الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين يدي قصة أصحاب الكهف: [خلاصة ما نقل عن الكتابيين حول القصة]
نقل المفسرون عن الكتابيين الكثير في قصة أهل الكهف، وقد أراد الأستاد الندوي أن يختصر الطريق فينقل عن كتب أهل الكتاب مباشرة، فنقل ما ذكرته دائرة المعارف للأخلاق والديانات ما خلاصته:
(إن قصة النائمين السبعة من أكثر القصص التي تروى عن القديسين متعة عقلية، واشتهارا بالآفاق، إن عناصر القصة التي تشترك فيها أقدم الكتب كما يلي:
أن الإمبراطور «ديسيس (Decius) «يدخل في المدينة اليونانية القديمة «أفيسيس» : (وتحديدها الجغرافي .. جاء في دائرة المعارف للبستاني، أنها إحدى المدن الأيونية الاثنتي عشرة من الأناضول، وموقعها على الجانب الجنوبي من نهر
قسيطرة، وهي على مسافة 60 كيلومترا من إزمير، جعلها الرومانيون قاعدة لولاية آسيا الغربية في البر، وقنصلية، ومحطا لتجارة متسعة زاهرة جدا، ولكن أعظم فخر لها هو هيكل ديانا- المعبودة اليونانية- العظيم الذي يعد من عجائب الدنيا السبع، وكان أكبر الهياكل اليونانية. وذكر بليكي Blackie في كتابه A manual of Biblic History أن مدينة أفيسيس Ephesus اشتهرت في التاريخ القديم بفلسفتها وخلاعة أهلها، واستهتارهم، وأصبحت مضرب المثل في الفجور والخلاعة، وكانت وثنيتها مزيجا من الوثنية الغربية والشرقية). ويجدد أي الإمبراطور ديسيس فيها تقليد عبادة الأوثان، ويأمر أهل المدينة والمسيحيين بصفة خاصة بتقديم الذبائح والقرابين لها، وأقلع عدد من المسيحيين عن عقيدتهم النصرانية، وبقي عدد منهم متمسكين بديانتهم، متحملين لاضطهاد رجال الحكومة، وتعذيبهم. وهنا يقدم إلى الإمبراطور سبعة من الشباب (وتقول بعض الروايات أنهم كانوا ثمانية) وكانوا مقيمين في السراي وقد اختلف في أسمائهم، وقد اتهموا باعتناق النصرانية سرا، وهم يرفضون تقديم القرابين إلى الأوثان، ويمهلهم الإمبراطور لمدة طمعا في أن يرجعوا إلى صوابهم، ويتوبوا عن النصرانية، ويخرج من المدينة.
وفي خلال هذه المدة يغادر هؤلاء الشباب المدينة ويأوون إلى كهف في جبل قريب كان يسمى ب Anchilus ويخرج أحدهم اسمه Diomedes أو Imblicus متنكرا وفي ثياب متوسخة رقيعة إلى البلد، ليتعرف الأخبار ويشتري الطعام ولا يمضي على ذلك كثيرا حتى يرجع ديسيس المدينة، ويأمر بأن يقدم إليه الشباب، ويخبر Diomedes زملاءه بهذا الأمر السلطاني، فيتناولون الطعام، وقد استولى عليهم الحزن والقلق، ثم يستغرقون في نوم عميق طويل يسلّطه الله عليهم، ولما لم يهتد الإمبراطور إلى هؤلاء الشباب، طلب آباءهم فأبدوا براءتهم عن هذا التهرب، وأن تكون لهم يد في هذه المؤامرة، وأخبروه بأنهم متسترون في جبل Anchilus وهنا يأمر الإمبراطور بأن يسد مدخل هذا الكهف بحجارة كبيرة، فيموتوا هناك حتف أنوفهم، ويبقوا موءودين في هذه المغارة، ويكتب مسيحيان، أحدهما Theodor والآخر Rufinus قصة هؤلاء الشهداء الشباب على لوحة من معدن ويدفنها تحت الحجارة التي سد بها الغار.
وبعد أن مضى عليهم ثلاث مائة وسبع سنوات فكان عهد الإمبراطور ثيودوسيس الثاني Theodosius تقوم ثورة يقودها بعض المسيحيين، وتنكر جماعة منهم على رأسهم القس تيودر Theodore عقيدة بعث الأموات، وإمكان حشر الأجساد، فيفزع ذلك
الإمبراطور المسيحي ويشغل باله، وهنا يلهم الله ملّاكا اسمه Adolius أن يبني زربية لغنمه في الميدان الذي يقع فيه هذا الكهف ويستخدم البناءون لبناء هذه الزريبة الحجارة التي سد بها هذا الغار، وهكذا ينكشف هذا الكهف، ويوقظ الله هؤلاء الشباب في هذه الساعة، فيخطر ببالهم أنهم ناموا ليلة، ويتواصون بأن يموتوا شهداء على يد «ديسيس» إذا ألجأتهم الضرورة، ويذهب أحدهم وهو Diomedes إلى المدينة كالعادة، ويقف حائرا أمام الصليب المنقوش على تاج المدينة، حتى يضطر إلى أن يسأل أحد السابلة، هل هي مدينة أفيسيس حقا؟ ويصبح تواقا إلى إخباره زملائه بهذا الانقلاب العظيم، ولكنه يملك عاطفته ويشتري الطعام، ويقدم في ثمنه النقود التي كان يحملها، وهي العملة التي كان يتعاطاها الناس في عهد ديسيس، ويعتقد صاحب الدكان وأهل السوق أن الشاب قد عثر على ركاز قديم، ويريدون أن يكون لهم نصيب فيه، ويهددون الشاب ويخوفونه ويقودونه من بين وسط المدينة وأسواقها ويتآلب عليه الناس، ويبحث الشاب في هذا الجمع الحاشد عن رجل يعرفه، فلا يجده، ويستخبره الأسقف حاكم البلد عن شأنه، فيخبره بالقصة بطولها، ويدعوهم إلى أن يرافقوه إلى الكهف، ويزوروا زملاءه الآخرين، فيرتقون قمة الجبل، وهناك يجدون لوحتين رصاصيتين تصدقان قصة الشاب. فيدخلون الكهف ويجدون زملاءه أحياء يغشى وجوههم النور والسكينة، وينمى الخبر إلى الإمبراطورا Theodosies فيزور الكهف وهنا يقول له Maximilian أو Achillides أو شاب آخر، إن الله سبحانه وتعالى قد سلط عليهم النوم ليبرهن على الحشر والنشر، ثم أيقظهم قبل أن تقوم القيامة، وبعد ذلك مات الشباب موتهم الأخير، وقد بني هيكل رومي في تذكارهم.
أما مكانة هذه القصة التاريخية، فلا يشك كبار المؤرخين والناقدين .. في صحتها وإمكان وقوعها لشهرتها واستفاضتها في العالم المسيحي، وتناقل الأجيال والكتب لها، يقول «جبون» الذي يجنح دائما إلى تزييف مثل هذه الأخبار الغريبة:
(إن هذه القصة الغريبة لا يمكن أن تحمل على مجرد خرافة الإغريق ومغالاتهم الدينية فقد اتصلت الروايات الموثوق بها وتسلسلت إلى خمسين سنة بعد وقوع هذه المعجزة وقد خصص قس سوري ولد بعد الإمبراطور ثيودوسيس الأصغر بسنتين اسمه James Of Sarus رواية من رواياته التي يبلغ عددها مائتين وثلاثين لمدح
شبان أفيسيس (أصحاب الكهف) وقبل أن ينقضي القرن السادس المسيحي نقلت قصة أصحاب