المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌8 - في العلم بالسنن وآداب الرواية: - الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام - جـ ١

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد في:العِبَادات في الإسلام

- ‌الجزء الأولفي العلم والأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر والدعوة إلى الخير والنصيحة

- ‌المقدمةفي: الجامع بين موضوعات هذا الجزء

- ‌الباب الأولفي العلم

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولفيفضل العلم بدين الله

- ‌فائدة:

- ‌الفصل الثانيفي: الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهموالترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم

- ‌الفصل الثالثفي: الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى

- ‌الفصل الرابعفي: الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير

- ‌الفصل الخامسفي: الترغيب في سماع الحديث وتبليغه

- ‌الفصل السادسفي: الترهيب من الدعوى في العلمِ والقرآنِ

- ‌الفصل السابعفي الترهيب من كتم العلم

- ‌الفصل الثامنفي وجوب التعلّم والتعلم

- ‌الفصل التاسعفي الترهيب من أن يَعْلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله

- ‌الفصل العاشرفي الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبة

- ‌الفصل الحادي عشرفيبعض آداب التعليم والتعلم

- ‌1 - التَّخَوُّلُ بالموعظةِ:

- ‌2 - في أدب السؤال والاختبار:

- ‌3 - في حسن التلقي والإلقاء والمدارسة:

- ‌4 - في مجال العلم والعلماء وأدبهما:

- ‌5 - من الأدب عدم التكلف:

- ‌6 - في الاقتداء:

- ‌7 - من آداب أهل العلم، التواضع والخوف من الله:

- ‌8 - في العلم بالسنن وآداب الرواية:

- ‌9 - في حفظ الحديث:

- ‌10 - الترهيب من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌11 - في آداب الفتوى والتثبت والمشاورة فيها:

- ‌12 - في فرضية تحصيل العلوم الضرورية:

- ‌13 - الأدب في تغير اجتهاد العالم:

- ‌14 - في اجتناب أهل الهوى والابتداع:

- ‌15 - الاغتباط في العلم والحكمة من الأدب:

- ‌الفصل الثاني عشرفي رفع العلم وذهاب العلماء

- ‌الفصل الثالث عشرفي كتابة الحديث ونسخ النهي عن ذلك

- ‌الباب الثانيفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروفي النصيحة والدعوة إلى الخير

- ‌المقدمة

- ‌الفقرة الأولى في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الفقرة الثانية: في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الفقرة الثالثة: في الأخذ بالرخصة أو العزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر

- ‌الفقرة الرابعة: في الغضب لله والشدة في النهي عن المنكر

- ‌الفقرة الخامسة: في وجوب امتثال ما يأمر به والانتهاء عما ينهى عنه

- ‌الفصل الثانيفي الدعوة إلى الخير قولاً وعملاً وفي النصيحة

- ‌الفصل الثالثمن سنته عليه الصلاة والسلام في الدعوة والنصح والموعظة

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأولفي نصوص مذكرة ببعض الأصول في الصلاة

- ‌الفصل الأول: وجوب الصلاة وفرضيتها والمحافظة عليها، وتعجيلها وما يتصل بذلك

- ‌الفقرة الأولى: في وجوب الصلاة وفرضيتها

- ‌الفقرة الثانية: في فضل الصلاة مطلقاً

- ‌الفقرة الثالثة: في الترغيب في المحافظة على الصلاة والترهيب من تركها وفضلالنوافل

- ‌الفقرة الرابعة: في فضل صلاة الفجر

- ‌الفقرة الخامسة: في فضل صلاتي الفجر والعصر

- ‌الفقرة السادسة: في ما ورد في العشاء والفجر

- ‌الفقرة السابعة: في فضل صلاة العصر وهل هي الصلاة الوسطى

- ‌الفقرة الثامنة: في تعجيل الصلاة إذا أخر الإمام

- ‌الفقرة التاسعة: في الراحة بالصلاة

- ‌الفقرة العاشرة: في السَّمَر بعد العشاء

- ‌الفقرة الحادية عشر: في تسمية الصلوات

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الثانيفيقضاء الفائتة

- ‌مسائل وفوائد حول قضاء الفائتة

- ‌الفصل الثالثفيصلاة الصبي

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الرابعفيذكر بعض من لا تُقبل صلاتهم

- ‌الباب الثانيفي شروط الصلاة

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: في الطهارة وهي الشرط الأول من شروط الصلاة

- ‌مقدمة

- ‌الفقرة الأولى: في أهمية الطهارة

- ‌الفقرة الثانية: أحكام المياه

- ‌طهارة ماء البحر وأنواع المياه:

- ‌أنواع المياه:

- ‌حد الماء القليل والكثير:

- ‌أحكام الأسآر والآبار:

- ‌النهي عن البول في الماء:

- ‌الماء المستعمل وحكمه:

- ‌كيفية الاغتسال من الماء الدائم:

- ‌الاغتسال والوضوء بالماء الحار:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثالثة: في الأعيان الطاهرة والنجاسات والمطهرات

- ‌نجاسة البول وكيفية تطهيره:

- ‌من أنواع المطهرات:

- ‌حكم المني:

- ‌فائدة:

- ‌حكم الفأرة وتطهير ما وقعت فيه ونحوها:

- ‌حكم الحيوان المذَكَّى:

- ‌حكم الدباغة والإهاب المدبوغ:

- ‌حكم جلود السباع:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌من النجاسات المختلف فيها:

- ‌الفقرة الرابعة: في قضاء الحاجة والاستنجاء والاستبراءعرض إجمالي

- ‌التنزه من البول:

- ‌الاستتار عند قضاء الحاجة وعدم الكلام:

- ‌الأذكار المأثورة لمن يريد قضاء الحاجة:

- ‌وسائل الاستنجاء وكيفيته:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الخامسة: في الوضوء ونواقضه

- ‌عرض عام لأحكام الوضوء:

- ‌ في مقدار الماء:

- ‌ آداب تتعلق بالوضوء:

- ‌1 - استعمال الطيب:

- ‌2 - إحسان الوضوء:

- ‌3 - التوضؤ لكل صلاة:

- ‌4 - التيامن:

- ‌5 - كراهة الكلام في الوضوء:

- ‌نواقض الوضوء:

- ‌ من النواقض: الصوت والريح:

- ‌ المذي والوضوء منه:

- ‌فائدة:

- ‌ القيء والدم وحكم الوضوء منهما:

- ‌ حكم القبلة واللمس:

- ‌حكم الوضوء من مس الذكر:

- ‌ الوضوء من النوم:

- ‌الوضوء مما مست النار:

- ‌ مما يستحب له الوضوء:

- ‌ آداب الانصراف من الصلاة لمن انتقض وضوؤه:

- ‌حكم الشك في الوضوء:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة السادسة: في المسح على الخفينعرض إجمالي

- ‌ أدلة مشروعيته:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة السابعة: في الغسل وموجباته وأنواعهعرض إجمال

- ‌الجنابة والغسل منها:

- ‌ تعميم الجسد بالماء:

- ‌عدم نقض الضفائر للنساء:

- ‌فائدة:

- ‌اغتسال المرأة وزوجها:

- ‌إذا أراد الرجل العود ماذا يفعل

- ‌ حكم الوضوء بعد الغسل:

- ‌حرمة قراءة القرآن للجنب:

- ‌حكم النوم والأكل للجنب:

- ‌مصافحة الجنب ومخالطته:

- ‌ الاغتسال بالماء والخطْمِي ونحوه:

- ‌في الحمام وغُسل الإسلام:

- ‌الحيض والنفاس والاستحاضةعرض إجمالي

- ‌ كيف تتطهر الحائض:

- ‌ما يحلُّ من الحائض:

- ‌مخالطة الحائض ومؤاكلتها ونحو ذلك:

- ‌ حكم من واقع الحائض:

- ‌ترك الحائض الصلاة والصوم وقضاؤها الصوم:

- ‌فائدة:

- ‌مسائل تتعلق بالحائض والنفساء:

- ‌ أحكام المستحاضة:

- ‌فائدة:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثامنة: في التيممعرض إجمالي

- ‌فائدة:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة التاسعة: في الأوضاع الاستثنائية التي لها أحكام خاصة في الطهارة

- ‌1 - المعذور

- ‌2 - أحكام الجبيرة وما يشبهها

- ‌الفصل الثاني: في دخول الوقت وهو الشرط الثاني من شروط الصلة وما يتعلق بذلك

- ‌المقدمة وفيها عرض إجمالي

- ‌الفقرة الأولى: في مواقيت الصلاة:

- ‌وقت صلاة الظهر:

- ‌وقت العصر:

- ‌وقت المغرب:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثانية في: أوقات الكراهة

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفقرة الثالثة: في الجمع بين صلاتين

- ‌مسائل وفوائد

الفصل: ‌8 - في العلم بالسنن وآداب الرواية:

123 -

* روى الدارمي عن صالح قال سمعت الشعبي قال: وددْتُ أني نجوتُ من علمي كفافاً لا لي ولا علي (1).

124 -

* روى الدارمي عن علي قال إن الفقيه حق الفقيه من لم يُقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يُرخص لهم في معاصي الله أنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علمٍ لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها.

‌8 - في العلم بالسنن وآداب الرواية:

125 -

* روى الطبراني عن حُميدٍ قال كنا مع أنس بن مالك فقال: والله ما كل ما نحدِّثُكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه ولكن لم يكن يُكذب بعضنا بعضاً.

126 -

* أخرج الحاكم عن البراء قال ليس كلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت لنا ضيعة وأشغال ولكن الناس كانوا لا يكذبون يومئذ فيحدِّث الشاهد الغائب.

أقول: هذا أصل في أن الصحابة عدول لا تضر جهالتهم.

127 -

* روى أحمد عن البراء قال ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابُه عنه كانت تشغلنا عنه رِعْيةُ الإبل.

128 -

* روى الطبراني عن ابن مسعود قال لا يزالُ الناسُ صالحين متماسكين ما أتاهم

123 - الدارمي (1/ 134) باب - من كره الشهرة والمعرفة.

(الكفاف): هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة.

124 -

الدارمي (1/ 89) باب - من قال العلم الخشية وتقوى الله. وفيه ليث بن أبي سليم صدوق اختلط فترك، وحسن إسناده بعضهم.

125 -

الطبراني "المعجم الكبير"(1/ 246) ورجاله رجال الصحيح.

126 -

الحاكم (1/ 127) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

127 -

أحمد (4/ 283) ومجمع الزوائد (1/ 154) وقال رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

الرعيةُ: الماشية الراعية والماشية المرعية.

والرعية: الحالة التي يكون عليها الرعي من الرعاية.

128 -

الطبراني "المعجم الكبير"(9/ 120).

ص: 111

العلمُ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا.

أقول: هذا أصل في الحرص على الرواية عن الأكابر لأنهم يعرفون كيف يضعون الأمور في مواضعها والنصوص في محالها ويعرفون الدقائق والحقائق والأسباب المؤثرة في الفتوى.

129 -

* روى أحمد عن أبي حُميد وأبي أُسيد رفعاه: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفُه قلوبُكم وتلينُ له أشعاركم وأبشارُكم وترون أنه منكم قريبٌ فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفرُ أشعارُكم وأبشارُكم منه وترون أنه منكم بعيدٌ فأنا أبعدكم منه".

أقول: هذا الحديث أصل في التفتيش عن علل الحديث الذي أصبح علماً برأسه، ولكن هذا لا يستطيعه إلا الأئمة الذين أحاطوا بالسنة رواية ودراية، أو الأئمة المجتهدون الذين أحاطوا بالشريعة رواية ودراية، ولا يصح أن يدَّعي هذا المقام أحد إذا لم يكن من مثل ما ذكرناه، فإنه إن فعل فذلك باب من أبواب الضلال العريض، فقد قالوا إن منكرَ الحديث الصحيح فاسق ومنكِرَ المتواتر كافر، فلا يؤمن على أحد يتكلم بدون علم إثباتاً أو نفياً لصحة حديث أو لقبول حديث موضوع أن يدخل في دائرة الفسوق أو الضلال أو الكفر.

130 -

* روى مسلم عن مجاهد رحمه الله قال: جاء بُشير العدويُّ إلى ابن عباس رضي الله عنه، فجعل يُحدِّث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] وجعل ابنُ عباس لا يأذن لحديثه، ولا ينظر إليه، فقال بُشيرٌ: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمعُ لحديثي، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرةً إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابتدرتْهُ أبصارُنا، وأصْغَيْنَا إليه بأسماعنا، فلما ركب الناس الصعبَةَ والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرفُ".

= مجمع الزوائد (1/! 35) باب- أخذ كل علم من أهله، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون.

129 -

أحمد (3/ 497).

كشف الستار (1/ 105) باب- معرفة أهل الحديث بالصحة والضعف.

مجمع الزوائد (1/! 49) وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.

130 -

مسلم (1/! 3) المقدمة، 4 - باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط فيها.

(لا يأذن لحديثه): لا يصغي.

(الصعبة والذلول) أراد بالصعبة والذلول: شدائد الأمور وسهولتها.

ص: 112

وفي رواية (1)"فأما إذْ ركبتم كل صعبةٍ وذلولٍ، فهيهات".

131 -

* روى مسلم عن عبد الله بن أبي مُليكة قال: "كتبتُ إلى ابن عباسٍ، أسأله أن يكتُب لي كتاباً، ولا يُخفي عليَّ، فقال: ولدٌ ناصحٌ، أنا أختارُ له الأمور اختياراً، وأخفي عنه؟ قال: فدعا بقضاء علي بن أبي طالب، فجعل يكتب منه أشياء، [ويمرُّ به الشيء، فيقول: والله ما قضى بهذا عليٌّ، إلا أن يكون ضلَّ] ".

وفي أخرى (2) قال: "أتيتُ ابن عباسٍ أسأله أن يكتب لي كتاباً، ولا يخفي عليَّ، فأتى ابن عباس بكتابٍ، يزعُم الذي معه: أنه من قضاء عليٍّ، فأكذب ابن عباس الذي هو معه، ومحاهُ إلا قدر - وأشار سفيان بذراعه". زاد في رواية وقال: ما قضى بهذا عليٌّ قطُّ.

أقول: هذا الأثر والذي قبله أصلان في التحقيق والتدقيق والتثبت الذي ينبغي أن يكون عليه أهل العلم.

132 -

* روى ابن ماجه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قلت لزيد بن أرقم حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كَبُرْنا ونسينا" والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد.

133 -

* روى ابن ماجه عن عمرو بن ميمون قال: ما أخطأني ابن مسعود عشية خميس إلا أتيته فيه فما سمعته يقول لشيء قط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان ذات عشية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكس فنظرت إليه وهو قائم محللة أزرار قميصه قد أغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه، قال أوْ دون ذلك أو فوق ذلك أو قريباً من ذلك أو شبيهاً بذلك.

(1) مسلم (1/ 13) المقدمة، 4 - باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط فيها.

131 -

مسلم (1/ 13) المقدمة، 4 - باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط فيها.

(2)

مسلم (1/ 14) المقدمة 4 - باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط فيها.

132 -

ابن ماجه (1/ 11) المقدمة، 3 - باب التوقي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

133 -

ابن ماجه (1/ 10) المقدمة، 3 - باب التوقي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الزوائد إسناده صحيح احتج بجميع رواته، ورواه الحاكم من طريق ابن عمرو.

ص: 113

134 -

* روى الطبراني عن أبي إدريس الخولاني قال رأيتُ أبا الدرداء إذا فرغ من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا أو نحوه أو شكله.

أقول: هذه أصول في الاحتراس إذا حدث الإنسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

135 -

* روى أحمد عن عليّ إذا حدثتكم عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً فظنوا به الذي هو أهياه وأهداه وأتقاه.

136 -

* روى الدارمي عن قرظة بن كعبٍ قال بعثنا عمر إلى الكوفة وشيعنا فمشى معنا إلى موضع يقال له صرار. فقال أتدرون لم مشيتُ معكم؟ قلنا: لحقّ صُحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحق الأنصار، قال لكني مشيتُ معكم لحديث أردتُ أن أحدثكم به، فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم: إنكم تقدمُون على قومٍ للقرآن في صدورهم هزيزٌ كهزيز المرجَلِ فإذا رأوكم مدوا إليكم أعناقهم وقالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأقِلُّوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنا شيككم. رواه الحاكم ووافقه الذهبي وهذا لفظه: عن قرظة بن كعب قال خرجنا نُريد العراق فمشى معنا عمر إلى صرار فتوضأ ثم قال أتدرون لم مشيت معكم قالوا: نعم نحن أًحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشيت معنا. قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دَوِيّ بالقرآن كدويِّ النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم جردوا القرآن وأقِلوّا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا حدثنا قال: نهانا ابن الخطاب. إلا أن الحاكم قال: (فلا تبدؤهم بالأحاديث فيشغلونكم) والتصحيح من تذكرة الحفاظ فلا تصدوهم.

أقول: هذا أصل في أن العالم ينبغي أن يكون حكيماً (1)، فإذا وجد الناس يشتغلون بالهم

134 - مجمع الزوائد (1/ 141) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

135 -

أحمد (1/ 126).

الدارمي (1/ 146) 49 - باب تأويل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ابن ماجه (1/ 9) المقدمة.

أهياه: من الهيئة: صورة الشيء وشكله وحالته الحسنة.

136 -

الدارمي (1/ 85) كتاب العلم-27 - باب من هاب الفتيا مخافة السقط.

الحاكم (1/ 102) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

ص: 114

فلا يشغلهم بمهم عن الأهم، كما أنه أصل في إعطاء القرآن أولوية في الحفظ والتلاوة والتدبر.

137 -

* روى الشيخان عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذبَ عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

138 -

* روى مسلم عن سَمُرة بن جُندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حدث عني بحديث يرى أنه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبين".

أقول: رُويت كلمة الكاذبين على الجمع وعلى التثنية.

139 -

* روى مسلم عن المغيرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، فمن كذب عليَّ فليتبوأْ مقعدهُ من النار".

قال أبو عيسى: سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن، قلت: من روى حديثاً وهو يعلم أن إسناده خطأ يكون قد دخل في هذا الحديث؟ فقال: لا إنما معنى الحديث إذا روى حديثاً، ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أصلاً، فأخاف أن يكون قد دخل في هذا الحديث.

قال مالك: لا يكون الرجل إماماً وهو يحدث بكل ما سمع. شرح السنة 1/ 267.

قال البغوي: اعلم أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أعظمُ أنواع الكذب بعد ذلك الكافر على الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن كذباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، من كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

ولذلك كره قوم من الصحابة والتابعين إكثار الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من الزيادة والنقصان، والغلط فيه، حتى إن من التابعين كان يهاب رفع المرفوع، فيوقفه على الصحابي، ويقول: الكذب عليه أهون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)، ومنهم من يُسنِد

137 - البخاري (1/ 202) 3 - كتاب العلم، 38 - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

مسلم (1/ 10) المقدمة، 2 - باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

138 -

مسلم (1/ 9) المقدمة، 1 - باب وجوب الرواية عن الثقات، وترك الكذابين.

139 -

مسلم (1/ 10) المقدمة، 2 - باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 115

الحديث حتى إذا بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال، ولم يقل: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: رفعه، ومنهم من يقول: رواية، ومنهم من يقول: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك هيبتةً للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخوفاً من الوعيد. شرح السنة 1/ 255.

140 -

* روى الطبراني عن أوس بن أوس رفعه: "من كذب على نبيه أو على عينيه أو على والديه لم يرِحْ رائحة الجنة".

141 -

* روى البخاري عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: قلت لأبي: ما لي لا أسمعك تُحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يُحدِّث فلان وفلان؟ قال: أما إني لم أفارقه منذ أسلمت، ولكني سمعته يقول:"من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

وفي رواية (1): ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث عنه أًحابك؟ قال: أما والله، لقد كان لي منه وجهٌ ومنزلةٌ، ولكني سمعته يقول

وذكر الحديث.

142 -

* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إني ليمنعُني أن أحدثكم حديثاً كثيراً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعمد عليَّ كذباً فليتبوأ مقعده من النار".

143 -

* روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليَّ - حسبتُ أنه قال: متعمداً - فليتبوأ مقعده من النار".

144 -

* روى الشيخان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله

140 - الطبراني "المعجم الكبير"(1/ 217).

ومجمع الزوائد (1/ 148) وقال رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن، ورواه القضاعي في مسند الشهاب.

راح الشيء يراحُه ويريحه: أي وجد ريحه.

141 -

البخاري (1/ 200) 3 - كتاب العلم، 38 - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

أبو داود (3/ 319، 320) كتاب العلم، باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(وجه): لفلان وجه ومنزلة: إذا كان محفوظاً محترماً كريماً على النسا.

142 -

مسلم (1/ 10) المقدمة، 2 - باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

143 -

الترمذي (5/ 36)، 42 - كتاب العلم، 8 - باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

144 -

البخاري (1/ 199) 3 - كتاب العلم، 38 - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

مسلم (1/ 9) المقدمة -2 - باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 116