الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الثالثة
في:
مُدَّة قرن النُّبُوَّة
886 -
* روى مسلم عن أبي الزُّبَيْرِ، أنه سمع جابراً رضي الله عنه يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول- قبل أن يموت بشهر: "تسألوني عن الساعة؟ وإنَّما عِلمُها عند اللهِ، وأُقْسِمُ باللهِ ما على الأرضِ من نَفْسٍ منفوسةٍ اليومَ يأتي عليها مائةُ سنةٍ وهي حيَّةٌ يومئذٍ". قال: فسَّرها عبدُ الرحمن صاحبُ السِّقَايةِ، قال بعضُهم: هو نَقْصُ العُمْرِ.
وفي رواية للترمذي (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ نفسٍ منفوسةٍ تبلُغُ مائةَ سنةٍ" -قال سَالمٌ بن أبي الجَعْدِ وتذاكرنا ذلك عنده-: إنما هي نفسٌ مخلوقةٌ يومئذٍ.
ولهما وللبخاري وأبي داود عن أبي عمر بنحوه (2)، وفيه: يريد بذلك أنْ ينخرم ذلك القرن.
887 -
(4) ري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان الأعرابُ إذا قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن السَّاعة، متى السَّاعة؟ فينظر إلى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ
886 - مسلم (4/ 1966) 44 - كتاب فضائل الصحابة 53 - باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسةٍ اليوم".
(1)
الترمذي (4/ 520) - كتاب الفِتَن 64 - باب حدثنا هناد. وقال: حسن.
(2)
مسلم (4/ 1965) نفس الكتاب والباب السابقين.
الترمذي: في الموضع السابق.
والبخاري (2/ 74) 9 - كتاب مواقيت الصلاة 40 - باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء.
وأبو داود (4/ 175) كتاب الملاحم، باب قيام السَّاعة.
(نفس منفوسة) النفس المنفوسة: هي المولودة، نفست المرأة بفتح النون وضمها- إذا ولدت، والمعنى في الحديث: أن كل من هو موجود الآن، يعني ذلك الوقت إلى انقضاء ذلك الأمد اللعين: يكونون قد ماتوا؛ ولا بقي منهم على الأرض أحد، فتكون قيامة أهل ذلك العصر قد قامت.
أقول: وعلى هذا الحديث استدلّ البخاري وغيره، وأَنَّ الخَضِرَ ليس حيّاَ بعد تلك المئة.
887 -
البخاري (11/ 261) 81 - كتاب الرقاق، 42 - باب سكرات الموت.
مسلم (4/ 269) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة، 27 - باب قرب الساعة
منهم، فيقولُ:"إن يَعش هذا: لَم يُدرِكْه الهَرمُ، حتى قامتْ عليكم الساعةُ". قالَ هشامٌ: يعني موتَهم.
888 -
* روى مسلم عن أنَس بن مالكٍ رضي الله عنه، أنَّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ فَسَكَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هُنَيْهَةً، ثم نظر إلى غُلام بين يديه من أَزْدِ شَنُوءة، فقال:"إنَّ عُمُرَ هذا الغُلامَ: لم يُدْرِكْهُ الهرَمُ حتى تقوم الساعةُ". قال أنس: وذلك الغلامُ من أترابي يومئذٍ.
وفي رواية (1): وعنده غلام من الأنصار، يقال له: محمد
…
وذكر الحديث.
أقول:
قوله: لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة: أي ساعة المخاطَبِين: أي موتهم. وذلك من التذكير للمُخاطَبِ بالأهم في حقه.
قال ابن كثير في النهاية:
وذلك أن من مات فقد دخل في حُكْم يوم القيامة؛ فعالم البرزخ قريب من عالم يوم القيامة. وفيه من الدنيا أيضاً، ولكن هو أشبه بالآخرة، ثم إذا تناهت المدة المضروبة للدنيا، أمر الله بقيام الساعة. فُيجمع الأولون والآخرون لميقات يوم معلوم. أ. هـ.
* * *
888 - مسلم (4/ 270) 52 - كتاب الفِتَن وأشراط السَّاعة، 27 - باب قرب الساعة.
(1)
مسلم (4/ 229) نفس الكتاب والباب السابقين.