الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَبِّي الآية فتكون هذه السورة من هذه الجهة جوابا على شبهة الخصوم فيما قرّر في تلك. اهـ. وللمناسبة أوجه أخر تظهر بأدنى تأمل) وأما فضلها فمشهور.
وقد بدأ ابن كثير الكلام عن سورة الكهف بهذا الفصل:
«ذكر ما ورد في فضلها» «والعشر الآيات من أولها وآخرها وأنها عصمة من الدجال»
.
(روى الإمام أحمد .. عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة، فجعلت تنفر، فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:«اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزل عند القرآن، أو تنزلت للقرآن» .
أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به، وهذا الرجل الذي كان يتلوها هو أسيد بن حضير.
وروى الإمام أحمد .. عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» . رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث قتادة به؛ ولفظ الترمذي «من حفظ ثلاث آيات من أول الكهف» . وقال حسن صحيح. (طريق أخرى) روى الإمام أحمد .. عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال» رواه مسلم أيضا والنسائي من حديث قتادة به، ولفظ النسائي «من قرأ عشر آيات من الكهف» فذكره. روى النسائي .. عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال» .
وروى الإمام أحمد .. عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورا من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين السماء والأرض» .
وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه .. عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه، إلى عنان السماء، يضئ له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين» .
وروى الإمام سعيد بن منصور في سننه .. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.
وأخرج الحاكم في مستدركه .. عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين» .
وروى الحافظ أبو بكر البيهقي بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة الكهف كما نزلت كانت له نورا يوم القيامة» .
وهكذا روى الحافظ الضياء المقدسي بسنده عن عليّ مرفوعا: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة، وإن خرج الدجال عصم منه» ). اهـ. كلام ابن كثير.
ويتساءل الأستاذ الندوي في رسالته (تأملات في سورة الكهف) عن السّر في أن هذه السورة أو بعضا منها يعصم من الدجال ويجيب على ذلك وهذا كلامه:
(وتساءلت ماذا في هذه السورة من المعاني والحقائق والتنبيهات والزواجر، ما يعصم من هذه الفتنة التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وحث أمته على الاستعاذة منها حثا شديدا، والتي هي الفتنة الكبرى الأخيرة، التي قال عنها:«ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال» . ولماذا خصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعرف خلق الله بكتاب الله وأسراره وعلومه- هذه السورة الكريمة من بين سور القرآن؟
ورأيت نفسي تتوق إلى معرفة سرّ هذا التخصيص، والصلة المعنوية بينها وبين هذه العصمة، التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي القرآن سور من القصار المفصّل، وسور من الطوال، عدل عنها النبي صلى الله عليه وسلم واقتنعت إجمالا، بأن هذه السورة، هي السورة القرآنية الفريدة، التي تحتوي على أكبر مادة وأغزرها فيما يتصل بفتن العهد الأخير التي يتزعمها الدجّال، ويتولى كبرها ويحمل رايتها، وتحتوي على أكبر مقدار من الترياق الذي يدفع سموم الدجّال ويبرئ منها، وأن من يتشرّب معاني هذه السورة ويمتلئ بها- وهو نتيجة الحفظ والإكثار من القراءة في عامة الأحوال- يعتصم من هذه الفتنة المقيمة المقعدة للعالم، ويفلت من الوقوع في شباكها، وأن في هذه السورة الكريمة من التوجيهات والإرشادات، والأمثال والحكايات، ما يبين الدجّال ويشخّصه في كل زمان ومكان، وما يوضّح الأساس الذي تقوم عليه فتنته ودعوته، وتهيئ العقول والنفوس لمحاربة هذه الفتنة ومقاومتها، والتمرد عليها، وإن فيها روحا تعارض التدجيل وزعماءه، ومنهج تفكيرهم، وخطة حياتهم في وضوح وقوة).