المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة الخامسة: ما جاء في قتل السحرة - الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد - جـ ١

[أسعد بن فتحي الزعتري]

فهرس الكتاب

- ‌المقدِّمة

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث

- ‌شكر وتقدير

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأولتعريفات عامة

- ‌المطلب الأول تعريف الأثر لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف الأثر لغة:

- ‌ب - تعريف الأثر اصطلاحًا:

- ‌المطلب الثاني تعريف السلف لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف السلف لغة:

- ‌ب - تعريف السلف اصطلاحًا:

- ‌المطلب الثالث تعريف العقيدة لغة واصطلاحًا

- ‌أ - تعريف العقيدة لغة:

- ‌ب - العقيدة اصطلاحًا:

- ‌المبحث الثاني:التعريف بكتب المسائل المروية عن الإمام أحمد ورواتها

- ‌المطلب الأول التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية أبي داود السجستاني صاحب السنن

- ‌المسألة الأولى: ترجمة مختصرة لأبي داود السجستاني:

- ‌طلبه للعلم وذِكْرُ بعض مَن سمع منهم:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌بعض مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: نبذة مختصرة حول كتابه المسائل:

- ‌منهج أبي داود في مسائله:

- ‌المطلب الثاني التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري

- ‌المسألة الأولى: ترجمة مختصرة للإمام إسحاق بن إبراهيم بن هانئ:

- ‌اسمه ونسبه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه ووفاته:

- ‌المسألة الثانية: تعريف موجز بمسائل ابن هانئ:

- ‌منهجه في كتاب المسائل:

- ‌المطلب الثالث التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية إسحاق بن منصور الكوسج

- ‌المسألة الأولى: ترجمة إسحاق بن منصور:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائل إسحاق بن منصور

- ‌منهج إسحاق بن منصور في مسائله:

- ‌المطلب الرابع التعريف بكتاب المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية حرب بن إسماعيل الكرماني

- ‌المسألة الأولى: ترجمة حرب الكرماني:

- ‌اسمه ونسبه وولادته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌ذكر بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائل حرب الكرماني

- ‌منهج الإمام حرب الكرماني في مسائله:

- ‌المطلب الخامس التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية ابنه صالح

- ‌المسألة الأولى: ترجمة صالح بن أحمد:

- ‌اسمه وكنيته وولادته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌بعض شيوخ صالح غير الإمام أحمد:

- ‌مصنفاته ومروياته:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بكتابه المسائل:

- ‌منهج صالح في مسائله:

- ‌المطلب السادس التعريف بكتاب: المسائل المروية عن الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله

- ‌المسألة الأولى: ترجمة الإمام عبد الله بن أحمد:

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌بعض شيوخه:

- ‌بعض تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مروياته ومؤلفاته

- ‌أولا: مروياته:

- ‌ثانيا: مؤلفاته

- ‌وفاته:

- ‌المسألة الثانية: التعريف بمسائله

- ‌قيمة هذه المسائل العلمية:

- ‌ميزة مسائل عبد الله:

- ‌منهج الإمام عبد الله في مسائله:

- ‌الباب الأول:الآثار الواردة من السلف في التوحيد والقَدَر ومباحث الإيمان

- ‌الفصل الأول:الآثار الواردة عن السلف في مسائل التوحيد

- ‌المبحث الأول:الآثار الواردة في توحيد الربوبية والألوهية

- ‌المطلب الأول: في توحيد الربوبية

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في خلق السموات والأرض

- ‌المسألة الثانية: ما جاء في خلق الشمس والقمر

- ‌المسألة الثالثة: ما جاء في أخنع اسم عند اللّه يوم القيامة

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في الإخلاص

- ‌المسألة الثانية: ما جاء في التسبيح

- ‌المسألة الثالثة: ما جاء في الاستشفاء بالقرآن

- ‌المسألة الرابعة: ما جاء في التمائم

- ‌المسألة الخامسة: ما جاء في قتل السحرة

- ‌المسألة السادسة: ما جاء في النهي عن الذبح لغير اللّه

- ‌المسألة السابعة: الحكم فيمن سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المسألة الثامنة: ما جاء في النهي عن قول "ما شاء الله وشئت

- ‌المسألة التاسعة: ما جاء في قول الرجل "لعمري

- ‌المسألة العاشرة: ما جاء في الطيرة

- ‌المسألة الحادية عشرة: النهي عن سب الرِّيح

- ‌المسألة الثانية عشرة: ما جاء في التصاوير

- ‌المبحث الثاني:الآثار الواردة في توحيدالأسماء والصفات

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: ما جاء فى بعض أسماء الله وصفاته

- ‌المطلب الثاني: صفة الوجه لله تعالى

- ‌المطلب الثالث: صفة اليدين لله تعالى

- ‌المطلب الرابع: صفة الأصابع لله تعالى

- ‌المطلب الخامس: صفة القدم لله تعالى

- ‌المطلب السادس: صفة العين لله تعالى

- ‌المطلب السابع: صفة السمع لله تعالى

- ‌المطلب الثامن: صفة العلم لله تعالى

- ‌المطلب التاسع: صفة المغفرة لله تعالى

- ‌المطلب العاشر: صفة المقت لله تعالى

- ‌المطلب الحادي عشر: هل يقال أن لله تعالى حدًا

- ‌المطلب الثاني عشر: صفة القرب لله تعالى

- ‌المطلب الثالث عشر: صفة العلو لله تعالى

- ‌المطلب الرابع عشر: ما جاء في الاستواء

- ‌المطلب الخامس عشر: ما جاء في العرش

- ‌المطلب السادس عشر: صفة النزول لله تعالى

- ‌المطلب السابع عشر: صفة المعية

- ‌المطلب الثامن عشر: ما جاء في الحُجُب

- ‌المطلب التاسع عشر ما جاء في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة

- ‌المطلب العشرون: ما جاء في الصورة

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في القرآن، وأنه كلام الله غير مخلوق

- ‌المطلب الأول قول السلف في القرآن أنه كلام الله غير مخلوق

- ‌المسألة الأولى: ما جاء في إثبات صفة الكلام لله تعالى

- ‌المسألة الثانية: القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌المطلب الثاني: قول السلف فيمن زعم أن القرآن مخلوق

- ‌المسألة الأولى: ذمهم لمن قال بخلق القرآن

- ‌المسألة الثانية: ذم السلف لمن وقف في القرآن

- ‌المسألة الثالثة: ذم السلف لمن قال باللفظ

- ‌الفصل الثاني:الآثار الواردة عن السلف في القدر

- ‌المبحث الأول: قول السلف في القدر

- ‌المطلب الأول: ما جاء في إثبات القدر

- ‌المطلب الثاني: ما جاء في القلم وكتابه المقادير

- ‌المطلب الثالث: كلٌ ميسر لما خلق له

- ‌المبحث الثاني: ذم السلف للقدرية

- ‌الفصل الثالث:الآثار الواردة عن السلف في مباحث الإيمان

- ‌المبحث الأول:الآثار الواردة في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

- ‌المطلب الأول: ما جاء في مسمى الإيمان

- ‌المطلب الثاني: العلاقة بين الإيمان والإسلام

- ‌المطلب الثالث: ما جاء في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌المبحث الثاني:الآثار الواردة في الاستتثناء في الإيمان

- ‌المطلب الأول: قول السلف فى الاستثناء في الإيمان

- ‌المطلب الثاني: حكم سؤال الرجل غيره أمؤمن أنت

- ‌المطلب الثالث: الأسماء والأحكام

- ‌المبحث الثالث:الآثار الواردة في الإرجاء

- ‌المطلب الأول: حقيقة مذهب الإرجاء

- ‌المطلب الثاني: تحذير السلف من المرجئة

- ‌الباب الثاني:الآثار الواردة عن السلف في الصحابةوالخلافة والإمامة وفي الاتباع

- ‌الفصل الأول:الأثار الواردة عن السلف في الصحابة

- ‌المبحث الأول: ما جاء في مدح الصحابة وذكر محاسنهم

- ‌المبحث الثاني: التحذير من الطعن في الصحابة وسبِّهم

الفصل: ‌المسألة الخامسة: ما جاء في قتل السحرة

‌المسألة الخامسة: ما جاء في قتل السحرة

22 -

حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع بجالة

(1)

يقول: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس، فأتانا كتاب عمر قبل موته بسنة، أن اقتلوا كل ساحر، وربما قال سفيان: وساحرة، فقتلنا ثلاث سواحر

(2)

.

= هذا، الذي عمّ فيه الجهل، فغالب الناس الذين يعلقون التمائم، إنما يعلقونها قبل البلاء لدفع الضر، ولا يعلمون ما بداخل التميمة، بل لا يستفسرون عن ذلك، لاعتقادهم بأنها كلها تنفع. واللّه المستعان. انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (1/ 324 - السؤال الثامن من الفتوى رقم 4503).

أما ما جاء عن عائشة رضي الله عنها وسعيد بن المسيب وغيرهما، ممن سهلوا في تعليق التمائم من القرآن، فهذا اجتهاد منهم، وقد خالفهم غيرهم من الصحابة والأئمة. انظر: تيسير العزيز الحميد (ص 138 - 139)، وفتح المجيد (ص 148 - 149)، ومعارج القبول (2/ 637 - 638)، ورسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي (ص 259).

(1)

بَجَالة بن عَبَدَة التميمي العنبري البصري، ثقة، من الثانية -وهم طبقة كبار التابعين- التهذيب (1/ 211 - 212)، والتقريب (ص 59).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية ابنه (عبد الله 3/ 1279 - رقم 1778). إسناده صحيح. =

ص: 145

23 -

حدثنا صالح، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا عوف، قال حدثنا عباد، عن بجالة بن عبدة، قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري

(1)

، أن اعرضوا عليّ مَن قبلكم من المجوس أن يدعوا نكاح أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم، ويأكلوا جميعا، كيما نلحقهم بأهل الكتاب، واقتلوا كل كاهن وساحر

(2)

.

= وأخرج أصله البخاري في صحيحه (كتاب الجزية والموادعة، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، ح 3156). ولم يذكر فيه أمره بقتل السحرة. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 179 - 180)، والشافعي في المسند (ص 383)، وأحمد في المسند (1/ 190)، وابن أبي شيبة في المصنف (29585)، وأبو داود في السنن (كتاب الفرائض، باب في أخذ الجزية من المجوس 3/ 491 رقم 3538)، والدارقطني في سننه (2/ 154)، وابن الجارود في المنتقى (1/ 278)، والشاشي في المسند (254، 255). وغيرهم من الأئمة.

(1)

عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حَضّار، أبو موسى الأشعري، صحابي مشهور، وكان من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أمّره عمر ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفين مات سنة (50) وقيل بعدها. الإصابة (7/ 390)، والتقريب (ص 260).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (2/ 243 - رقم 837).

رجاله ثقات، وعباد هو: عباد بن تميم المازني، كما رجح ذلك محقق مسائل =

ص: 146

24 -

حدثني أبي قال: حدثني يحيى بن سعيد عن عبيد اللّه قال: أخبرني نافع عن ابن عمر

(1)

قال: أن حفصة

(2)

سحرتها جاريتها

= صالح. انظر تعليقه على هذا الأثر.

وأخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 91 رقم 2180) عن هشيم عن عوف بن عباد المازني عن بجالة -هكذا جاء، ولعل الصواب "عوف عن عباد"-، كما في رواية صالح هنا. وجاء في "تيسير العزيز الحميد" (ص 295 - 296):"ورواه القطيعي في الجزء الثاني من فوائده بزيادة. فقال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف، عن عمار مولى بني هاشم، عن بجالة بن عبدة".-فذكر مثله، ثم قال- "قلت: إسناده حسن". اهـ. وانظر كنز العمال للمتقي الهندي (رقم 17680).

(1)

عبد اللّه بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير

واستصغر يوم أحد وهو ابن أربع عشرة، وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة، زكاه النبي صلى الله عليه وسلم: بأنه رجل صالح، وكان من أشد الناس اتباعا للأثر، مات سنة (73) في آخرها أو أول التي تليها. الإصابة (4/ 181 - 183)، والتقريب (ص 256).

(2)

حفصة بنت عمر بن الخطاب، أم المؤمنين، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خنيس بن حذافة سنة ثلاث، وماتت سنة (45 هـ). الإصابة (7/ 581)، والتقريب (ص 663).

ص: 147

فاعترفت بسحرها، فأَمرت عبد الرحمن بن زيد

(1)

فقتلها، فبلغ ذلك عثمان فأنكره، فجاء عبد اللّه، فأخبره خبر الجارية، قال وكان عثمان إنما أنكر ذلك أنه صُنع دونه

(2)

.

(1)

عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، فما رؤي عبد الرحمن بن زيد قط في قوم إلا فرعهم طولا، واستشهد أبوه باليمامة، وولي هو إمرة مكة ليزيد بن معاوية، ومات سنة بضع وستين. الإصابة (5/ 36)، والتقريب (ص 282).

(2)

مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد اللّه (3/ 1281 - مسألة رقم 1779).

رجاله ثقات، هاسناده صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 180 - 181)، وابن أبي شيبة في المصنف (28491).

التعليق: السحر: الأُخْذَةُ وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ فهو سِحْرٌ. لسان العرب (4/ 340). وقيل هو: "كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة. وقيل: الأُخْذَةُ التي تأخُذُ العين" انظر: كتاب العين للفراهيدي (3/ 135).

قال ابن قدامة في الكافي (5/ 331): "السحر: عزائم ورقى وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه".

ولقد دلت هذه الآثار على عظم خطورة السحر، وأن له حقيقة مؤثرة على =

ص: 148

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المسحور، وهذه الحقيقة لا ينكرها إلا معاند صاحب هوى، كما دلت أيضًا على أن الساحر عقوبته القتل، وهو الراجح من أقوال أهل العلم، انظر تيسير العزيز الحميد (ص 295)، وذلك لأن السحر ينافي أصل التوحيد ويناقضه، انظر "شرح العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام" لابن باز (ص 192)، والساحر لا يكون ساحرًا إلا إذا كفر باللّه، وعبد الشياطين، بالذبح لهم، والخضوع لأوامرهم، والخوف منهم.

وقد جاء في القرآن ما يدل على كفر الساحر: قال تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر} [البقرة: 102].

قال ابن حجر في فتح الباري (10/ 276 - 277): "وفي إيراد المصنف هذه الآية إشارة إلى اختيار الحكم بكفر الساحر لقوله فيها {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا".

وإنما كان حدّ الساحر القتل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"من بدل دينه فاقتلوه" أخرجه البخاري (6922). والساحر مبدل لدينه، لأنه لا يتعلم السحر إلا بعد =

ص: 149