الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلما مَاتَ عضد الدولة قَامَ وَلَده بهاء الدولة بن عضد الدولة بتدبير المملكة بعد وَالِده فَخلع عَلَيْهِ الطائع وقلده مَا كَانَ قلد أَبَاهُ ثمَّ إِن بهاء الدولة أمسك الطائع واعتقله ونهبت دَار الْخلَافَة ثمَّ أشهد على الطائع بخلع نَفسه من الْخلَافَة وتسليمها إِلَى أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن إِسْحَاق بن المقتدر وَكَانَ الْخلْع وَالْإِشْهَاد فِي شهر شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَأقَام مخلوعاً إِلَى أَن توفّي فِي لَيْلَة عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَت مُدَّة خِلَافَته سبع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر وَتِسْعَة أَيَّام وَكَانَ عمره ثَلَاثًا وَخمسين سنة
(خلَافَة الْقَادِر بِاللَّه)
هُوَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن الْأَمِير إِسْحَاق بن المقتدر بن جَعْفَر بن المعتضد كَانَ رجلا صَالحا عَالما كثير التَّهَجُّد وَالصَّدقَات وصنف كتابَاً فِي فضل الصَّحَابَة وذم الروافض وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمَسَاجِد والجوامع بُويِعَ بالخلافة لَيْلَة خلع الطائع نَفسه وَكَانَ غَائِبا فَقدم فِي عَاشر رَمَضَان وَجلسَ من الْغَد جلوسَاً عَاما وهنئ وَأنْشد الشّعْر بَين يَدَيْهِ وَمن ذَلِك قَول الشريف الرضي من قصيدة من // (الْكَامِل) //
(شَرَفُ الْخِلَافَةِ يَا بَنِي الْعَبَّاسِ
…
ألْيَوْمَ جَدَّدَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ)
(ذَا الطَّوْدُ أَبْقَاهُ الزَّمَانُ ذَخِيرَةً
…
مِنْ ذَلِكَ الجَبَلِ العَظِيمِ الرَّاسِي)
يَحْكِي أَن فِي زَمَانه جِيءَ إِلَيْهِ بِرَجُل قامته ذِرَاع وَاحِد ولحيته شبران وأذناه فِي غَايَة الطول وَالْعرض المفرط دور الْوَاحِدَة أَرْبَعَة أَذْرع فطافوا بِهِ بَغْدَاد وَكَانَ من يَأْجُوج وَمَأْجُوج رمت بِهِ الرّيح من فَوق السد فأحضر الْقَادِر لَهُ أجناسَاً من التّرْك فَلم يفهموا كَلَامه وَاسْتمرّ الْقَادِر إِلَى أَن توفّي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين
وَأَرْبَعمِائَة وَمُدَّة خِلَافَته إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وعمره سِتّ وَثَمَانُونَ سنة وَثَمَانِية أشهر ويومان قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ كَانَ فِي عصر الْقَادِر رَأس الأشعرية الإِمَام الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق الإسفرايني قلت هَذَا الإِمَام هُوَ جد الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى جَامع هَذَا الْكتاب وَقد ذكره ابْن قُتَيْبَة وَغَيره بالسيادة وَشرف النِّسْبَة المحمدية الحسينية وَالْبَعْض الآخر لم يذكرهُ بسيادة وَشرف من المؤرخين لنسبه فَيحْتَمل صِحَة النِّسْبَة وَيكون من إِطْلَاق من أطلق اعْتِمَادًا على تَقْيِيد من قيد على أَن لي اتِّصَالًا لَا ريب فِيهِ بنسبه عليه الصلاة والسلام من جِهَة الْأُم فأرجو بهما أَو بِهِ الْفَوْز الآخروي بِرِضا الله تَعَالَى على أَنِّي بِحَمْد الله متشرف بانتظامي فِي سلك وارثي علمه عليه الصلاة والسلام فرعا عَن أصل آصل سلسلة علم مَا فصلها بِحَمْد الله جَاهِل عُلَمَاء محققين فضلاء مدرسين وَإِن عريت عزائمي عَن ذَاك ومنيت أسبابي عَمَّا هُنَاكَ فَفِي ولائي لأهل يته ومحبتي وَحسن اعتقادي وخدمتي مَا يُقَوي قوى أمراس أملي وأطمع بِهِ أَن يمحي خطأ خطط خطلي وَرَأس المعتزله القَاضِي عبد الْجَبَّار وَرَأس الرافضة ابْن الْمعلم وَرَأس الكرامية مُحَمَّد بن الهيصم وَرَأس الْقُرَّاء أَبُو الْحسن الحمامي وَرَأس الْمُحدثين الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد وَرَأس الصُّوفِيَّة أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ صَاحب كتاب مَنَاقِب الْأَبْرَار ومحاسن الأخيار وَرَأس الشُّعَرَاء أَبُو عَمْرو بن دراج وَرَأس الْكتاب المجودين ابْن البواب وَرَأس الْمُلُوك السُّلْطَان مَحْمُود بن سُبكتكين انْتهى وَزَاد السُّيُوطِيّ فَقَالَ وَرَأس الزَّنَادِقَة الْحَاكِم بِأَمْر الله العبيدي وَرَأس اللغويين إِسْمَاعِيل الْجَوْهَرِي وَرَأس النُّحَاة عُثْمَان بن جني وَرَأس البلغاء البديع الهمذاني وَرَأس الخطباء ابْن نباتة صَاحب الْخطب الْمَشْهُورَة وَرَأس الْمُفَسّرين أَبُو الْقَاسِم ابْن حبيب النَّيْسَابُورِي وَرَأس الْخُلَفَاء الْقَادِر بِاللَّه فَإِنَّهُ من أعلامهم تفقه وصنف ومدته فِي الْخلَافَة من أطول المدد