الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب كتابة هذا البحث
وقد أفزعى تهاون هؤلاء، وتقحم وتجرؤ أولئك على القول في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما ذكروا في تلك الروايات الباطلة، واعتبارهم ما جاء فيها من سيئ القول أمراً مقبولاً عندهم فحزمت أمري ونهضت للرد عليها وخصصت هذه الرسالة بالرد على ما قيل في آيات عتاب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخذت أجيل النظر والفكر قارئاً وباحثاً فيما كتب عنه صلى الله عليه وسلم من كتابات ودراسات وبحوث تفرق العد علّني أجد من تناول ما قيل في هذه الآيات الكريمة بالبحث والتحقيق مستضيئاً بما فيها من نور الحق لرد ما نسج حولها من روايات وقصص باطلة فلم أر بحثاً مستوعباً لمسائل لهذا الموضوع لأحد من العلماء المتقدمين، أو المتأخرين في رسالة، أو كتاب مخصرص به، وإنما الذي ذكره العلماء - رحمهم الله تعالى - مسائل حول بعض هذه الآيات الكريمة والرد على ما قيل فيها من سقيم القول، هذه الردود منثورة في ثنايا الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كتبوا عن حياته المباركة الشريفة صلى الله عليه وسلم وأشهر من كتب في هذا القاضي عياض في الشفاء، والقسطلاني في المواهب.
* * *
منهجية البحث والتناول
وقد تناولت هذه الآيات الكريمة بالبحث والتحقيق، لبيان المراد بها -في سياقاتها من السور التي هي فيها- خطاباً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفعاً لما تجده الكثرة الغالبة من الناس من توقف في فهمها، ودفعاً لكيد
وحقد أعداء الله تعالى وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم، من المستشرقين والمنصرين -المبشرين بزعمهم- الذين يقلدهم كثير من المسلمين اليوم، ويعجبون بكتاباتهم دون وعي لما تحمله من سموم.
وأرجو أن أكون قد وفقني الله تعالى لما قصدته من وضع الأمور في هذه الآيات الكريمة موضعها على ميزان الحق حباً في الله تعالى وفي رسوله صلى الله عليه وسلم، وحباً للحق، وتثبيتاً للمؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وقد سميت رسالتي هذه [أحادياث عتاب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى ضوء العصمة والاجتهاد].
وإنما سميتها كذا لقيام العصمة في حق النبي صلى الله عليه وسلم وثبوت الإذن له بالاجتهاد، فيما لم ينزل عليه فيه وحي من الله تعالى، وهما يرفعان الحرج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف جاء العتاب، وهو صلى الله عليه وسلم معصوم مأذون له في الاجتهاد؟
هذا ما ستوضحه أبواب هذه الرسالة، وبحوثها إن شاء الله تعالى.
وهي تتكون من خطبة، ومقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
أما الخطة ففيها الثناء على الله بما ألهمني مما هو أهله من الحمد والثناء، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما المقدمة فقد ذكرت فيها سبب اختياري لهذا الموضوع كما ذكرت آنفاً.
وأما الباب الأول ففي عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويشمل:
1 -
تعريف العصمة لغةً واصطلاحاً.
2 -
مواقع العصمة من حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: -
(أ) عصمتهم في فترة ما قبل النبوة.
(ب) عصمتهم بعد النبوة:
1 -
عصمتهم من الكفر.
2 -
عصمتهم في التبليغ.
(ج) تنوع الذنوب إلى صغائر وكبائر.
(د) عصمتهم عليهم الصلاة والسلام من صغائر الذنوب وكبائرها في هذه الفترة.
وأما الباب الثاني ففيه بحث الاجتهاد ويشمل:
1 -
شريف الاجتهاد لغة واصطلاحاً.
2 -
عرض آراء العلماء في: هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم حق الاجتهاد فيما لم ينزل عليه فيه وحي أو ليس له ذلك؟ وترجيح ما يؤيده الدليل، وتعضده الوقائع.
أما الباب الثالث ففيه:
1 -
بيان معنى العتاب وحقيقته.
2 -
بيان معنى الذنب، وتحليل الآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها ذكر الذنب مضافاً إلى ضمير خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياقها توصلاً لمعرفة المراد به فيها.
3 -
بيان معنى التوبة واختلافها باختلاف التائبين.
4 -
ويشمل بيان معنى العتاب بيان أنواعه في الآيات التي وقع فيها البحث، وهو -فيما تبين لنا من البحث- يتنوع إلى ثلاثة أنواع: -
النوع الأول: وسميناه عتاب التوجيه وهو ينقسم إلى فرعين:
الفرع الأول: عتاب الدفع وتقوية العزيمة للنهوض بأعباء الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة.
الفرع الثاني: عتاب الإقصار.
النوع الثالث: وسميناه عتاب التنبيه.
النوع الألث: وسميناه عتاب التحذير.
ثم أجرينا البحث في الآيات التي قيل إن فيها عتاباً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أساس هذا التنويع فكان في النوع الأول بفرعيه: خمس آيات.
وفي النوع الثاني: من آيات في خمسة مواضع.
وفي النوع الثالث: عشرون آية في ثمانية مواضع.
وأما الخاتمة: فهى إجمال موجز لموضوع هذه الرسالة وبيان لفائدة هذا البحث.
عويد بن عياد بن عابد المطرفي
مكة المكرمة
ص - ب 8515