الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النصوص
615 -
* روى أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله عز وجل آدم حين خَلَقَه فَضَرب كَتِفَه اليمنى فأخرج ذُرِّيَّةً بيضاً كأنهم الذرُّ، وضرب كتف اليسرى فأخرج ذُرِّيَّةً سوداً كأنهم الحُمَمُ، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي. وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي".
616 -
* روى أحمد عن عبد الرحمن بن قتادة السُّلَمي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي" فقال قائل: يا رسول الله فعلام ذا نعمل؟ قال: "على مواقع القدر".
617 -
* روى البزار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين: "هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه". قال: فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر.
618 -
(4) روي الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خَلَقَ خلقه في ظُلمةٍ، فألقى عليهم من نُوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ، فلذلك أقول: جفَّ القلمٌ على عِلم الله".
615 - أحمد (6/ 441).
وكشف الأستار (3/ 21).
مجمع الزوائد (7/ 185). وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(الحُمم): الفحم.
616 -
أحمد (4/ 186).
والحاكم (1/ 31). وقال: هذا حديث صحيح. وهو صحيح.
617 -
كشف الأستار (3/ 20).
والروض الداني (1/ 325).
قال الهيثمي (7/ 186): رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح.
618 -
الترمذي (5/ 26) 41 - كتاب الإيمان 18 - باب ما جاء في افتراق هذه الأمة. وقال: هذا حديث حسن.
وأحمد (2/ 176). =
619 -
* روى البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حاجَّ آدم موسى، فقال [موسى]: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم"؟ قال: "فقال آدم لموسى: أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني على أمرٍ كتبه الله عليَّ قَبْل أن يخلقني؟ أو قدَّره عليَّ قبل أن يخلقني؟ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحجَّ آدم موسى".
وفي رواية (1) قال: "احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده، أتلومني على أمرٍ قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين عاماً؟ " قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فحجَّ آدمُ موسي، [فحجَّ آدم موسي] ".
وفي أخرى (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجَّ آدمٍ وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟ ".
وفي رواية (3): "أخرجتنا وذريتك من الجنة، قال: أنت موسى؟ أليس الله اصطفاك برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قد قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلق؟ ".
وفي أخرى (4) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التقى آدم وموسى، قال موسى: أنت الذي أشقيت الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ قال آدم: أنت الذي اصطفاك الله برسالاته واصطنعك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها، كتب عليَّ قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحجَّ أدم موسى".
= والإحسان بترتيب ابن حبان (8/ 16) كتاب التاريخ- باب بدء الخلق، والحديث إسناده حسن.
619 -
البخاري (8/ 434) 65 - كتاب التفسير، 3 - باب:{فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} .
مسلم (4/ 2042 - 2044) 46 - كتاب القدر، 2 - باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام.
(1)
مسلم: الموضع السابق.
(2)
البخاري (6/ 441) 60 - كتاب أحاديث الأنبياء، 31 - باب وفاة موسى.
(3)
البخاري (13/ 477) 17 - كتاب التوحيد، 37 - باب ما جاء في قوله عز وجل:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} .
(4)
البخاري (8/ 434) 65 - كتاب التفسير، 1 - باب:{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} .
ولمسلم (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحاجَّ آدم وموسي، فقال له موسي: أنت آدمُ الذي أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت الذي أعطاه الله علم كل شيء، واصطفاه برسالاته؟ قال: نعم. قال: فتلومني على أمر قُدِّر عليَّ قبل أن أخلق؟ ".
وفي أخرى (2) له قال: "احتجَّ آدم وموسي عند ربهما، فحجَّ آدم موسي؛ قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد ملائكته وأسكنك في جثته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيانُ كل شيء، وقربك نجيًّا؟ فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أُخلق؟ قال موسي: بأربعين عاماً. قال آدم: فهل وجدت فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (3)؟ قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملتُ عملاً كتبه الله عليَّ أن أعمله قبل أن يخلُقني بأربعين سنة؟ " قال رسول الله: "فحج آدم موسى عليهما السلام".
وفي رواية الترمذي (4) قال: "احتجَّ آدمُ وموسي، فقال موسي: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه أتلومني على عمل عملته
(1) مسلم: الموضع السابق.
(2)
مسلم: الموضع السابق.
(3)
طه: 121.
(4)
الترمذي (4/ 444) 33 - كتاب القدر، 2 - باب ما جاء في حجاج آدم وموسى عليهما السلام.
(المحاجة): المجادلة والمخاصمة، حاججت فلاناً فحججته، أي: جادلتُه فغلبته.
(نجياً) النجي: المناجي، وهو المشاور والمحادث، وقوله:"اصطنعك لنفسه" تمثيل لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم، مثَّل حاله بحال من يراه بعض الملوك- بجوامع خصال فيه وخصائص- أهلاً لئلا يكون أحدٌ أقرب منزلةً منه إليه، ولا ألطف محلاً، فيوليه من الكرامة ويستخلصه لنفسه، والاصطناع: افتعال من الصنيعة، وهي العطية والكرامة والإحسان.
(الإغواء): الإضلال، غوى الرجل يغوي وأغوى غيره.
(تبيان): التبيان: الإيضاح، وكشفُ الشيء ليظهر ويتبين.
كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السموات والأرض؟ " قال: "فحج آدم موسى".
620 -
* روى أبو داود عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن موسى عليه السلام قال: يارب، أرنا آدم الذي أخرجنا وتفسة من الجنة. فأراه الله آدم، فقال له: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له آدم: ومَنْ أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت الذي"- وذكر نحو حديث أبي هريرة وأتم منه- قال فيه: "أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم. قال: فما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم. قال: فِلمَ تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي؟ " قال رسول الله عند ذلك: "فحج آدم موسى".
أقول: الملاحظ أن آدم عليه السلام عندما وقع في الذنب تاب واستغفر ولم يحتج على الله بالقدر، وذلك منه قيام بحق التكليف فقال:{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1)، ولكن عندما انتقل من دائرة التكليف بوفاته وانتقاله احتج بقدره على موسى عليه السلام، ومن ههنا نعرف أدب المسلم أنه في هذه الدار يؤمن بالقدر ويقوم بالتكليف، وإذا واقع المعصية تاب إلى الله وأناب، وفي كل الأحوال في الدنيا والآخرة لا يفعل ما يفعله المشركون بأن يحتجوا على صحة ما هم فيه من الكفر والشرك والمعاصي بمشيئة الله فذلك فعل الكافرين:{وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (2).
621 -
* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
620 - أبو داود (4/ 226) كتاب السنة- باب في القدر. وإسناده حسن.
(1)
الأعراف: 23.
(2)
النحل: 35.
621 -
الترمذي (4/ 443) 33 - كتاب القدر 1 - باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر. =
تتنازع في القدر، فغضب، حتى كأنما فُقئ في وجهه حب الرمان حمرةً من الغضب، فقال:"أبهذا أمرتم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما اهلك من كان قبلك كثرة التنازع في أمر دينهم، واختلافهم على أنبيائهم".
وفي رواية (1): "إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في الأمر، عزمت عليكم، عزمتُ عليكم: أن لا تنازغوا فيه".
622 -
* روى الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن عبدٌ، حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه".
623 -
* روى الطبراني عن عمروبن العاصي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم أنبياءهم واختلافهم عليهم ولن يؤمن أحدٌ حق يؤمن بالقدر خيره وشره".
(القدر والقضاء) قال الخطابي رحمه الله: قد يحسبُ كثيرٌ من الناس أن معنى القدر من الله والقضاء: معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وما قدره، وليس كذلك.
وإنما معناه: الإخبار عن تقدُّم علم الله بما يكون من أفعال العباد واكتسابهم، وصدورها عن تقدير منه، وخلقٍ لها خيرها وشرِّها. والقدر: اسم لما صدر مُقدراً عن فعل القادر، كالهدم، والنشر، والقبض؛ أسماء لما صدر من فعل الهادم، والناشر، والقابض، يقال: قدرت الشيء، وقدَّرته- خفيفة وثقيلة- بمعنى واحد. والقضاء في هذا معناه الخلق، كقوله تعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (2)، أي: خلقهن. وإذا كان
= وقال: هذا حديث غريب. وهو حسن بشواهده.
(فقئ): فُقص وبُخص، ومنه: فقأت عينه، أي: بخصتها.
(عزمت): عزمتُ عليكم، بمعنى: أقسمت عليكم.
(1)
الترمذي: الموضع السابق.
622 -
الترمذي (4/ 451) 33 - كتاب القدر، 10 - باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره.
وقال: هذا حديث غريب. وهو حديث حسن.
623 -
الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 199). وقال: رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات.
(2)
فصلت: 12.
الأمر كذلك، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم: أفعالهم واكتسابهم، ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمدٍ، وتقدم إرادة واختيار. فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها. وجماع القول في هذا: أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والأخر: بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدم البناء ونقضه.
624 -
* روى أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لكل شيءٍ حقيقةٌ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه".
625 -
* روى أبو داود عن ابن الديلمي رحمه الله، قال: أتيت أُبي بن كعبٍ، فقلت له: قد وقع في نفسي شيء من القدر، فحدثني، لعل الله أن يذهبه من قلبي. فقال: لو أن الله عذب أقل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالمٍ لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أُحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قَبِلَه الله منك حتى تؤمن بالقدر، وعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، ولو مُت على غير هذا لدخلت النار. قال: ثم أتيتُ عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك. قال: ثم أتيت خذيفة بن اليان، فقال مثل ذلك، ثم أتيت زيد بن ثابت، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
626 -
* روى الترمذي عن نافع- مولى ابن عمر- أن رجلاً جاء ابن عمر، فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام. فقال ابن عمر: إنه بلغني أنه قد أحدث التكذيب بالقدر، فإن
624 - أحمد (6/ 441).
الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 117). وقال: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
625 -
أبو داود (4/ 235) كتاب السنة- باب في القدر.
وابن ماجه (1/ 29) المقدمة 10 - باب في القدر. وإسناده حسن.
626 -
الترمذي (4/ 456) 33 - كتاب القدر، 16 - باب حدثنا محمد بن بشار.
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
ورواه أحمد (2/ 136).
والحاكم (1/ 84). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي.
كان قد أحدث فلا تُقرئه مني السلام، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في هذه الأمة، أو في أمتي"- الشك منه- "خسفٌ ومسخٌ، وذلك في المكذبين بالقدرة".
وفي رواية أبي داود (1) قال: كان لابن عمر صديقٌ من أهل الشام يُكاتُبِهُ، فكتب إليه عبد الله بن عمر: إنه بلغني أنك تكلفت في شيء من القدر، فإياك أن تكتب إليَّ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"سيكون في أمتي أقوامٌ يكذبون بالقدر".
وفي رواية الترمذي (2) نحو الأولى، وفيها قال: بلغني أنه قد أحدث فإن كان قد أحدث
…
وذكر الحديث، وقال في آخره:"خسفٌ ومسخٌ، أو قذف في أهل القدر".
627 -
* روى مسلم عن اي هريرة قال: جاء مشركو قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت هذه الآية: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (3).
628 -
* روى الطبراني عن سعيد بن جبير قال: كنت في خلقةٍ فيها ابن عباس فذكرنا القدر فَغَضِب ابن عباس غضباً شديداً وقال: لو أعلم أن في القوم أحداً لأخذته، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما بعث الله نبياً قط ثم قبضه إلا جعل
(1) أبو داود (4/ 204) كتاب السنة- باب لزوم السنة.
(2)
الترمذي: الموضع السابق.
627 -
مسلم (4/ 2046) 46 - كتاب القدر، 4 - باب كل شيء بقدر.
وأحمد (2/ 444).
والترمذي (4/ 459) 33 - كتاب القدر. 19 - باب أبو كريب محمد بن العلاء.
وقال: هذا حديث صحيح.
وابن ماجه (1/ 32) المقدمة 10 - باب في القدر.
(3)
القمر: 48، 49.
628 -
المعجم الكبير (12/ 73).
وكشف الأستار (3/ 37). وزاد: "وهم القدرية".
مجمع الزوائد (7/ 205). وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير صدقة بن سابق وهو ثقة، ورواه البزار وزاد:"هم القدرية".
بعده فترةً وملأ من تلك الفترة جهنم".
629 -
* روى الطبراني عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً، - أو كلمة تشبهها- "ما لم يتكلموا في الولدان والقدر".
630 -
* روى البزار عن أبي هريرة آن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُخِّرَ الكلامُ في القدر لشرار هذه الأمة".
631 -
* روى أحمد عن ابن عون قال: أنا رأيت غيلان يعنى القدري مصلوباً على باب دمشق. (أي الذي قال بنفي القدر).
632 -
* روى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَجبتُ من قضاء الله سبحانه للمؤمن؛ إن أصابه خير حَمِدَ ربه وشكر، وإن أصابته مصيبةٌ حمد ربه وصبر. المؤمن يؤجر في كل شيء".
633 -
* روى أحمد عن أبي العلاء بن الشِّخِّير قال: حدثني أحدُ بني سليم- ولا أحسبه إلا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله له بارك الله فيه ووسعه، ومن لم يرض لم يبارك له.
629 - المعجم الكبير (12/ 162).
وكشف الأستار (3/ 36).
مجمع الزوائد (7/ 202). وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح.
630 -
كشف الأستار (3/ 35).
مجمع الزوائد (7/ 202). وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد: "لشرار أمتي في آخر الزمان". ورجال البزار في أحد الإسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة.
631 -
مجمع الزوائد (7/ 207). وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
632 -
مسند أحمد (1/ 173).
وروى مسلم نحوه عن صهيب (4/ 2295) 53 - كتاب الزهد والرقائق 13 - باب المؤمن أمره كله خير.
633 -
مسند أحمد (5/ 24).
مجمع الزوائد (10/ 257). وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
634 -
* روى أحمد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بأربعٍ: بالله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وبالبعث بعد المؤتِ، والقدر".
635 -
* روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جاء سراقة بن مالك بن جُعشمٍ، فقال: يا رسول الله، بيَّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العملُ اليوم، فيما جفت به الأقلام وجرت به المقاديرُ، أم فيما نستقبلُ؟ قال:"لا، بل فيما جفَّت به الأقلام، وجرت به المقادير". قال: ففيم العملُ؟ قال: "اعملوا، فكلٌّ ميسر لما خُلق له، وكلٌّ عاملٌ بعمله".
636 -
* روى الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال عمر: يا رسول الله أرأيت ما نعمل فيه، أمرٌ مبتدعٌ- أو مبتدأ- أو فيما قد فُرغ منه؟ فقال:"فيما قد فُرغ منه يا ابن الخطاب، وكل ميسرٌ، أما من كان من أهل السعادة، فإنه يعمل للسعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء".
وفى رواية (1)، قال: لما نزلت: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} . [هود: 105] سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا نبي الله، فعلام نعمل، على شيء قد فُرغ منه، أو على شيء لم يُفرغ منه؟ قال:"بل على شيء قد فُرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كل مُيسرٌ لا خُلِق له".
637 -
* روى أبو يعلى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أراد الله أن
634 - مسند أحمد (1/ 97).
والترمذي (4/ 452) 33 - كتاب القدر 10 - باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره.
وابن ماجه (1/ 32) المقدمة 10 - باب في القدر.
والمستدرك (1/ 33). وقال: صحيح على شرط الشيخين.
635 -
مسلم (4/ 2040) 46 - كتاب القدر 1 - باب كيفية الخلق الآدمي
…
إلخ.
636 -
الترمذي (4/ 445) 33 - كتاب القدر 3 - باب ما جاء في الشقاء والسعادة. وقال: حسن صحيح.
(1)
الترمذي (5/ 289) 48 - كتاب التفسير 12 - باب ومن سورة هود. وقال: حسن غريب. وهو حديث صحيح.
637 -
كشف الأستار (3/ 23). =
يخلق نسمةً قال ملكُ الأرحام مُعرضاً: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله، فيقول: أي رب أشقيٌّ أم سعيد فيقضي الله أمره. ثم يكتب بين عينيه ما هو لاقٍ حتى النكبة ينكبها".
638 -
* روى البزار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سَعِدَ في بطنها".
639 -
* روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله جل ذكره يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً وخلق فرعون في بطن أمه كافراً".
640 -
* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"وكَّل الله بالرحم ملكاً، فيقول: أي ربِّ نطفةٌ؟ أي ربِّ علقةٌ؟ أي ربِّ مُضغةٌ؟ فإذا أراد أن يقضي خلقها قال: يا ربِّ، أذكرٌ أم أنثى؟ أشقيٌ، أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيُكتب ذلك في بطن أمه".
641 -
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن خلق أحدكم يُجمعُ في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةٌ مثل ذلك، ثم يكون مُضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً
= مجمع الزوائد (7/ 193). وقال: رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
638 -
كشف الأستار (3/ 23).
مجمع الزوائد (7/ 193) وقال: رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح.
639 -
المعجم الكبير (10/ 276).
مجمع الزوائد (7/ 193). وقال: رواه الطبراني وإسناده جيد.
640 -
البخاري (11/ 477) 82 - كتاب القدر، 1 - باب حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك.
مسلم (4/ 2038) 46 - كتاب القدر 10 - باب كيفية الخلق الآدمي.
641 -
البخاري (11/ 477) الكتاب والباب السابقان.
مسلم (4/ 2036) الكتاب والباب السابقان.
وأبو داود (4/ 228) كتاب السنة باب في القدر.
والترمذي (4/ 446) 33 - كتاب القدر، 4 - باب ما جاء أن الأعمال بالخواتيم. وقال: حسن صحيح.
بأربع كلمات: بِكَتْب رزقهِ وأجله وعمله، وشقيٌ أو سعيد، ثم ينفخُ فيه الروح، فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبقُ عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخُلُها، وإن أحدكم ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".
642 -
* روى مسلم عن سهل بن سفاد الساعدي؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة".
أقول: قوله صلى الله عليه وسلم: "فيما يبدو للناس"، في هذه الرواية يقيد الروايات السابقة، فمع إيماننا بأن مشيئة الله مطلقة فإننا نؤمن بأن رحمة الله عز وجل سبقت غضبه، وأن من سنة الله أن من تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً، وحسن الظن بالله يقتضي أن نؤمن أن من أقبل على الله بصدق بعمل أهل الجنة واعتقادهم فإن الله عز وجل يزيد من بركاته ويختم له بالخير، وإنا نتصور المسألة بأن يوجد إنسان يعمل في الظاهر بعمل أهل الجنة، وعنده عقائد فاسدة أو رياء أو أمراض قلبية، أو يفعل ذنوباً خفية، فهو في الظاهر يعمل بعمل أهل الجنة وبالباطن يعمل بعمل أهل النار، فمثل هذا عاقبته سيئة إلا إذا تجاوز الله عنه فيما سوى الشرك الأكبر.
643 -
* روى مسلم عن عامر بن وائلة رحمه الله أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وُعِظَ بغيره. فأتى رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: حذيفة بن أسيد الغفاري، فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال له: وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرجل: أتعجب من ذلك؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكاً
642 - مسلم (4/ 2043) 46 - كتاب القدر، 1 - باب كيفية الخلق الآدمي
…
إلخ.
643 -
مسلم (4/ 2037) الكتاب والباب السابقان.
فصورها، وخلق سمعها، وبصرها، وجلدها، ولحمها، وعظامها، ثم قال: يا رب، أذكرٌ، أم أنثى؟ فيقضي رئك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يارب، أجله؟ فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على [ما] أمر ولا ينقصُ".
وفي رواية (1) قال: دخلت على أبي سريحة، حُذيفة بن أسيد الغفاري فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول: "إن النطفة تقع في الرجم أربعين ليلةً، ثم يتصور عليها الملك"- قال زهير أبو خيثمة: حسبته قال: " الذي يخلقها- فيقول: يا رب، أذكر، أو أنثي؟ فيجعله الله ذكراً أو أنثى، ثم يقول: يا رب، أسويٌ، أو غير سويٌ؟ ثم يقول: [يا ربِّ] ما رزقه، ما أجله، ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً".
وفي أخرى (2) رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن ملكاً موكلاً بالرحم، إذا أراد الله عز وجل أن يخلق شيئاً، بإذن الله لبضعٍ وأربعين ليلة
…
" ثم ذكر نحوه.
قال النووي حول هذه الأحاديث: (يرسل الملك) ظاهره أن إرساله يكون بعد مائة وعشرين يوماً، وفي الرواية التي بعد هذه: يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أم سعيد؟ وفي الرواية الثالثة: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها. وفي رواية حذيفة بن أسيد: إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك. وفي رواية: أن ملكاً موكلاً بالرحم إذا أراد الله أن يخلق شيئاً بإذن الله لبضع وأربعين ليلة، وذكر الحديث. وفي رواية أنس: أن الله قد وكل بالرحم ملكاً فيقول أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة. قال العلماء: طريق الجمع بين هذه الروايات أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة، وأنه يقول:(يا رب هذه علقة هذه مضغة) في
(1) مسلم (4/ 2038) الكتاب والباب السابقان.
(2)
مسلم: في الموضع السابق.
أوقاتها، فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى وهو أعلم سبحانه، ولكلام الملك وتصرفه أوقات؛ أحدها حين يخلقها الله تعالى نطفة ثم ينقلها علقة وهو أول علم الملك بأنه ولد
…
وأما قوله في إحدى الروايات: فإذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولجها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، وذكر رزقه ..
واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر، ووقع في رواية للبخاري: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين، ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات: فيكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه. فقوله: ثم يبعث "بحرف ثم" يقتضي تأخير كَتب الملك هذه الأمور إلى ما بعد الأربعين الثالثة، والأحاديث الباقية تقتضي الكتب بعد الأربعين الأولى. وجوابه أن قوله:(ثم يبعث إليه الملك فيؤذن فيكتب) معطوف على قوله: (يجمع في بطن أمه) ومتعلق به لا با قبله وهو قوله: (ثم يكون مضغة مثله)، ويكون قوله:(ثم يكون علقمة مثله ثم يكون مضغة مثله) معترضاً بين المعطوف والمعطوف عليه، وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وغيره من كلام العرب. قال القاضي وغيره: والمراد بإرسال الملك في هذه الأشياء أمره بها وبالتصرف فيها بهذه الأفعال، وإلا فقد صرح في الحديث بأنه موكل بالرحم، وأنه يقول: يا رب نطفة يا رب علقة. قال القاضي: وقوله في حديث أنس: (وإذا أراد الله أن يقضي خلقاً قال يا رب أذكر أم أنثى شقي أم سعيد؟) لا يخالف ما قدمناه، ولا يلزم منه أن يقول ذلك بعد المضغة، بل ابتداء للكلام وإخبار عن حالة أخرى، فأخبر أولاً بحال الملك مع النطفة، ثم أخبر أن الله تعالى إذا أراد إظهار خلق النطفة علقة كان كذا وكذا. أ. هـ النووي.
وهناك اتجاهات أخرى لم يذكرها النووي.
أقول: مما مر معنا من كلام النووي ندرك أن هناك خلافاً في فهم النصوص حول الزمن
الذي يكون فيه التصوير الكامل لخلق الإنسان في رحم أمه، وهي قضية أصبح بإمكان علم الأجنة الحالي أن يبتَّ فيها، فما بتّ فيه علم الأجنة في هذا الشأن- وهو لا يخرج عما ذكرته النصوص وفهمه العلماء من قبل- فإنه هو الذي يُرمِّج على غيره.
644 -
* روى البزار عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى حين يريدُ أن يخلق الخلق يبعث ملكاً، فيدخلُ الرحم فيقول: يا رب ماذا؟ فيقول: غلامٌ أو جارية أو ما أراد أن يخلق في الرحم. فيقول: يا رب شقي أم سعيد؟ فيقول يا رب ما أجله؟ ما خلائقه؟ فيقول: كذا وكذا. فيقول: يا رب ما رزقه؟ فيقول: كذا وكذا. فيقول: يا رب ما خُلُقُه؟ ما خلائقه؟ فما من شيء إلا وهو يخلق معه في الرحم".
645 -
* روى البزار عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول شيء خلقه الله القلمُ وأمره أن يكتب كل شيءٍ".
أقول: الأولية هنا أولية نسبية، وإلا فقد مرّ معنا أن العرش والماء خلقا قبل ذلك.
646 -
* روى الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "لما خلق الله القلم قال له: اكتب. فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة".
647 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الرجل ليعملُ الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يُختمُ له عملُه بعملِ أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يُختم له عمله بعمل أهل الجنة".
644 - كشف الأستار (3/ 24).
مجمع الزوائد (7/ 193). وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
645 -
مجمع الزوائد (7/ 190). وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
646 -
المعجم الكبير (12/ 69).
مجمع الزوائد (7/ 190). وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات.
647 -
مسلم (4/ 2042) 46 - كتاب القدر، 1 - باب كيفية الخلق الآدمي
…
إلخ.
648 -
* روى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال لابنه عند الموت: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب. قال: يا رب، وماذا أكتب؟ قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة". يا بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من مات على غير هذا فليس مني".
وفي رواية للترمذي (1): قال عبد الواحد بن سُليم: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رياح، فقلت له: يا أبا محمدٍ، إن بالبصرة قوماً يقولون: لا قدر. فقال: يا بني، أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. فقال: فاقرأ (الزخرف) فقرأت: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} ثم قال: أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: لا. قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يَخلق السموات والأرض، فيه: إن فرعون من أهل النار، فيه:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} . قال عطاء: ولقد لقيت الوليد بن عبادة بن الصامت، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته: ما كانت وصية أبيك لك عند الموت؟ فقال لي: دعاني فقال لي: يا بني، اتق الله، واعلم أنك لن تتقي الله حتى تؤمن بالله، وتؤمن بالقدر كله خيره وشره، وإن مت على غير هذا دخلت النار، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر. فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد".
649 -
* روى الترمذي عن عبد الله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يديه كتابان، فقال:"أتدرون ما هذان الكتابان؟ "، قلنا:
648 - أبو داود (4/ 225) كتاب السنة، باب في القدر.
(1)
الترمذي (4/ 457) 33 - كتاب القدر 17 - باب حدثنا قتيبة
…
إلخ. وقال: غريب من هذا الوجه.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 317). وهو حديث صحيح.
649 -
الترمذي (4/ 449) 33 - كتاب القدر، 8 - باب ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار. وقال: حسن غريب صحيح.
مسند أحمد (2/ 167). والحديث إسناده حسن. =
لا يا رسول الله، الا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمني:"هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا يُنقص منهم أبداً". ثم قال للذي في شماله: "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً، قال أصحابه: ففيم العملُ يا رسول الله إن كان أمر قد فُرِغ منه؟ فقال: "سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يُختم له بعمل أهل الجنة وإن عَمِلَ أي عَمَلٍ، وإن صاحب النار يُختم له بعمل أهل النار وإن عَمِل أيَّ عملٍ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، فنبذهما، ثم قال: "فَرَغَ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير".
650 -
* روى مسلم عن عِمران بن حُصينٍ رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار؟ قال:" نعم". قال: ففم يعمل العاملون؟ قال: "كلٌ ميسرٌ لما خُلق له".
وفي رواية للبخاري (1)، أيُعرف أهل الجنة من النار؟ قال:"نعم". قال: فَلِمَ يعمل العاملون؟ قال: "كلٍّ يعمل لما خُلِق له" أو "لما يُسِّر له".
ولمسلم (2) من رواية أبي الأسود الدِّيلي، قال: قال لي عِمران بن حُصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيءٌ قُضي عليهم ومضى عليهم من قَدَرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيءٌ قُضي عليهم شيء ومضى عليهم. قال: أفلا يكون ظُلماً؟ قال: ففزعت من ذلك فزعاً شديداً، وقلت: كل شيءٍ خَلقُ الله ومِلك يده، فلا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. فقال لي: يرحمك الله، إني
= (سددوا وقاربوا) السداد: الصواب في القول والعمل، والمقاربة: القصد فيهما.
(أجمل على آخرهم) أجملتُ الحسابَ: إذا جمعتُه وكملتُ أفراده، أي: جمعوا، يعني أهل الجنة وأهل النار عن آخرهم، وعقدت جملتهم، فلا يتطرق إليها زيادة ولا نقصان.
650 -
مسلم (4/ 2041) 46 - كتاب القدر، 1 - باب كيفية الخلق الآدمي
…
إلخ.
وأبو داود (4/ 228) كتاب السنة، باب في القدر.
(1)
البخاري (11/ 491) 82 - كتاب القدر، 2 - باب جف القلم على علم الله.
(2)
مسلم: في الموضع السابق. =
لم أُرِد بما سألتك إلا لأحرز عقلك، وإن رجلين من مُزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس اليوم، ويكدحون فيه، أشيء قُضي عليهم ومضى فيهم من قدرٍ [قد] سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم [به] نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقال:"لا، بل شيء قضي عليهم، ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} "[الشمس: 7، 8].
651 -
* روى الترمذي عن ابن عباس: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يخفظك، احفظ الله تجدةُ تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف".
652 -
* روى البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا في جنازةٍ في نقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرةٌ، فنكس، وجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال:"ما منكم من أحد إلا وقد كُتبَ مقعده من النار، ومقعدُه من الجنة". فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكلُ على كتابنا؟ فقال: "اعملوا، فكل مُيسرٌ لما خُلق له، أمَّا من كان من أهل السعادة، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء، فسيصير لعمل [أهل] الشقاء" ثم
= (لأحزر عقلك): قال النووي: لأمتحن عقلك وفهمك ومعرفتك.
651 -
الترمذي (4/ 667) 38 - كتاب صفة القيامة، 59 - باب حدثنا بشر
…
إلخ وقال: حسن صحيح. وهو كما قال:
(خلف النبي): خلف النبي على دابته.
(احفظ الله): بملازمة تقواه واجتناب نواهيه.
(تجده تجاهك): تجده معك بالحفظ والإحاطة والتأييد والإعانة.
(رفعت الأقلام): تُركت الكتابة بها.
(جفت الصحف): كناية عن تقدم كتابة المقادير والفراغ منها من أمد بعيد.
652 -
البخاري (11/ 494) 82 - كتاب القدر، 4 - باب وكان أمل الله قدراً مقدوراً.
مسلم (4/ 2039) 46 - كتاب القدر، 1 - باب كيفية الخلق الآدمي .... إلخ.
قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} . [الليل: 5 - 7].
وفي رواية الترمذي (1) قال: كنا في جنازةٍ في بقيع الغرقد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد، وقعدنا حوله ومعه مِخصرةٌ، فجعل ينكت بها ثم قال:"ما منكم من أحد"- أو-" [ما] من نفسٍ منفوسةٍ، إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كُتبت شقيةً أو سعيدةً". فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وتدع العمل؟ فمن كان منا من أهل السعادة، ليكونن إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة، ليكونن إلى أهل الشقاوة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل اعملوا، فكل ميسرٌ، فأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10].
وفي أخرى للترمذي (2) قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَنْكُتُ [في] الأرض، إذ رفع رأسه إلى السماء، ثم قال:"ما منكم من أحد إلا قد عُلم"- وفي رواية: "إلا قد كُتِبَ- مقعده من النار، ومقعده من الجنة". قالوا: أفلا نتكل يا رسول الله؟ قال: "لا، اعملوا، فكلٌّ مُيسرٌ لما خلق له".
653 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كتب الله مقاديز الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: "وعرشه على الماء".
وفي رواية الترمذي": " قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرضين قال النووي: (كتب الله مقادير الخلائق) قال العلماء: المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره، لا أصل التقدير، فإن ذلك أزلي لا أول له.
(وعرشه على الماء) أي قبل خلق السموات والأرض.
(1) الترمذي: (5/ 441) 48 - كتاب تفسير القرآن، 81 - باب ومن سورة:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} . وقال: حسن صحيح.
(2)
الترمذي (4/ 445) 33 - كتاب القدر، 3 - باب ما جاء في الشقاء والسعادة. وقال: حسن صحيح.
(مِخصرة) كالسوط ونحوه مما يمسكه الإنسان بيده من عصىً ونحوها.
(فنكس): أي خفض رأسه وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم.
653 -
مسلم (4/ 2044) 46 - كتاب القدر، 2 - باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام.
وفي رواية الترمذي (1): "قدَّر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنةٍ".
قال النووي: (كتب الله مقادير الخلائق) قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره، لا أصل التقدير، فإن ذل أزلي لا أول له.
(وعرشه على الماء) أي قبل خلق السموات والأرض.
أقول: وقبل أن يخلق من الماء مجرات هذا الكون.
654 -
* روى الطيراني عن أسامة بن زيد: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جُعِلَت منِيةُ عبدٍ بأرضٍ إلا جعل له فيها حاجةٌ".
655 -
* روى مسلم عن طاوس اليماني قال: أدركتُ ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر. قال: وسمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس".
656 -
* روى أحمد عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من أجله ورزقه وأثره ومضجعه" وفي رواية: "وعمله".
657 -
* روى الترمذي عن سعد رفعه: "من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له".
(1) الترمذي (4/ 458) 33 - كتاب القدر، 18 - باب حدثنا إبراهيم
…
وقال: حسن صحيح غريب.
654 -
المعجم الكبير (1/ 178).
مجمع الزوائد (7/ 196). وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
655 -
مسلم (4/ 2045) 46 - كتاب القدر، 4 - باب كل شيء بقدر.
والموطأ (2/ 899) 46 - كتاب القدر، 1 - باب النهي عن القول بالقدر.
(الكيس) العقل.
656 -
مسند أحمد (5/ 197).
وكشف الأستار (3/ 24).
مجمع الزوائد (7/ 195). وقال: رواه أحمد والبزار الطبراني في الكبير والأوسط، وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات.
657 -
الترمذي (4/ 455) 33 - كتاب القدر، 15 - باب ما جاء في الرضا بالقضاء. =
658 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لواني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن [لو] تفتح عمل الشيطان".
* * *
= قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن حميد وليس بالقوي. وقال في الميزان: ضعفوه. قال ابن حجر: وأورده أحمد باللفظ المذكور عن سعد وسنده حسن.
658 -
مسلم (4/ 2053) 46 - كتاب القدر، 8 - باب في الأمر بالقوة وترك العجز.