المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أر جَارِيَة أقبح وَلَا أقذر وَلَا أنتن ريحًا وَلَا أشوه - سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - جـ ٣

[العصامي]

فهرس الكتاب

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(مناظرة ابْن عَبَّاس للخوارج)

- ‌(التقاء الْحكمَيْنِ بدومة الجندل)

- ‌(الْآيَات فِي شَأْن عَليّ كرم الله وَجهه)

- ‌(الْأَحَادِيث فِي شَأْن أبي الحسنين كرم الله تَعَالَى وَجهه)

- ‌(ذكر أقضيته رضي الله عنه

- ‌(ذكر شَيْء مِمَّا أثر من حكمه وكلماته وأشعاره)

- ‌(خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنهما

- ‌(مَنَاقِب الْحسن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(صفته رضي الله عنه

- ‌(لمقصد الرَّابِع وَفِيه سَبْعَة أَبْوَاب الْبَاب الأول فِي الدولة الأموية)

- ‌(خلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان)

- ‌(عهد مُعَاوِيَة لِابْنِهِ يزِيد بالخلافة)

- ‌(وَفَاة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان)

- ‌(صفة مُعَاوِيَة)

- ‌(ذكر مناقبه)

- ‌(بيعَة يزِيد بن مُعَاوِيَة)

- ‌(توجه الْحُسَيْن بن عَليّ إِلَى الْكُوفَة واستشهاده بكربلاء)

- ‌(مَنَاقِب الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(ولَايَة الْوَلِيد بن عتبَة على الْحجاز وعزل عَمْرو بن سعيد)

- ‌(خلع أهل الْمَدِينَة يزِيد ووقعة الْحرَّة وحصار مَكَّة)

- ‌(وَفَاة يزِيد وبيعة مُعَاوِيَة ابْنه وَملكه)

- ‌(إِظْهَار ابْن الزبير لِلْبيعَةِ)

- ‌(انْتِقَاض أَمر ابْن زِيَاد ورجوعه إِلَى الشَّام)

- ‌(بيعَة مَرْوَان ووقعة مرج راهط)

- ‌(مُفَارقَة الْخَوَارِج لِابْنِ الزبير)

- ‌(خُرُوج سُلَيْمَان بن صُرَدَ فِي التوابين من الشِّيعَة)

- ‌(خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان بعد وَفَاة أَبِيه مَرْوَان)

- ‌(وثوب الْمُخْتَار بِالْكُوفَةِ وأخباره)

- ‌(مسير ابْن زِيَاد إِلَى الْمُخْتَار وَخلاف أهل الْكُوفَة عَلَيْهِ وغلبه إيَّاهُم)

- ‌(شَأْن الْمُخْتَار مَعَ ابْن الزبير)

- ‌(مقتل ابْن زِيَاد)

- ‌(مسيرَة مُصعب إِلى الْمُخْتَار وَقَتله إِيَّاه)

- ‌(خلاف عَمْرو بن سعد الْأَشْدَق ومقتله)

- ‌(مسير عبد الْملك إِلَى الْعرَاق ومقتل مُصعب)

- ‌(أَمر زفر بن الْحَارِث بقرقيسيا)

- ‌(مقتل عبد الله بن الزبير)

- ‌(ولَايَة الْمُهلب حَرْب الْأزَارِقَة)

- ‌(ولَايَة الْحجَّاج على الْعرَاق)

- ‌(وثوب أهل الْبَصْرَة عل الْحجَّاج)

- ‌(مقتل ابْن مخنف وَحرب الْخَوَارِج)

- ‌(خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك)

- ‌(عمَارَة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ على يَد عَامله على الْمَدِينَة عمر بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(وَفَاة الْحجَّاج)

- ‌(خلَافَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك)

- ‌(خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز رضي الله عنه وأرضاه)

- ‌(خلَافَة يزِيد بن عبد الْملك)

- ‌(خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك)

- ‌(خلَافَة الْوَلِيد بن يزِيد)

- ‌(خلَافَة يزِيد بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان)

- ‌(خلَافَة إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان)

- ‌(خلَافَة مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن الحكم)

- ‌(قيام أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي بالدعوة لبني الْعَبَّاس بخراسان)

- ‌(الْبَاب الثَّانِي)

- ‌(فِي الدولة العباسية)

- ‌(ذكر الشِّيعَة ومبادئ دولهم وَكَيف انساقت إِلَى العباسية من بعدهمْ إِلَى آخر دولهم)

- ‌(قصَّة الشورى)

- ‌(خلَافَة أبي الْعَبَّاس عبد الله بن مُحَمَّد السفاح)

- ‌(خلَافَة أبي جَعْفَر الْمَنْصُور)

- ‌(الْعَهْد للمهدي وخلع عِيسَى بن مُوسَى)

- ‌(خلَافَة الْمهْدي)

- ‌(خلَافَة الْهَادِي)

- ‌(خلَافَة هَارُون الرشيد)

- ‌(خلَافَة مُحَمَّد الْأمين)

- ‌(خلَافَة الْمَأْمُون)

- ‌(خلَافَة المعتصم)

- ‌(خلَافَة الواثق بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المتَوَكل)

- ‌(خلَافَة الْمُنْتَصر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المستعين بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المعتز بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الْمُهْتَدي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الْمُعْتَمد على الله

- ‌(خلَافَة المعتضد)

- ‌(خلَافَة المكتفي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المقتدر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة عبد الله بن المعتز بن المتَوَكل)

- ‌(خلَافَة القاهر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الراضي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المتقي لله)

- ‌(خلَافَة المستكفي بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الطيع بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الطائع لله)

- ‌(خلَافَة الْقَادِر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الْقَائِم بِأَمْر الله)

- ‌(خلَافَة الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله)

- ‌(خلَافَة المستظهر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المسترشد بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة الراشد بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة أبي عبد الله المقتفي)

- ‌(خلَافَة المستنجد بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المستضييء بِنور الله)

- ‌(خلَافَة النَّاصِر لدين الله)

- ‌(خلَافَة الظَّاهِر بِأَمْر الله)

- ‌(خلَافَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه)

- ‌(خلَافَة المستعصم بِاللَّه)

- ‌(شرح حَال التتار)

- ‌(الْبَاب الثَّالِث)

- ‌(فِي الدولة العبيدية المسمين بالفاطميين بالمغرب ثمَّ بِمصْر)

- ‌(نسب العبيديين بإفريقية)

الفصل: أر جَارِيَة أقبح وَلَا أقذر وَلَا أنتن ريحًا وَلَا أشوه

أر جَارِيَة أقبح وَلَا أقذر وَلَا أنتن ريحًا وَلَا أشوه خلقَة من أمك مراجل فَأَمَرته أَن يَطَأهَا فَوَطِئَهَا فعلقت مِنْهُ بك فَكنت سَببا لقتل وَلَدي وسلبه ملكه فولي الْمَأْمُون وَهُوَ يَقُول لعن الله الملاحة أَقُول نعم لعن الله الملاحة إِذْ إلحاحه على زبيدة كَانَ سَبَب سَماع هَذَا الْكَلَام المؤلم قَالَ الثعالبي فِي المعارف كَانُوا يَقُولُونَ لَو نشرت زبيدة ضفائرها مَا تعلّقت إِلَّا بخليفة أَو ولي عهد فَإِن الْمَنْصُور جدها والسفاح أَخُو جدها وَالْمهْدِي عَمها والرشيد زَوجهَا والأمين ابْنهَا والمأمون والمعتصم ابْنا زَوجهَا وَأما وُلَاة الْعَهْد فكثير ونظيرتها فِي ذَلِك من بني أُميَّة عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان أَبوهَا يزِيد بن مُعَاوِيَة وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان جدها وَمُعَاوِيَة بن يزِيد أَخُوهَا ومروان بن الحكم حموها وَعبد الْملك بن مَرْوَان زَوجهَا وَيزِيد بن عبد الْملك ابْنهَا والوليد بن يزِيد ابْن ابْنهَا والوليد بن وَهِشَام وَسليمَان بَنو زَوجهَا عبد الْملك وَيزِيد وَإِبْرَاهِيم ابْنا الْوَلِيد ابْن زَوجهَا كَانَت مُدَّة خِلَافَته أَربع سِنِين وَسَبْعَة أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَقيل ثَمَانِيَة أشهر وَقتل لخمس بَقينَ من الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وعمره سبع وَعِشْرُونَ سنة وَقيل وَأَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَقيل سِتّ وعششرون سنة وَخَمْسَة أشهر وَقيل ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَسِتَّة أشهر رَحمَه الله تَعَالَى وغفا عَنهُ وَعَن الْمُسلمين آمين

(خلَافَة الْمَأْمُون)

عبد الله بن هَارُون الرشيد بن الْمهْدي مُحَمَّد بن الْمَنْصُور بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس الْهَاشِمِي ولد سنة سبعين وَمِائَة عِنْدَمَا اسْتخْلف أَبوهُ الرشيد وَقَرَأَ الْعلم فِي صغره وَسمع ابْن هشيم وَعباد بن الْعَوام ويوسف بن عَطِيَّة وَأَبا مُعَاوِيَة الضَّرِير

ص: 437

وطبقتهم وبرع فِي الفقة والعربية وَأَيَّام النَّاس وَلما كبر عُني بالفلسفة وعلوم الْأَوَائِل وَمهر فِيهَا فجره ذَلِك إِلَى القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَكَانَ من أتم رجال بني الْعَبَّاس حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأيَاً ودهاءَ وهيبة وشجاعة وسؤدداً وسماحَة وَله محَاسِن وسيرة طَوِيلَة وبرع فِي معرفَة التَّارِيخ وفنون الْأَدَب وَكَانَ يضْرب الْمثل بحلمه وامتحن الْعلمَاء فِي زَمَانه وَكَانَ يجبرهم على القَوْل بِخلق الْقُرْآن قَالَ فِي المسامرة بَايع الْمَأْمُون على الرِّضَا فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ وَجعله ولي عَهده من بعده وَلبس الخضرة ونوه بِذكرِهِ فَغَضب بَنو الْعَبَّاس بالعراق لهذين الْأَمريْنِ وخلعوه وَبَايَعُوا عَمه إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي ولقبوه الْمُبَارك فحاربه الْحسن بن سهل فَهَزَمَهُ إِبْرَاهِيم وألحقه بواسط وَأقَام إِبْرَاهِيم بِالْمَدَائِنِ ثمَّ سير الْمَأْمُون إِلَيْهِ جَيْشًا آخر فهزموه فاختفى وَانْقطع خَبره إِلَى أَن ظهر فِي وسط خلَافَة الْمَأْمُون فَعَفَا عَنهُ وَله سيره مبسوطة مَذْكُورَة وَمَات على الرِّضَا رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ فَرجع الْمَأْمُون سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ إِلَى لبس السوَاد كعادته وَعَادَة آبَائِهِ قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا وَكَانَ الْمَأْمُون أبي ربعَة حسن الْوَجْه تعلوه صفرَة قد وَخَطَهُ الشيب أعين طَوِيل اللِّحْيَة دقيقها ضيق الجبين على خَدّه خَال وَقَالَ الجاحظ أَبيض فِيهِ صفرَة وَكَانَ ساقاه دون جسده صفراوين كَأَنَّمَا طليا بالزعفران أمه أم ولد اسْمهَا مراجل مَاتَت أَيَّام نفَاسهَا بِهِ وَكَانَ فصيحاً مفوهاً وَكَانَ يَقُول مُعَاوِيَة بِعَمْرو وَعبد الْملك بحجاجه وَأَنا بنفسي وَقد رويت هَذِه الْكَلِمَة عَن الْمَنْصُور وَكَانَ نقش خَاتم الْمَأْمُون عبد الله بن عبيد الله وروى أَنه ختم فِي بعض الرمضانات ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ختمة وَقَالَ الْحُسَيْن بن فهم الْحَافِظ حَدثنَا يحيى بن أَكْثَم قَالَ قَالَ لي الْمَأْمُون أُرِيد أَن أحدث قَالَ وَمن أولى بِهَذَا من أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ ضَعُوا لي منبراً ثمَّ صعد فَأول حدث حَدثنَا عَن هشيم عَن أبي هشيم عَن أبي الجهم عَن الزُّهْرِيّ عَن

ص: 438

أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فَرفع الحَدِيث قَالَ امْرُؤ الْقَيْس صَاحب لِوَاء الشّعْر إِلَى النَّار ثمَّ حدث بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ حديثَاً ثمَّ نزل فَقَالَ لي كَيفَ رَأَيْت يَا يحيى مَجْلِسنَا قلت أجل مجْلِس يفقه الْخَاصَّة والعامة فَقَالَ مَا رَأَيْت لكم حلاوة إِنَّمَا الْمجْلس لأْصحاب الخلقان والمحابر وَقَالَ السراج حَدثنَا سهل بن عَسَاكِر قَالَ تقدم رجل غَرِيب بِيَدِهِ محبرة إِلَى الْمَأْمُون فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ صَاحب حَدِيث مُنْقَطع بِهِ قَالَ مَا تحفظ فِي بَاب كَذَا فَلم يذكر الرجل فِيهِ شَيْئا قَالَ فمازال الْمَأْمُون يَقُول حَدثنَا هشيم وَحدثنَا يحيى وَحدثنَا حجاج فَذكر الْبَاب ثمَّ سَأَلَهُ عَن بَاب آخر فَلم يذكر فِيهِ شَيْئا فَقَالَ الْمَأْمُون حَدثنَا فلَان وَحدثنَا فلَان إِلَى أَن قَالَ لأَصْحَابه يطْلب أحدهم الحَدِيث ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يَقُول أَنا من أَصْحَاب الحَدِيث أَعْطوهُ ثَلَاث دَرَاهِم وَمَعَ هَذَا فَكَانَ الْمَأْمُون مُسْرِفًا فِي الْكَرم جواداً ممدحاً جَاءَ عَنهُ أَنه فرق فِي سَاعَة وَاحِدَة سِتَّة وَعشْرين ألف ألف دِرْهَم وَجَاء أَنه مدحه أَعْرَابِي مرّة فَأَجَازَهُ بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَأما ذكاؤه وَعلمه فروى مُحَمَّد بن عون عَن أبي عُيَيْنَة أَن الْمَأْمُون جلس فَجَاءَتْهُ امْرَأَة فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَاتَ أخي وَخلف سِتّمائَة دِينَار فأعطوني دِينَارا وَاحِدًا وَقَالُوا هَذَا نصيبك فَحسب الْمَأْمُون وَقَالَ أَيْضا هَذَا نصيبك هَذَا أَخُوك خلف أَربع بَنَات قَالَت نعم قَالَ لَهُنَّ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَخلف وَالِدَة لَهَا مائَة دِينَار وَخلف زَوْجَة فلهَا خَمْسَة وَسَبْعُونَ دِينَارا بِاللَّه أَلَك اثْنَا عشر أَخا قَالَت نعم قَالَ لكل وَاحِد دِينَارَانِ وَلَك دِينَار وَاحِد وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ لي الْمَأْمُون أَخْبرنِي عَن قَول هِنْد بنت عتبَة من // (الرجز) //

(نحنُ بناتُ طارقْ

نمشِي على النمارِقْ)

وَمن طَارق هَذَا قَالَ فَنَظَرت فِي نَسَبهَا فَلم أَجِدهُ فَقلت مَا أعرفهُ فَقَالَ الْمَأْمُون إِنَّمَا أَرَادَت النَّجْم انتسبت إِلَيْهِ بحسنها ثمَّ رمى إِلَيّ بعنبرة فِي يَده فبعتها

ص: 439

بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ أَبُو معشر المنجم كَانَ الْمَأْمُون أماراً بِالْعَدْلِ مَحْمُود السِّيرَة مَيْمُون النقيبة فَقِيه النَّفس يعد من كبار الْعلمَاء وَعَن الرشيد وَالِده قَالَ إِنِّي لأعرف فِي عبد الله حزم الْمَنْصُور ونسك الْمهْدي وَعزة الْهَادِي وَلَو أَشَاء لأنسبه إِلَى الرَّابِع يَعْنِي نَفسه لنسبته وَقد قدمت مُحَمَّدًا عَلَيْهِ وَإِنِّي لأعْلم أَنه ينقاد إِلَى هَوَاهُ مبذر لما حوته يَده يُشَارِكهُ فِي رَأْيه الْإِمَاء وَالنِّسَاء وَلَوْلَا أم جَعْفَر يَعْنِي زبيدة وميل بني هَاشم إِلَيْهِ لقدمت عبد الله عَلَيْهِ وَعَن الْمَأْمُون قَالَ لَو عرف النَّاس حبي للعفو لتقربوا إِلَيّ بالجرائم وأخاف أَلا أوجر فِيهِ يَعْنِي لكَونه طبعَاً لَهُ وَعَن يحيى بن أَكْثَم قَالَ كَانَ الْمَأْمُون يحلم حَتَّى يغيظنا وَذكر أَن ملاحاً مر بِهِ الْمَأْمُون فَقَالَ الملاح أتظنون أَن هَذَا نَبل فِي عَيْني وَقد قتل أَخَاهُ الْأمين لَا وَالله فَسَمعَهَا الْمَأْمُون فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا الْحِيلَة حَتَّى أنبل فِي عَيْني هَذَا السَّيِّد الْجَلِيل وَعنهُ قَالَ كَانَ الْمَأْمُون يجلس للمناظرة فِي الْفِقْه يَوْم الثُّلَاثَاء فجَاء رجل عَلَيْهِ ثِيَاب قد شمرها وَنَعله فِي يَده فَوقف على طرف الْبسَاط وَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَرد الْمَأْمُون السَّلَام فَقَالَ أتأذن لي فِي الدنو قَالَ ادن وَتكلم فَقَالَ أَخْبرنِي عَن الْمجْلس الَّذِي أَنْت فِيهِ جلسته باجتماع الْأمة أم بالمغالبة والقهر قَالَ الْمَأْمُون لَا بِهَذَا وَلَا بِهَذَا بل كَانَ يتَوَلَّى أُمُور النَّاس من عقد لي ولأخي فَلَمَّا صَار الْأَمر إِلَيّ علمت أَنِّي مُحْتَاج إِلَى اجْتِمَاع كلمة الْمُسلمين فِي الشرق والغرب على الرِّضَا بِي فَرَأَيْت أَنِّي مَتى تخليت عَن الْأَمر اضْطربَ حَبل الْإِسْلَام وَتَنَازَعُوا ومرج عَهدهم وَبَطل الْجِهَاد وَالْحج وانقطعت السبل فَقُمْت حياطة للْمُسلمين إِلَى أَن يجمعوا على رجل يرضون بِهِ فَأسلم إِلَيْهِ الْأَمر فَمَتَى اتَّفقُوا على رجل خرجت لَهُ من الْأَمر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَذهب فَوجه الْمَأْمُون من يكْشف خَبره فَرجع فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مضى إِلَى مَسْجِد فِيهِ خَمْسَة عشر رجلَا فِي مثل هَيئته فَقَالُوا لَهُ أتيت الرجل قَالَ نعم وَأخْبرهمْ بِمَا جرى فَقَالُوا مَا نرى بِمَا قَالَ

ص: 440

بأسَاً وافترقوا فَقَالَ الْمَأْمُون كفينا مُؤنَة هَؤُلَاءِ بأيسر الْخطب وأتى بِرَجُل من الْخَوَارِج فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْخُرُوج وَالْخلاف قَالَ {وَمَن لم يحكمُ بِمَا أَنزَلَ اَللهّ فَأُولَئكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} الْمَائِدَة 44 فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون أَلَك علم بِأَنَّهَا منزَّلة قَالَ نعم قَالَ مَا دليلك قَالَ إِجْمَاع الْأمة قَالَ فَكَمَا رضيت بإجماعهم فِي التَّنْزِيل فارض بإجماعهم فِي التَّأْوِيل قَالَ صدقت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعَن إِسْحَاق الْموصِلِي قَالَ كَانَ الْمَأْمُون قد سخط على الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك الملقب بالخليع الشَّاعِر لكَونه هجاه عِنْدَمَا قتل الْأمين قَالَ إِسْحَاق فَبَيْنَمَا أَنا ذَات يَوْم عِنْد الْمَأْمُون إِذْ دخل الْحَاجِب برقعة فَاسْتَأْذن فِي إنشادها فَأذن لَهُ فَقَالَ // (من الطَّوِيل) //

(أَجِزْنِي فإنِّي قد ظَمِئْتُ إِلَى الوِرْدِ

متَى تنجزِ الوعدَ المؤكِّد بالعَهْدِ)

(أعيذُكَ من خُلْفِ الملوكِ فقد ترَى

تقطُّعَ أنفاسي عَلْيكَ من الوَجْدِ)

(أيبخَلُ فردُ الحُسْنِ عنِّي بنائِلٍ

قَلِيلٍ وقَدْ أفردتُّهُ بهوًى فَرْدِ)

إِلَى أَن قَالَ

(رأى اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ خَيْرَ عبادِهِ

فملَّكه واللَّهُ أعلمُ بالعَبْدِ)

(أَلَا إِنَّمَا المأمونُ للناسِ عصمةٌ

مُمَيِّزَةٌ بَين الضلَالةِ والراشدِ)

فَقَالَ لَهُ أَحْسَنت قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أحسن قَائِلهَا قَالَ وَمن هُوَ قَالَ عَبدك الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك فَقَالَ لَا حَيَّاهُ الله وَلَا بياه أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل // (من الطَّوِيل) //

(فَلَا تَمَّتِ الأشياءُ بعد محمَّدِ

وَلَا زالَ شمْلُ الملكِ فِيهَا مبدَّدَا)

(وَلَا فَرِحَ المأمونُ بالمُلْكِ بعدَهُ

وَلَا زالَ فِي الدُّنْيَا طريدَاً مشرَّدا)

هَذِه بِتِلْكَ فَلَا شَيْء لَهُ عندنَا قَالَ الْحَاجِب فَأَيْنَ عَادَة عَفْو أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أما هَذِه فَنعم ائذنوا لَهُ فَدخل فَقَالَ هَل عرفت يَوْم قتلِ أخي هاشمية هتكت قَالَ لَا قَالَ فَمَا معنى قَوْلك // (من الطَّوِيل) //

(وَمِمَّا شَجى قَلْبي وكَفْكَفَ عَبْرَتِي

محارمُ مِنْ آلِ الرسولِ استُحِلَّتِ)

ص: 441

(ومهتوكة بالاجلْدِ عَنْهَا سجوفها

كعاب كقرنِ الشمسِ حِين تبدَّتِ)

(فَلَا باتَ ليلُ الشامتِين بغبطةٍ

وَلَا بلَغَتْ آمالها مَا تمنَّتِ)

فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لوعة غلبتني وروعة فاجأتني ونعمة سلبتها بعد أَن غمرتني فَإِن عَاقَبت فبحقك وَإِن عَفَوْت فبفضلك فَدَمَعَتْ عينا الْمَأْمُون وَأمر لَهُ بجائزة حكى الصولي أَنه كَانَ يحب اللّعب بالشطرنج واقترح فِيهِ شَيْئا وَكَانَ ينْهَى أَن يَقُول الشَّخْص تعال نلعب وَيَقُول بل نتناقل وَلم يكن بِهِ حاذقَاً وَكَانَ يَقُول أَنا أدبر الدُّنْيَا وأتسع لَهَا وأضيق عَن تَدْبِير شبرين وَله فِيهِ // (من الْبَسِيط) //

(أرضٌ مُرَبَّعَةٌ حمراءُ مِنْ أَدم

مَا بَين إلفَيْنِ معروفَيْنِ بالكَرَمِ)

(تذاكرا الحَرْب فاخْتالَا لَهَا حِيَلاً

مِنْ غيرِ أَنْ يأْثَما فِيهَا بِسَفْكِ دَمِ)

(هَذَا يُغٍ يرُ على هَذَا وَذَاك عَلى

هَذَا يُغِيرُ وَعين الحَزْمِ لَمْ تَنَمِ)

(فانْظُرْ إِلَى فِطَنٍ جَالَتْ بِمَعْرِفَةٍ

فِي عسْكرَيْنِ بِلَا طَبْلٍ وَلَا عَلَمِ)

وَنظر الْمَأْمُون إِلَى عَمه إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وَكَانَ يلقب بالتنين لسمنه فَقَالَ لَهُ مَا أَظُنك عشقت قد ثمَّ أنْشد // (من السَّرِيع) //

(وَجْهُ الَّذِي يَعْشَقُ مَعْروفُ

لأَنَّهُ أَصْفرُ مَنْحُوفُ)

(ليْسَ كَمنْ يَأْتِيكَ ذَا جُثَّةٍ

كَأَنَّهُ لِلذَّبْحِ مَعْلُوفُ)

وَعَن الْمَأْمُون قَالَ مَا أعياني قطّ جَوَاب إِلَّا جَوَاب ثَلَاثَة صرت إِلَى أم ذِي الرياستين الْفضل بن سهل أعزيها فِيهِ فَقلت لَا تأسى عَلَيْهِ فَإِنِّي عوضه لَك قَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَيفَ لَا أَحْزَن على ولد أكسبني مثلك وأتيت بمتنبئ فَقلت لَهُ من أَنْت قَالَ أَنا مُوسَى بن عمرَان قلت وَيحك مُوسَى لَهُ آيَات فائتني بهَا حَتَّى أومن بك قَالَ إِنَّمَا أتيت بِهَذِهِ المعجزات لفرعون إِذْ قَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى فَإِن قلت ذَلِك أَتَيْتُك بِالْآيَاتِ قَالَ وأتى أهل الْكُوفَة يَشكونَ عاملهم فَقَالَ خطيبهم هُوَ شَرّ عَامل أما فِي أول سنة فَإنَّا بعنا الأثاث وَفِي الثَّانِيَة بعنا الْعقار وَفِي الثَّالِثَة نزحنا عَن بِلَادنَا وأتيناك نستغيث فَقلت كذبت بل هُوَ رجل قد حمدت مذْهبه ورضيت دينه فاخترته معرفَة بكم وَقد تقدم سخطكم على

ص: 442

الْعمَّال غر مرّة قَالَ صدقت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وكذبت أَنا فقد خصصتنا بِهِ هَذِه الْمدَّة دون بَاقِي الْبِلَاد فَاسْتَعْملهُ على بلد آخر يشملهم من عدله وإحسانه مثل الَّذِي شملنا فَقلت قُم فِي غير حفظ الله قد عزلته عَنْكُم وَكَانَ قدوم الْمَأْمُون من خُرَاسَان إِلَى بَغْدَاد فِي صفر سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ دَخلهَا فِي رَابِع صفر فِي أبهة عَظِيمَة وتجمل زَائِد فَكَلمهُ العباسيون وَغَيرهم فِي الْعود إِلَى لِبَاس السوَاد وَترك الخضرة فتوقف ثمَّ أجَاب إِلَى ذَلِك لما قَالَ لَهُ بعض أهل بَيته إِنَّك على أثر أَوْلَاد عَليّ بن أبي طَالب وَالْأَمر فِيك أقدر مِنْك على برهم وَالْأَمر فيهم قَالَ إِنَّمَا فعلت مَا فعلت لِأَن أَبَا بكر لما ولي لم يول أحد من بني هَاشم شَيْئا ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان كَذَلِك ثمَّ لما ولي عَليّ ولي عبد الله بن عَبَّاس الْبَصْرَة وَعبيد الله الْيمن ومعبداً مَكَّة وَقثم الْبَحْرين وَمَا ترك أحدا مِنْهُم إِلَّا ولاه شَيْئا وَكَانَت هَذِه فِي أعناقنا حَتَّى كافأته فِي وَلَده بِمَا فعلت وَفِي سنة عشرَة بعد الْمِائَتَيْنِ تزوج الْمَأْمُون بوران بنت الْحسن بن سهل وَقَامَ بخلع للقواد وكلفهم مُدَّة سَبْعَة عشر يومَاً وَكتب رِقَاعًا فِيهَا أَسمَاء بضياع لَهُ ونثرها على القواد والعباسيين فَمن وَقعت فِي يَده رقْعَة باسم ضَيْعَة تسلمها ونثر صينية ملأى جَوَاهِر بَين يَدي الْمَأْمُون عِنْدَمَا زفت إِلَيْهِ وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَمر الْمَأْمُون بِأَن يُنَادي بَرِئت الذِّمَّة مِمَّن ذكر مُعَاوِيَة بِخَير وَأَن أفضل الْخلق بعد رَسُول الله

عَليّ بن أبي طَالب وَفِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة أظهر القَوْل بِخلق الْقُرْآن ثمَّ فِي سنة ثَمَان عشرَة امتحن الْعلمَاء بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن فَكتب إِلَى نَائِبه بالعراق إِسْحَاق بن الْخُزَاعِيّ ابْن عَم طَاهِر بن الْحُسَيْن بذلك ليلزم الْعلمَاء ويحاجهم فِي ذَلِك قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ قَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة النَّحْوِيّ فِي تَارِيخه حكى أَبُو سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عَليّ عَن يحيى بن أَكْثَم قَالَ كنت عِنْد الْمَأْمُون وَعِنْده جمَاعَة من قواد خُرَاسَان وَقد دَعَا إِلَى خلق الْقُرْآن حينئذِ فَقَالَ لأولئك القواد مَا تَقولُونَ فِي الْقُرْآن قَالُوا كَانَ شُيُوخنَا يَقُولُونَ مَا كَانَ فِيهِ ذكر

ص: 443

الْحمير وَالْجمال وَالْبَقر فَهُوَ مَخْلُوق وَمَا كَانَ فِيهِ من سوى ذَلِك فَهُوَ غير مَخْلُوق فَأَما إِذا قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ غير ذَلِك فَنحْن نقُول كُله مَخْلُوق فَقلت لِلْمَأْمُونِ أتفرح بموافقة هَؤُلَاءِ وَمن كَلَام الْمَأْمُون النَّاس ثَلَاثَة فَمنهمْ مثل الْغذَاء لَا بُد مِنْهُ على كل حَال وَمِنْهُم كالدواء يحْتَاج إِلَيْهِ فِي حَال الْمَرَض وَمِنْهُم كالدواء مَكْرُوه على كل حَال وَكَانَ يَقُول لَا نزهة ألذ من النّظر فِي عقول الرِّجَال وَكَانَ يَقُول غَلَبَة الْحجَّة أحب إِلَى من غَلَبَة الْقُدْرَة لِأَن غَلَبَة الْحجَّة لَا تَزُول وَغَلَبَة الْقُدْرَة تَزُول بزوالها وَكَانَ يَقُول الْملك يغْتَفر كل شَيْء إِلَّا ثَلَاثًا الْقدح فِي الْملك وإفشاء السِّرّ والتعرض للحرم وَكَانَ الْمَأْمُون مَعْرُوفا بالتشيع روى عَنهُ أَبُو دَاوُد المصاحفي قَالَ سَمِعت النَّضر ابْن شُمَيْل يَقُول دخلت على الْمَأْمُون فَقَالَ لي إِنِّي قلت الْيَوْم شعرًا فاسمعه فَقلت هاته قَالَ // (من المنسرح) //

(أصْبَحَ دِينِي الَّذِي أَدِينُ بِهِ

وَلَسْتُ مِنهُ الغدَاةَ مُعْتَذِرَا)

(حُبّ علِيِّ بعْدَ النبيِّ وَلَا

أَشْتُمُ صِدِّيقَهُ وَلَا عُمَرَا

)

وإِبنُ عفانَ فِي الجِنانِ مَعَ الْأَبْرَارِ

ذاكَ القَتِيلُ مُصْطَبِرَا)

(وعائِشُ الْلأُمُّ لَسْتُ أشْتُمُهَا

منْ يَفْتَرِيهَا فَنَحْنُ مِنْهُ بَرَا)

وَمن شعره // (من المتقارب) //

(لِسَانِي كَتُومٌ لِأَسْرَارِكُمْ

وَدمْعِي نمُومٌ لِسِرِّي مُذِبعُ)

(فَلَوْلَا دُمُوعي كتمتُ الهَوَى

وَلَوْلَا الهَوَى لَمْ تَكُنْ لِي دُمُوعُ)

وَفِي ابْن خلكان دخل النَّضر بن شُمَيْل على الْمَأْمُون لَيْلَة فتفاوضا الحَدِيث فروى الْمَأْمُون عَن هشيم بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس قَوْله

إِذا تزوج الرجل الْمَرْأَة لدينها وجمالها كَانَ فِيهِ سداد من عوز بِفَتْح السِّين فَقَالَ النَّضر يَا أميرِ

ص: 444

الْمُؤمنِينَ صدق هشيم حَدثنَا فلَان ابْن فلَان إِلَى عَليّ بن أبي طَالب فَذكر الحَدِيث فَقَالَ فِيهِ سداد من عوز وَكسر السِّين وَكَانَ الْمَأْمُون مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا وَقَالَ كَيفَ قَلت سِداد بِكَسْر السِّين قلت لِأَن السداد بِالْفَتْح هَهُنَا لحن فَقَالَ أتلحنني قلت إِنَّمَا لحن هشيم فَتَبِعَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ مَا الْفرق بَينهم قلت السداد بِالْفَتْح الْقَصْد فِي الدّين والسبيل وبالكسر الْبلْغَة وَكَانَ مَا سددت بِهِ شَيْئا فَهُوَ سداد فَقَالَ الْمَأْمُون أَو تعرف الْعَرَب ذَلِك قلت نعم هَذَا العرجي يَقُول // (من الوافر) //

(أَضَاعُونِي وَأَبيَّ فَتًى أَضَاعُوا

لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرِ)

فَاسْتَوَى جَالِسا وَقَالَ قبح الله من لَا أدب لَهُ ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ أَخْبرنِي بأخلب بَيت قالته الْعَرَب قلت قَول ابْن بيض فِي الحكم بن مَرْوَان // (من المنسرح) //

(تَقُولُ لِي وِالعُيُونُ هَاجِعَةٌ

أَقِمْ عَلَيْنَا يَوْمًا فلَمْ أُقِمِ)

(مَتَى يقُلْ صَاحِبُ السُّرَادِقِ هَا

ذَا إِبْنُ بيض بالبَابِ يَبْتسِمِ)

(قَدْ كنت أسلمتُ فِيكَ مُقْتَبلاً

فَهَاتِ أدخُلْ وأَعْطِنِي سلَمِي)

فَقَالَ لقد أحسن وأجاد فَأَخْبرنِي بأنصف بَيت قالته الْعَرَب قلت قَول عرُوبَة // (من الْكَامِل) //

(إِني وَإِن كَانَ ابْن عمِّيَ وَاغِرًا

لمُدَاهِن من خلفيهِ وَوَرَائِهِ)

(ومعده نَصْرِي وَإِن كَانَ امْرأٌ

مُتَبَاعدًا من أَرْضِهِ وَسَمائِهِ)

(فَأَكُون وَالي سِرِّهِ وأَصُونُه

حَتَّى يحينَ علىَّ وَقْتُ أَدَائِهِ)

(وَإِذَا الحَوَادِثُ أَحْجَنَتْ بِسَوَامِهِ

قَرَّبْتُ جلتَهَا إِلَى حِرْبائِهِ)

(وَإِذَا دَعَا باسمي لِيَرْكبَ مَرْكبًا

صعباً ركِبْتُ لهُ على سيسَائِهِ)

(وَإِذَا رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا ناضراً

لَمْ يلْقَنِي مُتَمنيا لِردَائِهِ)

قَالَ لقد أحسن وأجاد فَأَخْبرنِي عَن أغرب بَيت قالته الْعَرَب قلت قَول راعي الْإِبِل // (من المنسرح) //

(أَطْلُبُ مَا يطْلُبُ الْكريم مِنْ الرِّزْقِ

لِنَفْسِي وَأُجْمِلُ الطَّلَبَا)

(وَأَطْلُبُ الدُّرَّةَ الصفاءَ وَلَا

أَطْلُبُ فِي غَير خلفهَا جَلَبَا)

ص: 445

(إِنِّي رأيتُ الفَتَى الكريمَ إِذَا

رَغَّبتهُ فِي صَنِيعةٍ رَغِبَا)

(والنذْلَ لَا يطْلب العَلَاء ولَا

يعطيكَ شَيْئًا إِلَّا إِذا رَهِبَا)

(مثلُ الحِمارِ المُوَاقِعِ السُّوءِ لَا

يُحْسِنُ مشْيًا إِلا إِذا ضُرِبَا)

فَقَالَ وَالله لقد أحسن وأجاد ودعا بالدواة فَمَا أَدْرِي مَا يكْتب ثمَّ قَالَ يَا نضر كَيفَ تَقول فعل الْأَمر من الإتراب فَقلت أَقُول أترب القرطاس والقرطاس متروب قَالَ فَكيف تَقول من الطين قلت أَقُول طن الْكتاب وَالْكتاب مطين قَالَ هَذِه أحسن من الأولى ثمَّ دفَع مَا كتب إِلَى خَادِم وَجهه معي إِلَى الْحسن بن سهل فَلَمَّا قَرَأَ الْفضل الرقعة قَالَ يَا نضر قد أَمر لَك بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم فَمَا كَانَ السَّبَب فَأَخْبَرته فَأمر لي بِثَلَاثَة ألف دِرْهَم أُخْرَى فَأخذت ثَمَانِينَ ألف دِرْهَم بِحرف واحدٍ اسْتُفِيدَ مني وَقد نَادَى الْمَأْمُون بِإِبَاحَة الْمُتْعَة فَلم يَجْسُر أحد يُنكر عَلَيْهِ فروى لَهُ يحيى بن أَكْثَم حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْني الْحَنَفِيَّة عَن أَبِيهِمَا مُحَمَّد بن عَليّ ري الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنه عليه الصلاة والسلام نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء يَوْم خَيْبَر فَلَمَّا صَحَّ لَهُ الحَدِيث رَجَعَ إِلَى الْحق ونادى بإيطالها وَأما مسألأة خلق الْقُرْآن فصمم عَلَيْهَا وَلم يرجع عَنْهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة وامتحن الْعلمَاء بهَا فعوجل وَلم يُمْهل توجه فِي هَذِه السّنة غازياً إِلَى أَرض الرّوم فَلَمَّا وصل إِلَى البذندون مرض وَاشْتَدَّ بِهِ المر فأوصى بالخلافة إِلَى أَخِيه المعتصم بن الرشيد وَأما المؤتمن الْمَعْقُود لَهُ الْعَهْد بعده فقد كَانَ خلعه قبل حِين وَجعل الرضي مَكَانَهُ فِيمَا تقدم سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ فَلَمَّا ورد نزل على عين البذندون فَأَقَامَ هُنَاكَ واعتل قَالَ المَسْعُودِيّ أعجبه برد مَاء الْعين وصفاؤها وَطيب الْموضع وَكَثْرَة الخضرة وَقد طرح لَهُ دِرْهَم فِي الْعين فقرأه فِيهَا لفرط صفائها وَلم يقدر أحد أَن يسبح فِيهَا لشدَّة بردهَا فَرَأى سَمَكَة نَحْو الذِّرَاع كَأَنَّهَا الْفضة فَجعل لمن يُخرجهَا سيفَاً فَنزل فرَاش فاصطادها وطلع فاضطربت وفرت إِلَى المَاء فنضح صدر الْمَأْمُون ونحره وابتل ثَوْبه ثمَّ نزل الْفراش ثَانِيَة فَأَخذهَا فَقَالَ الْمَأْمُون يقلي

ص: 446

السَّاعَة ثمَّ أَخَذته رعدة وتغطى باللحف وَهُوَ يرتعد ويصيح فأوقدت حوله نَار ثمَّ أَتَى بالسمكة فَمَا ذاقها لشغله بِحَالهِ ثمَّ أَفَاق من غمرته فَسَأَلَ عَن تَفْسِير اسْم الْمَكَان بالعربي فَقيل لَهُ مد رجليك فتطير بِهِ وَسَأَلَ عَن تَفْسِير الْبقْعَة قيل الرقة وَكَانَ فِيمَا علم من مولده أَنه يَمُوت بالرقة فَكَانَ يتَجَنَّب نزُول الرقة فَلَمَّا سمع هَذَا من الرّوم عرف وأيس وَقَالَ يَا من لَا يَزُول ملكه ارْحَمْ من زَالَ ملكه وأجلس المعتصم عِنْده من يلقنه الشَّهَادَة فَرفع الرجل بهَا صَوته فَقَالَ لَهُ ابْن ماسويه لَا تصح فوَاللَّه مَا يفرق الْآن بَين ربه وَبَين ماني فَفتح الْمَأْمُون عَيْنَيْهِ وَبِهِمَا من عظم الورم والحمرة أَمر شَدِيد وَأَقْبل يحاول بيدَيْهِ الْبَطْش بِابْن ماسويه ورام مخاطبته فعجز فرمز بطرفه نَحْو السَّمَاء وَقد امْتَلَأت عَيناهُ دموعاً وَقَالَ فِي الْحَال يَا من لَا يَمُوت ارْحَمْ من يَمُوت ثمَّ قضى فِي يَوْم الْخَمِيس لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من رَجَب سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ فنقله ابْنه الْعَبَّاس وَأَخُوهُ المعتصم إِلَى طرسوس فَدفن هُنَاكَ وَلما ورد خبر وَفَاته بَغْدَاد قَالَ أَبُو سعيد المَخْزُومِي // (من الْخَفِيف) //

(هَلْ رَأيْتَ النُّجُومَ أَغْنتْ عَنِ الْمأْمُونِ

يَوْمًا أَوْ ملكه المأسوس)

(خَلَّفُوهُ بِعَرْصَتَيْ طَرَسُوس

مِثْلَ مَا خلَّفُوا أَبَاهُ بِطُوسِ)

حدث مُحَمَّد بن أَيُّوب أَمِير الْبَصْرَة لِلْمَأْمُونِ قَالَ كَانَ بِالْبَصْرَةِ رجل من بني تَمِيم شَاعِر أديب كنت آنس بِهِ فَأَرَدْت نَفعه فَقلت خليفتنا الْمَأْمُون أَجود من السَّحَاب الحافل وَالرِّيح العاصف وَإِنِّي موفدك عَلَيْهِ فَدَعَا لي فأعطيته نجيبَاً وَنَفَقَة ثمَّ عمل أرجوزة لَطِيفَة ذَكرنِي فِيهَا فاستحسنتها وَخرج إِلَى الشَّام والمأمون ب سلغوس ثمَّ أَخْبرنِي بعد ذَلِك فَقَالَ بَينا أَنا فِي غَدَاة قُرَّة على نجيبي وَأَنا أُرِيد الْعَسْكَر إِذا أَنا بكهل على بغل فاره مَا يقر قراره وَلَا تدْرك خطاه فتلقاني مُوَاجهَة فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك بِكَلَام جَهورِي وَقَالَ قف إِن شِئْت فوقفت فتضوعت مِنْهُ رَائِحَة الْمسك فَقَالَ مِمَّن أَنْت فَقلت رجل من مُضر فَقَالَ وَنحن من مُضر قَالَ ثمَّ مِمَّن قلت من تَمِيم من بني سعد فَقَالَ هيه مَا أقدمك قلت قصدت

ص: 447

هَذَا الْخَلِيفَة الَّذِي مَا سَمِعت بِمثلِهِ أندى رَاحَة وَلَا أوسع ساحة وَلَا أطول باعاً وَلَا أمد يفاعَاً وَقد قصدته بِشعر يلذ على أَفْوَاه الروَاة ويحلو فِي آذان المستمعين قَالَ فأنشدنيه فمضيت وَقلت يَا رَكِيك أخْبرك بِشعر قلته فِي الْخَلِيفَة ومديح حبرته فِيهِ فَقَالَ وَمَا تَأمل مِنْهُ قلت إِن كَانَ على مَا ذكر لي فألف دِينَار قَالَ فَأَنا أُعْطِيك ألف دِينَار إِن رَأَيْت الشّعْر جيدَاً وَمَتى تصل إِلَيْهِ وَبَيْنك وَبَينه عشرُون ألف رامح ونابل فَقلت لَهُ أَمَعَك مَال قَالَ بغلي هَذَا خير من ألف دِينَار أنزل لَك عَن ظَهره فَقلت مَا يُسَاوِي هَذَا الْبَغْل هَذَا النجيب فَقَالَ دع عَنْك هَذَا وَلَك الله أَن أُعْطِيك ألف دِينَار فَأَنْشَدته الأرجوزة وَقلت // (من الرجز) //

(مَأمُونُ يَا ذَا المِنَنِ الشَّرِيفَهْ

وَصَاحِبَ المَرْتَبَةِ المُنِيفَهْ)

(وَقَائِدَ الْكَتِيبََةِ الْكَثِيفَهْ

هَلْ لَكَ فِي أُرْجُوزَةٍ ظَرِيفَهْ)

(أظْرَفَ مِنْ فِقهِ أبِي حَنِيفَهْ

لَا وَالَّذِي أَنْتَ لَهُ خَلِيفَهْ)

(مَا ظَلَمَتْ فِي أَرْضِنَا عَفِيفَهْ

أَميرنَا مُؤْنَتُهُ خَفِيفَهْ)

(ومَا اجْتَنَي شَيْئًا سِوَى الوَظِيفَهْ

فَالذَّئْبُ وَالنَّعْجَةُ فِبي سَقِيفَهْ)

(وَاللِّصُّ وَالتَّاجِرُ فٍ ي قَطِيفَهْ

)

قَالَ فوَاللَّه مَا أتممتها حَتَّى غشينا زهاء عشرَة آلَاف فَارس قد سدوا الْأُفق يَقُولُونَ السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فأخذني شبه جُنُون فَنظر إِلَيّ وَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك قلت أمعذري أَنْت قَالَ نعم ثمَّ الْتفت إِلَى خَادِم وَقَالَ أعْطِيه مَا مَعَك فَأخْرج كيساً فِيهِ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار ذَهَبا وَقَالَ هاك سَلام عَلَيْك وَمضى وَرجعت إِلَى بلدي مَسْرُورا فِي المسامرة لِابْنِ عَرَبِيّ أشرف الْمَأْمُون من قصره فَرَأى رجلا قَائِما وَبِيَدِهِ فَحْمَة وَهُوَ يكْتب بهَا على حَائِط قصره فَأمر الْمَأْمُون بعض خدمه أَن يذهب إِلَيْهِ فَينْظر مَا كتب ويأتيه بِهِ فبادر الْخَادِم إِلَى الرجل مسرعاً وَقبض عَلَيْهِ وَتَأمل الْكتاب وَإِذا هُوَ // (من الْبَسِيط) //

(يَا قَصْرُ جُمِّعَ فيكَ الشُّؤْم واللُّومُ

متَى تُعَشِّشُ فِي أَرْجَائِكَ البُومُ)

(يَوْمَ تُعَشِّشُ فيكَ البُومُ مِنْ فرَحِي

أَكُونُ أَّولَ منْ يرْعَاك مَرْغُومُ)

ثمَّ إِن الْخَادِم قَالَ للرجل أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ سَأَلتك بِاللَّه لَا تذْهب

ص: 448

بِي إِلَيْهِ فَقَالَ الْخَادِم لَا بُد من ذَلِك فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ أعلمهُ الْخَادِم بِمَا كتبه فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون وَيلك مَا حملك على هَذَا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه لن يخفي عَلَيْك مَا حواه قصرك من خَزَائِن الْأَمْوَال والحلي وَالْحلَل وَالطَّعَام وَالشرَاب والقرش والأواني والأمتعة والجواري والخدم وَغير ذَلِك مِمَّا يقصر عَنهُ وصفي ويعجز عَنهُ فهمي وَإِنِّي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قّد مَرَرْت عَلَيْهِ الْآن وَأَنا فِي غَايَة الْجُوع والفاقة فوقفت مفكرَاً فِي أَمْرِي وَقلت فِي نَفسِي هَذَا الْقصر عَامر عَال وَأَنا جَائِع وَلَا فَائِدَة لي فِيهِ وَلَو كَانَ خرابَاً وَأَنا مَرَرْت بِهِ لم أعدم مِنْهُ رخامة أَو خَشَبَة أَو مسمارَاً أبيعه وأتقوت بِثمنِهِ أَوَ مَا علم أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا قَالَ الشَّاعِر فَقَالَ الْمَأْمُون وَمَا قَالَ الشَّاعِر فَقَالَ قَالَ // (من الطَّوِيل) //

(إِذَا لم يَكُنْ للمَرْءِ فِي دولِة اٌ مْرِئٍ

نصيبٌ وَلَا حَظٌّ تَمَنَّى زَوَالَها)

(وَمَا ذَاكَ مِنْ بُغْضٍ لَهَا غَيْرَ أَنَّهُ

يُرَجِّى سِوَاها فَهْوَ يهوى زَوَالَهَا)

فَقَالَ الْمَأْمُون يَا غُلَام أعْطه ألف دِينَار ثمَّ قَالَ هِيَ لَك كل سنة مَا دَامَ قَصرنَا عامرَاً بأَهْله وَفِي مثل هَذَا الْمَعْنى قَالَ الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) //

(إِذَا لاكنتَ فِي أَمْرٍ فَكُنْ فِيهِ مُحْسِنًا

فَعَمَّا قَليلٍ أَنْتَ مَاضٍ وَتَارِكُهْ)

(وَكَمْ دَحَتِ ألأَيَّامُ أربابَ دَوْلَةٍ

وَقَدْ ملكُوا أضعافَ مَا أَنْتَ مَالِكُهْ)

كَانَت مُدَّة خِلَافَته عشْرين سنة وَخَمْسَة أشهر وَسَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا وعمره ثَمَان وَأَرْبَعُونَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَمن شعر الْمَأْمُون فِي آل الْبَيْت قَوْله // (من الوافر) //

(وَكَمْ غَاو يَعَضُّ عَلَىَّ غَيْظًا

إذَ أَدْنَيْتُ أَبْنَاءَ الوصِيِّ)

(يحاولُ أنَّ نورَ الله يُطْفَى

وَنُورُ اللَّهِ فِي حِصْنٍ أَبيِّ)

(فقلتُ أَلَيسَ قدْ أَوتيتَ عِلْمًا

وَبانَ لَكَ الرشيدُ مِن الْغَوِيِّ)

(وَعُرِّفْتَ احْتِجَاجي بالمَثانِي

وبِالمَعْقُولِ وَالْأَثرِ القَوِيِّ)

(بِأَيَّةِ خلَّةٍ وبِأَيَّ مَعْنًى

تُفَضِّلُ مُلْحِدينَ عَلَى عَلِيِّ)

(عليٌّ أَعْظَمُ الثَّقَلينِ حَقًّا

وأفضَلُهم سِوَى حَقِّ النبيِّ)

رَحمَه الله تَعَالَى

ص: 449