الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النصوص
1016 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيات كخرزات منظومات في سلك فانقطع السلك فتبع بعضها بعضًا". وقد ضعف عامة المحدثين علي بن زيد إلا أن معنى الحديث يشهد له الحديث الذي بعده، فالمعنى صحيح. والحديث إن لم يكن حسن بذاته فهو حسن بشواهده.
1017 -
* روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خروج الآيات بعضها على أثر بعض تتابعن كما تتابع الخرز في النظام".
1018 -
* روى الطبراني في الأوسط عن حذيفة بن أسيد (أراه رفعه): "تخرج الدابة من أعظم المساجد، فبينما هم كذلك إذ رنت الأرض، فبينما هم كذلك إذ تصدعت". قال ابن عيينة: تخرج حين يسير الإمام من جمع، وإنما جعل سابقًا ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج.
1019 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال. حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أول الآيات خروجًا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبًا".
وفي رواية (1) جلس إلى مروان بن الحكم بالمدينة ثلاثة نفر من المسلمين فسمعوه وهو يحدث عن الآيات: أن أولها خروجًا: الدجال، فقال عبد الله بن عمرو: لم يقل مروان
1016 - أحمد (2/ 219).
مجمع الزوائد: (7/ 321). وقال: رواه أحمد وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث.
1017 -
مجمع الزوائد (7/ 321). وقال: رواه الطبراني في الأوسط. ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود الزهواني، وكلاهما ثقة.
1018 -
مجمع الزوائد (8/ 7). وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات.
1019 -
مسلم (4/ 2260) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 23 - باب في خروج الدجال .... إلخ.
(1)
مسلم (4/ 2260). الموضع السابق.
شيئًا، قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد، سمعته يقول:"أول الآيات خروجًا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيتهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبًا".
وروى أبو داود نحو الثانية (1)، وقال في آخرها: قال عبد الله: وكان يقرأ الكتب، وأظن أولها خروجا: طلوع الشمس من مغربها.
1020 -
* روى الترمذي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فقال:"يا أبا ذر، أين تذهب هذه؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال:"فإنها تذهب تستأذن في السجود، فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: اطلعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها" قال: ثم قرأ (وذلك مستقر لها) يس: 38. وقال: وذلك في قراءة عبد الله بن مسعود.
أقول:
قوله عليه الصلاة والسلام (أين تذهب هذه؟): فيه من الحكمة النبوية مالا يحاط به فالشمس كما هو مقرر الآن تدور حول نفسها، وهي جزء من مجرتها تدور بدورتها، ودورة المجرة تستغرق ملايين السنين، والشمس مع مجموعتها من الكواكب تسير نحو كوكبة الجاثي بسرعة هائلة، فإذا تأملنا هذا وتأملنا قراءة ابن مسعود التي تعتبر تفسيرًا للحالة التي تسبق خروج الشمس من مغربها:"وذلك مستقر لها"، فبالإمكان أن نحتمل أن نقطة ما في الفضاء لن تتجاوزها الشمس في سيرها ثم تؤمر بالرجوع فيحدث نتيجة لذلك هذا الحدث الضخم الذي من آثاره أن تظهر الشمس من مغربها ثم يعود الأمر إلى ما كان، وعلى مقتضى ما نعرفه الآن من دوران الأرض، فالظاهر أن الأرض نفسها سيحدث لها شيء ما لفترة محدودة بأن ترجع إلى الوراء فتظهر الشمس وكأنها تشرق من المغرب ثم يعود الأمر إلى ما كان. وذلك نقوله بناء على معطيات عصرنا في أن الأرض تدور حول نفسها وأنها تدور
(1) أبو داود (4/ 114) كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.
1020 -
الترمذي (5/ 364) 48 - كتاب تفسير القرآن، 37 - باب ومن سورة يس. وقال: حديث حسن صحيح.
قال ابن الأثير: وقد أخرج البخاري ومسلم هذا المعنى بأطول منه.
حول الشمس، إلا أنا لا نجزم بشيء في هذا الموضوع إلا ما ذكره النص، وكيفية ذلك عند الله علمها، وإنما نضطر أحياناً لذر بعض المعاني من باب تقريب الأمور لأنواع من الدارسين، وفي مسألتنا هذه ما أسهل على الله عز وجل أن يرجع الله دورة الكرة الأرضية إلى الوراء فتظهر الشمس من مغربها، إلا أنا ذكرنا الاحتمال الآخر، لأنه يجري على مقتضى عالم الأسباب، فبعض علماء الكون يذكرون احتمالاً أن تصل الشمس إلى نقطة ما في سيرها نحو كوكبة الجاثي ثم لا تتجاوزها.
وإنما شجعنا على أن نحاول هذه المحاولة في فهم النص أن للعلماء أكثر من اتجاه في فهمه. وكنموذج على تعدد الآراء فيه نذكر ما قاله النووي رحمه الله في شرح مسلم.
قال النووي:
هذا مما اختلف المفسرون فيه. قال جماعة بظاهر الحديث، قال الواحدي وعلى هذا القول إذا غربت ك ل يوم استقرت تحت العرش إلى أن تطلع من مغربها. وقال قتادة ومقاتل: معناه تجري إلى وقت لها وأجل لا تتعداه قال الواحدي: وعلى هذا مستقرها انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا. وهذا اختيار الزجاج وقال الكلبي تسير في منازلها حتى تنتهي إلى آخر مستقرها الذي لا تجاوزه ثم ترجع إلى أول منازلها واختار ابن قتيبة هذا القول والله أعلم. وأما سجود الشمس فهو بتمييز وإدراك بخلق الله تعالى فيها. أ. هـ.
1021 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن مَنْ عليها".
وفي رواية (1): "فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا أجمعون، فذلك حين
1021 - البخاري (8/ 296، 297) 65 - كتاب التفسير، 6 - سورة الأنعام، 9 - باب {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} .
مسلم (1/ 137) 1 - كتاب الإيمان، 73 - باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان.
وأبو داود (4/ 115) كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.
(1)
البخاري (11/ 352) 81 - كتاب الرقاق، 40 - باب حدثنا أبو اليمان.
ومسلم: الموضع السابق.
لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت في إيمانها خيراً".
1022 -
* روى ابن ماجه عن صفوان بن عسال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من قِبَل مغرب الشمس باباً مفتوحاً عرضه سبعون سنةً فلا يزال ذلك الباب مفتوحاً للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت مِن قبلُ أو كسبت في إيمانها خيراً".
1023 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة".
وفي رواية مثله (1)، والجميع بواو العطف، وفي آخره:"وخُويصة أحدكم".
(خويصة): خويصة تصغير خاصة الإنسان، وهي ما يخصه دون غيره.
أقول:
لاحظ قوله عليه السلام: (وأمر العامة) وتأمل ما يجري في عصرنا حيث يراد ألا يكون للعلماء أي دور في توجيه أمور العامة، والأمر خطط له أو يخطط بحيث يكون الأمر بيد العامة.
1024 -
* روى مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه، قال: اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال:"ما تذكرون؟ " قلنا: نذكر الساعة. قال: "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آياتٍ" فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسفٌ
1022 - ابن ماجه (2/ 1353) 36 - كتاب الفتن، 22 - باب طلوع الشمس من مغربها.
1023 -
مسلم (2/ 2267) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 25 - باب في بقية من أحاديث الدجال.
(1)
مسلم (4/ 2267) الموضع نفسه.
(خويصة): خويصة تصغير خاصة الإنسان، وهي ما يخصه دون غيره.
1024 -
مسلم (4/ 2225) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 12 - باب في الآيات التي تكون قبل الساعة.
بالمشرق وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخِر ذلك: نارٌ تطرد الناس إلى محشرهم.
وفي رواية (1) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في غُرفةٍ ونحن أسفل منه، فاطلع إلينا
…
وذكر نحوه.
وفي أخرى (2) نحوه وقال أحدهما في العاشرة: نزول عيسى ابن مريم، وقال الآخر: وريح تُلقي الناس في البحر.
وفي رواية أبي داود (3)، قال: كُنا قعوداً في ظل غُرفةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا الساعة، فارتفعت أصواتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لن تكون- أو لن تقوم- حتى يكون قبلها عشرُ آيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروجٌ الدابة، وخروجُ يأجوج ومأجوج، والدجالُ، وعيسى ابنُ مريم، والدخانُ، وثلاث خسوف: خسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، وآخِرُ ذلك: تخرجُ نارٌ من اليمن، من قعرِ عدن، تسوق الناس إلى المحشر".
وفي رواية الترمذي (4) نحو الأولى، وزاد في ذكر النار قال:"ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس- أو تحشر الناس- فتبيتُ معهم حيثُ باتوا، وتقيلُ معهم حيث قالوا".
أقول:
قوله عليه السلام في هذا الحديث (والدخان) وقول الراوي (فذكر الدخان) وقوله في الحديث السابق الذي رواه مسلم (أو الدخان) حمله بعض العلماء على دخان يكون بين يدي الساعة ويعتبر من أشراطها الكبرى. وعلى ذلك فسروا قوله تعالى {فَارْتَقِبْ يَوْمَ
(1) مسلم (4/ 2226): الموضع نفسه.
(2)
مسلم (4/ 2226): الموضع نفسه.
(3)
أبو داود (4/ 114) كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.
(4)
الترمذي (4/ 477) 34 - كتاب الفتن، 21 - باب ما جاء في الخفس. وقال: حديث حسن صحيح.
تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}. وقد ذكر بعضهم أنه أول أشراط الساعة الكبرى ظهوراً، وهناك اتجاهات أخرى في تفسير الدخان في الآية منها ما ذكره البخاري عن ابن مسعود أنه: ما أصاب قريشاً من قحطٍ جاعوا معه فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، والقول الراجح عند العلماء أن الدخان من أشراط الساعة الكبرى وأنه لم يجيء بعد، والظاهر أنه يعم العالم، ومن عرف الأسلحة الذرية اليوم واحتمالات تفجيرها وأن سحابها يمكن أن يغطي العالم احتمل أن تكون النصوص تشير إلى مثل ذلك، لكن ظاهر النصوص يشير إلى أنه عقوبة ربانية مباشرة، وقد ذكر الألوسي رواية تنص على أنه يبقى أربعين يوماً أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنه ودبره، ومع أن القول الراجح عند العلماء التوقف والتفويض في تسلسل وقوع بعض أشراط الساعة الكبرى، إلا أن تسلسل بعضها يقيني، لكن بعضهم رجح من خلال الاستقراء أن التسلسل يكون على الشكل التالي: الدخان ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج ثم خروج الدابة ثم طلوع الشمس من مغربها ثم ريحها تقبض روح كل مؤمن فلا يبقى إلا كافر، ثم نار تخرج من عدن تسوق الناس جميعاً إلى أرض المحشر أي أرض الشام ثم تكون القايمة.
أما الخسوف فلا يشترط أن يكون بعد ذلك لأن حرف العطف (الواو) يقتضي مطلق الجمع، وقد شهدنا في عصرنا خسف مدينة أغادير في المغرب حيث إن أحد فنادقها الذي يبلغ أكثر من عشرين طابقاً لم يبق منه على وجه الأرض إلا لافتتهُ التي كانت منصوبة على الطابق الأخير، وقد عرفنا خسفاً وقع في عصرنا في إيران، ولكن هل المراد بأمثال هذه الخسوف هو ما ذكرته النصوص أو المراد خسوف أخرى. وعلى كل فتسلسل علامات الساعة التي وردت في الحديث لا يؤخذ من نص الحديث لأن الواو في العربية لمطلق الجمع لا للترتيب، والذين تكلفوا ذكر التسلسل أخذوه من استقراءات شاملة للنصوص لا من لفظ الحديث نفسه.
1025 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: "ثلاثٌ
1025 - مسلم (1/ 138) 1 - كتاب الإيمان، 72 - باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان. =
إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنتْ من قبلُ: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض".
أقول:
هذا محمول على من بلغته الدعوة وكان عاقلاً بالغاً واختار الكفر وظهرت له واحدة من هذه الأشراط الثلاثة لأنه في حكم من انكشف له الغيب، فالمعروف أن المحتضر متى انكشف له شيء من أمر الغيب عند خروج روحه لم تعد تنفعه توبة ولا يقبل منه إيمان، وكذلك من رأى شرطاً من هذه الأشراط الثلاثة.
ويمكن أن يحمل الحديث على أن المراد بذلك الإخبار بالنسبة للدابة والدجال بمعنى أنه متى ظهر الدجال أو الدابة فالكافر مستمر على كفره لا بمعنى أنه لا يقبل إسلام من أسلم، قال تعالى:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} (1). فأما بالنسبة للشمس فلا شك أنه بعد ظهورها من المغرب {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} ، أما بالنسبة للدجال والدابة فظاهر النص الذي بين أيدينا أن الأمر كذلك ولكن الاحتمال الثاني يبقى قائماً لكثرة النصوص في موضوع الشمس وقلتها بالنسبة للدجال والدابة في موضوع عدم قبول الإيمان.
قال الألوسي رحمه الله بعد أن ذكر أن من علامات الساعة الكبرى: خروج الدابة وظهور الدجال وطلوع الشمس من مغربها أن بعض المفسرين فسر قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} (2). بهذه الآيات الثلاث، وعلى هذا القول فإن أياً من هذه الآيات الثلاث إذا خرجت لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل. لكنه ذكر أن هذا القول قد استشل ولذلك فنحن في تعليقنا راعينا هذا الإشكال فذكرنا احتمالين للنص الذي رواه الإمام مسلم.
= والترمذي: (5/ 264) 48 - كتاب التفسير، 7 - باب ومن سورة الأنعام.
وقال: حديث حسن صحيح.
(1)
الأنعام: 158.
وفيما يلي كلام الألوسي رحمه الله:
وببعضها على ما قيل: الدجال. والدابة. وطلوع الشمس من مغربها وهو المراد بالبعض أيضاً في قوله سبحانه: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (1). وروى مسلم. وأحمد. والترمذي. وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعاً ما هو صريح في ذلك: واستشكل ذلك بأن خروج عيسى عليه السلام بعد الدجال عليه اللعنة وهو عليه السلام يدعو الناس إلى الإيمان ويقبله منهم وفي زمنه خير كثير دنيوي وأخروي، وأجيب عنه بما لا يخلو عن نظر. والحق أن المراد بهذا البعض الذي لا ينفع الإيمان عنده طلوع الشمس من مغربها" أ. هـ. (روح المعاني).
1026 -
* روى أحمد عن أبي أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تخرجُ الدابةُ، فتسمُ الناس على خراطيمهم، ثم يُعمرون فيكم، حتى يشتري الرجل الدابة، فيقال: ممن اشتريت؟ فيقول من الرجل المخطم".
فائدة:
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عن الدابة:
هي المعنية بقوله تعالى في سورة النمل: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} .
قال الاحافظ ابن كثير في "تفسيره 3: 374: "هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق! يُخرج الله لهم دابةً من الأرض فتكلم الناس على ذلك". قال الألوسي في "روح المعاني" 6: 314: "أي تكلمهم بأنهم لا يتيقنون بآيات الله تعالى الناطقة بمجيء الساعة ومباديها، أو بجميع آياته التي من جملتها تلك الآيات. وقُثصارى - أي غايةُ - ما أقول في هذه الدابة أنها دابةً عظيمة ذات قوائم،
(1) الأنعام: 158.
1026 -
أحمد (5/ 268).
مجمع الزوائد (8/ 6). وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة.
ليست من نوع الإنسان أصلاً، يُخرجها الله تعالى آخر الزمان من الأرض، وتخرُجُ وفي الناس مؤمن وكافر.
ويدل على ذلك ما أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" ص 334، وأحمد في "مسنده" 2: 295 و 491، والترمذي في "سننه" 12: 63 وحسنهُ، وابن ماجه في "سننه" 2: 1351 واللفظُ له، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان بن داود، وعصا موسى بن عمران، عليهما السلام، فتجلو وجه المؤمن- أي تنوره وتبيضه- بالعصا، وتخطم أنف الكافر- أي تسمه وتجعل عليه علامةً - بالخاتم، حتى إن أهل الحِواء- أي أهل الحي الذين يجمعهم ماء يستقون منه- ليجتمعون، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر". ثم قال الألوسي: وهذا الخبر أقرب الأخبار المذكورة في الدابة للقبول". انتهى.
واستظهر الحاكم أبو عبد الله النيسابوري أن طلوع الشمس من مغربها يسبقُ خروج الدابة، ثم تخرجُ الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه. قال الحافظ ابن حجر بعد نقله قول الحاكم في "فتح الباري" 11: 304: "والحكمةُ في ذلك أن عند طلوع الشمس من المغرب يُغلق بابُ التوبة فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة". انتهى. ففي المسألة قولان، رجح الحافظ ابن حجر منهما أسبقية طلوع الشمس من مغربها. أ. هـ (التصريح بما تواتر في نزول المسيح).
أقول:
مر معنا حديث مسلم الذي يذكر أن الدابة والدجال والشمس إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها فإذا كانت الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها فلا إشكال أما إذا كانت قبل ذلك فعندئذٍ يكون لحديث مسلم الاحتمالان اللذان ذكرناهما هناك، وأما الحديث الذي أورده الشيخ عبد الفتاح في فائدته فبعض فقراته لها شواهد وبعض فقراته ضعفها بعضهم، والحديث وُجِدَ مَنْ حَسَّنه ووُجدَ من ضعفه.