الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الثانية
في:
قُرب الساعة نسبيّاً
880 -
* روى الطبراني في الثلاثة عن ابنِ عمْرَان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أَجَلَكم فيما خَلا من الأمم كما بين صلاةِ العصر إلى مَغْرِبِ الشمسِ"
881 -
* روى أبو داود عن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إني لأرجو أن لا يُعجِزَ اللهُ أُمَّتي عند ربِّها: أن يُؤَخِّرَهم نِصفَ يوم".
قيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال خمسُمائة سنةٍ.
وأقول: في الحديث إشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الزمن المحدد لقيام الساعة، وكان يعلم قربها لذلك رجا الزمن المذكور وقد بارك الله لهذه الأمَّة أجلها ليكثر أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمرجو أن يبارك فيما يأتي فلم تزل كثير من إخبارات رسول الله صلى الله عليه وسلم عما هو كأئن قبيل الساعة لم تقع.
882 -
* روى الطبراني عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْتَرَبَتِ الساعَةُ ولا تَزْدادُ منهم إلا بُعداً".
880 - المعجم الكبير (12/ 328).
والروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني (1/ 54).
مجمع الزوائد (10/ 211). وقال: رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على قُعَيْقِعَانَ بعد العصر فقال: "ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقى من هذا النهار فيما مضى منه". ورجال الصغير والأوسط رجال الصحيح، وفي أحد إسنادي الكبير شريك وقد وثق، بقيَّة رجاله رجال الصحيح.
(قُعَيْقِعَان): جبل بمكَّة، سُمِّي بذلك لأن جُرْهُمَا لما تحاربوا كثرت قعقة السلاح هناك.
881 -
أبو داود (4/ 128) كتبا الملاحم، باب قيام الساعة. وإسناده صحيح.
882 -
المعجم الكبير (10/ 15).
مجمع الزوائد (10/ 331). وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الشيخ الطبراني وهو ثقة ثبت.
أقول:
قوله: (ولا تزداد منهم إلا بُعداً): إشارة إلى غفلة الناس عن الساعة كلما تقارب وقوعها.
883 -
(1) عن بريدَة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بُعِثْتُ أنا والساعة جميعاً إن كادت لتسْبِقَني".
884 -
* روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَثَلُ المسلمين واليهود والنَّصارى، كمَثَلِ رجلٍ اسْتَأجَرَ قوماً يعملون له عملاً إلى الليل على أجرٍ معلومٍ، فعَمِلا له إلى نِصفِ النهارِ، فقالوا: لا حاجةَ لنا إلى أَجْرِكَ الذي شَرَطْتَ لنا، وما عَمَلِنَا باطلٌ. فقال: لا تفعلوا، أكملوا بقيَّة عَمَلِكُم، وخُذوا أجْرَكم كاملاً. فَأَبَوْا وتَرَكُوا، واستأجَرَ آخَرِين بعدَهم، فقال: أَكْمِلوا بقيَّةَ يومِكم، ولكم الذي شَرَطْتُ لهم من الأَجْرِ. فَعَمِلُوا حتى إذا كان حين صَلاةِ العصر، قالوا: لك ما عَمِلْنَا باطلٌ، ولك الأجْرُ الذي جَعَلْتَ لنا. فقال أَكْمِلُوا بقيَّة عَمَلِكم، فإنَّ ما بَقِيَ من النهار شيءٌ يسير. فَأَبَوْا، فاسْتأجَرَ قوماً أن يَعْمَلوا بَقيَّةَ يومِهم، حتَّى غَابَتِ الشَّمس، فاسْتَكْمَلوا أجْرَ الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهما، فذَلِك مَثَلُهم ومَثَلُ ما قَبِلوا من هذا النُّورِ".
885 -
* روى البخاري عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو قائمٌ على المِنْبَر يقول: "إنما بَقاؤُكم فيمن سَلَفَ قَبلَكم من الأُمم، كما بين صلاة العصر إلى غُرُوب الشمسِ، أُوتِيَ أهلُ التوراةِ التوراةَ فعمِلوا بها حتى انتصفَ النهارُ، ثمَّ عَجَزوا، فأعْطوا قِيراطاً قِيراطاً. ثمَّ أُوتِيَ أهلُ الإنجيل الإنجيلَ، فعمِلوا
883 - مسند أحمد (8/ 248).
مجمع الزوائد (10/ 331). وقال: رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: "بُعثتُ أنا والساعة كهاتين" وضمَّ أصبَعَيه السَّبَّابة والوسطى، ورجال أحمد رجال الصحيح.
884 -
البخاري (4/ 447) 27 - كتاب الإجارة- باب الإجارة من العصر إلى الليل.
885 -
البخاري (12/ 446) 17 - كتاب التوحيد- 31 - باب في المشيئة والإرادة.
إلى صلاة العصر فَعَجَزوا، فأُعْطوا قِيراطاً قِيراطاً. ثم أُوتينا القرآن، فَعمِلْنا إلى غُروبِ الشمسِ، فأُعطينا قِيراطين قِيراطين. فقال أهلُ الكتابين: أيْ ربّنا، أعطيتَ هؤلاء قِيراطين قِيراطين، وأعطيتَنا قيراطاً قيراطاً، ونحن كُنَّا أكثرَ عملاً؟! قال الله عز وجل: هل ظَلَمْتُكم من أَجْرِكم من شيءٍ؟ قالوا: لا. قال فهو فَضلي أُوتِيه مَن أشاء".
وفي رواية (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلْكُم وَمَثَلُ أهلِ الكِتابَين كمثل رجل استأجَر أُجَرَاء، فقال: مَنْ يَعْمَلُ لي من غَدْوَةٍ إلى نصف النهارِ على قِيراطٍ؟ فعملَتِ اليهودُ. ثم قال: مَنْ يَعْمَلُ لي من نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصر على قِيراطٍ؟ فَعَمِلت النصارى. ثم قال: مَنْ يَعْمَل لي من العصر إلى أن تغيبَ الشمسُ على قِيراطين؟ فأنتم هم، فَغَضِبَت اليهود والنصارى، فقالوا: مالنا أكثرُ عَمَلاً، وأقلُّ عطاءً؟ قالَ: هل نَقَصْتُكُم من حَقِّكُم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فَضْلي أُؤتيه مَن أَشاءُ".
وفي أخرى (2) قال: "إنما أجلْكم في أجَلِ مَن خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنَّما مثلُكم ومثلُ اليهود والنصارى، كرجل استعمل عُمَّالاً، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط
…
" فذكر نحوه، وفي آخره: "ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجْرُ مرتين، فغضبَتِ اليهود والنصارى"
…
وذكر نحو ما قبله.
* * *
(1) البخاري (4/ 445) 27 - كتاب الإجازة 8 - باب الإجازة إلى نصف النهار.
(2)
البخاري (6/ 495) 60 - كتاب حديث الأنبياء 50 - باب ما ذكر عن بني إسرائيل.