الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصحف وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً فيكتب عليه ما لم يعمل، أو يزيد في عقابه، أو يعذبه بغير جرم. فهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم.
كلمة في السياق:
إن هذه المجموعة الأخيرة في المقطع تذكّر وتعظ وتربي على الزهد في الدنيا والعمل للآخرة، وتظهر مقدار الذلة التي يكون عليها الكافرون يوم القيامة.
فإذا تذكّرنا محور سورة الكهف من البقرة زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ نجد ما مرّ معنا مرتبطا به بشكل ما، وبما يخدم الدخول في الإسلام كله، واجتناب خطوات الشيطان.
فوائد:
1 - [أقوال المفسرين في تفسير الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ]
رأينا أن للمفسرين أكثر من قول في تفسير الباقيات الصالحات. والحقيقة أن كل ما قالوه يدخل في مضمون الباقيات الصالحات. فالعمل الصالح باق عند الله، والأعمال الصالحات باقيات عند الله، ويدخل في الأعمال الصالحات كل ما قالوه. وقد ذكر ابن كثير الاتجاهات في تفسير الباقيات الصالحات. قال: «قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، وغير واحد من السلف (الباقيات الصالحات): الصلوات الخمس، وقال عطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس (الباقيات الصالحات):
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان ابن عفان عن (الباقيات الصالحات) ما هي؟ فقال: هي لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وروى الإمام أحمد
…
عن الحارث مولى عثمان رضي الله عنه قال: جلس عثمان يوما وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء، أظنه سيكون فيه مدّ، فتوضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال:«من توضأ وضوئي هذا، ثم قام فصلّى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلّى العصر غفر له ما بينها وبين الظهر، ثم صلّى المغرب غفر له ما بينها وبين العصر، ثم صلّى العشاء غفر له ما بينها وبين المغرب، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلّى صلاة الصبح، غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهنّ الحسنات يذهبن السيئات» قالوا: هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات يا عثمان؟ قال: هى لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وروى مالك عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن
سعيد بن المسيب قال: (الباقيات الصالحات): سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقال محمد بن عجلان عن عمارة قال:
سألني سعيد بن المسيب عن (الباقيات الصالحات) فقلت: الصلاة والصيام فقال: لم تصب. فقلت: الزكاة والحج فقال: لم تصب ولكنهن الكلمات الخمس لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وروى ابن جريج
…
عن نافع بن سرجس أنه أخبره أنه سأل ابن عمر عن (الباقيات الصالحات) قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال ابن جريج: وقال عطاء بن أبي رباح مثل ذلك، وقال مجاهد:(الباقيات الصالحات) سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. وروى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله: هنّ الباقيات الصالحات، روى ابن جرير: .... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هن الباقيات الصالحات» . وروى أيضا .... عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«استكثروا من الباقيات الصالحات» قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: «الملة» ، قيل:
وما هي يا رسول الله؟ قال: «التكبير، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله» .
قال ابن وهب أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن مولى سالم بن عبد الله حدثه قال: أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي في حاجة، فقال: قل له: القني عند زاوية القبر، فإن لي إليك حاجة، قال: فالتقيا، فسلّم أحدهما على الآخر، ثم قال سالم: ما تعد الباقيات الصالحات؟ فقال: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له سالم: متى جعلت فيها «لا حول ولا قوة إلا بالله» ؟
قال: ما زلت أجعلها قال: فراجعه مرتين- أو ثلاثا- فلم ينزع، قال فأثبت؟ قال سالم: أجل فأثبت؛ فإن أبا أيوب الأنصاري حدثني أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «عرج بي إلى السماء فرأيت إبراهيم عليه السلام، فقال: يا جبريل من هذا الذي معك؟ فقال: محمد، فرحّب بي وسهّل، ثم قال: مر أمّتك فلتكثر من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة، فقلت: وما غراس الجنة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله» .
وروى الإمام أحمد
…
عن رجل من آل النعمان بن بشير قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شئ ثم، قال:«أما إنه سيكون بعدي أمراء، يكذبون ويظلمون، فمن صدّقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم، فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدّقهم بكذبهم، ولم يمالئهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه. ألا وإن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هنّ الباقيات الصالحات» .
وروى الإمام أحمد
…
عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهنّ في الميزان: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولد الصالح يتوفّى فيحتسبه والده- وقال- بخ بخ لخمس: من لقي الله مستيقنا بهنّ، دخل الجنة: يؤمن بالله، واليوم الآخر، وبالجنة، وبالنار، والبعث بعد الموت، وبالحساب» .
وروى الإمام أحمد
…
عن حسان بن عطية قال: كان شدّاد بن أوس رضي الله عنه في سفره، فنزل منزلا فقال لغلامه:«ائتنا بالسفرة نعبث بها» فأنكرت عليه فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخصمها وأزمها غير كلمتي هذه، فلا تحفظوها عليّ، واحفظوا ما أقول لكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كنز الناس الذهب والفضة، فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، وأسألك لسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علّام الغيوب» . وروى الطبراني: .... عن سعد بن جنادة رضي الله عنه قال: كنت في أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف، فخرجت من أهلي من السراة غدوة، فأتيت منى عند العصر، فتصاعدت في الجبل ثم هبطت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلّمني قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. وإِذا زُلْزِلَتِ وعلمني هؤلاء الكلمات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر وقال:
«هن الباقيات الصالحات» . وبنفس الإسناد: «من قام من الليل فتوضأ ومضمض فاه ثم قال: سبحان الله، مائة مرة، والحمد لله مائة مرة، والله أكبر مائة مرة، ولا إله إلا الله مائة مرة، غفرت ذنوبه إلا الدماء، فإنها لا تبطل» . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ قال: هي ذكر الله، قول لا إله إلا الله،