الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - [فوائد حول النحل وعسله:]
بمناسبة الكلام عن النحل والعسل نقول: إن الكتب التي ألفت عن عجائب النحل ومملكته في عصرنا لا يمكن إحصاؤها، والكتب والمقالات التي كتبت عن الاستطباب بالعسل لا تكاد تحصى، وقد ألفت في ذلك رسائل جامعية وصدرت أبحاث علمية طبية عن جهات متخصصة كثيرة في هذا العالم، بحيث أصبح محل العسل في العلاج الطبي مشتهرا شهرة تبلغ حدّ البديهية في كل مكان في العالم، وندر أن تدخل مكتبة من المكتبات إلا وتجد فيها كتابا عن العسل والنحل، وفي هذه الفائدة أحب أن أنقل لك فقرات تزيد الإيمان من كتاب «النحلة تسبح الله» لمؤلفه محمد حسن الحمصي حفظه الله:
قال عن النحلة:
«لقد وهب الله النحلة من حاسة الشمّ ما تستطيع به أن تميز الرائحة الخاصة بمجموعتها»
«إن الدلالة على مكان يحتاج إلى أمرين اثنين: أولهما التعبير عن المسافة، وثانيهما التعبير عن الاتجاه، فللتعبير عن المسافة .. تلجأ إلى نوعين من الرقص: أحدهما الرقص الدائري، والآخر الرقص الاهتزازي، وللتعبير عن اتجاه مصدر الغذاء بالنسبة للخلية، فإن الرقص الدائري يدل على أن الغذاء قريب، وحول الخلية (في حدود 50
مترا) يمكن للشغالة رؤيته بمجرد طيرانها من الخلية، فلا حاجة لتحديد الاتجاه. أما في حالة بعد مصدر الغذاء فإن اتجاه الحركة المستقيمة في (الرقص الاهتزازي) يشير إلى اتجاه مصدر الغذاء، ويصنع مع الخط الشاقولي- تقريبا- الزاوية التي يصنعها الطريق مع الشمس. فتحفظ النحلات الشغالات مقدار هذه الزاوية. وتنطلق من مقرها متقيدة بالاتجاه المطلوب والمسافة المطلوبة. وهناك تعثر على نبع فياض من الرحيق.
والغريب في الأمر أن النحل يستعمل الشمس كبوصلة للوصول إلى مسكنه أو بستان عمله، تماما كما يفعل الإنسان.
...... فجعلت (يد الصانع الحكيم) لكل نحلة ثلاث عيون بسيطة تؤلف مثلثا رأسه إلى الأعلى، تستعملها للرؤية ضمن المسافات القريبة، داخل الخلية، أو لدى فحص
الأزهار التي تأخذ منها الرحيق وحبوب اللقاح في الحقول.
كما جعلت لكل نحلة زوجا من العيون المركبة، الكبيرة الحجم، تستعملها للرؤية البعيدة، الواسعة النطاق.
فالنحلة الملكة تتألف العين المركبة لديها من 4900 عديسة متساوية في الحجم، وموزعة توزيعا تستطيع معه الرؤية من جميع الاتجاهات. وذلك حتى تستطيع أن تحدد طريقها أثناء طيرانها السريع، عند ما تخرج للتلقيح.
أما النحلة الشغالة فإن عينها المركبة تتألف من 6300 عديسة متساوية في الحجم، وموزعة توزيعا تستطيع معه الرؤية من جميع الاتجاهات في نفس الوقت.
وأما النحلة الذكر فإن عينها المركبة تتألف من 13090 عديسة. عدد كبير لا شك، وسيزداد استغرابنا عند ما ما نعلم أن العديسات العلوية أكبر من السفلية.
ولكن دهشتنا هذه ستزول عند ما نعلم أن مهمة الذكر تتطلب هذه الدقة في البصر. إن مهمته الوحيدة- كما نعلم- هي التقليح. ولذلك فهو مزود بعينين مركبتين قادرتين على متابعة النحلة الملكة أثناء طيرانها أينما ذهبت.
.... إنها طائرة تستطيع أن تغير اتجاه طيرانها تغييرا مفاجئا، بل إنها تستطيع أن تحول اتجاه طيرانها، تحويلا مفاجئا، من الأمام إلى الخلف.
.... إنها على الرغم من صغر حجمها، وضعف جسمها، ورقة أجنحتها الشفافة تستطيع أن تطير بسرعة فائقة نسبيا. حتى إن سرعتها لتصل إلى حدود 30 كم في الساعة. وهي سرعة عظيمة إذا ما قورنت بصغر أجنحتها وقوتها المحدودة.
.... كما أن القدرة الإلهية أودعت في جناح النحلة إمكانية تذبذب بالغ السرعة يصل في الطيران السريع إلى أربعمائة ذبذبة في الثانية الواحدة.
إنه لشئ مدهش حقا أن تبلغ حركة جناح النحلة علوا وانخفاضا 400 مرة في الثانية الواحدة.»
وقال المؤلف تحت عنوان (العسل دواء شاف) مستفيدا من الرسائل الطبية الإسلامية حول فوائد العسل العلاجية ما يلى:
«وقبل أن نخوض في عرض الآراء العلمية، للاستطباب بالعسل لا نرى بأسا في أن
نلقي نظرة سريعة على أوصاف العسل.
من المتعارف عليه أن للعسل أربعة ألوان هي:
1 -
العسل الأبيض.
2 -
العسل الكهرماني الفاتح.
3 -
العسل الكهرماني.
4 -
العسل الكهرماني الداكن (الغامق).
ولقد أشار المولى سبحانه إلى اختلاف ألوان العسل في الآية الكريمة ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ، فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا، يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ.
ولكأني بهذه الآية الشريفة، وهي تربط بين اختلاف ألوان العسل من جهة واختلاف الثمر الذي يرعى النحل زهوره، واختلاف الأراضي التي يسلكها النحل من جهة أخرى
…
تشير إلى حقيقتين علميتين، عن سبب اختلاف ألوان العسل:
أولى هاتين الحقيقتين العلميتين: أن اختلاف مرعى النحل يؤثر تأثيرا كبيرا في لون العسل .. وذلك لأن نوعية الرحيق وقف على نوعية الأزهار التي يرعاها النحل.
وثاني الحقيقتين العلميتين: أن اختلاف تركيب التربة الكيماوي بين بقاع الأرض المختلفة .. يؤدي إلى اختلاف لون العسل .. ذلك أن رحيق الأزهار يعتمد اعتمادا كبيرا على ما يمتصه النبات من المعادن التي في التربة .. وحيث كانت كمية المعادن تختلف باختلاف بقاع الأرض .. فإن من الطبيعي لذلك أن يختلف لون العسل.
وأما الحقيقة العلمية الثالثة، في اختلاف لون العسل، والتي لم تشر إليها الآية القرآنية المارة الذكر، فهي أن اختلاف لون العسل يعتمد أيضا على الأقراص الشمعية المستعملة في الخلية.
.. فإذا كانت هذه الأقراص جديدة أعطت عسلا فاتح اللون .. وإذا كانت قديمة أعطت عسلا داكنا.
ولكن التمحيص في هذه الحقيقة العلمية المؤثرة في لون العسل .. يدلنا على عظمة القرآن، كما يشير إلى بلاغته التي اقتضت أن يعطي من الحقائق العلمية ما يتطلبه