الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السابع: صفة السمع لله تعالى
45 -
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: الحمد لله الذي وسع
= [الطور: 48].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر". أخرجه البخاري (7408)، ومسلم (2933).
وقد استدل العلماء بهذا الحديث على أن لله عينين اثنتين خلاف الأعور.
قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي (1/ 327): "ففي تأويل قول رسول الله "أن الله ليس بأعور" بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور".
وقال القحطاني في نونيته (ص 94):
لله وجه لا يحد بصورة ......... ولربنا عينان ناظرتان
وقال أبو بكر بن خزيمة في التوحيد (ص 50): "نحن نقول: لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى، وتحت الأرض السابعة السفلى، وما في السموات العلى، وما بينهما من صغير وكبير، لا يخفى على خالقنا خافية في السموات السبع والأرضين السبع ولا مما بينهم ولا فوقهم ولا أسفل منهن، لا يغيب عن بصره من ذلك شيء، يرى ما في جوف البحار ولججها، كما يرى عرشه الذي هو مستو عليه". وانظر للمزيد: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (1/ 52 - 69).
سمعه الأصوات، لقد جاءت خولة
(1)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها فكان يخفى عليَّ كلامها، فأنزل الله:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]
(2)
.
(1)
خولة بنت ثعلبة بن أصرم الأنصارية الخزرجية، صحابية، هي التي ظاهر منها زوجها فنزلت فيها سورة:{قد سمع} ، ويقال لها: خويلة بالتصغير، وزوجها هو: أوس بن الصامت. التقريب (ص 664).
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 410).
رجال إسناده ثقات.
وأخرجه البخاري تعليقًا (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}، وهو موصول عند أحمد في المسند (6/ 46)، والنسائي في السنن (كتاب الطلاق، باب الظهار، 6/ 168 رقم 3460). وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك (2/ 533) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
التعليق: لقد دل أثر عائشة رضي الله عنها على إثبات صفة السمع كما يليق به تعالى، وأن الله وسع سمعه الأصوات كلها، وهذا يدل على عظمة الله عز وجل، فالله يسمع جميع الأصوات لا يخفى عليه شيء ولو كان الصوت صادرا من أصغر