الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسائل والفوائد
- بعض العلماء يعتبر مقام الرسالة والنبوة واحدًا، فكل نبي رسول وكل رسول نبي، وبعضهم جعل وصف الرسالة فيه معنى زائد على معنى النبوة فالنبوة تحصل بمجرد الوحي على إنسان اصطفاه الله عز وجل للنبوة وأعلمه أنه نبي أما الرسالة فتكون بعد الأمر بالإنذار والتبليغ وهل هناك أنبياء يقتصر تكليفهم على أنفسهم؟ هناك من جوز ذلك. وهناك تعريفات أخرى تحدد صفات من ينطبق عليه وصف النبوة والرسالة بآن واحد فيتصف بالنبوة من كان تابعًا لرسول ولم يأت بإنذار جديد أو تبليغ جديد ولو نزل عليه وحي، فالنبي مهمته العمل والفتوى بشريعة رسول سابق له.
- الوحي الذي تثبت به النبوة هو ما كان خطابًا مباشرًا من الملك أو من الله عز وجل في حالة اليقظة أما ما كان من رؤى أو إلهامات قبل ذلك فلا تثبت به النبوة وأما بعد النبوة فالرؤى والإلهامات من جملة الوحي.
- من مباحث علماء التوحيد: ما يجب للرسل وما يستحيل في حقهم وما يجوز عليهم.
ويخصون بالذكر مما يجب عليهم: الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة، ويخصون بالذكر مما يستحيل عليهم أضداد الصفات الكذب والمعصية والكتمان والغفلة والبلادة، ويذكرون من الجائزات في حقهم الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية، مما لا يخالف شرعًا ولا مروءة معتبرة شرعًا ولا مما يتناقض مع مقامهم، فيجوز في حقهم الأكل والشرب وإتيان النساء الحلال والنوم بعيونهم لا بقلوبهم والأمراض غير المنفرة، ومما مر ندرك أن المراد بالأمانة العصمة عن التلبس بمنهيّ عنه ولو نهي كراهة أو خلاف الأولى فأفعالهم وأقوالهم وأحوالهم دائرة بين الواجب والمندوب وهم قبل النبوة معصومون عن كل ما ينفر عنهم، فهم معصومون عن الكبائر وعن المنفرات.
من شروط النبوة والرسالة: الحرية فلم يعرف أن الله ابتعث نبياّ غير حر- والذكورة والبشرية: فلم يبعث الله عز وجل رسلًا من الجن لا للبشر ولا للجن ولم يبعث رسولًا من الملائكة إلى البشر ليعيش معهم كما يشترط أن يكون النبي أو الرسول خاليًا من
الأمراض المنفرة لأن وجود هذه أو هذه يمنع من الإفادة منه ويمنع من القربى منه وذلك يتناقض مع الحكمة من إرسال الرسل وبعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلا يصح أن تتلبس امرأة نبي أو رسول بالزنى، وما ورد من اسرائليات في حق أيوب تصفه بالمرض المنفر فذلك غير صحيح، ومن شروط الرسالة أن يكون الرسول أعلم من جميع من بعث إليهم بأحكام الشريعة المبعوث بها أصلية أو فرعية:
{يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (1)، {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} (2).
- وإرسال الرسل ليس واجبا على الله كما زعم قوم ولا مستحيلًا كما زعم قوم، بل هو جائز في حقه وقد اختار أن يرسل فأرسل فوجب الإيمان.
- وما ورد في الكتاب والسنة من كلام حول مؤاخذة الله الرسل عليهم الصلاة والسلام على بعض أعمال عملوها أو تصرفات فعلوها، فبعضها محمول على أنه كان قبل النبوة، وبعضها محمول على أنه من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، وبعضها محمول على أنه كان اجتهادًا منهم حيث جاز لهم الاجتهاد ولم يوافقوا الصواب عند الله عز وجل، فأخبرهم الله عز وجل بما هو الصواب عنده، وعلى هذا فالمسلم مكلف أن ينفي المعصية عن الرسل عليهم الصلاة والسلام بالمعنى الذي تحمل عليه في بقية الخلق، وأن يفهم النصوص على ضوء ذلك.
- قد يخص بعض الأنبياء بخصوصية لا تقتضي أفضلية، وقد يخصون بخصوصية مع الأفضلية، ومما خص به رسولنا عليه الصلاة والسلام أفضليته على جميع الخلق، وعموم رسالته إلى الإنس والجن، وأنه خاتم النبيين والمرسلين، وأن شريعته مهيمنة وحاكمة على الشرائع قبلها وناسخة لكل ما ناقضها، ومما خصه الله به نصره بالرعب مسيرة شهر بسير الإبل، وجعله الأرض له ولأمته مسجدًا وطهورًا، وحل الغنائم له ولأمته وإعطاؤه الشفاعة العظمى يوم القيامة.
نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان لا يتناقض مع ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه
(1) مريم: 12.
(2)
آل عمران: 48.
عليه الصلاة والسلام يأتي تابعًا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من هذه الحيثية واحد من أمته، ومن أهم الكتب التي ألفت في نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان كتاب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" للشيخ أنور الكشميري جمع فيه الشيخ (75) حديثًا في رفع عيسى ونزوله، وأضاف محققه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عشرة أحاديث سكت عنها المؤلف وخمسة وعشرين أثرًا عن الصحابة، فمن أنكر نزوله عليه الصلاة والسلام فقد كفر لأن نزوله متواتر.
- التحقيق أن الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أفضل من الملائكة بإطلاق بمن في ذلك رؤساء الملائكة كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك ورضوان ....
- المعجزة هي التي تثبت صدق الرسول ومن تعريفات العلماء للمعجزة:
أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي الذي هو دعوى الرسالة أو النبوة مع عدم المعارضة وقال السعد: هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عن تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين عن الإتيان بمثله فحقيقة الإعجاز إثبات العجز.
وقال الشيخ أبو الحسن: هي فعل من الله أو قائمة مقام الفعل يقصد بمثله التصديق.
فخرج بذلك السحر والكهانة والشعوذة والعاديات العجيبة لأنها من عالم الأسباب وخرج بذلك الكرامة للأولياء، والمعونة للعوام والاستدراج للفساق، والإهانة وهي ما يظهر على يد الفاسق أو الكافر تكذيبًا له، ويخرج بذلك الخارقة التي لا توافق دعوى النبوة بل ترافقها دعوى واضحة البطلان كما يحدث للدجال، ومن أخطاء أهل العصر وصف ما يجري على يد غير الرسل عليهم الصلاة والسلام بالمعجزات.
- المعجزة الرئيسية لرسولنا عليه الصلاة والسلام هي القرآن وله معجزات أخرى كثيرة منها: نبع الماء من بين أصابعه، وانشقاق القمر، وحنين الجذع، وتكثير الطعام القليل، وشفاء المرضى والمصابين واستجابة الدعاء والإخبار عن مغيبات كثيرة وقعت ومنها إسراؤه ومعراجه، ومعجزات أخرى كثيرة ذكرنا بعضها في قسم السيرة من هذا الكتاب وكثير منها مثبوت في هذا الكتاب أثناء سياقات أبحاثه فقد كانت أدلة رسالته وأعلام نبوته ظاهرة في أموره كلها عليه الصلاة والسلام.