المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عِيسَى بن مُوسَى لما بَايع النَّاس أَبى من الْبيعَة لِأَنَّهُ - سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - جـ ٣

[العصامي]

فهرس الكتاب

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(مناظرة ابْن عَبَّاس للخوارج)

- ‌(التقاء الْحكمَيْنِ بدومة الجندل)

- ‌(الْآيَات فِي شَأْن عَليّ كرم الله وَجهه)

- ‌(الْأَحَادِيث فِي شَأْن أبي الحسنين كرم الله تَعَالَى وَجهه)

- ‌(ذكر أقضيته رضي الله عنه

- ‌(ذكر شَيْء مِمَّا أثر من حكمه وكلماته وأشعاره)

- ‌(خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنهما

- ‌(مَنَاقِب الْحسن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(صفته رضي الله عنه

- ‌(لمقصد الرَّابِع وَفِيه سَبْعَة أَبْوَاب الْبَاب الأول فِي الدولة الأموية)

- ‌(خلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان)

- ‌(عهد مُعَاوِيَة لِابْنِهِ يزِيد بالخلافة)

- ‌(وَفَاة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان)

- ‌(صفة مُعَاوِيَة)

- ‌(ذكر مناقبه)

- ‌(بيعَة يزِيد بن مُعَاوِيَة)

- ‌(توجه الْحُسَيْن بن عَليّ إِلَى الْكُوفَة واستشهاده بكربلاء)

- ‌(مَنَاقِب الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(ولَايَة الْوَلِيد بن عتبَة على الْحجاز وعزل عَمْرو بن سعيد)

- ‌(خلع أهل الْمَدِينَة يزِيد ووقعة الْحرَّة وحصار مَكَّة)

- ‌(وَفَاة يزِيد وبيعة مُعَاوِيَة ابْنه وَملكه)

- ‌(إِظْهَار ابْن الزبير لِلْبيعَةِ)

- ‌(انْتِقَاض أَمر ابْن زِيَاد ورجوعه إِلَى الشَّام)

- ‌(بيعَة مَرْوَان ووقعة مرج راهط)

- ‌(مُفَارقَة الْخَوَارِج لِابْنِ الزبير)

- ‌(خُرُوج سُلَيْمَان بن صُرَدَ فِي التوابين من الشِّيعَة)

- ‌(خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان بعد وَفَاة أَبِيه مَرْوَان)

- ‌(وثوب الْمُخْتَار بِالْكُوفَةِ وأخباره)

- ‌(مسير ابْن زِيَاد إِلَى الْمُخْتَار وَخلاف أهل الْكُوفَة عَلَيْهِ وغلبه إيَّاهُم)

- ‌(شَأْن الْمُخْتَار مَعَ ابْن الزبير)

- ‌(مقتل ابْن زِيَاد)

- ‌(مسيرَة مُصعب إِلى الْمُخْتَار وَقَتله إِيَّاه)

- ‌(خلاف عَمْرو بن سعد الْأَشْدَق ومقتله)

- ‌(مسير عبد الْملك إِلَى الْعرَاق ومقتل مُصعب)

- ‌(أَمر زفر بن الْحَارِث بقرقيسيا)

- ‌(مقتل عبد الله بن الزبير)

- ‌(ولَايَة الْمُهلب حَرْب الْأزَارِقَة)

- ‌(ولَايَة الْحجَّاج على الْعرَاق)

- ‌(وثوب أهل الْبَصْرَة عل الْحجَّاج)

- ‌(مقتل ابْن مخنف وَحرب الْخَوَارِج)

- ‌(خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك)

- ‌(عمَارَة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ على يَد عَامله على الْمَدِينَة عمر بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(وَفَاة الْحجَّاج)

- ‌(خلَافَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك)

- ‌(خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز رضي الله عنه وأرضاه)

- ‌(خلَافَة يزِيد بن عبد الْملك)

- ‌(خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك)

- ‌(خلَافَة الْوَلِيد بن يزِيد)

- ‌(خلَافَة يزِيد بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان)

- ‌(خلَافَة إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان)

- ‌(خلَافَة مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن الحكم)

- ‌(قيام أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي بالدعوة لبني الْعَبَّاس بخراسان)

- ‌(الْبَاب الثَّانِي)

- ‌(فِي الدولة العباسية)

- ‌(ذكر الشِّيعَة ومبادئ دولهم وَكَيف انساقت إِلَى العباسية من بعدهمْ إِلَى آخر دولهم)

- ‌(قصَّة الشورى)

- ‌(خلَافَة أبي الْعَبَّاس عبد الله بن مُحَمَّد السفاح)

- ‌(خلَافَة أبي جَعْفَر الْمَنْصُور)

- ‌(الْعَهْد للمهدي وخلع عِيسَى بن مُوسَى)

- ‌(خلَافَة الْمهْدي)

- ‌(خلَافَة الْهَادِي)

- ‌(خلَافَة هَارُون الرشيد)

- ‌(خلَافَة مُحَمَّد الْأمين)

- ‌(خلَافَة الْمَأْمُون)

- ‌(خلَافَة المعتصم)

- ‌(خلَافَة الواثق بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المتَوَكل)

- ‌(خلَافَة الْمُنْتَصر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المستعين بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المعتز بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الْمُهْتَدي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الْمُعْتَمد على الله

- ‌(خلَافَة المعتضد)

- ‌(خلَافَة المكتفي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المقتدر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة عبد الله بن المعتز بن المتَوَكل)

- ‌(خلَافَة القاهر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الراضي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المتقي لله)

- ‌(خلَافَة المستكفي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الطيع بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الطائع لله)

- ‌(خلَافَة الْقَادِر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الْقَائِم بِأَمْر الله)

- ‌(خلَافَة الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله)

- ‌(خلَافَة المستظهر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المسترشد بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الراشد بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة أبي عبد الله المقتفي)

- ‌(خلَافَة المستنجد بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المستضييء بِنور الله)

- ‌(خلَافَة النَّاصِر لدين الله)

- ‌(خلَافَة الظَّاهِر بِأَمْر الله)

- ‌(خلَافَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المستعصم بِاللَّه)

- ‌(شرح حَال التتار)

- ‌(الْبَاب الثَّالِث)

- ‌(فِي الدولة العبيدية المسمين بالفاطميين بالمغرب ثمَّ بِمصْر)

- ‌(نسب العبيديين بإفريقية)

الفصل: عِيسَى بن مُوسَى لما بَايع النَّاس أَبى من الْبيعَة لِأَنَّهُ

عِيسَى بن مُوسَى لما بَايع النَّاس أَبى من الْبيعَة لِأَنَّهُ كَانَ ولي الْعَهْد بعد أبي جَعْفَر وَإِنَّمَا أَخّرهُ أَبُو جَعْفَر وَقدم ابْنه الْمهْدي عَلَيْهِ وَجعل لَهُ الْعَهْد بعد الْمهْدي فَقَالَ لَهُ عَليّ بن عِيسَى بن ماهان وَالله لتبايعن أَو لَأَضرِبَن عُنُقك فَبَايع ثمَّ بعث مُوسَى ابْن الْمهْدي وَالربيع بالْخبر والبردة والقضيب وَخَاتم الْخلَافَة إِلَى الْمهْدي وَخَرجُوا من مَكَّة

(خلَافَة الْمهْدي)

مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْقرشِي الْهَاشِمِي لما وصل الْخَبَر إِلَى الْمهْدي منتصف ذِي الْحجَّة من سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة اجْتمع أهل بَغْدَاد فَبَايعُوهُ قَالَ السُّيُوطِيّ فِي تَارِيخه أول من هَنأ المهدَي بالخلافة وَعَزاهُ بِأَبِيهِ المنصورِ أَبُو دلامة فَقَالَ // (من الْكَامِل) //

(عَيْنَايَ واحدَةٌ تُرَى مسرورة

بأميرِهَا جَذْلَى وأخرَى تَذْرِفُ)

(تَبْكِي وتضحَكُ تَارَةً ويَسُوءُهَا

مَا أنكَرَتْ ويَسُرُّهَا مَا تَعْرِفُ)

(فيسُوءُهَا مَوْتُ الخليفةِ مُحْرِمًا

ويَسُرُّهَا أنْ قَامَ هذَا الأرأفُ)

(مَا إنْ رَأَيْتُ كَمَا رأيتُ وَلَا أَرَى

شَعْرا أسرِّحُهُ وآخَر أَنْتِفُ)

(هَلَكَ الخليفةُ يَالَدِينِ محّمدٍ

وأتاكُمُ مِنْ بعده مَنْ يَخْلُفُ)

(أَهْدَى لهَذَا اللَّهُ فَضَلَ خلافةٍ

ولذاكَ جَنَّاتِ النعيمِ تزخرفُ)

وَذكر الصولي أَن امرأةَ اعترضت الْمهْدي فَقَالَت يَا عصبَة رَسُول الله انْظُر

ص: 389

فِي حَالي فَقَالَ الْمهْدي مَا سَمعتهَا من أحد قطّ اقضوا حَاجَتهَا وأعطوها عشرَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَ أول مَا فعله أَن أطلق من كَانَ فِي حبس أَبِيه الْمَنْصُور إِلَّا من كَانَ حَبسه فِي دم أَو مَال أَو مِمَّن سعى بِالْفَسَادِ وَكَانَ حَلِيمًا جواداً فصيحاً سلك مَعَ النَّاس سيرِة مرضية فَأَحبهُ النَّاس وَإِن كَانَ منهمكاً فِي اللَّهْو فقد أراح النَّاس من تَعب الظُّلم والجور والاعتساف لما أضَاف إِلَى ذَلِك من الْحلم والجود والإنصاف حَتَّى أطمأن بِهِ الْعباد والبلاد وَكَانَت أَيَّامه كالأعياد وِلَادَته سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَفِي سنة سِتِّينَ حج الْمهْدي واستخلف على بَغْدَاد ابْنه الْهَادِي واستصحب ابْنه هَارُون وَجَمَاعَة من أهل بَيته وَلما وصل إِلَى مَكَّة اهتم بكسوة الْكَعْبَة فكساها بأفخر الْكسْوَة بعد أَن أَتَاهُ بَنو شيبَة فَقَالُوا قد تكاثرت الكساوي على الْكَعْبَة وَنحن نخشَى من ثقلهَا على الْكَعْبَة فَأمر بِنَزْع جَمِيع مَا كَانَ عَلَيْهَا وَكَانَت فِيهَا كسْوَة هِشَام بن عبد الْملك من الديباج الثخينِ وَقسم مَالا عَظِيما هُنَاكَ فِي مصارف الْخَيْر فَكَانَ مِنْهُ مَا جَاءَ من الْعرَاق ألف ألف دِرْهَم وَوصل إِلَيْهِ من مصر ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَمن الْيمن مائَة ألف دِينَار فَفرق ذَلِك كُله وَفرق مائَة ألف ثوب وَخمسين ألف ثوب ووسع الْمَسْجِد الْحَرَام وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رأى الْكَعْبَة لَيست فِي وسط الْمَسْجِد لضيق جَانِبه من جِهَة الْيمن فَأمر الصناع والمهندسين بتوسيعه من تِلْكَ الْجِهَة وَاشْترى دوراً هُنَالك وهدمها فَنَهَاهُ المهندسون وَقَالُوا يدْخل السَّيْل إِن فعلتَ ذَلِك إِلَى الْمَسْجِد لضيق مجْرَاه حِينَئِذٍ فَقَالَ لَا بدَ من ذَلِك وَإِن دخل السَّيْل وَلَو أنفقت فِي ذَلِك جَمِيع بيُوت المَال وَصعد المهندسون على ظهر الْكَعْبَة ونصبتَ الرماح بَعْضهَا إِلَى بعض ومدَتْ من أَعلَى الْكَعْبَة إِلَى الْجِهَات الْأَرْبَع حَتَّى كَانَت مستوية متوسطة فِي الْمَسْجِد نِسْبَة الْجِهَات الْأَرْبَع إِلَيْهَا على السوَاء فجزاه الله خيرَاً وشكر سعيِه قَالَ الفاكهي كَانَ بعد جِدَار الْمَسْجِد من الْجَانِب الجنوبي عَن الْكَعْبَة تِسْعَة وَأَرْبَعين ذِرَاعا لَا غير ولبيان مثل هَذِه الْأُمُور كتب مُفْردَة وَلما رَجَعَ أَمر بِبِنَاء الْقُصُور بطريقّ مَكَّة أوسع من قُصُور أَبِيه الْمَنْصُور من الْقَادِسِيَّة إِلَى زبالة وَأمر باتخاذ المصانع فِي كل منهل وبتحديد الأميال وحفر

ص: 390

الْآبَار وَذَلِكَ على يَد يقطيِن بن مُوسَى وَأمر بِالزِّيَادَةِ فِي مَسْجِد الْبَصْرَة وتقصير المنابر إِلَى مِقْدَار مِنْبَر النَّبِي

وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ظهر عَطاء الْمقنع شيخ لعين خرساني كَانَ يعرف السحر والسيميا فَربط النَّاس بالخوارق والمغيبات وَادّعى الربوبية وَكَانَ يَقُول بالتناسخ أَي أَن الله تَعَالَى تحول إِلَى صُورَة آدم وَلذَلِك أَمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لَهُ ثمَّ تحول إِلَى صُورَة نوح ثن إِلَى صُورَة إِبْرَاهِيم وَغَيرهم من الْأَنْبِيَاء والحكماء والفلاسفة وَيقْرَأ {فِي أَي صُورَة مَا شَاءَ ركبك} الانفطار 8 ثمَّ إِنَّه تحول سبحانه وتعالى إِلَى صُورَة أبي مُسلم الخرساني صَاحب الدعْوَة العباسية ثمَّ مِنْ بعدِ أبي مُسلم إِلَى صُورَة نَفسه فعبده خلائق من الجهلة وَكَانَ مشوهاً أصور أَعور الْعين قصيرَاً فَكَانَ لَا يكْشف وَجهه بل اتخذ لَهُ وَجها من الذَّهَب وَلذَلِك قيل لَهُ المقنَّع وَمِمَّا أضلّ النَّاس بِهِ من المخاريق أَنه أظهر لَهُم قمراً يرونه فِي السَّمَاء من مسيرَة شَهْرَيْن مَعَ قمر السَّمَاء وَفِي ذَلِك يَقُول ابْن سناء الْملك من قصيدة أخرج فِيهَا ذكره مخرج الْغَزل فَقَالَ // (من الطَّوِيل) //

(إِلَيْك فَمَا بَدْرُ المُقَنَّعِ طَالِعًا

بأَسْحَرَ مِنْ أَلْحَاظِ بَدْرِ المُقَنَّعِ)

وَلأبي الْعَلَاء المعري // (من الطَّوِيل) //

(أَفِقْ أَيهَا البَدْرُ المُعَمِّمُ رَأسَهُ

ضَلَالٌ وَغيٌّ مِثْل بَدْرِ المُقَنَّعِ)

وَلما استفحل شرُ عَطاء لَعنه الله جهز الْمهْدي عسكرَاً لحربه فقصدوه وحصروه فِي قلعته ببلسام من أَعمال بُخَارى فَلَمَّا عرف أَنه مَأْخُوذ جمع نِسَاءَهُ فسقاهنَّ السم فهلكنَ ثمَّ تنَاول هُوَ السم فَمَاتَ وَهُوَ يتّحسَاه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا ثمَّ أخذت القلعة وَقتل رُءُوس أَتْبَاعه لَعنه الله وَبعث بِرَأْسِهِ ورءوسهم إِلَى الْمهْدي فوصلَت إِلَيْهِ بحلب وَهُوَ ذَاهِب لغزو الرّوم وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة خلع الْمهْدي ابْن عَمه عِيسَى بن مُوسَى عَن ولَايَة الْعَهْد إِلَى ابْنه مُوسَى الْهَادِي ابْن الْمهْدي وَفِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ أَخذ الْبيعَة الآخر هَارُون بعد ابْنه الْهَادِي ولقبه بالرشيد

ص: 391

فَالْحَاصِل أَن الْمهْدي مُحَمَّدًا عهد إِلَى ولديه الْهَادِي وَهَارُون الرشيد على أَن يكون الْهَادِي بعده قبل الرشيد ثمَّ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ اعتزم على خلع ابْنه الْهَادِي والبيعة للرشيد وتقديمه على الْهَادِي وَكَانَ الْهَادِي بجرجان فَبعث إِلَيْهِ بذلك واستقدمه فَضرب الْهَادِي الرَّسُول وَامْتنع فَسَار إِلَيْهِ الْمهْدي فَلَمَّا بلغ ماسبذان توفّي هُنَالك يُقَال مسمومَاً من بعض جواريه يُقَال سمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى فِي كمثرى فغلظ الْمهْدي فَأَخذهَا فَأكلهَا فَمَا جسرت أَن تَقول لَهُ إِنَّهَا مَسْمُومَة وَيُقَال سَبَب مَوته أَنه طرد صيدا فَدخل وَرَاءه إِلَى خربة فدق بَاب الخربة ظَهره فَأدْخل قربوس السرج فِي صَدره وَكَانَ مَوته فِي الْمحرم من السّنة الْمَذْكُورَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَلم يُوجد لَهُ نعش يحمل عَلَيْهِ فَحمل على بَاب وَدفن تَحت شَجَرَة جوز وَكَانَت مُدَّة خِلَافَته عشْرين سنة وشهراً وَله من الْعُمر ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَ جواداً ممدحاً سخياً إِلَى الرّعية حسن الْخلق والخلق يُقَال إِن أَبَاهُ خلف فِي الخزائن مائَة ألف ألف دِينَار وَسِتِّينَ ألف ألف دِرْهَم ففرقها الْمهْدي وَقد قيل مَا جَاءَ فِي بني الْعَبَّاس أكْرم من الْمهْدي وَلَا أبخل من أَبِيه الْمَنْصُور دخل على الْمهْدي شريك القَاضِي فَقَالَ لَهُ الْمهْدي يَا شريك مَا تَقول فِي عَليّ بن أبي طَالب قَالَ مَا قَالَ فِيهِ جدك الْعَبَّاس وَعبد الله ابْنه فَقَالَ مَا قَالَا فِيهِ قَالَ أما الْعَبَّاس فَمَاتَ وَعلي عَنهُ أفضلُ الصَّحَابَة وَقد كَانَ يرى كثيرا من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين يسألونه عَمَّا ينزل بهم من النَّوَازِل وَمَا احْتَاجَ هُوَ إِلَى أحد مِنْهُم حَتَّى لحق إِلَى كَرَامَة الله تَعَالَى وَأما عبد الله ابْنه فَكَانَ يضْرب بَين يَدَيْهِ بسيفَين وَكَانَ فِي حروبه رَأْسا متبعَاً وَسَيِّدًا مُطَاعًا فَلَو كَانَت إِمَامَة عَليّ جوراً لَكَانَ أول من قعد عَنهُ جدك عبد الله لعلمه بدين الله وفقهه فِي أَحْكَام الله فَأَطْرَقَ الْمهْدي رَأسه سَاعَة ثمَّ عزلَ شريكَاً عَن الْقَضَاء بعد أَيَّام قَليلَة

ص: 392

وَدخل عَلَيْهِ ابْن الخَياط وامتدحه فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم فَسَأَلَهُ أَن يقبل يَده فقبلها ثمَّ خرج فَمَا انْتهى إِلَى الْبَاب حَتَّى فرقها جَمِيعًا فعوتب على ذَلِك فَقَالَ من // (الطَّوِيل) //

(لَمَسْتُ بكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الغِنَى

وَلَمْ أَدْرِ اَنَّ الجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي)

(فَلَا أَنَا مِنْهُ مَا أَفَاد ذَوُو الغِنَى

أَفَدتُّ وَأَعْدَانِي فَأَتْلَفْتُ مَا عِنْدِي)

فَبلغ الْمهْدي ذَلِك فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَقَالَ سَلم الخاسرُ يرثي الْمهْدي من // (الوافر) //

(وَباَكيةٍ على المَهْدِيِّ عَبْرَى

كَأَنَّ بهَا وَمَا جُنَّتْ جُنُونا)

(وَقد خَمَشَتْ محاسِنَهَا وأبْدَتُ

غدائِرَهَا وأظْهَرَتِ القُرُونَا)

(لَئِنْ بلَى الخليفةُ بعد عِزِّ

لقدْ أَبْقَى مساعِيَ مَا بَلينَا)

(سَلَامُ اللَّهِ غُدْوَةَ كلِّ يومٍ

على المهديِّ حيثُ ثَوى رَهينَا)

(تركْنَا الدِّينَ والدُّنْيَا جَمِيعًا

بحَيثُ ثَوَى أَمِيرُ المُؤْمِنِينَا)

وَفِي كتاب الأذكياء لِابْنِ الْجَوْزِيّ أَن أَبَا دلامة دخل على الْمهْدي فأنشده قصيدة فَقَالَ لَهُ الْمهْدي سلني حَاجَتك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تهب لي كلب صيد فَغَضب وَقَالَ أتسأل كلب صيد وَأَنا أَقُول لَك مَا أَقُول فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاجة لي أم لَك فَقَالَ لَهُ بل لَك قَالَ فَإِنِّي سَأَلتك إِيَّاه فَأمر لَهُ بكلب صيد فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هبني خرجت إِلَى الصَّيْد فأعدوا على رجْلي فَأمر لَهُ بدابَّةٍ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَمن يقومُ عَلَيْهَا فَأمر لَهُ بِغُلَام فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هبني صدت صيدا فَمن يطبخه فَأمر لَهُ بِجَارِيَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَؤُلَاءِ أَيْن يبيتُونَ فَأمر لَهُ بدار فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد صَار فِي عنقِي عِيَال فَمن أَيْن لي مَا يقوت هَؤُلَاءِ قَالَ قد أقطعتك ألف جريب عَامر وَعَن عبد الله بن هَارُون قَالَ حَدثنِي عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله عَن الْمُغيرَة قَالَ دخل الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي وَأَبُو السَّائِب العثماني وَابْن أُخْت الْأَحْوَص على الْمهْدي وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ أنشدوني فأنشده الْمُغيرَة

ص: 393

من // (الطَّوِيل) //

(وللنَّاسِ بَدْرٌ فِي السماءِ تَرَوْنَهُ

وأًنْتَ لنا بدْرٌ على الأرضِ مُقْمِرُ)

(فَبِاللَّهِ يَا بَدْرَ السماءِ وصِنْوَهُ

تُرَاكَ تُكَافي عُشْرَ مَا لَك مُضْمرُ)

(وَمَا البَدْرُ إِلا دُونَ وَجْهِكَ فِي الدُّجَى

يغيبُ فَتَبْدُو حِينَ غَابَ فَتُقْمِرُ)

(وَمَا نَظَرَتْ عَيْني إلَى البَدْرِ مَاشِيا

وأنْتَ فتمشِى فِي الثيَابِ فَتسْحَرُ)

ثمَّ أنْشدهُ ابْن أُخْت الْأَحْوَص فَقَالَ من // (الْبَسِيط) //

(قَالَتْ كلابة مَنْ هَذَا فقلْتُ لَهَا

هَذَا الَّذِي أَنْتِ مِنْ أعدائِهِ زَعَمُوا)

(إنِّي امرؤٌ لَج بِي حُبٌّ فأحْرَضَنِي

حَتَّى بَلِيتُ وحتَّى شَفَّنِي السَّقَمُ)

ثمَّ أنْشدهُ المَخْزُومِي من // (الطَّوِيل) //

(رَمَى القلْبُ مِن قلبِي السوَادَ فأوْجَعَا

وَصَاحَ فصيحٌ بالرَّحيلِ فَأسْمَعَا)

(وغَرَّدَ حادِي البَينِ وانشقَّتِ العَصَا

فأصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الفُؤَادِ مُفَجَّعَا)

(كفَى حَزَنًا مِنْ حادِثِ الدَّهرِ أنني

أَرَى البَينَ لَا أَسْطِيعُ للبَينِ مَدْفَعَا)

(وَقد كُنْتُ قَبْلَ اليومِ بالبَيْنِ جَاهِلاً

فيا لَكَ بَينا مَا أَمَرَّ وأَوْجَعَا)

ثمَّ أنْشدهُ أَبُو السَّائِب يَقُول من // (الطَّوِيل) //

(أَصِيخَا لداعي حُبِّ ليلَي فَيَمِّمَا

صُدُورَ المطايا نَحْوَهَا فتَسَمَّعَا)

(خليليَّ إنْ ليلَي أقامَتْ فَإِنَّنِي

مُقِيمٌ وإنْ بانَتْ فِينَا بِنَا مَعَا)

(وإنْ أثبتتْ لَيْلَى بربْعِ يحوزها

أعيذُكُمَا باللَّه أَنْ تَتَزَعْزَعَا)

ثمَّ أَمر لَهُم بصلات جسيمة وَحدث إِدْرِيس بن سُلَيْمَان بن يحيى بن يزِيد بن أبي حَفْصَة كَانَ سَبَب اتِّصَال مَرْوَان بخلفاء بني الْعَبَّاس وَكَانَ وَالله أعلم من شعراء بني أُميَّة أَن جَارِيَة يَمَانِية أهديت إِلَى أبي جَعْفَر الْمَنْصُور فَأَنْشَدته شعرًا لمروان يمدح فِيهِ السّري بن عبد الله يذكر فِيهِ وراثة الْعَبَّاس فَسَأَلَهُ الْمَنْصُور عَن الشّعْر فَقَالَت هُوَ لمروان فوافاه بالربذة حَاجا وبالمنصور الْعلَّة الَّتِي مَاتَ بهَا فلقي مَرْوَان الرّبيع حَاجِب الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ كن قريبَاً حَتَّى يَدْعُو بك فَلم تزل الْعلَّة بالمنصور تشتدُ حَتَّى مَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهِ مَرْوَان فَقَالَ لَهُ الرّبيع الْحَقْ بالمهدي وَلَا تتخلف عَنهُ فانصرفَ مَرْوَان إِلَى الْيَمَامَة فَجَعلهَا طَرِيقا وَعَلَيْهَا بشر بن الْمُنْذر والياً فأوفده بشر

ص: 394

على الْمهْدي فِيمَن أوفد فَقدم مَرْوَان على الْمهْدي وَقد مدحه بِأَرْبَع قصائد مطلع الأولى من // (الطَّوِيل) //

(صَحَا بَعْدَ جُهْدٍ فاستَرَاحَتْ عواذلُهْ

وأَقْصَرْنَ عَنهُ حِينَ أَقْصَرَ بَاطِلُهُ)

وَالثَّانيَِة من // (الْكَامِل) //

(طَافَ الخَيَالُ فَحَيِّهِ بسَلَامِ

أَنَّى أَلَمَّ ولَيْسَ حِين مَنَامِ)

وفيهَا يَقُول

(أَنَّي يكُونُ ولَيْسَ ذاكَ بكَائِنٍ

لِبَنِي البَنَاتِ وِرَاثَةُ الأعْمَامِ)

وَالثَّالِثَة من // (الْكَامِل) //

(إعْصِ الهَوَى وَتَعَزَّ عَنْ سُعْدَاكَا

فَلِمِثْل حِلْمِكَ عَنْ هَوَاكَ نهاكا)

وَالرَّابِعَة من // (الطَّوِيل) //

(بَرى العَين شَوْقٌ حَالَ دُونَ التجلُّدِ

ففاضَتْ بأَسْرَابٍ مِنَ الدَّمْعِ حُشَّدِ)

قَالَ إِدْرِيس فَأعْطى الْمهْدي مَرْوَان إجَازَة سبعين ألف دِرْهَم فَقَالَ مَرْوَان يمدحه فِي قصيدة ويذكرها من // (الطَّوِيل) //

(بِسَبْعِينَ ألفا رَاشَنِي مِنْ حِبائِهِ

وَمَا نَالَهَا فِي الناسِ مِنْ شَاعِرٍ قلبِي)

رحم الله أهل الْكَرم وَحدث أَحْمد بن أبي بكر الْبَاهِلِيّ قَالَ حَدثنِي حَاجِب الْمهْدي قَالَ قَالَ لي الْمهْدي يَوْمًا نصف النَّهَار اخْرُج فَانْظُر من فِي الْبَاب فَخرجت فَإِذا شيخ وَاقِف فَقلت لَك حَاجَة فَقَالَ لَا أخبر بحاجتي أحد غير أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأخْبرت الْمهْدي بِخَبَرِهِ وَبِقَوْلِهِ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ ومُرْهُ بِالتَّخْفِيفِ فَخرجت وَقلت لَهُ ادخل وخففْ فَدخل وَسلم بالخلافة ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا قد أمرنَا التَّخْفِيف من // (الطَّوِيل) //

(فإنْ شئْتَ خَفَّفْنَا فكنَّا كَرِيشَةٍ

متَى تَلْقَهَا الأنفاسُ فِي الجَوِّ تَذْهَبِ)

(وإنْ شئْتَ ثَقَّلْنَا فكُنَّا كصخرةٍ

مَتى تًلْقِهَا فِي حوْمَةِ البَحْرِ تَرْسُبِ)

(وإنْ شئْتَ سلَّمنا فكُنَّا كراكبٍ

مَتى يَقْضِ حَقًّا من سلامِكَ يَغْرُبِ)

فَضَحِك الْمهْدي وَقَالَ بل تكرم وتقضى حَاجَتك فَقضى حَاجته ووَصله بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم

ص: 395

كَانَ معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ من أُمَرَاء الْمَنْصُور أبي الْمهْدي ثمَّ أبقاه المهديُ والياً على أذربيجان على مَا كَانَ من وَالِده الْمَنْصُور وَهُوَ أحد الأجواد الْمَشْهُورين والشجعان الْمَذْكُورين قَدِمَ عَلَيْهِ قوم من أهل الْكُوفَة مستميحين فَنظر إِلَيْهِم فِي هَيْئَة رثَّة فَأَنْشَأَ يَقُول من // (الطَّوِيل) //

(إِذا نَوْبَةٌ نَابَتْ صديقَكَ فاغَتَنِمْ

مَرَمَّتَهَا فالدَّهْرُ بالناسِ قُلَّبُ)

(فأَحْسَنُ ثوبَيْكَ الَّذِي أنْتَ لابسٌ

وأَمْهَرُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يُرْكَبُ)

وَقَالَ يَا غُلَام أعطهم لكل وَاحِد أَرْبَعَة آلَاف فَقَالَ أحدهم يَا سَيِّدي دَنَانِير أَو دَرَاهِم فَقَالَ معن وَالله لَا تكونُ همتك أرفع من همتي يَا غُلَام صفرها لَهُم وَأَتَاهُ أَعْرَابِي وَمَعَهُ مَوْلُود فَقَالَ من // (الْبَسِيط) //

(سَمَّيْتُ طِفْلِيَ مَعْنًا ثمَّ قلْتُ لَهُ

هَذَا سَمِىُّ فَتًى فِي الناسِ محمودِ)

(أمسَتْ يمينُكَ مِنْ جُودٍ مُصَوَّرَةً

لَا بَلْ يمينُكَ مِنْهَا صُورَةُ الجُودِ)

فَأمر لَهُ بثلاثمائة دِينَار روى أَن الْمهْدي خرج يَوْمًا يتصيد فَلَقِيَهُ الْحُسَيْن بن مطير الْأَسدي فأنشده من // (الْبَسِيط) //

(أضحَتْ يمينُكَ مِنْ جُودٍ مصوَّرَةً

لَا بَلْ يمينُكَ مِنْهَا صُورَةُ الجودِ)

(مِنْ حُسْنِ وجهِكَ تُضْحِي الأرضُ مشرقَةً

ومِنْ بنانِكَ يَجْرِي الماءُ فِي العُودِ)

فَقَالَ لَهُ الْمهْدي كذبتَ يَا فاسقُ وَهل تركتَ فِي شعرك موضعا لأحد مَعَ قَوْلك فِي معن بن زَائِدَة من // (الطَّوِيل) //

(أَلمَّا بِمَعْنٍ ثُمَّ قولا لِقَبْرِهِ

سَقَتْكَ الغَوَادِي مَرْبَعًا ثُمَّ مرْبَعَا)

(فَيَا قَبْرَ مَعًنٍ كَيْفَ وارَيْت جُودَهُ

وقَدْ كَانَ مِنْهُ البَرُّ والبَحْرُ مُتْرَعَا)

(ولكنْ حَوَيْتَ الجُوَدَ والجُودُ ميِّتٌ

وَلَو كَانَ حَيا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا)

(وَلما مَضَى مَعْنٌ مَضَى الجُودُ والنَّدَى

وأَصْبَحَ عِرنينُ المَكَارِمِ أَجْدَعَا)

فَأَطْرَقَ الْحُسَيْن ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَهل مَعْن إِلَّا حَسَنَة من حَسَنَاتك فَرضِي عَنهُ وَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار

ص: 396