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1353) بدون إسناد.

(3)

عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر العنبري البصري قاضيها، ثقة، فقيه، =

ص: 372

اشترى من رجل، فقال: إني اشتريت هذا وضمن لي لا داء ولا غائلة بيع المسلم المسلم، وإني وجدته قدريًا. قال: وأي داء أدوى منه؟ قال: فرده عليه

(1)

.

197 -

حدثنا سعيد بن منصور قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي سهيل

(2)

قال: إذا سلم عليك القدري فقل: وعليك

(3)

.

= مات سنة (168). التقريب (ص 311).

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 386).

الإسناد فيه: أبو عصمة الحذاء: لم أقف له على ترجمة. وقد ذكره الحافظ المزي ضمن الذين يروي عنهم محمد بن عمو بن مقدم. انظر تهذيب الكمال (26/ 174 - 175).

وأبو صالح، وأبوه: لم أقف على تعيينهما، وجاء عند اللالكائي: "عن إدريس القصير عن أبيه قال: شهدت عبيد الله بن الحسن

فذكره. وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1362).

(2)

نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي التيمي، أبو سهيل المدني، ثقة، مات بعد سنة (140). التقريب (ص 490).

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 386).

رجال إسناده ثقات.

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1146).

ص: 373

198 -

حدثنا أبو معن قال: حدثنا يحيى بن الفضل قال: شهدت مِكنف الندبي سأل أبا يوسف القاضي

(1)

فقال: يا أبا يوسف ما الحكم في القدرية؟ قال: الحكم أنه من جحد العلم استتبته، فإن تاب وإلا قتلته

(2)

.

199 -

حدثنا أبو سليمان يحيى بن عثمان قال: حدثنا اليمان بن عدي قال: سألت الضحاك بن حُمرة

(3)

عن القدري قال: يستتاب، فإن تاب

(1)

القاضي أبو يوسف فقيه العراقيين، يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي، صاحب أبي حنيفة، قال البخاري: تركوه. التاريخ الكبير (8/ 397)، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. الجرح والتعديل (9/ 201)، وقال الفلاس: صدوق كثير الخطأ، وقال عمرو الناقد: كان صاحب سنة، وقال المزني هو أتبع القوم للحديث. لسان الميزان (6/ 300).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 387).

الإسناد فيه: مِكنف الندبي: لم أجد له ترجمة.

وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1357/ 1356) من طريق محمد بن مقاتل القاضي عن إبراهيم بن رستم عن أبي يوسف القاضي به. وإبراهيم بن رستم: متكلم فيه. انظر لسان الميزان (1/ 56).

(3)

في المطبوع "الضحاك بن حمزة" وهو خطأ، والتصحيح من المخطوط ل (195/ ب).

ص: 374

وإلا قتل

(1)

.

200 -

قلت لأبي بكر محمد بن بشار

(2)

: أزوج القدرية وأتزوج إليهم؟ قال: معاذ الله

(3)

.

201 -

قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: والقدرية هم الذين يزعمون أن إليهم الاستطاعة والمشيئة والقدرة، وأنهم يملكون لأنفسهم الخير والشر، والضر والنفع، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة، وأن العباد يعملون بدءًا من أنفسهم من غير أن يكون سبق

(1)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 387).

الإسناد ضعيف: فيه يمان بن عدي الحضرمي، أبو عدي الحمصي: لين الحديث. التقريب (ص 539).

والضحاك بن حُمْرة الأملوكي الواسطي، أصله شامي: ضعيف. التقريب (ص 225).

ولم أجد من أخرجه.

(2)

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، أبو بكر بندار، ثقة، مات سنة (252) وله بضع وثمانون سنة. التقريب (ص 405).

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 108).

ولم أجد من أخرجه.

ص: 375

لهم ذلك في علم الله، وقولهم يضارع قول المجوسية والنصرانية

(1)

، وهو أصل الزندقة

(2)

.

202 -

وقال حرب أيضا: فمن زعم أن الله تبارك وتعالى شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله تبارك وتعالى ذكره فأي افتراء على الله أكثر من هذا.

ومن زعم أن أحدًا من الخلق صائر إلى غير ما خلق له فقد أنفى قدرة الله عن خلقه وهذا إفك على الله وكذب عليه.

ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له: أرأيت هذه المرأة التي حملت من الزنا وجاءت بولد هل شاء الله أن يخلق هذا الولد؟ وهل مضى هذا

(1)

هي دين النصارى، الذين يزعمون أنهم يتبعون المسيح عليه السلام، وكتابهم الإنجيل. دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية للشيخ سعود الخلف (ص 163)، وانظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب (2/ 564). ووجه مشابهة القدرية بالنصارى هو أن القدرية يقولون بأن العبد يخلق فعل نفسه، فأثبتوا مع الله خالقًا آخر، فأصبحوا مضاهين للنصارى الذين يعتقدون بتعدد الآلهة. وسيأتي وجه مشابهتهم بالمجوس أثناء التعليق على هذا المبحث.

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 365).

ص: 376

في سابق علمه؟ فإن قال: لا. فقد زعم أن مع الله خالقًا وهذا قول يضارع الشرك بل هو الشرك.

ومن زعم أن السرقة، وشرب الخمر، وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر من الله فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل برزق غيره، وهذا القول يضارع قول المجوسية والنصرانية، بل أكلَ رزقه وقضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله.

ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله فأي كفر بالله أوضح من هذا، بل ذلك كله بقضاء من الله وقدر، وكل ذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيه، وما جرى في سابق علمه لهم وهو الحق والعدل الحق يفعل ما يريد، ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والقماءة

(1)

، والله الضار النافع، المضل الهادي، فتبارك الله أحسن الخالقين

(2)

.

(1)

القليل الذليل. انظر لسان العرب (1/ 134).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 356 - 357).

التعليق: هذه الآثار الوافرة عن السلف في ذم القدرية تدل على شناعة هذا المعتقد وقبح هذا القول، لأنه يفضي إلى القول بأن لله شركاء في خلقه.

لذلك حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، كما أخرج أبو داود في السنن =

ص: 377

................................................

= (5/ 220 رقم 4658)، والآجري الشريعة (381)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (1150)، وابن أبي عاصم في السنة (338) وغيرهم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القدرية مجوس هذه الأمة: إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم". وقد حسنه الألباني في ظلال الجنة.

وسُمّوا "مجوس هذه الأمة": "لأنهم أثبتوا القدر لأنفسهم ونفوه عن الله سبحانه وتعالى، ونفوا عنه خلق أفعالهم وأثبتوه لأنفسهم، فصاروا بإضافة بعض الخلق إليه دون بعض مضاهين للمجوس في قولهم بالأصلين: النور والظلمة، وأن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة". الاعتقاد للبيهقي (ص 275). وانظر معالم السنن للخطابي (4/ 317)، وشرح صحيح مسلم للنووي (1/ 110).

وفرقة القدرية على ثلاثة أقسام: قدرية مجوسية، وقدرية مشركية، وقدرية إبليسية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "القدرية المذمومون في السنة على لسان السلف هم هؤلاء الفرق الثلاث: نفاته، وهم القدرية المجوسية، والمعارضون به للشريعة الذين قالوا:{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} [الأنعام: 148] وهم القدرية الشركية، والمخاصمون به للرب سبحانه وهم أعداء الله وخصومه وهم القدرية الإبليسية، وشيخهم إبليس وهو أول من احتج على الله بالقدر فقال:{فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الأعراف: 16] ولم يعترف بالذنب ويبؤ به كما اعترف به آدم

". نقله عنه =

ص: 378

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تلميذه ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 156). وانظر مجموع الفتاوي (8/ 256 - 258).

قال ابن القيم في "حاشيته على سنن أبي داود"(12/ 298 - 299): "وبدعة القدر أدركت آخر عصر الصحابة، فأنكرها من كان منهم حيا كعبد الله بن عمر، وابن عباس، وأمثالهما رضي الله عنهم.

وأكثر ما يجيء ذمهم فإنما هو موقوف على الصحابة من قولهم فيه

وكلما أظهر الشيطان بدعة من هذه البدع وغيرها، أقام الله لها من حزبه وجنده من يردها ويحذر المسلمين منها، نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأهل الإسلام".

قال الشيخ ابن باز: "فالقدرية المجبرة غلوا في إثبات القدر حتى قالوا: ليس للعبد إرادة ولا مشيئة، وقد أخطأوا في ذلك وأصابوا في الإيمان بالقدر. أما القدرية النفاة فغلوا في نفي القدر، وأفرطوا في ذلك، وأخطأوا في هذا غاية الخطأ، ولكنهم أصابوا في إثبات المشيئة والاختيار للعبد، وأخطأوا في جعله مستقلا بذلك. فإن أهل السنة والجماعة أخذوا ما عند الطائفتين من الحق وتركوا ما عندهما من الباطل". مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (3/ 36 - 37).

وهذه الآثار التي جاءت في هذا المبحث كافية في بيان شدة إنكار السلف على القدرية.

ص: 379