الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وعمره ثَمَان وأرِبعون سنة وَثَمَانِية أَيَّام وَمن أحسن مَا سمع مِنْهُ قَوْله إِن صَحَّ عَنهُ اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي أخافك من قِبَلي وَلَا أخافك من قبلك وأرجوك من قبلك وَلَا أرجوك من قبلي رَحمَه الله تَعَالَى وَلما مَاتَ المعتصم رثاه وزيره مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات جَامعا بَين لعزاء والهناء فَقَالَ // (من المنسرح) //
(قَدْ قُلْتُ إِذَ غَيَّبُوكَ واصْطَفَقَتْ
…
عَلَيْكَ أَيْدٍ بِالتُّرْبِ وَالطِّينِ)
(إِذْهَبْ فَنِعْمَ الحْفِيظُ كُنْتَ عَلَى الدُّنْيَا وَنِعْمَ الظَّهِرُ للِدِّينِ)
(مَا يَجْبُرُ اللَّهُ أَمَّةً فَقَدَتْ
…
مِثْلَكَ إِلَاّ بِمِثْلِ هَارُونِ)
(خلَافَة الواثق بِاللَّه)
هَارُون بن أبي إِسْحَاق مُحَمَّد المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بُويِعَ بالخلافة ب سر من رأى بِمَوْت أَبِيه المعتصم فاستقر الْأَمر لَهُ بِبَغْدَاد وَغَيرهَا ولد لعشرِ بَقينَ من الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَة وَفِي المسامرة بُويِعَ فِي تَاسِع ربيع الأول يَوْم الْخَمِيس لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أمه أم ولد اسْمهَا قَرَاطِيس كَانَ أَبيض حسن الخيم فِي عينه الْيُمْنَى نُكْتَة بَيَاض وَلم ولي قتل أَحْمد بن نصر الْخُزَاعِيّ على القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَنصب رَأسه الشرق فدار إِلَى الْقبْلَة فَأقْعدَ رجلا مَعَه رمح أَو قَصَبَة وَأمره أَن يرد الرَّأْس كلما دَار إِلَى الْقبْلَة إِلَى الشرق ورؤى فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي ورحمني إِلَّا أَنِّي كنت
مهموما رَأَيْت النَّبِي
مرَّتَيْنِ معرضًا عني بِوَجْهِهِ فغمني ذَلِك ثمَّ رَأَيْته مرّة ثْالثه فَقلت يَا رَسُول اللِّه ألستُ على الْحق فَلم تعرض عني قَالَ بلَى وَلَكِنِّي أَعرَضت عَنْك حَيَاء إِذْ قَتلك رجل من أهل بَيْتِي وروى البغداي أَن طَاهِر بن خلف قَالَ سَمِعت مُحَمَّدًا الملقب بالمهتدي بن الواثق يَقُول كنت عِنْد أبي الواثق إِذْ أَتَى بِرَجُل مَحْصُور مُقَيّد فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَا سلم الله عَلَيْك فَقَالَ بئْسَمَا أدبك بِهِ من أدبك قَالَ تَعَالَى {وَإذَا حُيّيتمُ بِتَحِيَّة فَحَيّوا بأحسَنَ منهَا أَو رُدُّوهَا} النِّسَاء 86 وَالله مَا حييتني بِأَحْسَن مِنْهَا وَلَا رَددتهَا فَقَالَ لَهُ أبي وَعَلَيْك السَّلَام فَقَالَ ابْن أبي دؤاد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الرجل مُتَكَلم فَقَالَ كَلمه وسله فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا مَحْبُوس مُقَيّد أُصَلِّي فِي الْحَبْس بِتَيَمُّم منعت المَاء فَمر بقيودي تحل وَمر لي بِمَاء أتطهر بِهِ فأصلي ثمَّ سل فَأمر لَهُ بِمَاء فَتَوَضَّأ وَصلى ثمَّ قَالَ لِابْنِ أبي دؤاد سَله فَقَالَ الشَّيْخ الْمَسْأَلَة لي فمره أَن يجيبني فَقَالَ سل فَأقبل الشَّيْخ على ابْن أبي دؤاد فَقَالَ أَخْبرنِي عَن هَذَا الْأَمر الَّذِي تَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ أَشَيْء دَعَا إِلَيْهِ رَسُول الله
قَالَ لَا قَالَ فشيء دَعَا إِلَيْهِ أَبُو بكر بعده قَالَ لَا قَالَ فشيء دَعَا إِلَيْهِ عمر بن الْخطاب قَالَ لَا قَالَ فشيء دَعَا إِلَيْهِ عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ لَا قَالَ الشَّيْخ فشيء دَعَا إِلَيْهِ عَليّ بن أبي طَالب قَالَ لَا قَالَ الشَّيْخ فشيء لم يدع إِلَيْهِ رَسُول الله
وَلَا أَبُو بكر وَلَا عمر وَلَا عُثْمَان وَلَا عَليّ تَدْعُو إِلَيْهِ أَنْت أَيهَا الْإِنْسَان لَيْسَ يَخْلُو أَن تَقول علموه أَو جهلوه فَإِن قلت علموه وسكتوا عَنهُ وسعنا وَإِيَّاك من السُّكُوت مَا وسع الْقَوْم وَإِن قلت جهلوه وعلمته أَنْت فيا لكع ابْن لكع يجهل النَّبِي
وَالْخُلَفَاء الراشدون شَيْئا وتعلمه أَنْت وَأَصْحَابك قَالَ الْمُهْتَدي بن الواثق فَرَأَيْت أبي وثب قَائِما وَدخل الْخلْوَة وَجعل ثَوْبه فِي فِيهِ يضْحك ثمَّ جعل يَقُول صدق لَيْسَ يَخْلُو من أَن يَقُول علموه أَو جهلوه فَإِن قَالَ علموه وسكتوا وسعنا مَا وسع الْقَوْم جزما قَالَ الْمُهْتَدي ثمَّ دَعَا أبي عماراً الْحَاجِب وَأمره أَن يُعْطي الشَّيْخ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَيَأْذَن لَهُ فِي الرُّجُوع إِلَى وَطنه وَأَهله وَسقط من عينه ابْن أبي دؤاد وَلم يمْتَحن بعد ذَلِك أحدا
وَالشَّيْخ الْمَذْكُور هُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ شيخ أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي حليته قَالَ الْمُهْتَدي مَا قطع أبي يَعْنِي الواثق إِلَّا شَيخٌ جِيءَ بِهِ من المصنعة فَمَكثَ فِي الْحَبْس مُدَّة ثمَّ ذكر الْقِصَّة بِقرب مِمَّا ذَكرْنَاهُ وَأخرج الصولي قَالَ غنى فِي مجْلِس الواثق بِشعر الأخطل // (من الْبَسِيط) //
(وَشَادِنٍ فَرِحٍ بِالْكَأْسِ نَادَمنَي
…
لَا بِالحُصورِ ولَا فِيهَا بِسوَّارِ)
فَقيل سوار وسآر فَوجه إِلَى ابْن الْأَعرَابِي فسَأله عَن ذَلِك فَقَالَ سوار وثاب يَقُول وَلَا يثب على ندمائه وسآر يفضل فِي الكأس سؤراً وَقد رويا جميعَاً فَأمر الواثق لَهُ بِعشْرين ألف دِرْهَم وَفِي الذهبيي قيل رأى الواثق مناماً كَأَنَّهُ سَأَلَ الله الْجنَّة وَأَن قَائِلا يَقُول لَا يهْلك على الله إِلَّا مَن قلبه مَرتٌ فَأصْبح فَسَأَلَ الجلساء عَن ذَلِك فَلم يعرفوا مَعْنَاهُ فَوجه إِلَى أبي محلم فَسَأَلَهُ عَن الرُّؤْيَا والمرت فَقَالَ أَبُو محلم المَرت القفر الَّذِي لَا ينْبت شَيْئا فَالْمَعْنى لَا يهْلك على لله إِلَّا من قلبه خَال من الْإِيمَان خلو المرت من النَّبَات فَقَالَ لَهُ الواثق أُرِيد شَاهدا على هَذَا فَقَالَ قَالَ شَاعِر بني أَسد // (من الْبَسِيط) //
(وَمَرْتٍ مَرَورَاتٍ يَحَارُ بِهَا الْقَطَا
…
وَيُصْبحُ ذُو عِلْمٍ بِهَا وَهْوَ جَاهِلُ)
فَأمر لَهُ الواثق بِمِائَة ألف دِينَار وَفِي ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة أبي عُثْمَان بكر الْمَازِني الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ شيخ الْمبرد رَوَاهَا عَن شَيْخه أبي عُثْمَان أَن رجلا من أهل الذِّمَّة قَصده لقرأ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ ويزن لَهُ مائَة دِينَار فَامْتنعَ أَبُو عُثْمَان من ذَلِك فَقَالَ لَهُ الْمبرد تِلْمِيذه جعلت لَك الْفِدَاء أترد الْمَنْفَعَة مَعَ فاقتك فَقَالَ إِن هَذَا الْكتاب يشْتَمل على أَكثر من ثَلَاثمِائَة آيَة من كتاب الله تَعَالَى وَلست أرى أَن أمكن مِنْهُ ذِمِّيا غيرَة على كتاب الله وحمية لَهُ قَالَ فاتفق أَن جَارِيَة غنت بِحَضْرَة الواثق بقول العرجي // (من الْكَامِل) //)
أَظَلُومُ إِنَّ مُصَابِكُمْ رَجُلاً
…
أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّةً ظُلْمُ)
فَاخْتلف من بِحَضْرَتِهِ فِي إِعْرَاب رجل مِنْهُم من نَصبه على أَنه اسْم إِن وَمِنْهُم
من رَفعه على أَنه خَبَرهَا وَالْجَارِيَة مصرة على لِأَن شيخها أَبَا عُثْمَان الْمَازِني لقنها إِيَّاه بِالنّصب فَأمر الواثق بإشخاصه قَالَ أَبُو عُثْمَان فَلَمَّا مثلتُ بَين يَدَيْهِ قَالَ لي مِمَّن الرجل قلت من مَازِن قَالَ أَي الموازن أمازن تَمِيم أم مَازِن قيس أم مَازِن ربيعَة قلت من مَازِن ربيعَة فكلمني بِكَلَام قومِي فَقَالَ لي بَاسمُكَ لأَنهم يبدلون الْبَاء من الْمِيم وَالْمِيم مِنْهَا فَكرِهت أَن أواجهه بالمكر فَقلت بكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَفطن لما قصدته وأعجب بِهِ ثمَّ قَالَ مَا تَقول فِي الْبَيْت وأنشده أترفعه أم تنصبه قلت بل الْوَجْه النصب يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ قَالَ وَلم قلت لِأَن مصاب مصدر ميمي بِمَعْنى الْإِصَابَة ورجلا مَنْصُوب بِهِ وَالْمعْنَى إِن إصابتكم رجلا أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم فظلم هُوَ الْخَبَر ل إِن وَلَا يتم الْكَلَام إِلَّا بِهِ فَاسْتَحْسَنَهُ الواثق وأعجب بِهِ ثمَّ قَالَ هَل لَك من ولد قلت نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بنية قَالَ مَا قَالَت لَك عِنْد مسيرك قَالَ قلت أنشدت وَهِي تبْكي قَول الْأَعْشَى // (من المتقارب) //
(أَيَا أَبَتَا لَا ترِمْ عندَنَا فَإِنَّا بِخَيْرٍ إِذَا لمْ ترِمْ)
(أُرَانا إِذا أَضْمَرَتْكَ البِلَادُ
…
نُجْفَى وَتُقْطعُ مِنَّا الرَّحِمْ)
قَالَ الواثق فَمَا قلت لَهَا قلت قَول جرير من // (الوافر) //
(ثِقِي بِاللَّهِ ليْسَ لَهُ شرِيكٌ
…
وَمِنْ عِنْدِ الخلِيفَةِ بِالنَّجَاحِ)
فَقَالَ عَليّ النجاح إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ أَمر لي بِأَلف دِينَار ولحف وهدايا كَثِيرَة ووهب لي الْجَارِيَة جملَة أُخْرَى وردني مكْرها قَالَ الْمبرد فَلَمَّا عَاد جِئْت لأهنئه بالقدوم فَقَالَ لي كَيفَ رَأَيْت يَا أَبَا الْعَبَّاس تركنَا لله مائَة فعوضنا ألفا فَقلت من ترك شَيْئا لله عوضه الله خيرا مِنْهُ كَانَ الواثق مؤثراً لِكَثْرَة الْجِمَاع فَقَالَ لطبيب اصْنَع لي دَوَاء للباءة فَقَالَ الطَّبِيب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تهدم بدنك بِالْجِمَاعِ وَاتَّقِ الله فِي نَفسك فَقَالَ لَا بُد من ذَلِك فَأمر الطَّبِيب أَن يُؤْخَذ لحم سبع فيغلى عَلَيْهِ سبع غليات على جمر وتتناول مِنْهُ إِذا شربت وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وَلَا تتجاوز هَذَا الْقدر فَأمر بِذبح سبع
فبذبح وطبخ لَحْمه وَصَارَ يتنقل بِهِ على شرابه فَلم يكن إِلَّا قَلِيل حَتَّى استسقى فأجمع الْأَطِبَّاء على أَن لَا دَوَاء لَهُ إِلَّا أَن ينزل بَطْنه ثمَّ يتْرك فِي التَّنور قد سجر بحطب الزَّيْتُون حَتَّى يصير جمراً ثمَّ يجلس فِيهِ فَفعل بِهِ ذَلِك وَمنع المَاء ثَلَاث سَاعَات فَجعل يستغيث وَيطْلب المَاء فَلَا يسقونه فَصَارَ فِي جسده نفاطات مثل الْبِطِّيخ ثمَّ أَخْرجُوهُ فَجعل بقول ردوني لى التَّنور وَإِلَّا مت فَردُّوهُ فسكن صياحه ثمَّ انفجرت تِلْكَ النفاطات وقطر مِنْهَا مَاء فَأخْرج من التَّنور وَقد اسود جَسَد فَمَاتَ بعد سَاعَة وَلما احْتضرَ جعل يَقُول
(أَلْمَوْتُ فِيهِ جَمِيعُ النَّاسِ تَشْترِكُ
…
لَا سُوقَةٌ مِنْهُمُ يَبْقَى وَلَا ملِكُ)
(مَا ضَرَّ أَهْلَ قَلِيلٍ فِي تفَاقُرِهِمْ
…
وَلَيْسَ يُغْنِي عنِ الْأَمْلَاكِ مَا ملَكُوا)
ثمَّ أَمر بالبسط فطويت وألصق خُذْهُ فِي الأَرْض وَجعل يَقُول يَا من لَا يَزُول ملكه ارْحَمْ من زَالَ ملكه قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَن أَحْمد بن مُحَمَّد الواثقي أَمِير الْبَصْرَة عَن أَبِيه قَالَ كنت أَدخل فِي مرض الواثق عَلَيْهِ إِذْ لحقته غشية فَمَا شككنا أَنه مَاتَ فَقَالَ بَعْضنَا لبَعض تقدمُوا فَمَا جسر أحد فتقدمت أَنا فَلَمَّا صرت عِنْد رَأسه وَأَرَدْت أَن أَضَع يَدي على أَنفه لحقته إفاقة فَفتح عَيْنَيْهِ فكدت أَمُوت فَزعًا أَن يراني قد مشيت إِلَى غير رتبتي فَرَجَعت إِلَى خلف فتعلقت قبيعة سَيفي بالعتبة فَعَثَرَتْ على سَيفي فاندلق فكاد أَن يدْخل فِي لحمي فَسلمت وَخرجت واستدعيت بِسيف وَجئْت فوقفت سَاعَة فَتلفت الواثق تلفاً لم يشك فِيهِ فشددت لحييْهِ وغمضته وسجيته وَجَاء الفراشون فَأخذُوا مَا تَحْتَهُ ليردوه إِلَى الخزائن لِأَنَّهُ مكتتب عَلَيْهِم وَترك وَحده فِي الْبَيْت فَقَالَ لي أَحْمد بن أبي دؤاد القَاضِي إِنَّا نُرِيد أَن نتشاغل بِأَمْر الْبَيْت وَأحب أَن تحفظ إِلَى أَن يدْفن فَأَنت من أخصهم بِهِ فِي حياتيه فَرددت بَاب الْمجْلس وَجَلَست عِنْد الْبَاب فأحسست بعد سَاعَة بحركة فِي الْمجْلس أفزعتني فَدخلت فَإِذا بجرذون قد جَاءَ فاستل عينه فَقلت لَا إِلَه إِلَّا الله هَذِه الْعين الَّتِي فتحهَا من سَاعَة فاندلق سَيفي هَيْبَة لَهَا كَذَا فِي الذَّهَبِيّ والجرذون أكبر من اليربوع قَالَ يحيى بن أَكْثَم مَا أحسن أحد إِلَى آل أبي طَالب مَا أحسن إِلَيْهِم الواثق