الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ عهد إِلَى رجل من قاصية قُرَيْش لَيْسَ من رهطه فاستخلفه فَإِن شِئْت أَن تنظر أَي الرجل من قُرَيْش لَيْسَ من بني عبد شمس فترضى بِهِ قَالَ مُعَاوِيَة فالثالثة مَا هِيَ قَالَ تصنع مَا صنع عمر قَالَ وَمَا صنع قَالَ جعل الْأَمر شُورَى فِي سِتَّة لَيْسَ فيهم أحد من وَلَده وَلَا من بني أَبِيه وَلَا من رهطه قَالَ مُعَاوِيَة فَهَل عنْدك غير هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَأنْتم قَالُوا وَنحن أَيْضا فَقَالَ أما إِنِّي قد أَحْبَبْت أَن أتقدم إِلَيْكُم أَنه قد أعذر من أنذر وَأَنه كَانَ يقوم الْقَائِم مِنْكُم إِلَيّ فيكذبني على رُءُوس النَّاس فأحتمل ذَلِك لَهُ وَإِنِّي قَائِم بنقالة إِن صدقت فِي صدقي وَإِن كذبت فلي كذبي وَإِنِّي أقسم بِاللَّه لَئِن رد على إِنْسَان مِنْكُم كلمة فِي مقَامي هَذَا لَا ترجع إِلَيْهِ كَلمته حَتَّى يسْبق إِلى رَأسه فَلَا يَرعَيَن رجل إِلَّا على نَفسه ثمَّ دَعَا صَاحب حرسه فَقَالَ أقِم على رَأس كل رجل من هَؤُلَاءِ رجلَيْنِ فَإِن ذهب رجل يرد على كلمة فِي مقَامي هَذَا فليضرب عُنُقه ثمَّ خرج وَخَرجُوا مَعَه حَتَّى رقي الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِن هَؤُلَاءِ الرَّهْط سادة الْمُسلمين وخيارهم لَا يُستبد بِأَمْر دونهم وَلَا يقْضى أَمر إِلَّا عَن مشورتهم وَإِنَّهُم قد رَضوا وَبَايَعُوا ليزِيد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ من بعده فَبَايعُوا باسم الله قَالَ فَضربُوا على يَده بالمبايعة ثمَّ جلس على رواحله وَانْصَرف النَّاس
(وَفَاة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان)
ذكر غير وَاحِد أَنه لما ثقل فِي الضعْف وتحدث النَّاس أَنه الْمَوْت قَالَ لأَهله احشوا عَيْني إثمداً وأوسعوا رَأْسِي دهناً فَفَعَلُوا وبرقوا وَجهه بالدهن ثمَّ مهدوا لَهُ مَجْلِسا وأسندوه فَأذن للنَّاس فَدَخَلُوا وسلموا عَلَيْهِ قيَاما فَلَمَّا خَرجُوا من عِنْده أنْشد قَائِلا من // (الْكَامِل) //
(وَتَجَلُّدِي للِشَّامِيِينَ أُرِيهِمُ
…
أَنَّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ)
فَسَمعهُ رجل من العلويين فَأَجَابَهُ يَقُول من // (الْكَامِل) //
(وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا
…
أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ)
وَكَانَ قد خطب النَّاس قبل مَوته فَقَالَ إِنِّي كزرع مستحصد وَقد طَالَتْ إمارتي عَلَيْكُم حَتَّى مللتكم ومللتموني وتمنيت فراقكم وتمنيتم فراقي وَلنْ يأتيكم بعدِي إِلَّا من أَنا خير مِنْهُ كَمَا كَانَ من قبلي خيرَاً منى وَقد قيل من أحب لِقَاء الله أَحب الله لقاءه اللَّهُمَّ إِنِّي قد أحببتُ لقاءك فأحبب لقائي وَبَارك لي فِيهِ فَلم يمض قَلِيل حَتَّى ابْتَدَأَ بِهِ مَرضه فَدَعَا ابْنه يزِيد وَقَالَ يَا بني إِنِّي قد كفيتك الرحلة ووطأت لَك الْأُمُور وأخضعت لَك رِقَاب الْعَرَب وجمعت لَك مَا لم يجمع أحد وَإِنِّي أَخَاف عَلَيْك أَن ينازعك هَذَا الْأَمر الَّذِي استتب لَك إِلَّا أَرْبَعَة نفر من قُرَيْش الْحُسَيْن بن عَليّ وَعبد الله بن عمر وَعبد الله بن الزبير وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فَأَما ابْن عمر فَرجل قد وقذته الْعِبَادَة وَإِذا لم يبْق غَيره بَايَعَك وَأما الْحُسَيْن فَإِن أهل الْعرَاق لن يَدعُوهُ حَتَّى يخرجوه فَإِن خرج عَلَيْك فظفرت بِهِ فاصفح عَنهُ فَإِن لَهُ رحما ماسة وَحقا عَظِيما وَأما ابْن أبي بكر فَإِن رَأْي أَصْحَابه صَنَعُوا شَيْئا صنع مثله وَلَيْسَ لَهُ همة إِلَّا فِي النِّسَاء وَأما الَّذِي يجثم لَك جثوم الْأسد ويراوغك روغان الثَّعْلَب فَإِذا أمكنته فرْصَة وثب فَذَاك ابْن الزبير فَإِن هُوَ فعلهَا بك وَقد فزت عَلَيْهِ فَقَطعه إرباً إرباً هَذَا حَدِيث الطَّبَرِيّ عَن هِشَام وَله عَن هِشَام من طَرِيق آخر قَالَ لما حضرت مُعَاوِيَة الْوَفَاة سنة سِتِّينَ كَانَ يزِيد غَائِبا بِبَيْت الْمُقَدّس فَدَعَا بِالضحاكِ بن قيس الفِهري وَكَانَ صَاحب شرطته وَمُسلم بن عقبَة المري فَقَالَ أبلغا يزِيد وصيتي انْظُر أهل الْحجاز فَإِنَّهُم أصلك وَأكْرم من قدم عَلَيْك مِنْهُم وتعاهد من غَابَ وَانْظُر أهل الْعرَاق فَإِن سألوك أَن تعزل عَنْهُم كل يَوْم عَاملا فافعل فَإِن عزل عَامل أخف من أَن يشهر عَلَيْك مائَة ألف سيف وَانْظُر أهل الشَّام فليكونوا بطاتنك وعيبتك وَإِن رَابَك شَيْء من عَدوك فانتصر بهم فَإِذا أصبْتُم فاردد أهل الشَّام إِلَى بِلَادهمْ فَإِنَّهُم إِن أَقَامُوا بِغَيْر بِلَادهمْ تَغَيَّرت أَخْلَاقهم وَلست أَخَاف عَلَيْك من قُرَيْش إِلَّا ثَلَاثَة وَلم يذكر فِي هَذَا الطَّرِيق عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فنقص ذكره من الْأَرْبَعَة السَّابِق ذكرهم