الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النصوص
577 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لله تسعةٌ وتسعين اسماً، من حفظها دخل الجنة، والله وِتْرٌ يحب الوتر" وفي رواية: "من أحصاها".
وفي أخرى (1): "لله تسعةٌ وتسعون اسماً، مائةً إلا واحداً، لا يحفظها أحدٌ إلا دخل الجنة، وهو وترٌ يحب الوتر". قال البخاري: "أحصاها: حفظها"، وفي رواية لمسلم نحوه، وليس فيه ذكر الوتر.
وفي رواية الترمذي (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا،
577 - مسلم (4/ 2063) 48 - كتاب الذكر والدعاء، 2 - باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها.
(1)
البخاري (11/ 214) 80 - كتاب الدعوات، 68 - باب لله مائة اسم غير واحدة.
مسلم (4/ 2063) 48 - كتاب الذكر والدعاء، 2 - باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها.
(2)
الترمذي (5/ 530) 49 - كتاب الدعوات، 83 - باب حدثنا يوسف بن حماد البصري.
هذه رواية الترمذي بتفصيل الأسماء ولم يُفصلها غيره، وقال: حدثنا به غير واحدٍ عن صفوان بن صالح، ولا نعرفُهُ إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث. قال: وقد رُوي هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا نعلم في كثير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.
قال محقق الجامع:
وقال الترمذي: وقد روى آدمن بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح، أقول: رواه الترمذي رقم (3502) من حديث صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وقال: حديث غريب. ورواه ابن حبان في صحيحه رقم (2382) موارد الظمآن من طريق صفوان به، وأخرجه ابن ماجه رقم (3861) في الدعاء، باب أسماء الله عز وجل، من طريق أخرى عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً بنحو مما تقدم بزيادة ونقصان، قال البوصيري في الزوائد: لم يخرج أحد من الأئمة الستة عدد أسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولا غيره، غير ابن ماجه والترمذي مع تقديم وتأخير، وطريق الترمذي أصح شيء في الباب، وفي إسناد طريق ابن ماجه ضعف لضعف عبد الملك بن محمد الصنعاني، وقال الحافظ في تخريج الأذكار: وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية الأعرج، وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء، وزيادة ونقص، ووقع سرد الأسماء في رواية ثالثة أخرجها الحاكم في المستدرك وجعفر الغريابي في الذكر من طريق عبد العزيز بن الحصين (يعني ابن الترجمان) عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال الحاكم بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم الطريق التي أخرجه الترمذي بلفظه سواء: أخرجاه في الصحيح بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسماء فيه، ولعله عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقه وبطوله وذكر الأسماء فيه، ولم يذكره غيره لمسلم، نعم أكثرها =
مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآجر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعال، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك المالك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور".
قال ابن الأثير:
(من أحصاها) الإحصاء: العدد والحفظ، والمراد: من حفظها على قلبه، وقيل: المراد: من استخرجها من كتاب الله تعالى، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن النبي لم يعدها لهم، ولهذا لم ترد مسرودةً معدودةً من هذه الكتب الستة إلا في كتاب الترمذي، وقيل: المراد: من أخطر بباله عند ذكر معناها، وتفكر في مدلولها: معتبراً، متدبراً، ذاكراً، راغباً، راهباً، معظماً لمسماها، مقدساً لذات الله تعالى، وبالجملة: ففي كل اسم يخطر
= في القرآن، ومنها ما ورد فيه الفعل أو المصدر دون الاسم، ومنها ما ليس في القرآن لا بنفسه ولا بورود فعله كالقديم والجميل ونحوهما. أهـ. وقال ابن كثير في التفسير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن كما روى جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي، والله أعلم.
يقول المحقق: ومع ذلككله فقد ذكر الحديث ابن حبان في صحيحه، وحسَّنه النووي في أذكاره أ. هـ.
بباله الوصف الدال عليه.
(القدوس): الطاهر من العيوب المنزه عنها.
(السلام): ذو السلام، أي: الذي سلم من كل عيب وبرئ من كل آفةٍ.
(المؤمن) الذي يصدق عباده [وعده]، فهو من الإيمان: الصديق، أو يؤمنهم في القيامة منذ عذابه، فهو من الأمان، ضد الخوف.
(المهيمن) الشهيد، وقيل: الأمين، فأصله مؤتمن، فقُلِبت الهمزة هاءً، وقيل: الرقيب والحافظ.
(العزيز): الغالب القاهر، والعزة: الغلبة.
(الجبار): هو الذي أجبر الخلق وقهرهم على ما أراد من أمرٍ أو نهيٍ.
(المتكبر): المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيقصمهم، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، لا من الكبر الذي هو مذموم.
(البارئ): هو الذي خَلَق الخلق لا عِن مثالٍ، إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تُستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السموات والأرض.
(المصور) هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، ومعنى التصوير: التخطيط والتشكيل.
(الغفار): هو الذي يغفر ذنوب عباده مرةً بعد مرة، وأصل الغَفرِ: الستر والتغطية، فالله غافر لذنوب عباده ساتر لها بترك العقوبة عليها.
(الفتاح): هو الحاكم بين عباده، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين: إذا فصل بينهما، ويقال للحاكم: الفاتح، وقيل: هو الذي يفتحُ أبواب الرزق والرحمة لعباده، والمُنغلق
عليهم من أرزاقه.
و (الباسط): الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورحمته.
و (القابض): الذي يمسكه عنهم بلطفه، فهو الجامع بين العطاء والمنع.
و (الخافض): الذي يخفض الجبارين والفراعنة، أي: يضعهم ويهينهم.
و (الرافع): هو الذي يرفع أولياءه ويعزهم، فهو الجامع بين الإعزاز والإذلال.
(الحكم): الحاكم، وحقيقته: الذي سلم له الحكم ورد إليه.
(العدل): هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو من المصادر التي يسمى بها.
(اللطيف): الذي يوصل إليك أربك في رفقٍ، وقيل: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية.
(الخبير): العالم العارف بما كان وما يكون.
(الغفور): من أبنية المبالغة في الغفران.
(الشكور): الذي يجازي عباده ويثيبهم على أفعالهم الصالحة، فشكر الله لعباده إنما هو مغفرته لهم وقبوله لعبادتهم.
(الكبير): هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن.
(المقيت): هو المقتدر، وقيل: هو الذي يعطي أقوات الخلائق.
(الحسيب): الكافي، هو فعيل بمعنى: مفعل، كأليم بمعنى: مؤلم، وقيل: هو المحاسب.
(الرقيب): هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
(المجيب): الذي يقبل دعاء عباده ويستجيب لهم.
(الواسع): هو الذي وسع غناه كل فقرٍ، و [وسعت] رحمته كل شيء.
(الودود): فعول بمعنى: مفعول من الود، فالله تعالى مودود، أي: محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى: فاعل، أي: أن الله تعالى يود عباده الصالحين، بمعنى: يرضى عنهم.
(المجيد): هو الواسع الكرم، وقيل: هو الشريف.
(الباعث): هو الذي يبعث الخلق بعد الموت يوم القيامة.
(الشهيد): هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال: شاهدٌ وشهيدٌ، كعالمٍ وعليم، أي أنه حاضرٌ يشاهد الأشياء ويراها.
(الحق): هو المتحقق كونه ووجوده.
(الوكيل): هو الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته: أنه الذي يستقل بأمر الموكول إليه، ومنه قوله تعالى:{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
(القوي): القادر، وقيل: التام القدرة والقوة، الذي لا يعجزه شيء.
(المتين): هو الشديد القوي الذي لا تلحقه في أفعاله مشقةٌ.
(الولي): الناصر، وقيل: المتولي للأمور القائم بها كولي اليتيم.
(الحميد): المحمود الذي استحق الحمد بفعله، وهو فعيلٌ بمعنى مفعول.
(المحصي): هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، فلا يفوته شيء من الأشياء، دقَّ أو جلَّ.
(المبدئ): الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداءٌ.
و (المعيد): هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، وبعد الممات إلى الحياة.
(الواجد): هو الغني الذي لا يفتقر، وهو من الجدة: الغنى.
(الواحد): هو الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، وقيل: هو منقطع القرين والشريك.
(الأحد): الفردُ، والفرق بينه وبين الواحد: أن "أحداً" بُني لنفي ما يُذكرُ معه من العدد، فهو يقع على المذكر والمؤنث، يقال: ما جاءني أحد، أي: ذكر ولا أنثى، وأما "الواحد" فإنه وضع لمفتَتِحِ العدد، تقول: جاءني واحدٌ من الناس، ولا تقول فيه: جاءني أحدٌ من الناس، والواحد: بني على انقطاع النظير والمثل، والأحد: نبي على الانفراد والوحدة عن الأصحاب، فالواحد منفردٌ بالذات، والأحد منفرد بالمعنى.
(الصمد): هو السيد الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، أي: يقصدونه.
(المقتدر): مفتعلٌ من القدرة، وهو أبلغ من قادر.
(المقدم): الذي يقدم الأشياء فيضعها في مواضعها.
(المؤخر) الذي يؤخرها إلى أماكنها، فمن استحق التقديم قدمه، ومن استحق التأخير أخره.
(الأول): هو السابق للأشياء كلها. و (الآخر): الباقي.
(الظاهر): هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه.
و (الباطن): هو المحتجب عن أبصار الخلائق.
(الوالي): مالك الأشياء، المتصرف فيها.
(المتعالي): هو المتنزه عن صفات المخلوقين، تعالى أن يوصف بها وجل.
(البر): هو العطوف على عباده ببره ولطفه.
(المنتقم): هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء.
(العفو): فعول من العفو، بناء مبالغة، وهو الصفوح عن الذنوب.
(الرؤوف): هو الرحيم العاطف برأفته على عباده.
(ذو الجلال): الجلال: مصدر الجليل، تقول: جليلٌ بين الجلالة والجلال.
(المقسط): العادل في حكمه، أقسط الرجل: إذا عدل، فهو مُقسطٌ، وقسط: إذا جار، فهو قاسطٌ.
(الجامع): هو الذي يجمع الخلائق ليوم الحساب.
(المانع): هو الناصر الذي يمنع أولياءه أن يؤذيهم أحدٌ.
(النور): هو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية.
(الوارث): هو الباقي بعد فناء الخلائق.
(الرشيد): هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مفعل.
(الصبور): هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم، بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، فمعنى الصبور في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم، إلا أن الفرق بين الأمرين: أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور، كما يأمنون منها في صفة الحليم.
578 -
* روى الترمذي عن بريدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحدٌ، فقال:"والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
وفي رواية أبي داود: "باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".
579 -
* روى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
578 - الترمذي (5/ 515) 49 - كتاب الدعوات، 64 - باب حدثنا جعفر بن محمد بن عمران. وقال: حسن غريب.
أبو داود (2/ 79) كتاب الصلاة- باب الدعاء. وإسناده صحيح.
والحديث رواه أيضاً: أحمد (5/ 349)، وابن حبان (موارد الظمآن: 592).
579 -
أبو داود (2/ 79) كتاب الصلاة - باب الدعاء.
والترمذي (5/ 550) 49 - كتاب الدعوات، 100 - باب خلق الله مائة رحمة.
والنسائي (3/ 53) 13 - كتاب السهو، 58 - باب الدعاء بعد الذكر.
جالساً، ورجل يصلي، تم دعا الرجل فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذوالجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال رسول الله يه لأصحابه:"أتدرون دعا"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "والذي نفسى بيده، لقد ذعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى".
580 -
* روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينادي منادٍ في النار يا حَنان يا منان".
581 -
* روى أبو داود عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (1) وفاتحة سورة آل عمران {الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2).
582 -
* روى أبو داود عن مخجن بن الأذرع الثقفي رضي الله عنه قال: دخل رسول
وابن حبان (موارد الظمآن: 592).
(المنان) فعال من المِنة، وهو المبالغ فيها.
(بديع) البديع: المُبدع، وهو الخالق المخترع لا عن مِثال سابق.
(قيومٌ) القيوم: القائم بذاته ولا يقوم غيره إلا به. فهو مستغنٍ عن خلقه، وخلقه محتاجون إليه في وجودهم واستمرارهم.
580 -
الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 159) وقال: رواه الطبراني ف الأوسط وإسناده حسن.
581 -
أبو داود (2/ 80) كتاب الصلاة - باب الدعاء.
والترمذي (5/ 517) 49 - كتاب الدعوات. 65 - باب حدثنا قتيبة.
وابن ماجه (2/ 1267) 34 - كتاب الدعاء. 9 - باب اسم الله الأعظم.
والدارمي (2/ 450) كتاب فضائل القرآن - باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي.
قال محقق الجامع:
وفي سنده عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي أبو الحصين، وهو ليس بالقوي، كما قال الحافظ في التقريب. وفيه أيضاً شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، ولكن للحديث شواهد بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحسن، ولذلك حسنه الترمذي أ. هـ.
(1)
البقرة: 163.
(2)
آل عمران: 1، 3.
582 -
أبو داود (1/ 259) كتاب الصلاة- باب ما يقول بعد التشهد.=
الله المسجد، فإذا هو برجلٍ قد قضى صلاته وهو يتشهد، ويقول: اللهم إني أسألك باسمك الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد: أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: "قد غُفر له، قد غفر له، قد غُفر له".
583 -
* روى البزار عن نعيم بن همار: أن رسول الله قال: "الميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويضع آخرين".
584 -
* روى الطبراني عن نعيم بن همار الغطفاني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يزيغه أزاغه وإن شاء أن يقيمه أقامه وكل يومٍ الميزان بيد الله يرفعُ أقواماً ويضغ آخرين إلى يوم القيامة".
585 -
* روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله يكثر أن يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". فقلت: يا رسول الله، قد آمنا بك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال:"نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يُقلبها كيف يشاء".
586 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: "إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلبٍ واحدٍ، يصرفه حيث شاء". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم مصرف القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك".
= والنسائي (3/ 52) 13 - كتاب السهو. 58 - باب الدعاء بعد الذكر.
وأحمد (4/ 338). والحديث إسنادهحسن.
583 -
الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 82) وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
والحاكم في المستدرك (2/ 289) كتاب التفسير- تفسير سورة آل عمران، وهو صحيح.
584 -
الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 211) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
585 -
الترمذي (4/ 448) 33 - كتاب القدر، 7 - باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن. وقال: هذا حديث حسن.
قال: وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأم سلمة وعائشة وأبي ذر أ. هـ والحديث إسناده حسن.
586 -
مسلم (4/ 2045) 46 - كتاب القدر، 3 - باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء.
587 -
* روى مالك عن عمر وبن دينار رحمه الله، قال: سمعت ابن الزبير يقول في خطبته: إن الله هو الهادي والفاتن.
588 -
* روى البزار عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله كل صانع وصنعته".
589 -
* روى ابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يمين الله ملأى لا يغيضها شيء سحاءٌ الليل والنهار، وبيده الأخرى الميزان، يرفع القسط ويخفض". قال: "أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السموات والأرض فإنه لم ينقص مما في يديه شيئاً".
590 -
* روى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلماتٍ، فقال: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عملُ الليل قبل عملِ النهار، وعملُ النهار قبل عمل
587 - الموطأ (2/ 900) 46 - كتاب القدر، 1 - باب النهي عن القول بالقدر.
وإسناده صحيح.
588 -
كشف الأستار (3/ 28).
وقال الهيثمي (7/ 197): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن عبد الله أبو الحسين ابن الكردي وهو ثقة. أهـ.
والمستدرك (1/ 31)، وقال: على شرط مسلم. ووافقه الذهبي.
589 -
ابن ماجه (1/ 71) المقدمة 13 - باب فيما أنكرت الجهمية.
وأخرج البخاري نحوه (8/ 352) 65 - كتاب التفسير، 2 - باب:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} .
590 -
مسلم (1/ 161) 1 - كتاب الإيمان، 79 - باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام، وفي قوله: حجابه النور
…
إلخ.
قال محقق الجامع:
أي: يخفض الله الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ويوزن من أرزاقهم النازلة. معنى سبحات وجهه: نوره وجلاله وبهاؤه.
الليل، ججابه الثور- وفي رواية: النار- "لوكشفة لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
591 -
* روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله تعالى، من أجل ذلك مدح نفسه".
وفي رواية (1) نحوه، ويذكر "ما ظهر وما بطن" وزاد:"وليس أحدٌ أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل".
592 -
* روى أحمد عن أبي هريرة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أما تغار؟ قال: "والله إني لأغار والله أغيرُ مني، ومن غيرته نهى عن الفواحش".
593 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال:" إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه".
وفي رواية مسلم (2) قال: " المؤمن يغارُ، والله أشد غيراً".
594 -
* روى مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
591 - البخاري (8/ 301) 65 - كتاب التفسير 10 - باب: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} .
مسلم (4/ 2113) 49 - كتاب التوبة. 6 - باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش.
(1)
مسلم (2/ 1136) 19 - كتاب اللعان، الحديث السابع عشر.
592 -
أحمد (2/ 326).
ومجمع الزوائد (6/ 254). وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
593 -
البخاري (9/ 319) 67 - كتاب التوبة، 107 - باب الغيرة.
مسلم (4/ 2114) 49 - كتاب التوبة، 6 - باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش.
(2)
مسلم: (4/ 2115) الموضع السابق.
594 -
مسلم: (1/ 161) 1 - كتاب الإيمان، 78 - باب في قوله عليه السلام: نور أنَّى أراه. وفي قوله: رأيت نوراً.
هل رأيت ربك؟ قال: نورٌ، أنى أراه؟ ".
وفي رواية الترمذي (1) عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله [لسألته. فقال: عم كنت تسأله؟ قلت]: كنت أسأله: هل رأيت ربك؟ فقال أبو ذر: قد سألته، فقال:"نورٌ، أنى أراه؟ ".
595 -
* روى مسلم عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته. فقال: عن أي شيءٍ كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله قل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألت فقال: "رأيت نوراً".
596 -
* روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني، ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فزعم أني الا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتماه إياي، فقوله: لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبةً أو ولداً".
597 -
* روى البخاري ومسلم عن مسروق بن الأجدع رحمه الله قال: قلت لعائشة:
(1) الترمذي (5/ 396) 48 - كتاب تفسير القرآن، 54 - باب "ومن سورة والنجم".
قال النووي:
(نور أنى أراه) هكذا رواه جميع الرواة في جميع الأصول والروايات. ومعناه: حجابه النور فكيف أراه؟ قال الإمام أبو عبد الله المازري رحمه الله: الضمير في أراه عائد على الله سبحانه وتعالى. ومعناه: أن النور منعني من الرؤية كما جرت العادة بإغشاء الأنوار الأبصار، ومنعها من إدراك ما حالت بين الرائي وبينه.
595 -
مسلم (1/ 161) 1 - كتاب الإيمان، 78 - باب في قوله عليه السلام: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نوراً.
قال النووي: (رأيت نوراً) معناه: رأيت النور فحسب، ولم أر غيره.
596 -
البخاري (8/ 168) 65 - كتاب التفسير، 8 - باب {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} .
قال الكرماني: التكذيب نسبة المتكلم إلى أن خبره خلاف الواقع، والشتم: توصيف الشخص بما هو إزراء ونقص فيه، وإثبات الولد له كذلك، لأنه قول بما يستلزم الإمكان والحدوث، فسبحانه ما أحلمه وما أرحمه:{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} . وهذا من الأحاديث القدسية.
597 -
البخاري (8/ 606) 65 - كتاب التفسير، 1 - باب حدثنا يحيى.
يا أمتاه، هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد قفَّ شعري مما قلت، أين أنت من ثلاثٍ من حدثكهن فقد كذب؛ من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (1)، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (2)، ومن حدثك أنه يعلم ما في غدٍ، فقد كذب، ثم قرأت:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} (3). ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
…
} (4) الآية، ولكنه رأي جبريل عليه السلام في صورته مرتين.
وفي رواية (5) قال: قلت لعائشة: فأين قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (6)؟ قالت: ذاك جبريلُ عليه السلام، كان يأتيه في صورة الرجل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته، التي هي صورته، فسدَّ الأفق.
وفي أخرى (7): ومن حدثك أنه يعلم الغيب فقد كذب، وهو يقول: لا يعلم الغيب إلا الله.
وفي أخرى (8): أن مسروقاً قال: كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدةٍ منهن فقد أعظم على الله الفِريَةَ
…
وذكرت نحو الرواية الأولى.
وزاد في رواية (9): ولوكان محمدٌ صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً مما أُنزل عليه لكتم هذه الآية: {وَإِذْ
= مسلم (1/ 160) 1 - كتاب الإيمان، 77 - باب معنى قول الله عز وجل:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء؟
(1)
الأنعام: 103.
(2)
الشورى: 51.
(3)
لقمان: 34.
(4)
المائدة: 67.
(5)
مسلم: الموضع السابق.
(6)
النجم: 8 - 9.
(7)
البخاري (13/ 361) 97 - كتاب التوحيد، 4 - باب قول الله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} .
(8)
مسلم (1/ 159) 1 - كتاب الإيمان، 77 - باب معنى قول الله عز وجل:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} .
(قفَّ شعري) قفَّ الشعر: إذا قام في منابته، وأكثر ما يعرض عند سماع ما يخافه الإنسان أو يهابه ويعاينه.
(الفرية): اختلاق الكذب.
(9)
مسلم (1/ 160) الكتاب والباب السابقان.
تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} (1).
وللبخاري (2) طرفٌ منه عن القاسم عن عائشة قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخِلْقِهِ ساداً ما بين الأفق.
598 -
* روى مسلم غن ابن عباسٍ؛ قال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (3){وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (4) قال: رآه بفؤاده مرتين.
أقول: مذهب ابن عباس أن رسول الله قد رأى ربه يوم المعراج ورجح ذلك النووي، لأن عائشة تنفي وابن عباس يثبت. وكلام المُثْبِت مقدم لأن فيه زيادة علم، وذلك من الخصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فن ادعى أنه رأى الله يقظة في الدنيا ببصره فقد كفر.
وها نحن ننقل لك جزءاً من تحقيق النووي في إثبات الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال النووي: وأما صاحب التحرير فإنه اختار إثبات الرؤية قال والحجج في هذه المسئلة وإن كانت كثيرة ولكنا لا نتمسك إلا بالأقوى منها وهو حديث ابن عباس رضى الله عنهما أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم. وعن عكرمة: سئل ابن عباس رضي الله عنهما؛ هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ قال: نعم. وقد روي بإسناد لا بأس به عن شعبة عن قتادة عن أنسٍ رضي الله عنه قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه. وكان الحسن يحلف: لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه. والأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع إليه في المعضلات، وقد راجعه ابن عمر رضي الله عنهم في هذه المسألة وراسله: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فأخبره أنه رآه. ولا يقدح في هذا حديث عائشة رضى الله عنها؛
(1) الأحزاب: 37.
(2)
البخاري (6/ 313) 59 - كتاب بدء الخلق، 7 - باب إذا قال أحدكم آمين
…
إلخ.
598 -
مسلم (1/ 158) 1 - كتاب الإيمان، 77 - باب معنى قول الله عز وجل:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} .
(3)
النجم: 11.
(4)
النجم: 13.
لأن عائشة لم تخبر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لم أر ربي، وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة لقول الله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} لقول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} ، والصحابي إذا قال قولاً وخالفه غيره منهم لم يكن قوله حجةً، وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها، فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن وإنما يُتلقى بالسماع، ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أنه تكلم في هذه المسألة بالظن والاجتهاد وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وابن عباس: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس. ثم إن ابن عباس أثبت شيئاً نفاه غيره والمثبت مقدم على النافي. هذا كلام صاحب التحرير. فالحاصل أن الراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله ي رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء لحديث ابن عباس وغيره مما تقدم وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا مما لا ينبغي أن يتشكك فيه، ثم إن عائشة رضي الله عنها لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوكان معها فيه حديث لذكرته وإنما اعتمدت الاستنباط من الآيات" أ. هـ كلام النووي.
وأجاب النووي عن استنباطات عائشة رضي الله عنها.
599 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رفعه): "يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم، فيقاتل في سبيل الله فيستشهد".
أقول: الضحك في حقه تعالى (ليس كمثله شيء) ككل صفاته جل جلاله.
600 -
* روى البزار عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم" أحسبه قال: "عليها".
599 - البخاري: (6/ 39) 56 - كتاب الجهاد، 28 - باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيُسددُ بعد ويقتل.
مسلم (3/ 1504) 33 - كتاب الإمارة، 35 - باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة.
وابن ماجه (1/ 68) المقدمة، 13 - باب فيما أنكرت الجهمية.
600 -
كشف الأستار (4/ 85). =
601 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن له مائة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق فبها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها تعطف الوحش على أو لادها وأخر تسعةً وتسعين رحمةً يرحم بها عباده يوم القيامة".
602 -
* روى مسلم عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله عز وجل يوم خلق السموات والارض مائة رحمةٍ فجعل في الأرض منها رحمة فبها تغطف الوالدةُ على ولدها والبهائم بعضها على بغض والطير وأخر تسعةً وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة".
603 -
* روى الطبراني عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ان الله عز وجل خلق مائة رحمةٍ، رحمةً منها قسمها بين الخلائق وتسعةً وتسعين إلى يوم القيامة".
604 -
* روى أحمد عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم ونفرٌ من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أم الصبي القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني. وسعت فأخذته، فقال القومُ: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. قال: فخفضهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:"ولا الله لا يُلقي حبيبه في النار".
= قال الهيثمي (10/ 213): رواه البزار وإسناده حسن.
601 -
البخاري (10/ 431) 78 - كتاب الأدب، 19 - باب جعل الله الرحمة في مائة جزء.
مسلم (4/ 2108) 49 - كتاب التوبة، 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه.
وابن ماجه (2/ 1435) 37 - كتاب الزهد، 35 - باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة.
602 -
مسلم (4/ 2109) الكتاب والباب السابقان.
وابن ماجه: الموضع السابق.
603 -
الطبراني (11/ 374).
مجمع الزوائد (10/ 214) كتاب التوبة- باب منه ف يرحمة الله تعالى.
وقال: رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن.
604 -
أحمد (3/ 104).
وكشف الأستار (4/ 174).
مجمع الزوائد (10/ 383). وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح.
(فخفضهم): أي سكنهم وهون عليهم.
605 -
* روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان رجال يصلي فأتاه رجل فوطئ على رقبته فقال الذي تحته: والله لا يغفر الله لك أبداً. فقال الله عز وجل: تألى عليَّ عبدي أن لا أغفر لعبدي فإني قد غفرت له".
أقول: هذا الحديث أصل من الأصول التي اعتمدها الأصوليون لاعتماد فكرة ما هو الواجب العقلي لله، والمستحيل العقلي لله، والجائز العقلي في حقه تعالى، وما هي الواجبات والمستحيلات والجائزات الشرعية. وهو موضوع دقيق جرت على ذكره كتب العقائد خلال العصور، وجدير بكل مسلمٍ أن يفهمه بأن يقرأه في كتب عقائد أهل السنة والجماعة على عالم رباني متقن.
606 -
* روى أبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها رفعته "لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، وقولوا ما شاء الله وحده".
607 -
* روى أبو داود عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا: ما شاء الله، وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان".
608 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه".
وللبخاري (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة
605 - الطبراني (10/ 124).
مجمع الزومائد (4/ 86) وقال: رجاله رجال الصحيح.
606 -
مجمع الزوائد (7/ 208) وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
607 -
أبو داود (4/ 295) كتاب الأدب- باب لا يقال خبثت نفسي.
أحمد (5/ 384).
608 -
البخاري (10/ 431) 78 - كتاب الأدب، 19 - باب جعل الله الرحمة في مائة جزء.
مسلم (4/ 2108) 49 - كتاب التبوبة، 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.
(1)
البخاري (11/ 301) 81 - كتاب الرقاق. 19 - باب الرجاء مع الخوف.
رحمةٍ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين رحمةً، وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدةً، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار".
ولمسلم (1) قال: "إن لله مائة رحمةٍ، أنزل منها رحمسة واحدةً بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تغطف الوحش ولدها، وأخَّر الله تسعاً وتسعين رحمة، يرحم بها عباده القيامة".
609 -
* روى الطبراني في الأوسط عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أُحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} الآية.
610 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما قضى الله الخلق"، وعند مسلم:"لما خلق الله الخلق كتب في كتاب كتبهُ، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضي".
وعند البخاري: "غلبت غضبي".
وللبخاري أيضاً (2): "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".
وله في أخرى (3)، قال:"لما خلق الله الخلق كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي".
(1) مسلم (4/ 2108) 49 - كتاب التوبة، 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.
609 -
الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 100) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأحمد بنحوه وقال "إلا من أشرك" ثلاث مرات، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن.
610 -
البخاري (13/ 522) 97 - كتاب التوحيد، 55 - باب قوله تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} .
مسلم (4/ 2107) 49 - كتاب التوبة، 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.
(2)
البخاري (13/ 404) 97 - كتاب التوحيد، 22 - باب وكان عرشه على الماء، وهو رب العرش العظيم.
(3)
البخاري (13/ 384) 97 - كتاب التوحيد، 15 - باب قول الله تعالى:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} .
وفي أخرى (1): "إن الله كتب كتاباً، قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي. فهو مكتوبٌ عنده فوق العرش".
ولمسلم أيضاً (2): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي".
وله في أخرى (3): "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: إن رحمتي تغلب غضبي".
وأخرجه ابن ماجه قال (4): "إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي".
قال الحافظ في الفتح:
قوله: (لما قضى الله الخلق) أي خلق الخلق كقوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} أو المراد أوجد جنسه، وقضى يطلق بمعنى حك وأتقن وفرغ وأمضى. قوله (كتب في كتابه) أي أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ، وقد تقدم في حديث عبادة بن الصامت قريباً:"فقال للقلم اكتب، فجرى بما هو كائن" ويحتمل أن يكون المراد بالكتاب اللفظ الذي قضاه، وهو كقوله تعالى:{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}
…
قوله (غلبت) في رواية شعيب عن أبي الزناد في التوحيد "سبقت" بدل غلبت، والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب، لأن السبق والغلبة باعتبار التعلق، أي تعلق الرحمة غالب سابق على تعلق الغضب. لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدسة وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد الحادث، بهذا التقرير يندفع استشكال من أورد وقوع العذاب قبل الرحمة في بعض المواطن، كمن يدخل النار من الموحدين ثم يخرج بالشفاعة وغيرها. وقيل معنى الغلبة الكثرة والشمول، وتقول: غلب على فلان الكرم، أي أكثر
(1) البخاري (13/ 522) 97 - كتاب التوحيد، 55 - باب قول الله تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} .
(2)
مسلم (4/ 2108) 49 - كتاب التوبة. 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.
(3)
مسلم: الموضع السابق.
(4)
ابن ماجه (2/ 1435) 37 - كتاب الزهد، 35 - باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة.
أفعاله، وهذا كله بناء على أن الرحمة والغضب من صفات الذات، وقال بعض العلماء: الرحمة والغضب من صفات الفعل لا من صفات الذات. ولا مانع من تقديم بعض الأفعال على بعض فتكون الإشارة بالرحمة إسكان آدم الجنة أول ما خلق مثلاً، ومقابلها ما وقع من إخراجه منها. وعلى ذلك استمرت أحوال الأمم بتقديم الرحمة في خلقهم بالتوسيع عليهم من الرزق وغيره، ثم يقع بهم العذاب على كفرهم. وأما ما أشكل مِنْ أمر مَنْ يعذب من الموحدين فالرحمة سابقة في حقهم أيضاً، ولولا وجودها لخلدوا أبداً. وقال الطيبي: في سبق الرحمة إشارة إلى أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب وأنها تنالهم من غير استحقاق وأن الغضب لا ينالهم إلا باستحقاق، فالرحمة تشمل الشخص جنيناً ورضيعاً وفطيماً وناشئاً قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة، ولا يلحقه الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب ما يستحق معه ذلك أ. هـ كلام ابن حجر.
611 -
* روى الطبراني في الصغير والأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قلت: يا جبريل أيصلي ربك جل ذكره؟ قال: نعم. قلت: ما صلاته؟ قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي".
612 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع يجنته، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته".
وللترمذي في رواية أخرى (1)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحدٌ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد".
611 - الروض الداني (1/ 49).
الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 213) وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله وثقوا.
612 -
مسلم (4/ 2109) 49 - كتابة التوبة، 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.
وأحمد (2/ 397).
(1)
الترمذي (5/ 549) 49 - كتاب الدعوات، 100 - باب خلق الله مائة رحمة. وقال: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. =
613 -
* روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قُدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبيٍ، فإذا امرأة من السبي تسعى، قد تَحلَّب ثديها، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألزقته بطنها فأرضعنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ " قلنا: لا والله. فقال رسول الله: الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها".
* * *
613 - البخاري (10/ 427) 78 - كتاب الأدب، 18 - باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
مسلم: (4/ 2109) 49 - كتاب التوبة، 4 - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.