الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
معرفة الرسل هي التي تتحقق بها معرفة الله عز وجل فالم يعرف الإنسان الرسل عليهم الصلاة والسلام ويؤمن بهم ويسلم لهم ويطيعهم فإنه لا يعرف الله عز وجل، ولا يقوم بحقوقه، ولذلك نجد آية في كتاب الله أقامت بيعة الرسول مقام بيعة الله، كما نجد آية أخرى أقامت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقام طاعة الله:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} (1). {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (2).
لقد ذكرنا أن الله عز وجل له الصفات العليا والأسماء الحسنى وله الربوبية والألوهية والمالكية ولا نعرف مقتضيات وتفصيلات حقوق هذه المعاني إلا من خلال الرسل عليهم الصلاة والسلام:
فالعبادة والعبودية، والتشريع، والطريق إلى رضوان الله تعالى لا سبيل إلى معرفتها إلا بالرسل عليهم الصلاة والسلام:
ومن ههنا وغيره فإن الذين لا يؤمنون برسل الله ليسوا مؤمنين، بل الكفر بواحد من الرسل كفر بالله وكفر بالرسل بأن واحد:
ولذلك كان الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان وكان الدخول في الإسلام بالنطق بمجموع الشهادتين، وإنما يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم بصفاته وبالمعجزات التي يظهرها الله
(1) الفتح: 10.
(2)
النساء: 80.
(3)
النحل: 2.
(4)
الأنبياء: 25.
(5)
النساء: 150، 151.
على يديه والتي قد يكون منها النبوءات التي تتحقق، وبالثمرات الطيبة الخيرة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان له من الصفات أرقاها ومن المعجزات أكثرها وأخلدها وأظهرها ومن النبوءات ما يتحقق في الجيل بعد الجيل ومن الثمرات أحلاها وأطيبها وأعذبها، وقد بشرت به الرسل السابقون وقد تعرضنا لذلك تفصيلا في كتابنا (الرسول) صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
وقد أعطانا القرآن الكريم تصورًا كاملًا عن موضوع الرسل عليهم الصلاة والسلام.
- مما ذكره أن النبوة والرسالة قائمة على الاصطفاء فليس للكسب فيها مدخل، وإن كان الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أصفى الناس قلبًا وأعلام استعدادًا قال تعالى:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (1)، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} (2)، {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (3). وقال في حق إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام:{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} (4) وقال في حق إبراهيم عليه السلام: {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} (5)، وقال في حق موسى عليه السلام:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} (6){وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (7).
- وبما ذكره القرآن أنه ما من أمة إلا وقد أرسل لها رسول {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (8){وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (9)، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (10)، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (11).
(1) الأنعام: 124.
(2)
الحج: 75.
(3)
النحل: 2.
(4)
ص: 47.
(5)
البقرة: 130.
(6)
الأعراف: 144.
(7)
طه: 13.
(8)
النحل: 36.
(9)
فاطر: 24.
(10)
القصص: 59.
(11)
إبراهيم: 4.
وقد ختم الله النبوة والرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعله رسولًا للعالمين من الإنس والجن {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (1)، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (2)، وكما أنه رسول الله إلى كافة الإنس فهو رسول إلى الجن:{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} (3){إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (4){قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (5){وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (6).
- ومما ذكره القرآن أنه لم يقصص علينا نبأ المرسلين فقال: {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} (7).
والقول الراجح عند العلماء أن عدد الرسل الذين ذكروا في القرآن خمسة وعشرون على خلاف في ذي الكفل والراجح أنه رسول.
والرسل الذين ذكرهم القرآن هم:
آدم - إدريس - نوح - هود - صالح - إبراهم - لوط - إسماعيل - إسحاق - يعقوب - يوسف - أيوب - شعيب - موسي - هارون - يونس - داود - سليمان - إلياس - اليسع - ذو الكفل - زكريا - يحيي - عيسي - محمد - عليهم الصلاة والسلام جميعًا.
- وصف القرآن بعض الرسل بأنهم أولوا عزم لكثرة ما صبروا وتحملوا وما قاموا به قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (9) وهم المخصوصون بالذكر في سورة الأحزاب: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
(1) الأحزاب: 40.
(2)
سبأ: 28.
(3)
الأحقاف: 29.
(4)
التكوير: 27.
(5)
الأعراف: 158.
(6)
آل عمران: 85.
(7)
غافر: 78.
(8)
النساء: 164.
(9)
الأحقاف: 35.
ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (1).
وهم في الفضل عند أهل العلم على الترتيب التالي:
محمد - إبراهيم - موسي - عيسي - نوح عليهم الصلاة والسلام.
ومما ميز الله به الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام الوحي:
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} (2).
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (3).
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} (4).
- والوحي الذي خص به النبيون والمرسلون هو كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه مخاطبًا به ذلك النبي بأنه نبي، وطرائق ذلك ما ذكره القرآن:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} (5)، فهناك الإلقاء المباشر في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وهناك الكلام المباشر من الله عز وجل من وراء حجاب وهناك الوحي بواسطة الملك، وصور الملك بالوحي كثيرة والرسول الرئيسي المكلف بالوحي هو جبريل عليه السلام:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (6).
- والعقل والنقل متضافران على أن الرسل عليهم الصلاة والسلام لابد أن يتصفوا بأربع صفات رئيسية: الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة.
والصدق هو مطابقة الخير للواقع، قال تعالى:{وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (7).
(1) الأحزاب: 7.
(2)
الكهف: 110.
(3)
النساء: 163.
(4)
الأنبياء: 7.
(5)
الشورى: 51.
(6)
الشعراء: 193، 194.
(7)
الأحزاب: 23.
(8)
الحاقة: 44 - 47.
{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (1).
وأما الأمانة فهي العصمة ومعناها حفظ ظواهرهم وبواطنهم عن التلبس بمعصية فهي في اصطلاح العلماء القيام بالتكليف وهو الأمانة بمعناها العام: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} (2).
واتصافهم بالأمانة هو مقتضى التكليف الإلهي باتباعهم والاقتداء بهم:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (3).
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (4).
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (5).
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} (6).
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} (7).
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} (8).
ومعنى الفطانة القدرة على إقامة الحجة وما يستتبع ذلك من وفور عقل وقوة فهم وسرعة بديهة لأن مهمتهم إقامة الحجة بدين الله على المكلفين من خلق الله:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} (10).
(1) الأنعام: 33.
(2)
الأحزاب: 72.
(3)
آل عمران: 31.
(4)
النساء: 64.
(5)
الأحزاب: 21.
(6)
الممتحنة: 4.
(7)
هود: 88.
(8)
الأنبياء: 90.
(9)
النساء: 165.
(10)
الأنعام: 83.
(11)
هود: 32.
ومعنى التبليغ إيصال رسالات الله إلى من أمروا بتبليغهم إياها:
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} (1).
- ومن قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} (4) أخذ العلماء أنه لم تكن نبوة ولا رسالة في جنس الإناث، أما خطاب الملائكة لمريم عليها السلام فلم يكن بوصف النبوة بل كان كرامة لها من الله بوصف الصديقية، قال تعالى:{وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} (5)، وأما قوله تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى} (6)؛ فيحتمل أنه إلهام أو خطاب بواسطة ملك ولكن ليس بوصف النبوة بل هو كرامة وولاية.
- وقد جعل الله عز وجل العلامة على صدق الرسول هي المعجزة الخارقة للعادة التي يعجز المخاطبون عن الإتيان بمثلها قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} (7) فما من رسول إلا وقد أوتي معجزة تقوم بها الحجة على المخاطبين برسالته وقد يكون للرسول معجزة واحدة وقد تكون له معجزات كثيرة، والمعجزة الرئيسية لرسولنا صلى الله عليه وسلم هي القرآن، وهي معجزة فيها معجزات، ولكنه مع القرآن أوتي معجزات أخرى كثيرة عليه الصلاة والسلام.
ومن وظائف الرسل عليهم الصلاة والسلام:
1 -
إقامة العدل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (8).
2 -
الدعوة إلى الله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (9).
(1) الأحزاب: 39.
(2)
المائدة: 67.
(3)
النحل: 125.
(4)
الأنبياء: 7.
(5)
المائدة: 75.
(6)
القصص: 7.
(7)
الحديد: 25.
(8)
الحديد: 25.
(9)
يوسف: 108.
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (1).
3 -
تعليم الكتاب والحكمة وتزكية الأنفس وتعليم الناس ما لا يعلمونه إلا بواسطة الوحي مما يحتاجون إليه:
- شرح الكتاب للناس:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (4).
5 -
التبشير والإنذار:
- والرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتفاضلون عند الله، قال تعالى:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (6).
{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} (7).
- كما أن أمم المرسلين تتفاضل: فقد فضل الله بني إسرائيل على عالم زمانهم:
{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (8).
- وقد جعل الله عز وجل أمة محمد خير الأمم:
(1) النحل: 125.
(2)
البقرة: 129.
(3)
البقرة: 151.
(4)
النحل: 44.
(5)
النساء: 165.
(6)
البقرة: 253.
(7)
الإسراء: 55.
(8)
الدخان: 32.
- وببعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام تقوم الحجة على المكلفين فيطالبون بالأصول والفروع ويستحقون العذاب في الدنيا والأخرة إذا عاندوا:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (3).
- ومن قوله تعالى:
وأمثال ذلك بحث العلماء موضوع ما يجوز على الرسل عليهم الصلاة والسلام من أحكام البشرية:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} (7).
- ودعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام واحدة هي الدعوة إلى التوحيد والعبادة والعبودية والاستسلام لله عز وجل فيما أوحاه إلى أنبيائه.
(1) آل عمران: 110.
(2)
النساء: 165.
(3)
الإسراء: 15.
(4)
طه: 134.
(5)
الأنبياء: 7، 8.
(6)
الفرقان: 20.
(7)
الرعد: 38.
(8)
الشورى: 13.
{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (4).
ولكن تفصيلات العبودية لله قد تختلف من شريعة إلى شريعة والشريعة الخاتمة والناسخة لما خالفها هي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم:
وأعظم مظاهر الرحمة الإلهية إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأعظم ما تمثلت به هذه الرحمة بعثته لمحمد صلى الله عليه وسلم:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (6).
ومن مظاهر هذه الرحمة تخليص الإنسان من عبودية غير الله وتعريفه للناس كيف يتعاملون وتعريفه للناس على الحق والعدل ومكارم الأخلاق وتعريفه للناس على ما يصلحهم ويذرون ما يضرهم وتعريفه للإنسان على مكانته وعلى ظواهر الوجود وبواطنه وعلى ما غاب عنه وتحقيقه بما يستأهل به الجنة ويقيه عذاب النار وبمحمد صلى الله عليه وسلم وجدت القدوة الكاملة للإنسان.
- ونصوص الكتاب والسنة التي تتحدث عن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام كثيرة
(1) البينة: 5.
(2)
الأنبياء: 25.
(3)
يوسف: 38.
(4)
يوسف: 40.
(5)
المائدة: 48.
(6)
الأنبياء: 107.
وهي تأتي في سياقات متعددة وقد ذكرنا لك أمهات من معاني القرآن وها نحن نعرض عليك بعض نصوص السنة الواردة في الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهناك نصوص أخرى تأتي في سياقاتها من هذا الكتاب.
* * *