الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن جَاءَتْهُ فَلم يقبلهَا كَانَت حجَّة عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة مهلا فَإِن مثلك لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام إِنَّمَا جعلت الْأَنْبِيَاء رُعَاة لعلمهم بالرعية يجبرون الكسير ويسمنون الهزيل ويؤوون الضَّالة فَكيف من يسفك دم الْمُسلمين وَيَأْخُذ أَمْوَالهم أُعِيذك بِاللَّه أَن تَقول إِن قرابتك من رَسُول الله
تدعوك إِلَى الْجنَّة إِن رَسُول الله
كَانَت فِي يَده جَرِيدَة يستاك بهَا فَضرب بهَا قورة أَعْرَابِي فَنزل جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله تبارك وتعالى لم يَبْعَثك مؤيسَاً مقنطاً تكسر قُرُون أمتك ألق الجريدة من يدك فَدَعَا الْأَعرَابِي إِلَى الْقصاص من نَفسه فَكيف بِمن يسفك دِمَاء الْمُسلمين إِن الله عز وجل أوحى إِلَى من هُوَ خير مِنْك دَاوُد عليه السلام {يَا داودُ إِنا جَعلناك خليفَة فِي اَلأَرضِ فاحكمُ بَين اَلناسِ باِلحقِ وَلا تَتبِعِ الهَوَى} الْآيَة ص 26 وأوحي إِلَيْهِ يَا دَاوُد إِذا أَتَاك الخصمان فَلَا يكون لأَحَدهمَا على صَاحبه الْفضل فأمحوك من ديوَان نبوتي اعْلَم أَن ثوبَاً من ثِيَاب أهل النَّار لَو علق بَين السَّمَاء وَالْأَرْض لمات أهل الأَرْض من نَتن رِيحه فَكيف بِمن يتقمصه وَلَو أَن حَلقَة من سلاسل جَهَنَّم وضعت على جبال الدُّنْيَا لذابت كَمَا يذوب الرصاص حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الأَرْض السَّابِعَة فَكيف بِمن تقلدها فبكي حَتَّى خضبت دُمُوعه لحيته وَوجه
(الْعَهْد للمهدي وخلع عِيسَى بن مُوسَى)
كَانَ السفاح قد عهد إِلَى عِيسَى ابْن أَخِيه مُوسَى أَن يكون خَليفَة بعد أبي جَعْفَر الْمَنْصُور وولاه على الْكُوفَة فَلم يزل عَلَيْهَا فَلَمَّا كبر الْمهْدي بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أَرَادَ الْمَنْصُور أَبوهُ أَن يقدمهُ فِي الْعَهْد على عِيسَى وَكَانَ يُكرمهُ فيجلسه عَن يَمِينه وَالْمهْدِي عَن يسَاره فَكَلمهُ فِي التَّأَخُّر عَن الْمهْدي فِي الْعَهْد فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَيفَ بالأيمان الَّتِي عَليّ وعَلى الْمُسلمين وَأبي من ذَلِك وَلم يرض بتقدم الْمهْدي عَلَيْهِ فَتغير لَهُ الْمَنْصُور وباعده بعض الشَّيْء وَصَارَ يَأْذَن
للمهدي قبله ولعميه عِيسَى بن عَليّ وَعبد الصَّمد ثمَّ يدْخل عِيسَى بن مُوسَى فيجلس تَحت الْمهْدي وَاسْتمرّ الْمَنْصُور على التنكُر لعيسى وعزله عَن الْكُوفَة ثمَّ رَاجع عِيسَى رَأْيه وخلع نَفسه فَبَايع الْمَنْصُور للمهدي بالعهد وَجعل عِيسَى من بعده وَيُقَال أَنه أعطَاهُ أحد عشر ألف دِرْهَم وَأشْهد جمَاعَة عَلَيْهِ بِالْخلْعِ قَالَ فِي بغية الخاطر للعلامة مُحَمَّد بن مصطفى الشهير بكاتي ذكر أَن أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور قَالَ لعَمْرو بن عبيد عظني قَالَ بِمَا رأيتُ أَو بِمَا سمعتُ فَقَالَ بل بِنَا رأيتَ فَقَالَ توفّي عمر بن عبد الْعَزِيز رحمه الله وَخلف أحد عشر ابْنا وَبَلغت قيمَة تركته سَبْعَة عشر دِينَارا فَكفن بِخَمْسَة دَنَانِير وَاشْترى لَهُ مَوضِع قَبره بدينارين وَأصَاب كل وَاحِد من أَوْلَاده ثَمَانِيَة عشر قيراطاً وَمَات هِشَام بن عبد الْملك وَخلف أحد عشر ابْنا فَحصل كل وَاحِد من ورثته مِمَّا خَلفه عشرَة آلَاف دِينَار فَرَأَيْت رجلا من أَوْلَاد عمر بن عبد الْعَزِيز قد حمل على مائَة فرس فِي سَبِيل الله وَرَأَيْت رجلا من أَوْلَاد هِشَام يسْأَل النَّاس وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين توفّي الْمَنْصُور محرما بِالْحَجِّ وَكَانَت وَفَاته ببئر مَيْمُون السَّادِس من ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وبئر مَيْمُون على ثَلَاثَة أَمْيَال من مَكَّة وَدفن قبل بِئْر الْحجُون وَبَين بِئْر مَيْمُون وحفر لَهُ مائَة قبر وَدفن فِي أَحدهَا خوفًا أَن تنبشه الْأَعْدَاء قَالَ ابْن خلدون دفن بمقبرة المعلاة بعد أَن صلى عَلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى وَقيل إِبْرَاهِيم بن يحيى وَكَانَت مُدَّة خِلَافَته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وعمره اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وَأحد عشر شهرا وَسِتَّة أَيَّام وَقيل أَربع وَسِتُّونَ صفته قَالَ ابْن الْأَثِير فِي كَامِله كَانَ طَويلا أسمر خَفِيف اللِّحْيَة رَحْبَ الصَّدْر كَأَن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان صَارِمًا مهيبَاً ذَا جرْأَة وسطوة وحزم وعزم ورأي وشجاعة وَكَمَال عقل ودهاء وَعلم وحلم وَفقه وخبرة فِي الْأُمُور تقبله النُّفُوس وتهابه الرِّجَال كَانَ يخلط الْملك بزِي النّسك وَكَانَ بَخِيلًا بِالْمَالِ إِلَّا عِنْد النوائب
قلت ورأيتُ فِي الذَّهَبِيّ أَنه كَانَ أغرى بسفيان وَالثَّوْري فَأمر قَتله حَال فَرَاغه من الْمَنَاسِك وَأعد خَشَبَة مَعَ الخشابين ليصلبه عَلَيْهَا فجَاء الْخَبَر إِلَى سُفْيَان الثَّوْريّ رضي الله عنه وَهُوَ فضطجع بِالْحجرِ وَرَأسه فِي حجر الفضيل بن عِيَاض وَرجلَاهُ فِي حجر سُفْيَان بن عُيَيْنَة فَقيل لَهُ إِن أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور قَارب مَكَّة فَانْجُ بِنَفْسِك واختفِ فَقَامَ إِلَى أَثوَاب الْبَيْت الشريف ودعا طَويلا ثمَّ قَالَ بَرِئت من رب هَذِه الْبَيِّنَة إِن دَخلهَا أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور إِلَّا مَيتا فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَلما سَار الْمَنْصُور إِلَى الْحَج أوصى وَلَده الْمهْدي عِنْد وداعه فَقَالَ لَهُ لم أدع شَيْئا إِلَّا تقدّمت إِلَيْك فِيهِ وسأوصيك بخصال وَمَا أَظُنك تفعل وَاحِدَة مِنْهَا وَكَانَ لَهُ سفط فِيهِ دفاتر عمله وَعَلِيهِ قفل لَا يَفْتَحهُ أحد غَيره فَقَالَ للمهدي انْظُر لهَذَا السفط فاحتفظ بِهِ فَإِن فِيهِ علم آبَائِك مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِن حزبك أَمر فَانْظُر فِي الدفتر الْكَبِير فَإِن أصبت فِيهِ مَا تُرِيدُ وَإِلَّا فَفِي الثَّانِي وَالثَّالِث حَتَّى بلغ سَبْعَة فَإِن ثقل عَلَيْك فالكراسة الصَّغِيرَة فَإنَّك وَاجِد مَا تُرِيدُ فِيهَا وَمَا أَظُنك تفعل وَانْظُر هَذِه الْمَدِينَة وَإِيَّاك أَن تستبدل بهَا غَيرهَا وَقد جمعت لَك فِيهَا من الْأَمْوَال مَا لَو انْكَسَرَ عَلَيْك الْخراج عشر سِنِين كَفاك لأرزاق الْجند والنفقات والذرية ومصالح الْبَيْت فاحتفظ بهَا فَإنَّك لَا تزَال عَزِيزًا مَا دَامَ بَيت مَالك عَامِرًا وَلَا أَظُنك تفعل وأوصيك بِأَهْل بَيْتك أَن تظهر كرامتهم وتحسن إِلَيْهِم وتقدمهم وتوطئ النَّاس أَعْقَابهم وتوليهم المنابر فَإِن عزك عزهم وَذكرهمْ لَك وَمَا أَظُنك تفعل وَانْظُر مواليك فَأحْسن إِلَيْهِم وقربهم واستكثر مِنْهُم فَإِنَّهُم مادتك لشدتَك إِن تنزل بك يومَاً وَمَا أَظُنك تفعل وأوصيك بِأَهْل خرسان خيرَاً فَإِنَّهُم أنصارك وشيعتك الَّذين بذلوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ فِي دولتك وَلَا تخرج محبتك من قُلُوبهم أحسن إِلَيْهِم وَتجَاوز عَن مسيئهم واخلف من مَاتَ فِي وَلَده وَأَهله بِخَير وَمَا أَظُنك تفعل وَإِيَّاك أَن تبني مَدِينَة الشرقية فَإنَّك لَا تتمّ بناءها وأظنك ستفعل وَقيل قَالَ إِنِّي قد ولدت فِي ذِي الْحجَّة وَوليت فِي ذِي الْحجَّة وَقد هجس فِي نَفسِي أَنِّي أَمُوت فِي ذِي الْحجَّة من هَذِه السّنة فَاتق الله فِيمَا أَعهد إِلَيْك من أُمُور الْمُسلمين بعدِي يَجْعَل لَك فِيمَا جزبك فرجَاً ومخرجاً ويرزقك السَّلامَة وَحسن
الْعَاقِبَة من حَيْثُ لَا تحتسب يَا بني احفظ مُحَمَّدًا
فِي أمته يحفظك الله ويحفظ عَلَيْك أمورك وَإِيَّاك وَالدَّم الْحَرَام فَإِنَّهُ حوب عِنْد الله عَظِيم وعار فِي الدُّنْيَا لَازم مُقيم والزم الْحُدُود فَإِن فِيهَا صلاحك العاجل والآجل وَلَا تَعْتَد فِيهَا فتبور فَإِن الله تَعَالَى لَو علم شَيْئا أصلح مِنْهَا لدينِهِ وأزجر عَن مَعَاصيه لأمر فِي كِتَابه وَاعْلَم أَن من شدَّة غضب الله لسلطانه أَمَرَ بِتَضْعِيف الْعَذَاب وَالْعِقَاب على من سعى فِي الأَرْض فَسَادًا مَعَ مَا ذخر لَهُ من الْعَذَاب الْأَلِيم فَقَالَ {إِنَمَا جزؤا الذَّينَ يُحَارِبونَ اللَّهَ وَرَسُولَه وَيسَعونَ فِي اَلأرَضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلوا} الْآيَة الْمَائِدَة 33 فالسلطان يَا بني حَبل الله المتين وعروته الوثقى وَدينه القويم فاحفظه وحصنه وذب عَنهُ وأوقع بالملحدين فِيهِ والمارقين مِنْهُ واقتل الخارجين عَنهُ وَلَا تجَاوز مَا أَمرك الله بِهِ فِي مُحكم الْقُرْآن واحكم بِالْعَدْلِ وَلَا تشطط فَإِن ذَلِك أقطع للشغب وأحسم لِلْعَدو وأنجع فِي الدَّوَاء واعف عَن الغي فَلَيْسَ بك إِلَيْهِ حَاجَة مَعَ مَا أخلفه لَك وافتتح بصلَة الرَّحِم وبر القَرابة وَإِيَّاك والتبذير لأموال الرّعية واشحن الثغور بالمصالح واضيط الْأَطْرَاف وَأمن السبل وسكِّن الْعَامَّة وَأدْخل الْمرَافِق عَلَيْهِم وادفع المكاره عَنْهُم وَأعد الْأَمْوَال واخزنها وَإِيَّاك والتبذير فَإِن النوائب غير مَأْمُونَة وَهِي من شيم الزَّمَان وَأعد الكراع والجُنْدَ مَا اسْتَطَعْت وَإِيَّاك وَتَأْخِير عمل الْيَوْم إِلَى غَد فتتداول الْأُمُور ويضيع حدسك فِي إحكام الْأُمُور النازلات لأوقاتها وَأعد رجلا بِاللَّيْلِ لمعْرِفَة مَا يكون بِالنَّهَارِ ورجلا بِالنَّهَارِ لمعْرِفَة مَا يكون فِي اللَّيْل وباشر الْأُمُور وَلَا تضجر وَلَا تكسل وَاسْتعْمل حسن الظَّن بِاللَّه وأسئ الظَّن بعمالك وكتابك وخُذ نَفسك بالتيقظ وتفقد من يبيت على بابك وسَهلْ إذنك للنَّاس وَانْظُر فِي أَمر النزاع إِلَيْك ووكل بهم عينا غير نَائِمَة ونفساً غير لاهية وَلَا تنم فَإِن أَبَاك لم ينم مُنْذُ ولي الخلافةَ وَلَا دخل عَلَيْهِ الغمض إِلَّا وَقَلبه متيقظ هَذِه وصيتي إِلَيْك وَالله خليفتي عَلَيْك ثمَّ ودعه وَسَار إِلَى الْكُوفَة فَأحْرم مِنْهَا قارنَاً وسَاق الْهدى وَأَشْعرهُ وقلَّده لأيام خلت من ذِي الْقعدَة وَلما سَار منَازِل عرض لَهُ وَجَعه الَّذِي مَاتَ مِنْهُ وَهُوَ الْبَطن وَلما قرب من
مَكَّة رأى على جِدَار خرب سطرين هما // (من الطَّوِيل) //
(أَبَا جَعْفَرٍ حانَتْ وفاتُكَ وانْقَضَتْ
…
سِنُوكَ وَأَمْر اللهِ لَا بُدَّ واقعُ)
(أَبَا جعفرٍ هَل كاهِنٌ أَو منجِّمٌ
…
لَك اليَوْمَ من رَيْبِ المنيةِ دافعُ)
فَلَمَّا قَرَأَهَا تَيَقّن انْقِضَاء أَجله ثمَّ اشْتَدَّ بِهِ وَجَعه فَجعل يَقُول للربيع وَكَانَ عديله بَادر بِي إِلَى حرم رَبِّي هاربَاً من ذُنُوبِي فَلَمَّا وصل إِلَى بِئْر مَيْمُون مَاتَ سحرًا لَيْلَة السَّادِس من ذِي الْحجَّة كَمَا تقدَم ذكره وَلم يحضرهُ إِلَّا خدمه وَالربيع مَوْلَاهُ فَكَتَمُوا الْأَمر ثمَّ غَدا أهل بَيته على عَادَتهم فَدَعَا الأكابر وَذَوي الْأَسْنَان ثمَّ عامتهم فبايعهم الرّبيع للمهدي ثمَّ بَايع القواد وَعَامة النَّاس وَسَار الْعَبَّاس بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان إِلَى مَكَّة فبايعا النَّاس للمهدي بَين الرُّكْن وَالْمقَام وَذكر عَليّ بن مُحَمَّد النَّوْفَلِي عَن أَبِيه وَهُوَ من أهل الْبَصْرَة كَانَ يخْتَلف إِلَى الْمَنْصُور قَالَ جِئْت من مَكَّة صَبِيحَة مَوته إِلَى الْعَسْكَر فَإِذا مُوسَى بن الْمهْدي عِنْد عَمُود السرادق وَالقَاسِم بن الْمَنْصُور فِي نَاحيَة فَعلمت أَنه قد مَاتَ ثمَّ أقبل الْحسن ابْن زيد الْعلوِي وَالنَّاس حَتَّى ملئوا السرادق وَسَمعنَا هَمس الْبكاء ثمَّ خرج أَبُو العنبر الْخَادِم مشقوق الأقبية وعَلى رَأسه التُّرَاب وَهُوَ يستغيث وَقَامَ الْقَاسِم فشق ثِيَابه ثمَّ خرج الرّبيع فِي يَده قرطاس فقرأه على النَّاس وَفِيه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من عبد الله الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى من خلف من بني هَاشم وشيعته من أهل خُرَاسَان وَعَامة الْمُسلمين ثمَّ بَكَى وَبكى النَّاس ثمَّ قَالَ الْبكاء أمامكم فأنصتوا رحمكم الله ثمَّ قَرَأَ أما بعد فَإِنِّي كتبت كتابي هَذَا وَأَنا فِي آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا أَقرَأ عَلَيْكُم السَّلَام وأسأل الله ألَا يَفْتِنكُم بعدِي وَلَا يلْبِسكُمْ شيعًا يُذِيق بَعْضكُم بَأْس بعض ثمَّ أَخذ فِي وصيتهم بالمهدي وبعثهم على الْوَفَاء بعهده ثمَّ تنَاول الْحسن بن زيد وَقَالَ قُم نُبَايِع مُوسَى بن الْمهْدي لِأَبِيهِ فَقَامَ فَبَايعهُ ثمَّ بَايع النَّاس الأول فَالْأول ثمَّ دخل بَنو هَاشم على الْمَنْصُور وَهُوَ فِي أَكْفَانه مَكْشُوف الرَّأْس لمَكَان الْإِحْرَام فَحَمَلُوهُ من مَكَانَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ على ثَلَاثَة أَمْيَال من مَكَّة فدفنوه وَكَانَ