المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفقرة الخامسة عشرةفي:أشراط صغرى لم تقع بعد - الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية - جـ ٢

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثانيفي:الإيمان بالغيب

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولفي:بدء الخلق

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌إنسان هايدلبرغ

- ‌ الإنسان الكبير

- ‌التلخيص

- ‌الفصل الثانيفي:معرفة الله والإيمان به

- ‌المقدمة

- ‌خلاصة ما جاء به الكتاب والسنة:

- ‌النصوص

- ‌التلخيص

- ‌الوصل الأولفي:الوثنية في التاريخ

- ‌المقدمة

- ‌تعريف عن الوثنية في بعض الأديان

- ‌1 - الوثنية في الديانات المصرية القديمة

- ‌2 - وثنية الرومان

- ‌3 - وثنية اليونان

- ‌4 - وثنية الهندوس

- ‌5 - وثنية الصين

- ‌7 - وثنية العرب

- ‌الوصل الثانيفي:التثليث ونسبة الولد إلى اللهتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

- ‌الوصل الثالثفي:"إن الدين عند الله الإسلام

- ‌الوصل الرابعفي:"ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه

- ‌المقدمة

- ‌النقول

- ‌1 - نقول عن البرهمية

- ‌2 - نُقولٌ عن الجينية وهى إحدى الديانات الهندية

- ‌3 - نقول عن البوذية

- ‌4 - نُقولٌ عن ديانات الفرس

- ‌5 - نقولٌ عن اليهودية

- ‌الفصل الثالثفي:الإيمان بالقدر

- ‌المقدمة

- ‌المسائل

- ‌النصوص

- ‌التلخيص

- ‌الفصل الرابعفي الإيمان بالملائكة

- ‌المقدمة

- ‌بعض النصوص القرآنية في شأن الملائكة

- ‌بعض النصوص النبوية

- ‌الفصل الخامسفي:الجن والشياطين

- ‌المقدمة

- ‌بعض نصوص القرآن في الجن والشياطين

- ‌ النصوص النبوية

- ‌التلخيص

- ‌فائدة:

- ‌نقول في ما قاله بعض العلماء في الجن

- ‌الوصل الأولفي:ظاهرة ابن صياد

- ‌المقدمة

- ‌النقول

- ‌النصوص النبوية في ابن صياد

- ‌الوصل الثانيفي:تحضير الأرواح

- ‌الفصل السادسفي:الإيمان بالكتب

- ‌المقدمة

- ‌الوصلفي:التعريف على كتب بعض أهل الأديان

- ‌المقدمة

- ‌أ - التعريف بكتب الهند الدينية

- ‌ب- التعريف ببعض كتب الصين الدينية

- ‌ج- التعريف ببعض كتب الفرس الدينية

- ‌د- التعريف ببعض الكتب اليهودية الدينية

- ‌أولًا: أسفار العهد القديم

- ‌ثانيًا: التلمود

- ‌هـ- التعريف ببعض كتب النصارى الدينية

- ‌و- التعريف ببعض كتب الصابئة الدينية

- ‌فائدة:

- ‌(النصوص)

- ‌الفصل السابعفي:الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام

- ‌المقدمة

- ‌النصوص النبوية في ذكر الأنبياء

- ‌المسائل والفوائد

- ‌الوصل الأولفي:رفع خطأ التوهم بأن الرسل لم يبعثوا إلا فيبقعة من الأرض وإلى بعض الأمم

- ‌المقدمة

- ‌النقول

- ‌1 - الديانات المصرية القديمة

- ‌2 - بعض الديانات الهندية

- ‌أ- الديانة البرهمية:

- ‌ب- الديانة البوذية:

- ‌3 - الديانة الزرادشتية:

- ‌الدعوة إلى الصراط المستقيم:

- ‌4 - الديانات الصينية

- ‌5 - ديانات ما بين الرافدين

- ‌أ- بعض ما تذكره الحفريات عن نوح عليه السلام وقصة الطوفان:

- ‌ب- الصابئة:

- ‌الوصل الثانيفي:وراثة الأنبياء وكرامات الأولياء

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفصل الثامنفي:القصص النبوي

- ‌المقدمة

- ‌الفقرة الأولىفي:الموقف من القصص بإطلاق وما يراد به

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفقرة الثانيةفي:القصص النبوي

- ‌الفصل التاسعفي:الإيمان باليوم الآخر

- ‌المقدمة

- ‌الوصول

- ‌الوصل الأولبين يدي الساعة

- ‌المقدمة

- ‌الفقرات

- ‌الفقرة الأولىفي:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عما سيكون بين يدي الساعة

- ‌الفقرة الثانيةفي:قُرب الساعة نسبيّاً

- ‌الفقرة الثالثةفي:مُدَّة قرن النُّبُوَّة

- ‌الفقرة الرابعةفي:بعض أحداث المرحلتين: الراشِدة والأمويَّة

- ‌الفقرة الخامسةحديث جامع

- ‌الفقرة السادسةفي:فتح القسطنطينيَّة الأول

- ‌الفقرة السابعةفي:قتال التتار والمغول والأتراك قبل إسلامهم

- ‌الفقرة الثامنةفي:تمزقات الأمة الإسلاميَّة وصراعاتها

- ‌الفقرة التاسعةفي:التجديد والمجددين

- ‌الفقرة العاشرةفي:نار الحجاز

- ‌الفقرة الحادية عشرفي:استقلالية أقطار الأمة الإسلامية عن بعضهاوانفراط عقد الوحدة الإسلامية

- ‌الفقرة الثانية عشرةفي:غربة الإسلام

- ‌الفقرة الثالثة عشرةفي:مدعي النبوة والدجالين

- ‌الفقرة الرابعة عشرةفي:أعلام وأشراط متفرقة تكون بين يدي الساعة وقد وقعت

- ‌الفقرة الخامسة عشرةفي:أشراط صغرى لم تقع بعد

- ‌الفقرة السادسة عشرةفي:انحسار الفرات عن جبل من ذهب

- ‌الفقرة السابعة عشرةفي:أشراط الساعة الكبرى إجمالًاوفي:بعض أشراط أخرى تكون بينيدي الساعة

- ‌المقدمة

- ‌النصوص

- ‌الفقرة الثامنة عشرةفي:المهدي عليه السلام

- ‌مقدمة

- ‌النصوص

- ‌المسائل والفوائد

- ‌الفقرة التاسعة عشرةفي:الدّجَال

- ‌مقدمة

- ‌نصوص

- ‌فوائد ومسائل

- ‌الدَّجَّال في سطور

الفصل: ‌الفقرة الخامسة عشرةفي:أشراط صغرى لم تقع بعد

‌الفقرة الخامسة عشرة

في:

أشراط صغرى لم تقع بعد

998 -

* روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تكلم السباغ الإنس، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده".

أقول: شهد عصرنا إمكانية تسجيل ما يجري من أحاديث بوسائل كهربائية دقيقة قد يبلغ حجمها حجم عذبة السوط أو أقل، وأصبح بالإمكان التنصت على ما يجري داخل الأبواب وفي الاجتماعات بوسائل دقيقة جداً ومع ذلك لا نستطيع حمل هذا الحديث على هذا الذي يجري لأن الظاهر أن ما أخبر عنه الحديث سيكون بشكل خارق للعادة والله أعلم.

999 -

* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يقوم رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه".

أقول: يجمع النساب العرب على أن الأكراد أصولهن عربية قحطانية، وممن حكم من الأكراد ودان له الناس السلطان صلاح الدين الأيوبي العالم المجاهد العابد، فهل هو المراد بالحديث أو غيره؟ الله أعلم.

وقد ذهب بعضهم إلى أن الحديث لم يقع وإنما وقوعه قبيل قيام الساعة بعد وفاة المسيح عليه السلام.

998 - الترمذي (4/ 476) 34 - كتاب الفتن، 19 - باب ما جاء في كلام السباع. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وهو كما قال.

(عذبة سوطه): السير المعلق في طرفه.

999 -

البخاري (13/ 76) 92 - كتاب الفتن، 23 - باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان.

مسلم (4/ 2233) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 18 - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل

إلخ.

(يسوق الناس بعصاه): لم يرد العصا نفسها، وإنما ضربها مثلاً لطاعتهم، واستيلائه عليهم.

ص: 992

1000 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا ترم الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين، ما به إلا البلاء".

وفي رواية (1): قال: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه".

1001 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الليالي والأيام حتى يملك رجل من الموالي، يقال له: الجهجاه" وفي نسخة: الجهجل.

1002 -

* روى مسلم عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ " قالوا: نعم. يا رسول الله! قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق فإذا جاؤها نزلوا. فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها".

قال ثور: لا أعلمه إلا قال: "الذي في البحر. ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر. ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر. فيفرج لهم. فيدخلوها فيغنموا. فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج. فيتركون كل شيء، ويرجعون".

أقول: في هذا الحديث كلام عن الفتح الثاني للقسطنطينية، وأن هذا الفتح سيكون

1000 - مسلم (4/ 2231): الموضع السابق.

(1)

البخاري (13/ 17) 92 - كتاب الفتن، 12 - باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور.

ومسلم (4/ 2231): الموضع السابق.

1001 -

مسلم (4/ 2233): الموضع السابق.

1002 -

مسلم (4/ 2228): الموضع السابق.

ص: 993

بخارق للعادة، وأن القائمين ليسوا عرباً في أصولهم بل أصولهم من بني إسحاق، والمعروف أن إسحاق له أكثر من ولد، فله غير يعقوب جد بني إسرائيل. وحول قوله من بني إسحاق قال القاضي:

كذا هو في جميع أصول مسلم: "من بني إسحاق". قال: قال بعضهم: المعروف المحفوظ: "من بني إسرائيل"، وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب، وهذه المدينة هي القسطنطينية. ا. هـ.

1003 -

* روى الطبراني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم ستفتحون مدينة هرقل أو قيصر وتقتسمون أموالها بالترسة ويسمعهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في أهاليهم فيلقون ما معهم ويخرجون فيقاتلون".

أقول:

لقد مر معنا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية قبل روما، وقد حدث هذا الفتح، وههنا تشير النصوص إلى فتح آخر للقسطنطينية يكون قبل الدجال مباشرة، وهذا يفيد تغير ما سيطرأ على الوضع الدولي قبيل ظهور المسيح الدجال، تكون القسطنطينية فيه دار كفر، وكون القسطنطينية اليوم لا يحكمها الروم فذلك من جملة العلامات على أن بيننا وبين المهدي زمناً، لأن المهدي يجتمع والمسيح ابن مريم عليه السلام.

1004 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق -أو بدابق -فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؟ فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم

1003 - مجمع الزوائد: (7/ 349). وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.

(الترسة): جمع ترس.

1004 -

مسلم (4/ 2221) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 8 - باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب.

ص: 994

أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هو يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذا صاح فيهم الشيطان: إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينا هم يعدون للقتال، يسوون صفوفهم، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح -فيريهم دمه في حربته".

قوله: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق) قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:

(الشك من الراوي. قال العلامة ياقوت الحموي في "معجم البلدان": "الأعماق جاء بلفظ الجمع، والمراد به العمق، وهي كورة -أي ناحية -قرب دابق بين حلب وأنطاكية". ثم قال: "دابق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ"). ا. هـ (التصريح بما تواتر في نزول المسيح).

(خلفكم) خلفت الرجل في أهله: إذا قمت فيهم مقامه، وخلفهم العدو: إذا طرقهم وهم غائبون عنهم.

قوله: (فإذا جاءوا الشام خرج): قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (أي إذا جاءوا من قسطنطينية إلى بلاد الشام ودخلوا القدس -كما في رواية -خرج حينئذ المسيح الدجال. ا. هـ. (التصريح بما تواتر في نزول المسيح).

أقول:

قوله عليه السلام (قد علقوا سيوفهم بالزيتون): يحتمل أن يكون المراد بالسيوف: الأسلحة، كما سيذكر نصاً في رواية ستأتي بعد قليل، ومن المعروف أن البندقية الحالية وهي أداة المقاتل الرئيسية لا تنفك عن الحربة التي هي سيف مصغر، ويحتمل أن يكون المراد بالسيوف: السيوف المعروفة، وهذا يقتضي أن طوارئ ستطرأ على الأوضاع الحالية

ص: 995

للحضارة يرجع الناس فيها إلى أدوات القتال المعروفة قديماً، ومن المعلوم أن كثيرين من العسكريين يتوقعون إذا قامت حرب عالمية ثالثة أن تفنى هذه الحضارة وأن توجد معطيات جديدة، وفي الحديث إجمال ستفصله نصوص أخرى، فالمسيح عليه السلام ينزل في المنارة البيضاء شرقي دمشق ثم يذهب إلى القدس، وتكون القدس عاصمة الخلافة الإسلامية وقتذاك، وعلى أرض فلسطين يقتل المسيح عليه السلام المسيح الدجال، ويقتل المسلمون اليهود الذين يأتون مع المسيح الدجال، وعلى هذا يحمل الحديث: "

إن الحجر والشجر يقولان: يا عبد الله يا عبد الرحمن هذا يهودي فاقتله". وهذا كله يدل على أن دولة اليهود القائمة الآن وجودها عارض.

1005 -

* روى مسلم عن يسير بن جابر -أو أسير رضي الله عنه، قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة، قال: فقعد -وكان متكئاً -فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا -ونحاها نحو الشام -فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة، فيتشرط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يتشرط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء، وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يتشرط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة عليهم، فيقتتلون مقتلة -إما قال: لا يرى مثلها، وإما قال: لم ير مثلها -حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم

1005 - مسلم (4/ 2223) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 11 - باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال.

(هجيرى): هجيراه، أي: عادته وديدنه.

(شرطة): الشرطة: أول طائفة من الجيش يشهد الوقعة، والتشرط: تفعل منه.

(نهد): الجيش لقتال العدو: إذا نهضوا إليه.

ص: 996

حتى يخر ميتاً، فيتعاد بنو الأم كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح، أو أي ميراث يقسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ" أو قال: "من خير فوارس".

أقول:

في هذا الحديث تفصيل للملحمة التي تكون بين يدي الساعة، وكلمة الروم تطلق على النصارى في عصر النبوة، فالملحمة الكبرى ستكون بين النصارى والمسلمين ويكون النصر للمسلمين ثم يتابعون النصر فيفتحون القسطنطينية التي تكون وقتذاك بيد النصارى مرة ثانية -والذي يبدو أن ذلك سيكون بعد قيام دولة الإسلام العالمية التي تحدثنا عنها من قبل -ثم يظهر الدجال وينزل عيسى بن مريم فيقتله في فلسطين عند باب لد الشرقي.

1006 -

* روى البخاري عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة أدم، فقال:"أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم، كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً".

= (فيتعاد): التعاد: تفاعل من العد، أي يعد بعضهم بعضاً.

(البأس): الخوف والشدة.

1006 -

البخاري (6/ 277) 58 - كتاب الجزية والموادعة، 15 - باب ما يحذر من الغدر.

(موتان): الموتان بضم المليم: وهو الموت الكثير الوقوع.

(القعاس): داء يأخذ الغنم، لا يلبثها أن تموت، وقد حدث هذا في الطاعون الذي وقع في بلاد الشام زمن عمر رضي الله عنه.

(غاية): الغاية: بالغين المعجمة: الراية، ومنه غاية الخمار، وهي خرقة يرفعها على بابه، ومن رواه بالباء: =

ص: 997

أقول:

بعض ما ورد في هذا النص وقع، وبعضه لم يقع، ومنه الفتنة التي لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، والتي سيكون بعدها قيام دار العدل يلجأ إليها المسلمون، وهذه الدار تكون في هدنة مع النصارى، ويبدو كما سنرى في نص آخر أنه يعقب ذلك تحالف مع النصارى على قتال عدو ولا يبعد أن تكون هذا العدو هو الشيوعيين، فينتصر المسلمون والنصارى عليهم ثم يغدر النصارى ويكون النصر للمسلمين في المال فيتابعون الحرب حتى تفتح لهم القسطنطينية.

1007 -

* روى مسلم عن جابر بن سمرة. عن نافع بن عتبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله ثم فارس، فيفتحها الله. ثم تغزون الروم، فيفتحها الله. ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله" قال فقال نافع: يا جابر لا ترى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.

أقول:

هذا الحديث يوضح ما مر معنا من قبل أن ردة ستقوم يقضي عليها أهل الإسلام وعلى رأسهم خليفة المسلمين في بيت المقدس، والظاهر أنه المهدي عليه السلام فإن مركز الخلافة أيام هذه الأحداث هو القدس كما سيمر معنا.

1008 -

* روى أحمد عن ذي مخبر (رفعه): "ستصالحون الروم صلحاً آمنا فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم، فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب، ويقول: غلب الصليب! فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فيغدر القوم، وتكون الملاحم".

= فإنه أراد الأجمة: شبه كثرة رماح العسكر بها.

1007 -

مسلم (4/ 2225) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 11 - باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال.

1008 -

أحمد (4/ 91).

وأبو داود (4/ 109) كتاب الملاحم، باب ما يذكر من ملاحم الروم.

وابن ماجه (2/ 1369) 36 - كتاب الفتن، 35 - باب الملاحم. وهو حديث صحيح.

ص: 998

وفي رواية (1): "ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة".

أقول: هذا النص هو الذي أشرنا إليه من قبل من أن المسلمين يكونون في هدنة مع النصارى ثم في تحالف على قتال عدو ثم في صراع مع المسلمين ثم يكون الدجال، كما أنه هو الحديث الذي يذكر كلمة (الأسلحة) وهو الذي جعلنا نحتمل أن كلمة السيوف التي وردت في حديث مسلم يمكن أن يراد بها الأسلحة.

1009 -

* روى أبو داود عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام".

1010 -

* روى أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم: سلاح" قال الزهري: سلاح قريب من خيبر.

(مسالحهم): المسالح جمع مسلحة، وهم قوم ذوو سلاح، والمسلحة أيضاً كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم، فإذا رأوه: أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له.

1011 -

* روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم". قالت، قلت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم!؟ قال:"يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم".

(1) أبو داود: (4/ 110) الموضع السابق.

1009 -

أبو داود (4/ 111) كتاب الملاحم، باب في المعقل من الملاحم. وهو صحيح.

1010 -

أبو داود: الموضع السابق. وهو صحيح.

1011 -

البخاري (4/ 338) 34 - كتاب البيوع، 49 - باب ما ذكر في الأسواق. واللفظ له.

مسلم (4/ 2209). 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 2 - باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت.

ص: 999

1012 -

* روى أبو داود عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية؛ وفتح القسطنطينية خروج الدجال" قال: ثم ضرب بيده على فخذ إلي حدثه أو منكبه ثم قال: "إن هذا لحق مثل ما إنك ها هنا أو كما أنك قاعد".

1013 -

* روى ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب. حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة. وليسرى على كتاب الله، عز وجل، في ليلة. فلا يبقى في الأرض منه آية. وتبقى طوائف من الناس، الشيخ الكبير والعجوز. يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله. فنحن نقولها" فقال له صلة: ما تغنى عنهم: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثاً. كل ذلك يعرض عنه حذيفة. ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة! تنجيهم من النار. ثلاثاً.

أقول:

الظاهر أن هذا سيكون بعد نزول المسيح عليه السلام.

* * *

1012 - أبو داود (4/ 110) كتاب الملاحم باب في أمارات الملاحم. والحديث رواه أبو داود عن عباس العنبري عن أبي النضر هاشم بن القاسم به، وقال: هذا إسناد جيد وحديث حسن.

1013 -

ابن ماجه (2/ 1344) 36 - كتاب الفتن، 14 - باب ذهاب القرآن والعلم.

وفي الزوائد: إسناده صحيح. ورجاله ثقات.

والمستدرك (4/ 473) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

(يدرس الإسلام): من درس الرسم دروساً، إذا عفا وهلك. ومن درس الثوب درساً إذا صار عتيقاً.

(وشي الثوب) نقشه.

(وليسرى على كتاب الله) أي يذهب بالليل.

ص: 1000