الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أكبر بمرتين من فك الأورانج الحالي، حجم هذا السن ضعف أسنان الغوريلا وست أمثال الإنسان الحالي.
- قرر فايدنرايش Wiedenreich أنه سن بشري ....
وقد تخيل فايدنرايش شجرة السلالة فافترض أن الإنسان العملاق هذا قد هاجر إلى جاوة ونشأ منه
الإنسان الكبير
Meganthropus.
فالإنسان تسلسل إذا من أشكال عملاقة ذات جمجمة شديدة وبذا تميز تطورنا بالنقص التدريجي في الطول.
الإنسان الكبير
أعلن كونيفسفالد عام 1941 م عن اكتشافه لقطعة من الفك السفلي في طبقات جتيس في جاوة وهي بشرية وفيها سنان ما قبل الرحويان والرحى الأول وقد درسه بعد ذلك:
F. Weidenreich- Giant early Man from Java and South China (Anth- rop. Papers of the American Museum of Natural History، xl، n.l،.1945).
وتختلف القطعة عن ما عداها بقياساتها الكبيرة إذ يبلغ محيطها في مستوى الحفرة الذقنية 131 مم، في حين لا يتجاوز ذلك في الغوريلا 115 مم وفي الإنسان الصيني وإنسان النياندرتال 80 مم. وكذلك فإن أبعاد الأسنان كبيرة وشكلها بشرية ولا تشابه أي سنجاب بالإضافة إلى غياب الذقن والشكل المتراجع للوراء للقسم المتقدم من الفك، ومما صدم كونيفسفالد انحفاظ الزائدة الصغيرة المسماة عقدة العبقرة tuberculum genial في الجانب الداخلي للذقن فكان لدى الإنسان ما يلزم لتحرك اللسان كما في إنسان موجو كرتو وفك هايدلبرغ. وقد أطلق عليها كونيفسفالد اسم الإنسان الكبير الجاوي القديم Meganthro- pus palaeojavanicus.
ووجد لارسن K. Larsen عام 1939 م في أفريقيا الشرقية بقايا فك ذي أسنان كبيرة
جداً لكنها إنسانية وقد وصفها فاينرت Weinert عام 1950 م ووازنها مع الإنسان الكبير من جاوة حسب كونيفسفالد.
ووجد في سوارتكرانس Swartkrans عام 1948 - 1950 م شبه الإنسان الكبير الأسنان Paranthropus crassidens وقد عثر أولا على فكوك ذات أسنان عملاقة ومقاييسها مثل عملاق جاوة حسب كونيفسفالد. ثم عثر على بقايا جمجمة تدل على عضلات مضغ كبيرة. ا. هـ.
وقد ذكر عباس محمود العقاد في كتابه: "إبراهيم أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام" ما يلي:
"وفي متحف أشمول بإنجلترا أسماء الأسر التي حكمت بابل من بعد الطوفان إلى أيام سراجون، وقد جاء في الألواح التي حفظت أسماءها أن الأسرة الأولى تولى منها الملك ثلاثة وعشرون ملكاً وكانت مدة حكمهم جميعاً أربعة وعشرين ألف سنة وخمسمائة وعشر سنوات" ا. هـ.
أقول: دلت كلمة الدكتور زينو على أن الإنسان كان في مرحلة أضخم منه الآن، ودلت كلمة العقاد على أن الناس كانوا يعمرون في الماضي كثيراً، وفي الحديث الشريف الذي مر معنا رد لمزاعم التطوريين: إن الإنسان تطور عن مخلوقات أخرى.
وقد شرح هذا الحديث ابن حجر في الفتح وكان من كلامه:
"خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً" كذا وقع من هذا الوجه، وعبد الله الراوي عن معمر هو ابن المبارك، وقد رواه عبد الرزاق عن معمر فقال "خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً"
…
والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالاً ولا تردد في الأرحام أطواراً كذريته بل خلقه الله رجلاً كاملاً سوياً من أول ما نفخ فيه الروح، ثم عقب ذلك بقوله "وطوله ستون ذراعاً" فعاد الضمير أيضاً على آدم، وقيل معنى قوله "على صورته" أي لم يشاركه في خلقه أحد، إبطالاً لقول أهل الطبائع. وخص بالذكر تنبيها بالأعلى على الأدنى، والله أعلم
…
وروى ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن أبي بن كعب مرفوعاً "إن الله خلق آدم رجلاً طوالاً كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق". قوله (فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن) أي
إن كل قرن يكون نشأته في الطول أقصر من القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة واستقر الأمر على ذلك. وقال ابن التين: قوله "فلم يزل الخلق ينقص" أي كما يزيد الشخص شيئاً فشيئاً، ولا يتبين ذلك فيما الساعتين ولا اليومين حتى إذا كثرت الأيام تبين، فكذلك هذا الحكم في النقص
…
ا. هـ.
أقول:
إن كثيرين من الناس يأخذون عن أسفار اليهود تاريخ وجود الإنسان على هذه الأرض، وهي كتب محرفة فيها أغاليط كثيرة، والحفريات الحديثة أثبتت أن النوع الإنساني أقدم بكثير مما ذكرته هذه الأسفار، ونصوص الإسلام ساكتة في هذا الشأن.
فالتحقيق العلمي في هذه الحالة معتبر، ومع اعتراضنا على أسفار اليهود في ذكر عُمر الإنسان فإننا نعترض على التطوريين الذين يجعلون إنساننا الحالي وليدَ تطورٍ عن أنواع من الإنسان أخرى، ونحن إذ ننكر هذا لا نعترض على وجود مخلوقات شبه إنسانية سبقت أبانا آدم، فليس في نصوص الإسلام ما يمنع، بل في كلام بعض الإسلاميين ما يؤيده، فلقد نقل صاحب السيرة الحلبية شيئاً من ذلك عن بعض المتصوفة: إن آدمنا سبق بآباء كُثْرٍ لأنواع من الإنسان. والمنقول عن بعض أئمة الشيعة أنهم يقولون بمثل ذلك، ولكن المسلمين مجمعون- إلا من لا يُعتد بقوله- على أن أبانا آدم خلق خلقاً مباشراً من الله عز وجل.
571 -
* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما صور الله عز وجل آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، وينظر إليه، فلما رآه أجوف عرف أنَّه خلق لا يتمالك".
572 -
* روى أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله
571 - مسلم (4/ 2016) 45 - كتاب البر والصلة والآداب، 31 - باب خلق الإنسان خلقاً لا يتمالك.
وأحمد: (3/ 229).
(يُطيفُ به) أطاف بالشيء: إذا دار به وأحاط بجوانبه.
(أجوفُ لا يتمالك) شيء أجوف: خالٍ، وإذا وصف الإنسان بالخفة والطيش قيل: لا يتمالك ولا يتماسك.
572 -
أحمد (4/ 406).
والترمذي (5/ 204) 48 - كتاب تفسير القرآن 3 - باب "ومن سورة البقرة".
صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الله تبارك وتعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمرُ، والأبيضُ والأسودُ، وبين ذلك، والسهلُ والحزنُ، والخبيث والطيبُ".
أقول مؤكداً ما مر سابقاً:
إن نصوص الكتاب والسنة واضحة وقطعية في أن آدم عليه الصلاة والسلام خلق ابتداءً بقدرة الله، فما يقال عن نشأة الإنسان التطورية وأنه نتاج قفزات تطورية حدثت في الأحياء غير صحيح. فآدم خلق على صورته التي فطره الله عليها ابتداء دون واسطة ودون تسلسل، أما التعليل لوجود سلم ارتقاء للمخلوقات واحتمالات أن تكون بعض المخلوقات تولدت عن بعض، ووجود مخلوقات شبيهة بإنساننا الحالي وتعتبر أسبق منه بالوجود فذلك كله له تعليلاته والبحث فيه مفتوح. قال تعالى:
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} (1).
{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
…
} (2).
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} (3).
إن وجود سلم ارتقاء ليس غريباً على قدرة الله عز وجل وذلك من مظاهر حكمته جل جلاله، سواء كان ذلك من خلال الخلق المباشر أو من خلال توالد وقفزات قديمة، إلا أن أبانا آدم خلق ابتداءً على صورته، وكان ذلك بالخلق المباشر من الله عز وجل، ولكن أن تكون هناك مخلوقات تشبه إنساننا الحالي فذلك يتفق مع اتجاهات مذكورة في كتب الإسلاميين قديماً تقول: إن آدمنا عليه السلام هو أول آدم وجد على الأرض، ولكن هذا لا يعني أن آدمنا هو ولادة من إنسان آخر. فالنصوص قطعية في ذلك، ومن عرف أن
= وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
وأبو داود (4/ 222) كتاب السنة- باب في القدر.
(1)
العنكبوت: 20.
(2)
العنكبوت: 19.
(3)
الواقعة: 62.
هذا الكون كله مخلوق بقدرة الله لا يستنكر على قدرة الله أن تخلق آدم ابتداءً، والذين يشكون في ذلك عليهم أن يراجعوا أصل أيمانهم.
573 -
* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خُلقت الملائكة من نورٍ، وخُلق الجان من مارج من نارٍ، وخُلق آدم مما وُصِفَ لكم".
574 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا بنو إسرائيل لم يَخْنَزِ اللحمُ" وفي رواية "لم يَخْبُثِ اللحمُ"- "ولولا حواء: لم تَخُن أنثى زوجها الدهر".
أقول:
الظاهر من الحديث أنه قبل أن يخزن بنو إسرائيل اللحم عندما كانوا في التيه لم يكن اللحم يخنز، بمعنى أن الجراثيم والبكتيريات المؤثرة في ذلك لم تكن موجودة أو لم تكن مسلطة على اللحم، فلما فعل بنو إسرائيل ذلك عوقبوا كما تعاقب الأقوام المبتعدة عن الفطرة بمزيد من الأمراض كلما زاد البعد عن الفطرة. ولعل عدم تأثر جثث الفراعنة القدماء التي وصلتنا محنطة أنها وضعت في توابيتها وحنطت قبل هذا التسليط على اللحم.
575 -
* روى البزار عن أبي موسى رفعه، قال: "لما أخرج الله آدم من الجنة زوَّده من ثمار الجنة وعلمه صنعةَ كل شيء فثمارُكم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه
573 - مسلم (4/ 2294) 53 - كتاب الزهد والرقاق، 10 - باب في أحاديث متفرقة، أحمد (6/ 153).
وأحمد (6، 153).
(مارج) المارجُ: لهبُ النار المختلطُ بسوادها.
574 -
البخاري (6/ 363) 60 - كتاب أحاديث الأنبيائ 1 - باب خلق آدم وذريته.
مسلم (2/ 1092) 17 - كتاب الرضاع، 19 - باب لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر.
(خَنِزَ) اللحم يخنز: إذا أنتن وتغيرت ريحه.
(لم تخن أنثى) خيانة حواء آدم: هي ترك النصيحة له في أمر الشجرة، لا في غيرها.
575 -
كشف الأستار (3/ 102).
الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 197). وقال: رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات.
تَغَيَّرُ وتلك لا تَغَيرُ".
576 -
* روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: القردة والخنازير؛ هي مما مُسخ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لم يهلك قوماً [أو يعذب قوماً] فيجعل لهم نسلاً، وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك".
* * *
= والحاكم في المستدرك (2/ 543). وقال: صحيح. ووافقه الذهبي.
576 -
مسلم (4/ 2051) 46 - كتاب القدر. 7 - بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر.