الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الخامسة
حديث جامع
917 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى يَقْتَتِل فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يكون بينهما مُقْتَلَةٌ عظيمةٌ دعواهما واحدةٌ، وحتى يُبْعَثُ دجَّالون كذَّابون، قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعم أنه رسولُ الله، حتى يُقْبَضَ العلمُ، وتكثُرَ الزلازلُ، ويتقاربَ الزمانُ، وتظهرَ الفِتَنُ، ويكثُرَ الهَرْجُ"- وهو القتْلُ القتْلُ- "وحتى يكثُرَ فيكم المالُ فَيَفيضَ حتى يُهِمَّ ربّ المال مَن يقْبَلُ صَدَقَتَه، وحتى يعرضَه، فيقولَ الذي عرَضَه عليه: لا أرَب لي فيه، وحتى يَتَطَاول الناسُ في البُنْيَان، وحتى تَطْلُعَ الشمسُ من مَغْرِبها، فإذا طلعتْ ورآها الناسُ آمنوا أجمعون، فذلك حينَ لا ينفعُ نفساً إِيمانُها لم تكنْ آمنتْ من قَبلُ، أو كسبَت في إيمانها خيراً، ولتقومنَّ الساعةُ وقد نَشَرَ الرجلان ثوبَهما بينهما، فلا يَتَبايَعانه، ولا يَطويانه، ولتقومنَّ الساعةُ وقد انصرفَ الرجلُ بَلبنِ لِقْحَتِهِ، فلا يَطعَمَهُ، ولتقومنَّ الساعةَ وهو يَليطُ حوضَهُ فلا يَسقِي فيه، ولتقومَنَّ الساعةَ وقد رَفَعَ أكلته إلى فِيهِ، فلا يطْعَمْها".
ولمسلم (1) في رواية: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى يخرجَ قريبٌ من ثلاثين كذَّابينَ دجَّالين، كلهم يقول: إنه نبيّ. ولا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، ويؤمن الناس أجمعون، فيومئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكنْ آمنتْ من قَبل أو كسبت من إيمانها خيراً، ولا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا اليهودَ، فيفرَّ اليهوديّ وراء الحجر، فيقولُ: يا عبدَ الله، يا مسلم، هذا يهوديٌّ ورائي.
* * *
917 - البخاري (6/ 616) 61 - كتاب المناقب. 25 - باب علامات النبوَّة.
مسلم (4/ 2214) 52 - كتاب الفتن، 4 - باب إذا تواجه المسلمان بسيفهما.
(1)
مسلم (4/ 2240) 52 - كتاب الفتن، 18 - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل
…
(يليطه): لاط الحوض يليطه ويلوطه لَيْطَاً ولُوطَاً: إذا لطخه بالطين وأصلحه به.
(أكلته): الأُكلة بضمّ الهمزة: اللقمة.
ولا تقوم الساعةَ حتى تقاتلوا قوماً نِعالهم الشَّعَر".
وله (1) في أخرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعةُ حتى يكثر فيكم المال ويَفيضَ، وحتى يَخرجَ الرجل بزكاة ماله، فلا يجدُ أحداً يَقبلها منه، وحتى تعود أرضُ العربِ مُرُوجاً وأنهاراً".
وفي أخرى (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكثُر فيكم المالُ ويفيضَ، حتى يَهِمُّ ربَّ المال منْ يقْبَلَهث منه صدقةً، يدعو إليه الرجلَ، فيقول: لا أرَبَ لي فيه".
أقول: في الحديث معجزات كثيرة ففيه شيء رأته الأمة وفيه شيء نراه الآن. ومما نرى بداياته الآن: قوله عليه الصلاة والسلام: "وحتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهارًا".
فنحن الآن نشهد بدايات ذلك.
وقوله عليه الصلاة والسلام: "حتى تعود" إشارة إلى أنها كانت كذلك، وهذا الذي تدل عليه الدراسات الحديثة كما يدل عليه وجود البترول. ففي هذه العبارة وحدها معجزتان من معجزاته، وعصرنا يشهد كثرة الزلازل، وشهد الحربين العالميتين، ولا زال يشهد كثرة القتل، كما يشهد عصرنا تطاول الناس في البنيان بأكثر مما شهده أي عصر سابق.
(1) مسلم (2/ 701) 12 - كتاب الزكاة، 18 - باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها.
(2)
مسلم: الموضع السابق.