الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(غَيْرَ أنِّي أَقُولُ إِنَّكَ قد طِبْتَ
…
وَإِنْ لم يَطِبْ وَلم يَزْكُ بَيْتُكْ)
(أَنْتَ نَزَّهْتَنَا عَنِ السَّبِّ والقَذْفِ
…
فَلَو أَمْكَنَ الجَزَا لَجَزيْتُكْ)
(وَلَوَ انِّي رَأَيْتُ قَبْرَكَ لاسْتَحْيَيْتُ
…
مِنْ أَن أُرَى وَمَا حَييْتُك)
(وَقَلِيلٌ أَنْ لَو بَذَلْتُ دِمَاءَ البُدْنِ
…
صِرْفًا على الثَّرَى وسَقَيْتُكْ)
(دَيْرُ سمعانَ لَا أَغَبَّكَ غادٍ
…
خَيْرُ ميتٍ من آل مرْوان ميْتُكْ)
(أَنْتَ بألذُّكْرِ بَين عَيْنِي وقلبي
…
إنْ تَدَانَيْتُ مِنْكَ يَوْمًا أَتَيْتُكْ)
(وإذَا حركَ الحَشَا خَاطِرٌ مِنْكَ
…
تَوَهَّمْتُ أَنَّنِي قَدْ رَأَيْتُكْ)
(قَرُبَ العَدْلُ مِنْكَ لَمَّا نَأَي الجَوْرُ
…
بِهِمْ فاجْتَوَيْتَهُمْ وَاجْتَبَيْتُكْ)
(وَلَوَ انِّي مَلَكْتُ دفعا لما نَابَكَ
…
مِنْ طَارِقِ الرَّدَى لَفَدَيْتُكْ)
رَحمَه الله تَعَالَى
(خلَافَة يزِيد بن عبد الْملك)
ابْن مَرْوَان بن الحكم أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو خَالِد الْأمَوِي ولي الْخلَافَة بعد عمر بن عبد الْعَزِيز بِعَهْد من أَخِيه سُلَيْمَان مَعْقُود فِي تَوْلِيَة عمر بن عبد الْعَزِيز كَمَا ذَكرْنَاهُ وَأمه عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ جسيماً أَبيض مدوَر الْوَجْه أفقم لم يشب وَقيل لعمر بن عبد الْعَزِيز حِين احْتضرَ اكْتُبْ ليزِيد فأوصه بالأمة فَقَالَ بِمَاذَا أوصيه إِنَّه من بني عبد الْملك ثمَّ كتب أما بعد فَاتق الله يَا يزِيد وَإِيَّاك أَن تدركك الصرعة بعد الْغَفْلَة حِين لَا تُقَال العثرة وَلَا تقدر على الرّجْعَة إِنَّك تتْرك مَا تتْرك لمن لَا يحمدك وَتصير إِلَى من لَا يعذرك وَالسَّلَام وَلما ولي يزِيد عمل بسيرة عمر بن عبد الْعَزِيز أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَدخل عَلَيْهِ من
الَّذين أضلهم الله على علم أَربَعُونَ نَفرا من الشُّيُوخ من أهل دمشق وحلفوا لَهُ بِاللَّه مَا على الْملك من سُؤال وَلَا عَذَاب فِي لَذات نَفسه لِأَنَّهُ مشتغل بِأُمُور النَّاس نَعُوذ بِاللَّه مِمَّا سيلقى الظَّالِمُونَ من شَدِيد الْعَذَاب الْأَلِيم وخدعوه بذلك فانخدع لَهُم وَكَانَ كَلَامهم موفقا لهواه فانهمك فِي اللَّذَّات وَاللَّهْو والطرب وَلم يراقب الله وَلم يخشه وَرُوِيَ أَن شهَاب عبد الله بن مُسلم الزُّهْرِيّ دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يزِيد هَهُنَا حَدِيث حَدثنَا بِهِ أهل الشَّام فَقَالَ وَمَا هُوَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ حدثوا أَن الله تَعَالَى إِذا استرعى عبدا عباده كتب لَهُ الْحَسَنَات وَلم يكْتب عَلَيْهِ السَّيِّئَات فَقَالَ ابْن شهَاب كذبُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنَبِي خَليفَة أقرب عِنْد الله أم خَليفَة غير نَبِي فَقَالَ بل نَبِي خَليفَة أقرب قَالَ أحدثُكَ بِمَا لَا تشكُّ فِيهِ قَالَ الله تَعَالَى {يَا دَاودُ إِنا جَعلناك خليفَة فِي اَلأَرضِ فاحكمُ بَين اَلناسِ} الْآيَة ص 26 يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا فِي حق خَليفَة نَبِي فَمَا ظَنك بخليفة غير نَبِي يحْكى عَن مؤدب يزِيد هَذَا أَنه قَالَ لَهُ فِي صغره وَقت تعلمه وَقد لحن لم لحنت فَقَالَ الْجواد قد يعثر فَقَالَ لَهُ الْمُؤَدب إِي وَالله وَيضْرب حَتَّى يَسْتَقِيم فَقَالَ يزِيد وَرُبمَا يرمح سائسه فيكسر أَنفه وَفِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر ذكر أَن يزِيد بن عبد الْملك كَانَ قد اشْترى فِي أَيَّام أَخِيه سُلَيْمَان بن عبد الْملك جَارِيَة من عُثْمَان بن سهل بن حنيف الْأنْصَارِيّ بأَرْبعَة آلَاف دِينَار وَكَانَ اسْمهَا حَبابة بتَشْديد الْبَاء الأولى وأحبها حبا شَدِيدا فَبلغ أَخَاهُ سُلَيْمَان ذَلِك فَقَالَ لقد هَمَمْت أَن أحجر على يزِيد فَبلغ ذَلِك يزِيد فَبَاعَهَا خوفَاً من أَخِيه سُلَيْمَان فَلَمَّا أفضت الْخلَافَة إِلَيْهِ بعد سُلَيْمَان قَالَت لَهُ زَوجته يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَل بَقِي فِي نَفسك من الدُّنْيَا شَيْء قَالَ نعم قَالَت مَا هُوَ قَالَ حَبابة فاشترتها لَهُ وَهُوَ لَا يعلم وزينَتهَا وأجلستها من وَرَاء السّتْر ثمَّ قَالَت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَل بَقِي فِي نَفسك فِي الدُّنْيَا شَيْء قَالَ لَهَا أَو مَا أعلمتك أَنَّهَا حبابة فَرفعت السّتْر وَقَالَت هَا أَنْت وحبابة وَتركته إِيَّاهَا فحظيت عِنْده وغلبت على عقله وَلم ينْتَفع بِهِ فِي الْخلَافَة