الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَعْرُوفا بالبأس والنجدة والتجربة فِي جَيش كثيف إِلَى الْمُهلب فيتتبعوا الْخَوَارِج حَتَّى يهلكوهم فَأرْسل الْمُهلب جديع بن سعيد بن قبيصَة ينتخب النَّاس من الدِّيوَان وشق على بشر أَن إمرة الْمُهلب جَاءَت من عبد الْملك فقصر بِهِ ودعا عبد الرَّحْمَن بن مخنف فَأعلمهُ بِمَنْزِلَتِهِ عِنْده وَقَالَ إِنِّي أوليك جَيش الْكُوفَة لِحَرْب الْأزَارِقَة وكُن عِنْد حسن ظَنِّي بك ثمَّ أَخذ يغريه بالمهلَب وَألا يقبل رَأْيه وَلَا مشورته فأظهر لَهُ الْوِفَاق وَسَار إِلَى الْمُهلب فنزلوا رام هُرْمُز وَلَقي بهَا الْخَوَارِج فَخَنْدَق عَلَيْهِ على ميل من الْمُهلب حَيْثُ يتَرَاءَى العسكران ثمَّ أَتَاهُم نعي بشر بن مَرْوَان لعشر لَيَال من مقدمهم وَأَنه اسْتخْلف على الْبَصْرَة خَالِد بن عبيد الله ابْن خَالِد وافترق نَاس من أهل المصرين إِلَى بلدهم ونزلوا أهواز وَكتب إِلَيْهِم خَالِد بن عبيد الله يتهددهم ويحذرهم عُقُوبَة عبد الْملك إِن لم يرجِعوا إِلَى الْمُهلب فَلم يلتفتوا إِلَيْهِ ومضوا إِلَى الْكُوفَة وَاسْتَأْذَنُوا عَمْرو بن حُرَيْث فِي الدُّخُول فَلم يَأْذَن لَهُم دخلُوا وأضربوا عَن إِذْنه
(ولَايَة الْحجَّاج على الْعرَاق)
وَقيل فِي سَبَب ولَايَته إِنَّه وَفد على عبد الْملك وَمَعَهُ إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ وَكَانَ من رجال قُرَيْش علما وَعَملا وزاهدا ودينَاً وَكَانَ الْحجَّاج مسخراً لَهُ لَا يتْرك من إجلاله شَيْئا فَلَمَّا قدما على عبد الْملك أذن للحجاج بِالدُّخُولِ فَلَمَّا دخل سلم وَلم يبْدَأ بِشَيْء إِلَّا أَن قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قدمت عَلَيْك بِرَجُل من أهل الْحجاز لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي كَمَال الْمُرُوءَة والديانة وَحسن الْمَذْهَب وَالطَّاعَة مَعَ الْقَرَابَة وَوُجُوب الْحق فَقَالَ عبد الْملك وَمن هُوَ قَالَ إِبْرَاهِيم ابْن طَلْحَة التَّيْمِيّ فَلْيفْعَل أَمِير الْمُؤمنِينَ بِهِ مَا يفعل بأمثاله فَقَالَ عبد الْملك أذكرتنا حَقًا واجبَاً ورحمَاً قريبَة ثمَّ أذن لَهُ فَلَمَّا دخل قربه وَأَدْنَاهُ وَقَالَ لَهُ إِن أَبَا مُحَمَّد ذكرنَا
مَا لم نَزَل نعرفك بِهِ من الْفضل وَحسن الْمَذْهَب فَلَا تدعن حَاجَة إِلَّا ذكرتها فَقَالَ إِبْرَاهِيم إِن أولى الْأُمُور أَن تفتتح بِهِ الْحَوَائِج مَا كَانَ فِيهِ لله رضَا وَلحق رَسُوله أَدَاء ولجماعة الْمُسلمين نصيحة قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ لَا يُمكن القَوْل إِلَّا وَأَنا خالٍ فأخلني قَالَ أَو دون أبي مُحَمَّد قَالَ نعم فَأَشَارَ عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج فَخرج فَقَالَ إِبْرَاهِيم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّك عهِدت إِلَى الْحجَّاج مَعَ تغطرسه وتعجرفه وَبعده عَن الْحق وركونه إِلَى الْبَاطِل فوليته الْحَرَمَيْنِ وَبِهِمَا من أَوْلَاد الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار من قد علمت يسومهم الْخَسْف ويقودهم بالعنف ويطؤهم بطغام أهل الشَّام ورعاع لَا روية لَهُم فِي إِقَامَة حق وَلَا فِي إِزَالَة بَاطِل ثمَّ تظن أَن ذَلِك ينجك من عَذَاب الله فَكيف بك إِذا جاثاك مُحَمَّد
لللخصومة ة بَين يَدي الله تَعَالَى وَأما وَالله إِنَّك لن تنجو هُنَالك إِلَّا بِحجَّة تضمنُ لَك النجَاة فَاتق لنَفسك أَو دع وَكَانَ عبد الْملك متكئَاً فَاسْتَوَى وَقَالَ كذبتَ ومِنتَ فِيمَا جئتَ بِهِ وَلَقَد ظَن بك الحجاجُ ظنا لم يجده فِيك فَأَنت المائن الْحَاسِد قَالَ فَقَامَ إِبْرَاهِيم وَهُوَ لَا يبصر شَيْئا فَلَمَّا جَاوز السّتْر لحقه لَاحق وَقَالَ للحاجب امْنَعْ هَذَا من الْخُرُوج وائذن للحجاج فَدخل فَلبث مَلِيًّا قَالَ إِبْرَاهِيم وَلَا أَشك أَنَّهُمَا فِي أَمْرِي ثمَّ خرج الْإِذْن لي فَدخلت فَلَمَّا كشف السّتْر إِذْ أَنا بالحجاج خَارج فاعتنقني وَقبل بَين عَيْني وَقَالَ إِذا جزى الله المتواخيين لفضل تواصلهما فجزاك الله عني أفضل الْجَزَاء وَالله لَئِن بقيت لأرفعن ناظريك ولأتبعن الرِّجَال غُبَار قَدَمَيْك قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم فَقلت فِي نَفسِي إِنَّه ليسخر مني فَلَمَّا وصلت إِلَى عبد الْملك أدنى مجلسي كَمَا فعل أولَا ثمَّ قَالَ يَا بن طَلْحَة هَل أعلمت الْحجَّاج بِمَا جرى أَو شاركَكَ أحد فِي نصيحتك قلت لَا وَالله لَا أعلم أحدا أظهر يَداً من الْحجَّاج وَلَو كنت محابياً أحدَاً بديني لَكَانَ هُوَ وَلَكِنِّي آثرت الله وَرَسُوله وَالْمُسْلِمين فَقَالَ عبد الْملك قد علمت صدق مَقَالَتك وَلَو آثرتَ الدُّنْيَا لَكَانَ لَك فِي الْحجَّاج أَمَلٌ وَقد عزلتُهُ عَن الْحَرَمَيْنِ لما كرهتَ من ولَايَته عَلَيْهِمَا وأخبرته أَنَّك أَنْت الَّذِي استنزلتني لَهُ عَنْهُمَا استصغاراً للولاية ووليته الْعرَاق لما هُنَالك من الْأُمُور الَّتِي لَا يدحضها إِلَّا مثله وَإِنَّمَا قلت ذَلِك ليؤدي مَا يلْزمه من ذِمَامك
فَاخْرُج مَعَه فَإنَّك غير ذام صحبته مَعَ يدك عِنْده قَالَ إِبْرَاهِيم فَخرجت مَعَ الْحجَّاج فأكرمني أَضْعَاف إكرامه الأول وَاسْتدلَّ النَّاس بذلك على مَكَارِم عبد الْملك وأخلاقه واعترافه بِالْحَقِّ وتيقظه فِي الْأُمُور ودهائه ثمَّ ولى عبد الْملك الْحجَّاج بن يُوسُف على الْكُوفَة وَالْبَصْرَة سنة خمس وَسبعين وَأرْسل إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ يَأْمُرهُ بالمسيرة إِلَى الْعرَاق فَسَار على النجب فِي اثْنَي عشر رَاكِبًا حَتَّى قدم الْكُوفَة فِي شهر رَمَضَان وَقد كَانَ بشر بعث الْمُهلب إِلَى الْخَوَارِج فَدخل الْمَسْجِد وَصعد الْمِنْبَر وَقَالَ عَليّ بِالنَّاسِ وظنوه من بعض الْخَوَارِج فَهموا بِهِ حَتَّى تنَاول عُمَيْر بن ضابئ البرجمي الْحَصْبَاء وَأَرَادَ أَن يحصبه فَلَمَّا تكلم جعلت الْحَصْبَاء تسْقط من يَده وَهُوَ لَا يشْعر بهَا ثمَّ حضر النَّاس وخطب خطْبَة عَظِيمَة أحسنُ من أوردهَا الْمبرد فِي الْكَامِل تهدد فِيهَا أهل الْكُوفَة وتوعدهم على التَّخَلُّف عَن الْمُهلب ثمَّ نزل قلت هَذَا مَا أوردهُ الْمبرد فِي كَامِله فَقَالَ وَفِي سنة خمس وَسبعين حج بِالنَّاسِ عبد الْملك بن مَرْوَان وخطب على مِنْبَر رَسُول الله
وسير على إمرة الْعرَاق الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ فَسَار من الْمَدِينَة إِلَى الْكُوفَة فِي اثْنَي عشر رَاكِبًا بعد أَن وهب البشير بهَا ثَلَاثَة آلَاف دِينَار قَالَ الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنِي عبيد الله بن يزِيد بن أبي مُسلم الثَّقَفِيّ عَن أَبِيه قَالَ كَانَ الْحجَّاج عَاملا لعبد الْملك على مَكَّة فَكتب إِلَيْهِ بِولَايَة الْعرَاق قَالَ فَخرجت مَعَه فِي نفر قليلين على النجائب فَلَمَّا كُنَّا بِمَاء قريب من الْكُوفَة نزل فاختضب وتهيأَ وَذَلِكَ يَوْم جُمُعَة ثمَّ رَاح معتماً قد ألْقى عذبة الْعِمَامَة بَين كَتفيهِ متقلدَاً سَيْفه متنكباً قوسه حَتَّى نزل عِنْد دَار الْإِمَامَة عِنْد مَسْجِد الْكُوفَة وَقد أذن الْمُؤَذّن بِالْأَذَانِ الأول فَخرج عَلَيْهِم وهم لَا يعلمُونَ فجمَع بهم ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَسكت وَقد اشرأبوا إِلَيْهِ وجثوا على الركب وتناولوا الْحَصْبَاء ليحصبوه بهَا وَقد كَانُوا حصبوا عَاملا قبله فَخرج عَلَيْهِم فَسكت سكتة أبهتتهم وأحبوا أَن يسمعوا كَلَامه فَكَانَ بَدْء كَلَامه أَن قَالَ يَا أهل الْعرَاق يَا أهل الشقاق يَا أهل النِّفَاق وَالله إِن كَانَ أَمركُم ليهمني قبل
أَن آتِي إِلَيْكُم وَلَقَد كنت أَدْعُو الله أَن يبتليكم بِي فَأجَاب دَعْوَتِي أَلا إِنِّي قد أسريت البارحة فَسقط مني سَوْطِي فاتخذت هَذَا مَكَانَهُ وَأَشَارَ إِلَى سَيْفه فوَاللَّه لأجرنه فِيكُم جر الْمَرْأَة ذيلها وَلَأَفْعَلَن وأفعلن قَالَ يزِيد فرأيتُ الْحَصْبَاء تتساقَطُ من أَيْديهم وَقَالَ قومُوا إِلَى بيعتكم فَقَامَتْ الْقَبَائِل قَبيلَة قَبيلَة تبَايع فَيَقُول من فَتَقول بَنو فلَان حَتَّى جَاءَت قَبيلَة فَقَالَ من قَالُوا النخع قَالَ مِنْكُم كَميل بن زِيَاد قَالُوا نعم قَالَ فَمَا فعل قَالُوا أَيهَا الْأَمِير شيخ كَبِير قَالَ لَا بيعَة لكم عِنْدِي وَلَا تقربون حَتَّى تَأْتُونِي بِهِ قَالَ فَأتوهُ بِهِ منعوشاً فِي سَرِيره حَتَّى وضعوه إِلَى جَانب الْمِنْبَر فَقَالَ الْحجَّاج لم يبْق مِمَّن دخل على عُثْمَان الدَّار غير هَذَا فَدَعَا بنطع وَضربت عُنُقه وَقَالَ أَبُو بكر الْهُذلِيّ حَدثنِي من شهد الْحجَّاج حِين قدم الْعرَاق فَبَدَأَ بِالْكُوفَةِ فَنُوديَ الصَّلَاة جَامِعَة فَأقبل النَّاس إِلَى الْمَسْجِد وَالْحجاج مُتَقَلِّدًا قوساً عَرَبِيَّة وَعَلِيهِ عِمَامَة خَز حَمْرَاء متلثمَاً فَقعدَ وَعرض الْقوس بَين يَدَيْهِ ثمَّ لم يتَكَلَّم حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِد قَالَ مُحَمَّد بن عُمَيْر فَسكت حَتَّى ظَنَنْت أَنه إِنَّمَا يمنعهُ العِي وَأخذت فِي يَدي كَفاً من حَصْبَاء أردْت أَن أضْرب بهَا وَجهه فَقَامَ فَوضع النقاب وتقلد قوسه وَقَالَ من // (الوافر) //
(أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاُعُ التنايا
…
مَتَى أَضَعِ العمامَةَ تَعْرِفُوني)
إِنِّي لأرى رُءُوسًا قد أينعَتْ وحان قطافها كَأَنِّي أنظر إِلَى الدما بَين العمائم واللحى من // (الرجز) //
(لَيْسَ بعشك فادرجي
…
)
(قَدْ شَمَّرَتْ عَن سَاقهَا فَشَمِّرِي
…
)
(هَذَا أَوَانُ الحَرْبِ فاشتدِّى زِيَمْ
…
قد لَفَّهَا الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ)
(لَيْسَ برَاعِي إِبِل وَلَا غَنَمْ
…
وَلَا بجَزَّارٍ على ظَهْر وَضَمْ)
(قَدْ لَفَّهَا الليلُ بعَصْلَبِئِّ
…
مهاجِر لَيْسَ بأعرابيِّ)
إِنِّي وَالله مَا أغمز غمز التِّين وَلَا يقعقع لي بالشنان وَقد فُررت عَن ذكاء وفتشت عَن تجربة وحذيت من الغابة وَإِنَّكُمْ يَا أهل الْعرَاق طالما أوضعتم فِي
الضَّلَالَة وسلكتم سبل الغواية أما وَالله لألحينكم لحى الْعود ولأعصبنكم عصب السلمة ولأقرعنكم قرع الْمَرْوَة ولأضربنكم ضرب غرائب الْإِبِل يَا عبيد الْعَصَا أَنا الْغُلَام الثَّقَفِيّ لَا أعد إِلَّا وفيت وَلَا أَحْلف إِلَّا فريت إِنَّمَا مثلكُمْ كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {وَضرب الله مثل قَرية كَانتَ آمِنَةَ مطمئنة يَأتِيهَا رِزقُهَا رَغَداً مِن كل مَكَان فكفَرَت بأَنعُمِ اللَهِ فَأَذاقَهَا اَللَهُ لِباسَ اَلجُوعَ وَاَلخَوفِ بِمَا كَانوا يَصنَعُونَ} النَّحْل 112 شَاهَت الْوُجُوه فَإِنَّكُم أشباه ذَلِك فاستوثقوا واستقيموا أقسم بِاللَّه لتدعن الإرجاف ولتقبلن على الْإِنْصَاف ولتنزعنَّ عَن القيل والقال وَكَانَ وَكَانَ والهبر وَمَا الهبر أَو لأهبرنكم بِالسَّيْفِ يدع النِّسَاء أيامَى والولدانَ يتامَى أَلا إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ نثل كِنَانَته بَين يَدَيْهِ فعجم عيدانها فوجدني أمرهَا عوداً وأصلبها مكسرَاً فوجهني إِلَيْكُم فاستقيموا وَلَا يميلن مِنْكُم مائل وَاعْلَمُوا أَنِّي إِذا قلت قولا وفيت بِهِ من كَانَ مِنْكُم من بعث الْمُهلب فليلحق بِهِ فَإِنِّي لَا أجد أحدا بعد ثَالِثَة إِلَّا ضربت عُنُقه وإياي وَهَذِه الزرافات فَإِنِّي لَا أجد أحدا يسير فِي زرافة إِلَّا سفكت دَمه واستحللت مَاله ثمَّ نزل هَذَا مَا رَوَاهُ الْمبرد وَزَاد الذَّهَبِيّ بِإِسْنَاد عَن الثَّوْريّ قُم يَا غلامُ فاقرأ عَلَيْهِم كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ ففقرأ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من عبد الله عبد الْملك أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى من فِي الْكُوفَة سَلام عَلَيْكُم فَسَكَتُوا فَقَالَ الْحجَّاج اكفف يَا غُلَام ثمَّ أقبل عَلَيْهِم فَقَالَ يسلم عَلَيْكُم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَا تردون عَلَيْهِ شَيْئا هَذَا أدب ابْن نهية أما وَالله لأؤدبنكم غير هَذَا الْأَدَب أَو لتستقيمن اقْرَأ يَا غُلَام فَقَرَأَ قَوْله السَّلَام عَلَيْكُم فَلم يبْق فِي الْمَسْجِد أحد إِلَّا قَالَ وعَلى أَمِير الْمُؤمنِينَ أفضل السَّلَام قلت العصلبيُ الشَّديد من الرِّجَال والسواق الحطم العنيف فِي سوقه
الْوَضم كل مَا وقى بِهِ اللَّحْم من الأَرْض عجمت الْعود ذَا عضضته بنابك لتعرف أَصْلَب هُوَ أم رخو الزرافات الْجَمَاعَات وَحضر النَّاس عِنْده للعطاء واللحاق بالمهلب فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَيْر بن ضابئ وَقَالَ أَنا شيخ كَبِير عليل وَابْني هَذَا أَشد مني فَقَالَ هَذَا خير لنا مِنْك ثمَّ قَالَ وَمن أَنْت قَالَ عُمَيْر بن ضابئ قَالَ الَّذِي دخل على عُثْمَان فِي دَاره وداس على ظَهره فَكسر ضلعين من أضلاعه قيل نعم فَقَالَ يَا عَدو الله أَفلا بعثت إِلَى عُثْمَان بَدَلا قَالَ إِنَّه حبس أبي وَكَانَ شَيخا كَبِيرا فَقَالَ إِنِّي لأحسب فِي قَتلك صَلَاح المصرين وَأمر بِهِ فَقتل وانتهب مَاله وَقيل إِن عتبَة بن سعيد بن الْعَاصِ هُوَ الَّذِي أغرى بِهِ الْحجَّاج حِين دخل عَلَيْهِ ثمَّ أَمر الْحجَّاج مناديه فَنَادَى أَلا إِن ضابئاً تخلف بعد ثَالِثَة من النداء فَأمر بقتْله ودمة الله بريئة مِمَّن بَات اللَّيْلَة عَن جند الْمُهلب فَتسَارع النَّاس إِلَى الْمُهلب وَهُوَ برامهرمز وجاءه العرفاء فَأخذُوا كتبه بموافاة الْعَسْكَر وَقد كَانَ من أَخذ الْحَصْبَاء بِيَدِهِ يُرِيد أَن يحصب بهَا الْحجَّاج تساقط من يَده خوفًا ورعباً فثبتت مهابته فِي قُلُوبهم وتحكم حِينَئِذٍ فِي رقابهم وَكَانَ الْقَاسِم بن سَلام يَقُول قَاتل الله أهل الْعرَاق أَيْن قبائلهم وعشائرهم وَأهل الأنفة وَأَيْنَ تجبرهم قتلوا عليا وطعنوا الْحسن وقاتلوا الْمُخْتَار وعجزوا عَن قتل هَذَا الملعون الدميم الصُّورَة وَقد جَاءَهُم فِي اثْنَي عشر رَاكِبًا وهم فِي مائَة ألف وَلَكِن ظهر بِهِ تَصْدِيق قَول أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فِي قَوْله اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِم الْغُلَام الثَّقَفِيّ ثمَّ بعث الْحجَّاج إِلَى الْبَصْرَة الحكم بن أَيُّوب الثَّقَفِيّ وَأمره أَن يشْتَد على خَالِد ابْن عبد الله وبلغه الْخَبَر فقسم فِي أهل الْبَصْرَة ألف ألف وَخرج عَنْهَا وَيُقَال إِن الْحجَّاج أول من عاقب على التَّخَلُّف عَن الْبعُوث بِالْقَتْلِ قَالَ الشّعبِيّ كَانَ الرجل إِذا أخل بِوَجْهِهِ الَّذِي يكْتب إِلَيْهِ زمن عمر وَعُثْمَان وَعلي تنْزع عمَامَته ويقام بَين النَّاس فَلَمَّا ولى مُصعب أضَاف إِلَيْهِ حلق الرُّءُوس واللحي فَلَمَّا ولي بشر أضَاف إِلَيْهِ تَعْلِيق الرجل بمسمارين فِي يَده فِي حَائِط فيخرق المسمار يَده وَرُبمَا مَاتَ فَلَمَّا جَاءَ الْحجَّاج ترك ذَلِك كُله وَجعل عُقُوبَة من يخل بمكانه