الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
بعض النصوص القرآنية في شأن الملائكة
أ- ذكر القرآن أنه مما ينبغي أن يؤمن به المؤمن الملائكة فقال تعالى:
ب- وقد نص القرآن على أنواع من الضلال وقعت به بعض الأمم أو بعض الناس في شأن الملائكة كوصف بعضهم الملائكة بأنهم إناث، ووصف بعضهم الملائكة بأنهم بنات الله، وتوجه بعضهم إلى الملائكة بالعبادة، وكلها مكفرات وضلالات:
{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (4).
بأن زعم بعض المشركين بأن بعض الجن تزوج ببعض الملائكة وزعموا أن الملائكة بنات الله.
فهذه كلها كفريات وقع فيها أفراد أو أمم في شأن الملائكة وهناك من يقول أقوالاً أو يتصرف تصرفات تشي بهذه العقيدة. قال الشيخ وهبي سليمان في كتابه "أران الإيمان":
(لذا قرر علماء التوحيد أن من نَسَبَ الملائكة إلى الأنوثة كفر؛ لأنه كذب صريح القرآن، ومن نسبهم إلى الذكورة فَسَق؛ لأنه نسب إليهم ما لم يأت به عن الله تعالى
(1) النساء: 136.
(2)
النجم: 27، 28.
(3)
الزخرف: 19.
(4)
الصافات: 158.
(5)
سبأ: 40، 41.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم شيء.
وعلى هذا يقال: من اعتقد في صور البنات والنساء الجميلات على أطرافها أجنحة- والتي تباع في الأسواق ويتبادل بها بعض المسلمين التهاني في الأفراح والعيدين- أنها تشبه صور الملائكة كفر لظاهر نسبة الملائكة إلى الأنوثة.
ومن اعتقد في صوت المرأة أنه ملائكي، أو في صورة الممرضة أنها صورة ملاك الرحمة كفر كذلك؛ لما ذكرنا). أ. هـ.
جـ- وقد نص القرآن على معرفة الملائكة بالله عز وجل وطاعتهم وعبادتهم وخوفهم منه جل جلاله وأدبهم الرفيع معه فقال الله تعالى:
{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (2).
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (3).
{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (4).
{فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} (5).
{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} (6).
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} (8).
ومن هذه النصوص ندرك أن القصة التي سرت إلى بعضهم في شأن هاروت وماروت وأنهما ملكان عصيا الله تعالى بعد أن ركَّب فيهما الشهوة قصة لا أصل لها، وقد عرضنا لذلك
(1) آل عمران: 18.
(2)
الأنبياء: 26، 27.
(3)
النحل: 50.
(4)
الأنبياء: 28.
(5)
فصلت: 38.
(6)
التحريم: 6.
(7)
الأنبياء: 19، 20.
(8)
النساء: 172.
في التفسير، فإن كان لابد من فهم الآية على أنها في ملكين أنزلا من السماء إلى الأرض، فإنهما ملكان مكلفان مطيعان يعلمان الناس السحر ليفرقوا بينه وبين المعجزة، كا نَعلمُ خطأ من يظن أن السؤال الذي ذكره الله على لسانهم سؤال اعتراض في قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (1)؛ فسؤالهم كان سؤالاً عن الحكمة وليس اعتراضاً، وحاشاهم.
د- وكما أن البشر متفاضلون عند الله، وأكرمهم عنده الرسل وهم عنده متفاضلون، فكذلك الملائكة؛ قال تعالى:
{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} (2).
ومظاهر هذه الرسالة كثيرة؛ أولها الرسالة بالوحي: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (4)، والرسالة بالبشرى أو بالإنذار:{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} (5)، {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (6)، {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (7). {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} (8). وهناك الرسالة بالمهمات ومن ذلك قبض الأرواح:{تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} (9)، فأي ملك كلف بمهمة في حق غيره فإنه رسول من الله إلى ذلك الغير.
هـ- وأهل الإيمان يحبون الملائكة جميعاً: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى
(1) البقرة: 30.
(2)
الحج: 75.
(3)
فاطر: 1.
(4)
الشعراء: 193.
(5)
آل عمران: 39.
(6)
آل عمران: 42.
(7)
آل عمران،:45.
(8)
هود: 77.
(9)
الأنعام: 61.
قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (1). {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (2). الملائكة مخلوقات نورانية خلقت من نور لكن عندهم قابلية للتشكل بالصور الشريفة وقد ورد في القرآن قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ} (3)، وقال تعالى:{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا} [أي إلى مريم]{رُوحَنَا} [أي جبريل]{فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (4). ونصوص السنة كثيرة في موضوع تشكل الملائكة بصورة البشر.
ز- وقد حدثنا القرآن عن بعض الملائكة وعن بعض وظائفهم:
1 -
من ذلك حملة العرش ومن حوله:
2 -
ومن ذلك جبريل وميكال:
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ} (7). {وَأَيَّدْنَاهُ} [أي عيسى]{بِرُوحِ الْقُدُسِ} (8)[أي جبريل].
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} (9). والمراد بالروح جبريل عليه السلام.
{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ
(1) البقرة: 97.
(2)
البقرة: 98.
(3)
هود: 69، 70.
(4)
مريم: 17.
(5)
غافر: 7.
(6)
البقرة: 98.
(7)
الشعراء: 193، 194.
(8)
البقرة: 253.
(9)
القدر: 4.
ظَهِيرٌ} (1).
3 -
ومن ذلك إسرافيل الذي ينفخ في الصور:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (4) فالنافخ اسرافيل عليه السلام.
4 -
ومن ذلك ملك الموت وأعوانه:
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} (5)، {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} (6)، {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} (7)، {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} (8)، {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (9).
5 -
ومن ذلك زبانية جهنم وعلى رأسهم مالك:
(1) التحريم: 4.
(2)
التكوير: 19 - 21.
(3)
النجم: 5 - 9.
(4)
الزمر: 68.
(5)
السجدة: 11.
(6)
الأنعام: 61.
(7)
الأنفال: 50.
(8)
النحل: 28.
(9)
الأنعام: 93.
(10)
التحريم: 6.
{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} (1).
{وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} (2).
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} (4).
6 -
ومن ذلك خزنة الجنة والقائمون على تدبير شؤونها والمطمئنون لأهل الإيمان في الآخرة:
{لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (5). {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (6)، {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (7).
7 -
حملة العرش والحافون له يوم القيامة:
{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (8)، {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (9).
8 -
ومن ذلك حفظة الإنسان:
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (10).
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} (11)، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (12).
(1) المدثر: 30، 31.
(2)
الزخرف: 77.
(3)
الزمر: 71.
(4)
غافر: 49.
(5)
الأنبياء: 103.
(6)
الزمر: 73.
(7)
الرعد: 23، 24.
(8)
الحاقة: 17.
(9)
الزمر: 75.
(10)
الرعد: 11.
(11)
الأنعام: 61.
(12)
الطارق: 4.
9 -
ومن ذلك رقيب وعتيد، وهما وصفان للملكين اللذين يكتبان أعمال الناس:
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} (2)، {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} (3).
10 -
ومن ذلك المبشرون للمؤمنين عند الاحتضار:
11 -
ومن ذلك تثبيت المؤمنين:
{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (5). {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (6).
12 -
ومن ذلك الذين يشفعون لبعض المؤمنين يوم القيامة:
{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (8).
13 -
ومن ذلك الدعاء والاستغفار للرسول وأهل الإيمان:
(1) ق: 17، 18.
(2)
الانفطار: 10 - 12.
(3)
الزخرف: 80.
(4)
فصلت: 30، 31.
(5)
الأنفال: 12.
(6)
آل عمران: 124، 125.
(7)
الأنفال: 9.
(8)
الأنبياء: 28.
{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (2).
ولننتقل إلى ذكر بعض النصوص النبوية في شأن الملائكة وأعمالها وصفاتها وما إلى ذلك:
(1) الأحزاب: 56.
(2)
الأحزاب: 43.
(3)
غافر: 7.
(4)
الشورى: 5